|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  20  / 3 / 2017                                 يوسف أبو الفوز                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الكلام المباح (133)    

تّفّاح حَلبجّة ! *

يوسف أبو الفوز
(موقع الناس)

في بيت صديقي الصَدوق أَبُو سُكينة، كنت اتحدث عن تفاصيل أمسية تأبينية بمناسبة ذكرى جريمة حلبجة الشهيدة، حضرتها وبينت في مساهمتي وفي كلمة قصيرة التأكيد بأن جريمة حلبجة، وأذ ستبقى وصمة عار في جبين مرتكبيها، فأن الغضب وليس الحزن يجب ان يتلبسنا في ذكراها. الغضب الذي يجفف الدموع ويثير الاسئلة. الاسئلة التي تبدأ بلماذا حدثت الجريمة؟ ومن المسؤول الاساس عن ذلك؟ وهل هناك أمكانية لتكرارها؟ وذكرت ان فكر البعث الصدامي الشوفيني وسعيه لاقصاء الاخر بأي وسيلة، هو السبب خلف الجريمة، وان من اصدر الامر بالقاء القنابل الكيماوية، بعطر التفاح، على المدينة الوادعة ليغتال الحياة فيها، كان يريد أقصاء الاخر من المشهد والحياة لانه يريد الساحة لنفسه وحده. وهذا الفكرالاقصائي اذ لبس في زمن الديكتاتور صدام حسين بدلة زيتوني يمكنه ان يلبس أي زي اخر، حين تتوفر له الظروف المناسبة والدوافع.

وبدا جَلِيل غاضبا، وهو يعلق بأن هناك من تاجر بمأساة حلبجة وترك الضحايا دون انصاف بشكل حقيقي. حاولت التخفيف من غضبه، وانا ادور في اجواء افكار الكلمة التي قدمتها، فقلت : أن انصاف الشهداء والضحايا دائما يتجسد في محاربة الفكر الذي يقف خلف اسباب المأساة !

سألتني سُكينة : حسب كلامك ، هل تعتقد بأمكانية تكرار مأسأة حلبجة مرة اخرى؟
من مكانه اجاب جَلِيل بذات النبرة موجها كلامه للجميع : طبعا، وماذا تظنون بمأساة الموصل وما حصل؟ اليست هي حلبجة ثانية؟ انظروا عدد الشهداء والضحايا والنازحين في هذه المأساة؟ أنظروا أسباب حدوث المأساة وكيف ان عصابات داعش الارهابية احتلت بسهولة واحدة من اكبر مدن الوطن؟ الا توافقوني بأن ان الاحتراب الطائفي والصراع على المغانم ومحاولة أقصاء الاخر، كانا من الاسباب الاساسية لهذه المأساة ؟ ولذا انا اشعر بالغضب حين اجد هناك من يستثمر مأساة شعبي ويتاجر بها لاغراض سياسية.

سعل أَبُو سُكينة فالتفتنا اليه جميعا فقال : ذكرت لي أم سُكينة، انها قابلت أمراة من الناجين، وكانت طفلة في يوم جريمة حلبجة. هذه المراة، حرمّت على نفسهاوطول عمرها، ان تأكل التفاح، لأن السلاح الكيماوي الذي استخدمته طائرات المجرم صدام وقتل الالاف من الناس الابرياء كان له رائحة التفاح . يا بوياااااااا يا سُكينة ، هاي احنا شلون راح نموت من الجوع !

واذ نظرنا اليه باستغراب، واصل وبشكل جاد تماما : بعد الان مو بس تفاح ما راح ناكل، يجوز راح نتعقّد وما نقدر نشتهي ناكل كل شيء، لان عدنا بعض الجماعات تريد تقصي الاخر بأي وسيلة، حتى هي تبقى تحوش الاكو والماكو، يعني عندها أستعداد تضرب كيماوي بكل الروائح... بروائح البطيخ، روائح الباذنجان وحتى بروائح البصل !
*


* طريق الشعب العدد 149 ليوم الاثنين 20 آذار 2017
 

الكلام المباح (132)  مُناَوَرةُ .. مُناَوَرَاتْ !
الكلام المباح (131)  أَبُو سُكينة يَطْلبُ اَلمُساعَدة !
الكلام المباح (130)  حَيَوَانَاتٌ مُفترِسَةٌ !
الكلام المباح (129) طَّائِفِيُّ نصَّفَ رُدْنِ!
الكلام المباح (128)  الرِّهَان!
الكلام المباح (127)  العُرْسُ الشّيوعيَّ!
الكلام المباح (126)  تُرابْ ... ترامبْ !!
الكلام المباح (125)  إبن سَكّرة : هَلْ سَمَعْتُمْ بهَذَا الاسْم ؟!
الكلام المباح (124)  عن حلاقة اللحى !
الكلام المباح (123)  أبنةُ جُحا !
الكلام المباح (122)  هَذَا زَّمَانُك يَا لِّصّ بَغْدَاد !!
الكلام المباح (121)  الجَوَابُ الشَّافي !
الكلام المباح (120)  رَأْسُ "باتّا"!!
الكلام المباح (119)  مَصِيرُ المُتحاذِق!
الكلام المباح (118)  مَا الَّذِي قَالَهُ شِكسبير لأَبي سُكينة؟!
الكلام المباح (117)  أَسْرَارُ الخَرَابِ !
الكلام المباح (116)  فِيمَا يَتَعَلَّقُ بالتِّبْنِ!
الكلام المباح (115)  الحوافِزُ ولُعْبَة جَرَّ الحَبْلِ !
الكلام المباح (114)
  النُزُول مِن القَنَفةْ!
الكلام المباح (113)  مَتَاهَةٌ الـ 28 !
الكلام المباح (112)  وَثائِقُ بَنَما العِراقِيَّةُ!
الكلام المباح (111)  جِسْرُ الْلاعَوْدَة ! 
الكلام المباح (110)  مَعايير خاصَّة للحُكْم !
الكلام المباح (109)  "باس وورد" الأصلاح !
الكلام المباح (108)  صُورَةٌ صَدَّام !
الكلام المباح (107)  سِياسَةُ خَلَفَ "الروف"!
الكلام المباح (106)  أَبُو سُكينة وجَمَاعَةٌ ألأنَّنَو!

الكلام المباح (105)  أَبُو سُكينة وعَامُ القَرَد!
الكلام المباح (104)  الكَلاَمُ الحامِضُ وَسَّرَطَانُ الكَرَاهِيَة !
الكلام المباح (103)  أَبُو سُكينةْ وباصْ ستّاليِن !

الكلام المباح (102)  چۆنى كاكه !
الكلام المباح (101)  حِزامُ السِّيَاسَة !
الكلام المباح (100)  خَريفُ ألمُحَاصَصَةٌ !
الكلام المباح (99)  ألاَمْوَاجٌ الهَادِرَة !
الكلام المباح (98)  قَانُون أَبُو سُكينة !
الكلام المباح (97)  يَسقُط أَبُو سُكينة !
الكلام المباح (96)  جَمَاعَةُ الْمَطَارِ !
الكلام المباح (95)  هَيْبَةُ اَلدُولمَّة !
الكلام المباح (94)  مَنْ يَتحَسَّسَ جَيْبه؟!
الكلام المباح (93)  وِزَارَة العَضِّ !
الكلام المباح (92)  حِينَ تضْطُرَّ للتندَّرِ عَلَى نَفْسك!
الكلام المباح (91)  أَبُو سُكينة وَمُتَلاَزِمَة بِيتَر بانْ !
الكلام المباح (90)  الشَّرُّ وَمُسْتَلْزَمَاتْ طَرَدَهْ!
الكلام المباح (89)  أبو سُكينة وحَلَزُون ماركِس !
الكلام المباح (88)  نَوْرُوزٌنَا مَعَكُمُ !
الكلام المباح (87)  من هي "ماعش" ؟!
الكلام المباح (86)  من دونهُنَّ كَيفَ يَكُون المُجْتَمَع؟!
الكلام المباح (84)  مَنْ يَسرِق فَرَح النَّاس ؟!
الكلام المباح (83)  "مثرودة" بالجَوْز واللَّوْز !

الكلام المباح (82) أبو سكينة و معجزات هرقل!
الكلام المباح (81) أكلات فضائية وما شابه!
الكلام المباح  (80) (آآآآخ من ألخ !)
الكلام المباح  (79) ("التوازن" وعمود الكهرباء !)
الكلام المباح  (78) (من يعرف المستهل ؟!)
الكلام المباح  (77) (حزن سنجار وبعض القطط !)
الكلام المباح  (76) (داعش وماعش وشرطة المرور !)
الكلام المباح  (75) (الحلاقة والأرهاب!)
الكلام المباح  (74) (آمرلي ومالك الحزين!)
الكلام المباح  (73) (شيء عن الحياة !)
الكلام المباح  (72) (ما بين الموصل وغزة !)
الكلام المباح  (71) (غضَب !)
الكلام المباح  (70) (الْمُفَاضَلَة !)
الكلام المباح  (69) (الأخطر من ذلك!)
الكلام المباح  (68) (السعادة بين الغرور والعمى!)
الكلام المباح  (67) (أبو سكينة والأنتخابات!)
الكلام المباح  (66) (ما يلزم حمدان بروانة ؟!)
الكلام المباح  (65) (مرحلة لابد أن تنتهي !)
الكلام المباح  (64) (الثمن بدون التغيير !)
الكلام المباح  (63) (موظف أسمه : صدام حسين!)
الكلام المباح  (62) (لغة يفهمها الناس!)
الكلام المباح  (61) (الشيخ الحكيم !)
الكلام المباح  (60) (التغيير مطلوب!)
الكلام المباح  (59) (البطاطا والأرهاب)
الكلام المباح  (58) (عام التغيير !)
الكلام المباح  (57) (أم المزايدات ! )
الكلام المباح  (56) (حكاية الأمطار !)
الكلام المباح  (55) (المخضرمون الجدد !)
الكلام المباح  (54) (درابين مسدودة)
الكلام المباح  (53) (الأجرام بالوراثة !)
الكلام المباح  (52) (في إنتظار الأصلع!)
الكلام المباح  (51) (كيف يكون لون الورطة ؟)
الكلام المباح  (50) (الأسباب الحقيقية !)
الكلام المباح  (49) (قصة العيد !)
الكلام المباح  (48) (الوقائع !)
الكلام المباح  (47) (الطفيلي !)
الكلام المباح  (46) (الرسالة !)
الكلام المباح  (45) (أبو سكينة آيدل !)
الكلام المباح  (44) (عجين راجحة!)
الكلام المباح  (43) (كانغرو السياسة !)
الكلام المباح  (42) (لماذا يغيظهم اللون الأحمر؟)
الكلام المباح  (41) (الأنتخابات وذاكرة الفيل !)
الكلام المباح  (40) (سياسة الهيك !)
الكلام المباح  (39) (يالرايح للحزب خذني !)
الكلام المباح  (38) (الأوسكار العراقي)
الكلام المباح  (37) (فاتورة العياط !)
الكلام المباح  (36) (أن تعرف الصحيح !)
الكلام المباح  (35) (حزن زوربا العراقي !)
الكلام المباح  (34) (ما جرى في قرية آل عودر !)
الكلام المباح  (33) ("غرگـانة يا بغداد...غرگـانة يا بغداد "!)
الكلام المباح  (32) (هل تعرفون معنى المحاططة ؟)
الكلام المباح  (31) (تشربون قربت ؟!)
الكلام المباح  (30)  (أجناس غريبة !)
الكلام المباح  (29)  (صباح الخير أيها المواطن !)
الكلام المباح  (28)  (مِنْ قالــوا بَلى !)
الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter