| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                            السبت 03/11/ 2012


 

الكلام المباح (29)    

صباح الخير أيها المواطن !

 يوسف أبو الفوز

... ، غادرت البيت صباحاً عند رأس الساعة،اعرف أن موعد الباص بعد عشر دقائق. سائقة الباص، أستقبلتني بأبتسامة ، شجعتني لاقول :"صباح الخير" فردت عليّ : "صباح النور أيها المواطن". سار الباص في شوارع العاصمة النظيفة، العريضة ، وسط الاشجار على الجانبين، تختلط خضرتها مع الوان الورد في حدائق البيوت. كنت مستعجلا لذا اضطررت لترك الباص عند اول محطة مترو فمثل ما تعرفون هو ألاسرع . في المترو كان الناس في طريقهم للعمل مستعجلين غير عارفين بفرحي بهذا اليوم الخاص . بنات حلوات بشعر منثور وتنورات مدرسية ، مشغولات مع مجلة ازياء ، شباب  مثل الورد مشغولون بكتب ثخينة بين ايديهم ، ورجال كاشخون يقلبون صفحات الجرائد . كانت الجريدة الاقرب ألي، عنوانها العريض واضح جدا : "رئيسة الوزراء تعلن عن الأستعداد لاستقبال الالاف من اللاجئين الفنلنديين أثر الازمة ونقص الموارد هناك".غادرت المترو عند محطة مبنى البرلمان تماما ، امام حدائق الورد، أحترت الى أي جهة أتوجه، لم اجد شرطي واحد لأساله . سيارات أخر موديل تتوقف وينزل منها رجال ونساء لابسين حلو ، يركض لأستقبالهم عاملون في التشريفات . عند الباب أستقبلوني بابتسامات عريضة، ما ان عرضت هويتي حتى التف حولي مجموعة من الرجال والنساء ، حملوا عني عكازي والمعطف. حورية بشعر مثل الليل نادتني:"من هنا ايها المواطن" ، ادخلتني ممرا قصيرا يلمع من النظافة، واخذتني الى غرفة صغيرة، اجلسوني على كرسي وراح شباب يتضاحكون يرتبون لي بدلتي وشعري . أمراة عيونها مثل العسل ، قالت بهمس وبحب :"نحن سعداء بتكريمك هذا اليوم ايها المواطن ". كنت سجلت أعتراضي برسالة غاضبة على عدم شمول أبو جليل معي بنفس قائمة التكريم ، لكن مبعوثا خاصا من وزارة المتقاعدين زارني الى البيت ليقول لي بأن ابو جليل سيكون ضمن الوجبة التالية، وان هذا التكريم هو خاص بمجموعة المتقاعدين الذين سجنوا لاسباب سياسية لثلاث مرات، وابو جليل سجن لمرتين فقط ! حين صعدت خشبة المسرح بمساعدة شاب بعضلات رياضية، وقفت الى جانب العشرات ممن اعرفهم ولا اعرفهم من المتقاعدين، لاحظت كيف أن رئيسة الجمهورية الشابة، كانت شوية اكبر من أبنتي سكينة، تقدمت بخطوات واثقة الى المنصة لتقول: "نحن هنا اليوم وبكل فخر، ننفذ قرار مجلس النواب ، ويشرفني منح أوسمة المجد لكوكبة من الذين ساهموا في بناء وطننا العراق ونقول لهم ..." !

كان صديقي الصدوق ابو سكينة، يبدو ذاهلا وحزينا وهو يحدثني بصوت عميق : لكن ام سكينة حركت رجلها في الفراش ورفستني مع بدء كلمة رئيسة الجمهورية، فنهضت من النوم مقهورا ، وضاع عليّ الحلم ومعرفة بقية الحديث ومتابعة مراسيم الاحتفال ... !

 

عن طريق الشعب العدد60 يوم الأحد 4 تشرين الثاني‏ 2012

 

الكلام المباح  (28)  (مِنْ قالــوا بَلى !)
الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!

 

 

free web counter