| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمد علي الشبيبي

Alshibiby45@hotmail.com

 

 

 

                                                                                     الجمعة 21/10/ 2011

 

من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي
(1913 – 1996)

محمد علي الشبيبي

4- ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف

مقدمة
القسم الرابع والأخير من (ذكريات معلم) عنوانه (ثورة 14 تموز والسنوات العجاف). يتناول فيه المربي الراحل كيف كان تأثير تلقي نبأ ثورة 14 تموز على والده. وتأثير منجزاتها على الحياة العامة. ومن ثم تذبذب نهج الزعيم سياسيا، وتأليب القوى السياسية على بعضها، وتردده في الوقوف بحزم ضد المؤامرات والمتآمرين بينما كان متشدداً مع القوى الوطنية ذات المصلحة الحقيقية في الحفاظ على مكاسب الثورة.

في تموز 1958 تدهورت صحة الشيخ الجليل - والد الشهيد -، ويأس الأطباء من إمكانية شفائه أو تحسن صحته، حتى أنهم لم ينصحوا بنقله إلى المستشفى. وكان الشيخ في جميع صلواته يدعو من الله أن يشهد نهاية الطغاة. وفي صباح 14 تموز هتف أخي الأكبر "كفاح" بعد أن أستمع لإذاعة بغداد "إنها الثورة!". وبشر جده المستلقي في الفراش وهو في نصف غيبوبة بهذا الخبر السعيد. تفاجأ الجميع بردة فعل الشيخ، ومحاولته الجلوس هاتفا بفرح "الحمد لله ، شكراً لك يا رب فقد استجبت لدعائي!". فكان نبأ الثورة الدواء الشافي للشيخ.

عانى الشيخ الجليل رغم تقدمه بالعمر في ظل الحكم الملكي من الاضطهاد والمضايقات حتى في معيشته، وللأسف تحالفت القوى الدينية الرجعية مع سلطات الحكم الملكي في محاربته في كسب رزقه، وذلك للضغط عليه وحرفه عن توجهه المنبري التنويري في كشف الفساد والظلم الاجتماعي وتوعية مستمعيه. وتمادت سلطات النظام الملكي في اضطهادها للشيخ الجليل باعتقاله وإرساله إلى كربلاء، ومن ثم تقديمه إلى محكمة في الرمادي -وقد قارب الثمانين عاما- بعيدا عن محل إقامته خوفا من غضبة أنصاره. وبالرغم من هذه المضايقات وما أصابه من نكبات بدءا بإعدام ابنه "حسين" وسجن ابنه الأصغر "محمد علي" وفصل واعتقال ابنه الأكبر"علي"، فان الشيخ بقى صامدا صلبا في مقارعة الظلم وفضح عملاء النظام ومرتزقته.

أن الثورة بمنجزاتها السياسية والاقتصادية وما حققته في المجال الاجتماعي قد غيرت حياة الشعب العراقي كثيراً وكادت أن تنقل العراق نقلة نوعية متقدمة، لولا تلكؤ قاسم وشراسة المؤامرات التي اشتركت فيها جميع القوى المستفيدة من العهد الملكي والتي تضررت بمنجزات الثورة أو أنها اختلفت مع مسيرة الثورة بسبب مواقفها الأنانية الضيقة.

ويتحدث الوالد عن نجاح ثورة تموز وبداية عهد جديد. ودوره في إحياء جمعية المعلمين والعمل من أجل توحيد المعلمين في قائمة وطنية موحدة، بعيدا عن التحزب والحزبية الضيقة. ويوضح موقفه في العمل المهني، فيكتب "الواقع إني لم أكن قط متحيزا في نظرتي إلى كيفية خدمة المعلم عن طريق الجمعية أو النقابة في المستقبل. أنا أكره التمييز بين المعلمين من ناحية انتمائهم". ويصف أسلوب بعض القوى السياسية في تفاهمها من أجل وحدة قيادة جمعية المعلمين والسيطرة عليها، وكأنه يكتب ليومنا هذا بعد سقوط الصنم، فيكتب "... ولكن الغريب في الأمر إنهم تعاونوا مع الذين كانوا بالأمس مسيطرين على الجمعية -وفي خدمة العهد المباد- كما جرى التعبير".

وبعد مسيرة قصيرة للثورة برزت التناقضات بين قياداتها العسكرية، وبين قوى الجبهة الوطنية التي انفرطت عمليا حال إنجاز الثورة، وتخبط الزعيم في سياسته. يستخلص الوالد ملاحظاته وتوقعاته لمصير العهد الجمهوري الجديد، فيكتب تحت عنوان -من هو- "أنا أعتقد إن مقياس الديمقراطية الحقيقي هو إباحة الرأي والمعتقد ضمن الدستور المؤقت والدائم فيما بعد وداخل أحزاب لها قوانينها وأنظمتها، وإن الحكم يجب أن يكون بيد الحزب الذي يتم له الفوز بأغلبية في الانتخابات الحرة بدون تدخل السلطة المؤقته. وأن لم يتم هذا فإن انهيار الثورة محقق". لذلك هو يؤكد على أهمية الحياة الديمقراطية من خلال انتخابات حرة، وضرورة سن قانون للأحزاب ينظم نشاطاتها، فإن هذا هو صمام الأمان لمواصلة الثورة وإلا فإن انهيار الثورة محقق!؟

وانعكست آثار انتكاسة ثورة 14 تموز مجددا على الوالد مثلما على معظم فئات الشعب. فتعرض بسبب نشاطه في حركة السلم، واشتراكه مع بعض زملائه الذين بادروا لقيادة عمل "جمعية المعلمين" بعد سقوط النظام الملكي إلى الاعتقال والإقامة الجبرية في لواء ديالى بعيدا عن عائلاتهم. وبعد رفع الإقامة الجبرية تم نقل الوالد وزملائه إلى الأقضية التي أبعدوا إليها بقرار من مدير معارف كربلاء كاظم القزويني، وبضغوط من القوى الرجعية من المدينة وخارجها.

ويروي الوالد محاولة المتصرف (المحافظ) حميد الحصونة الخبيثة والحقودة لعرقلة إعادته للتعليم -بعد إنهاء الإبعاد- في نفس الخالص. وقد عُرف الحصونة بمواقفه الرجعية والانتهازية وحقده على القوى التقدمية وأشتهر بشعاره الذي رفعه بعد انتكاسة ثورة 14 تموز "أمي مخلص خير من مثقف هدام" وهذا يدل على مدى جهله وعدائه للثقافة والمثقف! وأثناء مقابلة الوالد له بوجود بعض الضيوف هاج وماج بدون مقدمات على الوالد بأسلوب بعيدا عن الأدب والذوق، مكيلا له السباب وإتهامه (شيوعي ..... أكسر راسك ...) وغيره من كلام لا يليق بمكانته كمتصرف! وهنا يكون موقف الوالد واضحا وجريئا في رده فيكتب الوالد: (... وقررت أن لا أغض النظر، وأن أرده مهما كلف الأمر ..... حين سكت قلت: الملفة ليست دليلا أبدا. وحتى لو تكلم الإنسان وادعى في وقت وظرف معين، فليس ذلك بكاف. ألم تعلن أيام تموز الأولى في الديوانية "أني نشأت أنا وفهد على رحلة واحدة في المدرسة؟". ألم تقل أثناء كلمة ألقيتها على تظاهرة شيوعيين في الديوانية لتأييد ثورة تموز "حتى قدور بيتنا شيوعية!؟". أنا مؤمن إنك لست شيوعيا، رغم ما صرحت به، وأنا أيضا ليس لي انتساب فعلا لأي حزب سياسي سري أو علني.). إن رد الوالد ومجابهته الصريحة بمواقفه الانتهازية الغبية أيام تموز الأولى كانت كالصاعقة عليه أمام ضيوفه، مما أضطره أن يتراجع عما أضمره للوالد من حقد، ولم يكن الوالد يبالي بما ستكون ردة فعل هذا الجاهل.

ربما لاحظ القارئ والمتتبع لجميع أقسام (ذكريات معلم) أن الوالد طيب الله ثراه كان يهتم ويتأثر كثيرا بطبيعة علاقات المجتمع الذي يعيش في وسطه. فهو ينتقد بمرارة وأسى بعض الطباع السيئة -في محيطه الاجتماعي القريب- كالنفاق والجبن والخبث وفقدان روح التضامن وعدم الوفاء والتردد، وكلها صفات يمقتها الجميع ظاهرياً، لكن البعض يرى أنها أو بعضها ضرورية في حياته اليومية!؟. بينما يشيد بكل ما هو إيجابي في أي مجتمع عاش في وسطه خلال رحلته التعليمية وتنقله. فيكتب عن مجتمع مدينة الخالص ( ... وأهل البلد على طيبتهم التي تتجلى لي في ابتساماتهم حين أمر عليهم مُسلِّما أو حين أشتري من بعضهم حاجة. يتجنبون الحديث معي ولكنهم يرحبون بي حين أدنو منهم لشراء حاجة). ويتحدث تحت عنوان "البلد الطيب" عن أسلوبه في علاقاته مع الآخرين، وهو أسلوب يعتمد على الثقة العالية بالنفس والقدرة في الإقناع فيكتب ( أنا لا أتخوف من الناس مهما كانت سمتهم، وقد جربت نفسي كثيرا. إني أستطيع أن أبدل ما في أذهان بعضهم عني، وأكسب محبتهم). ومن يقرأ ذكريات الوالد سيطلع كم من الأشخاص الذين كانوا يتخذون موقفا سلبيا منه ونجح في تغيير قناعاتهم عنه.

لم تمضي سوى أشهر على إلغاء الأبعاد ورفع الإقامة الجبرية على الوالد في الخالص حتى نجحت القوى السوداء في إسقاط ثورة تموز بانقلاب دموي في 8 شباط 1963 بتحالف القوى القومية والإقطاع والرجعية وبمباركة من الدول الاستعمارية في الخارج والقوى الدينة الرجعية الممثلة ببعض مراجعها. حيث بدأت مرحلة من السنين العجاف تخيم على حياة العائلة والشعب العراقي أجمع. وخيم على العراق جو مكفهر يعيث فيه الذئاب من أفراد الحرس القومي -وهي مليشيات من البعثيين والقوميين- دمارا. أنتهك فيه الحرس القومي الأعراض، وزج بخيرة الوطنيين في السجون، وتعرض ألاف -نساء، وأطفال، ورجال- إلى التعذيب والتصفية الجسدية. وتحولت الملاعب الرياضية والمكتبات العامة إلى مقرات للتعذيب والتحقيق.

ويتحدث الراحل عن هذه الفترة المظلمة من حياة الشعب، وعن التعذيب الهمجي الذي تعرض له شباب كربلاء في مركز التعذيب "المكتبة العامة" التي تحولت إلى "مسلخ بشري". فكان يعاني ويحس بآلام المعذبين خلال فترات وجوده للتحقيق في "المكتبة"، فكتب قصيدته - قولي لأمك -، ومن أبياتها:

أســــفاً لـــدار العلم بعــد العـــلم تغــــدو للعــــذاب
غرفاتها تحوي السلاسل لا الـمطــــالع والــكتــاب
والسوط قد خلف اليراع وعـنه في الـتعبيــــر ناب

ولم تنتهي معاناة الوالد والعائلة مع سقوط نظام البعث في 18 تشرين الثاني 1963، وإنما استمرت بإحالتنا جميعا - الوالد، وأخي كفاح، وأنا - إلى المجلس العرفي الأول. وأصدر المجلس قراره بسجن الوالد لسنتين وأنا –كاتب هذه السطور- خمس سنوات وشقيقي الأكبر بستة أشهر مع وقف التنفيذ.

وفي سجن الحلة يقضي والدي فترة سجنه بالمطالعة وتسجيل ملاحظاته ومتابعة ما يجري في العالم. فيجمع ملاحظاته في مخطوطة سماها - كشكول سجين - متنوعة المواضيع والمصادر. وفي السجن يعيش ويراقب المحيطين به وقد جاءوا من منحدرات اجتماعية مختلفة ويحملون أفكاراً وعادات متنوعة وحتى متناقضة. ويشبه السجن بالخمرة التي تكشف حقيقة شاربها وتفضح مدى مصداقيته بما كان يؤمن. فيسجل انطباعاته عن السجن ومجتمعه في موضعة -مآسي ومشاكل- فيكتب: (... السجن محك، كالخمرة، تكشف حقيقة شاربها، إن كان غليظ الطبع، خالي الوطاب من أدب أو علم، أو إذا كان ذا نفسية معقدة أو مشاكل لا يعرف عن أسبابها شيئا. ولا يدرك للتخلص منها سبيلا. والاتهامات والمحاكم العرفية دفعت بأناس لا يعرفون من السياسة حرفا...)

وبعد تحررنا من السجن، تستمر رحلة الوالد والعائلة في بحر تتلاطمه الأمواج، إنها السنين العجاف التي سادت العراق وغيبته عن العالم. حيث يستمر الفصل السياسي وتبوء كل محاولات الوالد للعودة للوظيفة. وتصطدم محاولاته بحقد ولؤم مدير الأمن والمتصرف في ديالى، وتوضع أمامه مختلف العقبات والأعذار التافهة لعرقلة عودته. وتبقى العائلة تعاني من ضعف المورد المالي الوحيد وشظف العيش، بينما الوالد في سفر دائم متنقلاً بين كربلاء وبعقوبة لمقابلة المسؤولين لعله ينجح في العودة للوظيفة أسوة بالآخرين من أمثاله. فيكتب عن معاناته هذه:
(لو كان سهما واحداً لاتقيته ولكنه ســــهم وثـانٍ وثالث
أجل والله، بالنسبة لي، هي أكثر من ثلاثة، إنها سهام متواصلة، حياتي غير مريحة، ولكني أوبخ نفسي. إني أحبها، فأخاطبها: إن الصبر طيب، تحقيق المطالب الحياتية بالسعي مع الصبر مفخرة، ويجعل الحياة لذيذة). نعم كانت هذه هي مبادئ الوالد في الحياة -الصبر والمفخرة-، فكان دائما يقول لنا: فكروا بمصائب غيركم تهون عليكم مصيبتكم، فهناك في هذا العالم من مصيبته أعظم من مصيبتكم!.

وبعد انقلاب 17 تموز 1968 صدر قرار عودة المفصولين السياسيين إلى وظائفهم، وشمل القرار عودة الوالد. وأيضا لم تخلُ عودته من خبث المسؤولين القدماء الجدد، فكانت عودته في مدينة الرمادي بعيداً عن عائلته، متجاهلين طول خدمته في التعليم وكبر سنه، وما يسببه هذا البعد من متاعب له. وحتى بعد نجاحه للتبادل -بجايش- مع أحد المعلمين في الحلة، فأن مدير تربية الحلة "جابر الدوري" أصر خلافا للعادة الجارية والتي تقضي مباشرته في نفس مدرسة المعلم البديل، على إبعاد الوالد عن مركز المدينة للعمل في أحدى قرى الحلة البعيدة!

ويختم الوالد حياته التعليمية التي أخلص لها وعمل خلالها بتفان، بتقاعده أواسط عام 1971 حيث كان معلما في مدرسة -أبو سِفن- التابعة لقضاء طوريج التابع للواء الحلة في وقتها. ومع إحالته على التقاعد ينهي والدي (ذكريات معلم). لكنه يبقى كما كان معلما ومرشدا حريصا على سمعة المعلم، فهو لا يبخل بتقديم النصح والملاحظات لطلبته القدامى وأصدقائه. وبحسرة وأسى متجاوزا كل ما أصابه من حيف واضطهاد بسبب ما يحمله من مبادئ سامية، فيكتب: " فليت لي حولا وقوة لأواصل رسالتي في أداء خدمة بلدي. ولست آسفا أبدا إنا نحن المعلمين كالجسر يعبر عليه الألوف ثم تبلى أخشابه، فلا تعود تذكر على لسان"

لقد نشرت (ذكريات معلم) للوالد وقبلها مجموعة قصائده (أنا والعذاب) وبعض كتاباته المتفرقة. إن ما قمت به من عمل متواضع بنشر بعض مخطوطات الوالد جزء من واجبي كابن، وتلميذ وفيٌ كنت ومازلت استعين به، وكزميل زاملته في المعتقلات والسجون، وكمربي أصابه الغبن والحيف في حياته من قبل أنظمة استبدادية. أرجو أن أكون قد وفقت بنشر وطبع كتاباته، وهذا أقل ما يمكن أن أقدمه وفاءاً لذكراه الطاهرة.

ألناشر
محمد علي الشبيبي
السويد ‏‏12‏/05‏/2011
 

4- ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف
(25)

هذه الحلقة الأخيرة من (ذكريات معلم). لابد أن أقدم جزيل شكري لجميع الأصدقاء الذين كتبوا لي وأبدوا ملاحظاتهم والذين تذكروا معلمهم ودوره في وضع اللبنات الأولى في طريقهم طريق العلم والأدب وكتبوا رسائلهم وهي تعكس الوفاء الأصيل لمعلمهم. شكري الجزيل للجميع

1-11-1970 المربي المربي علي الشبيبي في طريق عودته إلى عائلته من مدرسة "أبو سفن"، طريق ترابي لا يمكن السير فيه ً خلال موسم الأمطار ولا صيفا تحت أشعة الشمس الحارقة، هكذا تعاملت السلطات الاستبدادية في مختلف العهود مع المربي الراحل لكسر إرادته ومعنوياته دون أن تأخذ بنظر الاعتبار تقدمه في العمر!  لكنه ظل صامدا لفكره ولمهنته التي أحبها ويتمنى لو أطال الله في عمره ليواصل مهمته التعليمية.

شرق وغرب/2                                              

في عراقنا الحبيب تم إعدام خونة جواسيس مخربين. وعلى أثر إعدامهم أعلنت سوريا تأثرها لمقتل العقيد عبد الكريم نصرت. وقالوا انه قتل على يد صبي له به علاقة غير بريئة! في عراقنا في هذا العصر لا يستطيع احد أن يصل إلى سر وحقيقة الذين يصلون إلى الحكم. ولكن حين يفشلون أو يحتل الحكم من هو أقوى منهم، تظهر حكايات لا يستطيع احد أن يجزم بصحتها! ثم حدث في 27/1 انشقاق في صفوف الفدائيين. وفي 20/2 إعدام وجبة أخرى من الجواسيس عندنا، أكثرهم مسلمين.

وعرض الشخصية اللامعة عزيز الحاج في تأريخ نضال شيوعيي العراق والذي انشق عن حزبه في السنوات الأخيرة، وسمى منظمته القيادة المركزية. ظهر وكأنه في ندوة، ولكنها عبارة عن اعتراف بسوء تصرفه في قيادته، وأدانها بشكل مهين، وطعن الأحزاب الشيوعية وحركة البرزاني.

وأذيع بيان الهيأة القومية احتجاجاً على ما أذاعه الملك حسين من موافقة على مقترحات الدول الأربع من الحل السلمي لمشكلة الشرق الأوسط، وإسرائيل إنها أيضا تبدي الرفض.

نحن نعرف رأي حزب البعث حول تلك المقترحات، والتي يرفضها أيضاً الفلسطينيون.. وأحد أركان الحزب –فؤاد الركابي-، سبق له أن ذكر حسين بما يجعل العراق وحزب البعث بالذات لا يؤيد حسين بل ويتهمه. وقد جاء في الكراس المعروف بـ "الحل الأوحد" (تتالت المعلومات تؤكد لنا إن هناك فئة مرتبطة بالملك حسين، وتمول من قبله قد بدأت تعد لعملية اغتيال قاسم. هذه العملية من شأنها أن تطفئ ثورة 14 تموز، وتعيد العراق بشكل أكيد إلى القبضة الاستعمارية الرجعية من جديد) وجاء أيضا قوله (سيما وأننا علمنا بان الملك حسين كان في ذلك الوقت  ينشط نشاطا محموما في العراق لأحداث تغيير فيه لصالحه) (الحل الأوحد لفؤاد الركابي ص65 وص72). ولم تكن الإذاعة إذ ذاك حين تذكره -حسين- إلا باسم ابن زين!

ومؤتمر الأدباء هل جاء بجديد؟ من يستمع لكلمات ممثلي الوفود يعرف أن ما قالوه عن مشاكل البلاد العربية، إنما هو ترديد لما قيل في المؤتمرات السابقة. ومن الطريف ما سمعته من المعلق في الراديو بقوله: نتمنى للمؤتمرين أن يعملوا بنصائح السيد رئيس الجمهورية!

يبدو في أفق السياسة الداخلية ما يهدد امن الوطن حيث صدر قرار من رئيس الجمهورية بموجب المادة 20 من قانون السلامة الوطنية رقم 4 في 24/4، احتجاجا على تحرشات إيران.

وفي الوقت الذي يفكر فيه الناس عما يتمخض عنه العالم من مواقف لصالح السلم أو تهديد له، يقوم في كربلاء مجموعة من المحسوبين على الدين بفتح جامع السنة، وعلقوا عليه عنوان -جامع السجاد- وصلوا فيه وكان أبرز هؤلاء المتحمسين الشيخ عبد الزهرة الكعبي وسعيد زيني، وآخرون يدعون حفاظ القرآن. ولكن وزارة الأوقاف ردتهم عن فعلتهم فغادروا الجامع بالسيارة المسلحة، ثم عين للجامع إمام ملائم! الحمد لله إننا نتنافس على الجوامع وهي كثيرة وكثير منها بلا إمام. ولكنا لا نتنافس على التوحد والوئام.

دُعيّ الشيخ عبد الزهرة الكعبي مرة للانضمام إلى حركة السلام، فرفض الدعوة، انه يعتبرها حركة شيوعية، وهو يعرف في الحقيقة معنى السلام وانه من أجل الجميع كما انه ليس حركة سياسية. لكنه أجاز لنفسه إثارة حركة طائفية. ولماذا لا تكون الجوامع للمصلين من أية طائفة؟ وكيف تتم وحدة أناس يتفرقون حتى في أداء عبادة ربهم  الذين يعترف به الجميع انه رب الجميع، ونبيهم أيضا نبي الجميع! وقد اعتقل في 26/2/1969 بطلا هذا العمل وأخذا إلى بغداد، وحين عادا بعد أيام كانا يتبجحان بأنهما كانا بطلين وقد دافعا عن أنفسهما بشجاعة. ولكن ما الاتهام الذي صداه؟

وبسبب موقف إيران من قضية شط العرب فقد اتخذت الحكومة في 5/5/69 العراقية إجراء ترحيل -الإيرانيين- فانتصر لهم السيد محسن الحكيم. كان في كربلاء، فغادرها إلى النجف حين علم ببدء الترحيل، وزاره نائب رئيس الوزراء حردان التكريتي فصدرت برقية (أوقفنا الترحيل ريثما يصل ابن الشاه للتوسط في المسألة) بينما اخذ معظم الإيرانيين يبيعون أثاثهم وبيوتهم ويتهيأون للسفر. يحاول الحكيم أن يثيرها شعواء بتنقله بين الكاظمية وكربلاء والنجف. وتحمس بعض أتباعه لزيارته كوفود. كما إن آخرين -غير عرب- تراشقوا مع الشرطة، فهب سواق السيارات في النجف وطاردوهم بالقوة. ثم أصدرت الحكومة إشعار بعدم ترحيل الإيرانيين، وتجديد إقامة من انتهت إقامته، وقبول عودة من سافروا. والله اعلم ماذا في الأفق مستقبلاً. وليتذكر الحكيم موقفه يوم لعلع الرصاص في الصحن العلوي أيام نوري السعيد وصمته!

الحكومة القائمة في نشاط دائب. فقد سنت تشريعات جديدة. منها: 1- تعديل قانون الإصلاح الزراعي، خاصة ما يخص الناصرية والعمارة. 2- سن قانون جديد باسم -قانون الواجب-. 3- قانون الخدمة العسكرية. ولكن لماذا فوجئنا بارتفاع أسعار الشاي والسكر واختفيا من الوجود؟

وفي 20/5 عقد مؤتمر اتحاد الجمعيات الفلاحية ببغداد، وحضر المؤتمر وفود من جميع الأقطار والدول الاشتراكية. وحين خطب الرئيس أشار إلى حجز أموال بعض الكبار مثل، مدحت الحاج سري، رشيد مصلح، حسن ثامر، صديق شنشل، هؤلاء نعرف عنهم أنهم من السياسيين الذين حاربوا قاسم من أجل الفكر القومي. فما حدا مما بدا؟ حتى عرض يوم 7/5/69 العميد المتقاعد -مدحت- على شاشة التلفزيون، فأفاد عن اتصاله بالمخابرات الأمريكية منذ عام 1960، وذكر أمثاله  -مهدي الحكيم-. وانه يرأس جماعة وأنهم حضروا عدة جلسات لتنظيم حركتهم. وذُكر أن البزاز سيعرض عن قريب، كرد على خبر نشرته جريدة الرأي العام الكويتية، بأنه مات في أحد سجون بغداد بشكل غامض.

ومن الصدف النادرة عندي أن أقوم بجولة، وحب التجول عندي من أحب الأمور. فالمرء في رأيي يجب أن يكون على علم بسائر شؤون بلاده، وما فيها من آثار الأجداد، وما ضمت من روائع، وما يجب أن يعرف ساكنوها عن تأريخ البلد. ولكني مُعرض للبلاء من جهة ومن جهة أخرى إني احرص أن أوفي العائلة ما يلزم لها عليّ. فراتبي المحدود، والديون تراكمت عليّ بسبب ما تعرضت له من مواقف وسجون، سبب تأخر ترفيعي، بل حرماني، حتى أن بعض المعلمين ممن درسته في الابتدائية قد بلغ مرتبه التقاعدي ضعف راتبي أو يزيد.

جولتي هذه حين سافرت إلى محافظة الكوت. زرت الحي، وزرت فيه قبر الصحابي سعيد بن جبير وقد سعى لتشييد قبره السيد محسن الحكيم. وقد قتله الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد عرف بالشدة والفتك بالعلويين من أهل البيت ومن والاهم. كادت الدموع تنهمر من عيني، فانا أمام مرقد مضطهد وقيل استشهد بسبب معتقده، وقد ترك الحجاج سمعة عن بطشه ضرب بها المثل.

وعن العامة عندنا في النجف حين يضيع لهم -مال- أو حاجة ثمينة خارج البيت، يخرج منادٍ يعلن ويسائل السامعين بقوله: يا سامعين الصوت، أولكم محمد وثانيكم علي على الشاف وسمع أو لقي ... يسلمها إلى ....! وقرأت ذات مرة تحقيقاً لأحد أدباء النجف في الأمثال والعادات. فكان يصحح هذا الإعلان بقوله: يقولون يا سامعين -الصوت- وهو في الأصل يا سامعين -السوط- ذلك لأن الأسلوب في الإعلان عرف أيام الحجاج الذي كما عرف بقسوته ضد من لا يوالي بني أمية عرف أيضاً بالحكم الصارم تجاه اللصوص والمجرمين. فكان الناس إذا فقدوا حاجة يعلن عنها معلن يذكرهم بسوط الحجاج! لكن الناس المتأخرين بدلوا جهلا منهم السوط بالصوت ينبهون من وجدها فيعيد الحاجة. مع ذلك فالتأريخ يذكرنا أيضاً انه كان يقدر الظَرف والأدب والشجاعة في الرأي.

ومما يروى أن الحرس الليلي  ألقى القبض على ثلاثة من الشباب. رغم علمهم أن الحجاج قد منع الخروج ليلا في وقت متأخر. ولما سألهم الحرس من أنتم؟

أجاب الأول:

أنا ابن الذي دانت الرقاب له                                ما بين مخزومها وهاشمها
تأتي إليه الرقــاب صاغــرة                                  يأخذ من مالهـا ومن دمهـا

وأجاب الثاني:

أنا ابن الذي لا تنزل الدهـــر قدره                          وان نزلت يوما فسوف تعود
ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره                          فمنهم قيــام حـولهــا وقعــود

وأجاب الثالث:

أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه                        وقوّمها بالسيف حتى اسـتقامت
ركابــاه لا تنفــك رجـلاه عنهمــــــا                        إذا الخيل في يوم الكريهة ولت

وقد أمسك الحارس عن قتلهم ضناً منه، أن الأول ابن كبير ذي سلطة، والثاني ابن كريم من أجواد العرب، والثالث ابن فارس شجاع! وترك أمرهم إلى الصباح ليسلمهم للحجاج ليبت بأمرهم. وحين مثلوا أمام الحجاج صباحا، سألهم من أنتم؟ ولما استمع لإجاباتهم، عرف أن الأول ابن حجام، والثاني ابن صاحب مطعم والثالث ابن حائك. فعفى عنهم لظرفهم وحسن أدبهم وفصاحتهم، وقال لجلسائه: علموا أولادكم الأدب ، فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم . ثم أطلقهم وانشد

كن ابن من شئت واكتسب أدبا                    يغنيك محمــوده عن النســب
إن الفتى من يقـــــول ها أنا ذا                        ليس الفتى من يقول كان أبي

وكذا يذكر أن شابا أو قارب سن الشباب دخل مجلسه ولم يسلم، وقف كأنه جاء ليهزأ من سلطة غاشمة، ويسخر من جبار وهو في مقر حكمه. وحوله وجهاء البلد. وجرى بينه وبين الحجاج حوار كان في غاية الجرأة والتحدي. ولما سأل الحجاج جلاسه: ماذا ترون من أمره؟ حرضوه على البطش به! فردّ الشاب بجرأة، وقال: جلساء أخيك خير من جلسائك، يا حجاج!" قال الحجاج: تعني أخي محمد بن يوسف؟ قال الشاب: على الفاسق الفاجر لعنة الله، إنما أعني فرعون مصر، حين قال لجلسائه، ما ترون أن أفعل بموسى؟ قالوا: أرجه وأخاه. أما جلساؤك فحرضوك على قتلي. وخرج الشاب بسلام. الحوار بين الشاب والحجاج طويل مروي في كتاب -العقد المفصل- للسيد حيدر الحلي.

في كل العصور والأزمان يحتل رجال كالحجاج سُدة الحكم. يبدون ذوي مروءة مع من يتملقهم ويخشاهم، ويصيب بولائه وخدمته عيشاً ورفاهاً. وأولئك الحكام سواءاً كانوا ولاة بدرجة الحجاج أو باسم خليفة أو ملك أو رئيس. يكون كريما ومثال السماحة، ولكن مع من يواليه ويذود عنه. أما من له في أمره رأي يستمده من دينه أو من عهد قطعه ذلك الوالي أو الخليفة أو الملك، لكنه بعد ما ثبت أقدامه، وكوّن حاشيته، ورجالا اشترى ذممهم بالمال والعطاء. فانه لا يعود يستعمل إلا الشدة، والعنف، فلا يرى ذو الدين، وذو الشعور بالكرامة، والعارفون بأصول الحكم ، والذائدون عن مصلحة الرعية، وما للإنسانية  هؤلاء نصيبهم الموت أو السجون، أو أن ينكمشوا على أنفسهم متمسكين برأي الحق، ولكن مع السر والخوف. والتأريخ مليء  بمختلف الأمثال ونماذج للحاكم والمحكوم. وسيبقى كذلك مادام المجتمع طبقات. مستغَل ومستغِل، وكادح متعب ومالك في النعيم، سيد وعبد. ولكن سيرة البشرية، وتبدل أساليب المعيشة، والنظم، من أيام الرق ثم إلى النهضة الصناعية، كل هذه التبدلات علمتنا، أن حكم الرأسمال، وملوك الكرم والبترول والحديد، ومناجم الفحم، وحماتهم الذين يحتلون مراكز الحكم بتأييدهم ويسيطرون على الشعوب في الشرق والغرب، بتسلط المغرمين بالحكم عن طريق عشاق الحكم والزعامة، فيسندهم المستعمر -حسب قواعد الاستعمار الحديث- ثورة من أجل الشعب!

نحن نعرف إن للثورة معنى واحداً. الثورة الفرنسية قضت على الإقطاع، والثورة البلشفية قضت على القيصرية والرأسمالية في بلاد الروس وما يتبعها. وفي الشعوب الأوربية التي ما تزال، تحكمها حكومات رجعية، حكمها لصالح الطبقة الرأسمالية. نسمع عن نضال الطبقة العاملة فيها ووثباتها، وحققت الطبقة العاملة في -تشيلي- حكما ديمقراطيا وجبهة وطنية، وبمساندة الاستعمار العالمي برئاسة أمريكة حدث فيها انقلاب رجعي، وقاومت الطبقة العاملة مقاومة صارمة شجاعة، لكنها لم تنجح إذ كانت في بداية أمرها وسُفكت دماء، وأزهقت أرواح. وأخذت الطبقة العاملة والشعب التشيلي يتحرك من جديد ولابد أن ينتصر. الثورة إذن: هي التي تهدف إلى التحول من حكم الأقلية المستغِلة إلى الفئة المستغَلة بقيادة البروليتاريا، وبنور الفكر الاشتراكي حسب. وهذه القيادة لا تنافي أبداً والمصلحة القومية، شرط أن لا تكون مبنية على التعصب البرجوازي.

لقد جربت كثير من الحكومات وما ادعته من تقدمية ومن اجل الطبقة العاملة، وضد الاستغلال. إلى كثير من هذه الادعاءات. لكنها تشتري الذمم لتأييدها، فمن لا يرقص تأييدا وثقة، وان لم يكن يعلن عداءً يصبح هدفاً للتهم والشكوك. ولا حاجة أن اضرب المثل بما لقيت، وأنا ابعد من يكون عن ساحات النضال، وهذا ما يؤسفني ، لأني لم أعد أثق بالكثير الكثير .... وقد وجدت الأكثرين يقفزون من فئة إلى فئة.

أمس 9/4/1969 بُلغت بواسطة تربية الحلة بلزوم الحضور إلى محكمة أمن الدولة. مع أن قرار مجلس قيادة الثورة قد أعلن غلق كافة الدعاوى السياسية. فهلا سمعت بهذا مديرية تربية بابل؟ ومع هذا فقد راجعت المحكمة العسكرية. أجابوا: اُغلقت، وتنفست الصعداء. الحكومة الحالية ما تزال تشرع قوانين وتصدر قرارات، تبشر بخير، وعسى أن تستمر، فالبلد الطيب يخرج نباته وما خبث لا يخرج إلا نكداً.

ويبدو إني قد أدرج اسمي عام 1971 ضمن من بلغ من العمر ستين عاماً ومدة سنيّ الوظيفة ثلاثين عاماً، ذلك بسبب خطأ في سن ميلادي، سجل ميلادي 1908 والصواب 1913. ذلك لأني إنما عدت إلى الوظيفة لأستوفي حقي الذي ضاع بين فصلي وحرماني منه حتى وأنا في الوظيفة. ولكن بعض ذوي المحضر الطيب، طلب تأجيلي فانا لم أستوف حقي في الخدمة من الدرجات التي فاتتني، إذ فصلت في العهد الملكي، وحين عدت حرمت من الترقية. ثم سحبت يدي بعد انقلاب شباط 1963 ومن ثم فصلت عام 1964 ولم اعد كسواي إلا في بداية العام الدراسي 1968/1969. وطالبت باعتبار مدة الفصل خدمة لأغراض التقاعد والترقية والعلاوة فلم اُجبْ! بينما أعيد الذين حكموا معي وأدينوا باعترافهم، واعتبرت لهم مدة الفصل خدمة. وقدمت كثير من العرائض فلم الق استجابة ولا رداً وكأن الجهات المعنية متأكدة من صحة الاتهام. ولا يحزنني الأمر لو أن للاتهام صحة.

أنا فرح أيضا بمناسبة حصول ولدي محمد على زمالة إلى بولونيا وتهيأ لعمل ما يلزم من جواز سفر وغيره. اثنان من إخوته وصلا إلى مبتغاهما. الكبير تخرج من كلية التربية، وتخرج الأخر منها أيضاً، ولكن شتان بينهما. الأول على جهودي ومتاعبي، أما الثاني فبنشاطه وهمته ومساندتي له للنجاح بمراجعة الدائرة الخاصة لأمور التعيين -معلما مسائيا- ليكون في النهار طالبا جامعيا. أخوهم هذا الأصغر، صار عاملا في معمل التعليب، وعمل بسكينة وصبر لـ 16 ساعة في اليوم من أجل أن يجمع ما يمكنه للسفر الذي كان ينتظره بعد عدة محاولات فاشلة.

أنا في هذه الساعة كنت في المستشفى. كاتب الطابعة يضحك. قلت مالك؟ قال: أنظر. تأملت على الطابعة أمر إداري مفاده إن المستخدم يضاف إلى راتبه 150 فلساً. وأثناء الطبع أوعز إلي الآن مفاجأة انه عين بوظيفة براتب قدره مئة وخمسين دينارا. قلت لابأس. احذف فلسا واكتب بدلا منها -دينار-. بينما لو جرد راتبي من الزوائد والإضافات التي تفضلت بها الحكومة -حسب نسب معينة- لما كان أكثر من سبعة وثلاثين دينارا.  عن خدمة قدرها ثلاثون عاما إلا أربعة شهور. حكمتك يا رب!


السويد ‏21/10/2011


من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (24)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (23)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (22)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (21)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (20)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (19) 

من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (18)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (17)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (16)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (15)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (14)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (13)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (12)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (11)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (10)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (9)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (8)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (7)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (6)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (5)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (4)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (3)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (2)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - ثورة 14 تموز 1958 والسنوات العجاف (1)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (13)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (12)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (11)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (10)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (9)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (8)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (7)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (6)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (5)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (4)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (3)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (2)

من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - عودة ومصائب وعواصف (1)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (21)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (20)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (19)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (18)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (17)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (16)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (15)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (14)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (13)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (12)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (11)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (10)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (9)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (8)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (7)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (6)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (5)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (4)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (3)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (2)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - الدرب الطويل (1)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (22)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (16)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (15)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (14)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (13)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (12)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (11)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (10)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (9)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (8)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (7)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (6)
من مذكرات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (5)
من كتابات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (4)
من كتابات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (3)
من كتابات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (2)
من كتابات المربي الراحل علي محمد الشبيبي - معلم في القرية (1)



 

free web counter