| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                                                الأحد 13/11/ 2011

 

الكلام المباح (5)

أيّ جرار ستكسر قريباً ؟

يوسف أبو الفوز

مفرحٌ إذ يعود الحجاج العراقيون الى عوائلهم ومدنهم وأعمالهم، سالمين، مباركين ومسرورين ، فالحج كفريضة دينية لها شروطها ونتائجها. الحاج يرجع لنا " كما ولدته امه " بادئا حياة جديدة مليئة بالحسنات ، فإذ رفض الحاج لايام أسباب الترف والتزين ولبس ثياب الاحرام ، أفترضُ ان كل حاج سيدرك أهمية التجرد عن ملذات الدنيا وشواغلها ، لذلك فرحت كثيرا ... كثيرا ، حين نقلت الاخبار ان حوالي مائة عضو في مجلس النواب ومعهم كذا من السياسين والعاملين في مختلف مؤسسات الدولة ، توجهوا الى الحج ، سواء على نفقتهم الخاصة او على نفقة الدولة ولم اتفق مع ما قيل بأنهم "تركوا خلفهم مصالح الشعب معطلة من اجل غاياتهم الخاصة "! . ألا يدرك المشككون ان هذه "الغايات الخاصة" ، تصب في مصلحة ومستقبل البلاد ؟! أيدرك المشككون بأي روحية سيعمل الحاج ـ النائب ؟ تابعوا الاخبار القادمة وسترون كيف ان معدلات الفساد في البلاد ستنخفض قريبا وستكون الارقام مذهلة ! فالحاج ـ النائب لا يمكن ان لا يكون لحجه نتائجا ايجابية خصوصا في الحرص على حماية المال العام والاهتمام بفقراء الناس واحتياجاتهم ومطالبهم المشروعة ؟ لا يمكن لمن لبس ثياب الاحرام ورجم الشيطان ان يمد يده لاموال اليتامى والمساكين والارامل والمتقاعدين ! ان الحج سيدفع بكل مسؤول وسياسي ذرف الدمع على جبل عرفات ليتماهى مع نفسه كانسان صادق ونزيه ، فأنه بالتالي سيرفض اي مناورات سياسية تجري بطرق ملتوية بعيدة عن مصلحة الشعب وتضر الصالح العام، وسيتجنب الاصطفاف الى جانب كل صفقة سياسية لا تتم وفق ضوابط النزاهة والقانون ! ستفشل اي مناورة طائفية قادمة من "فلان الفلاني" أو غيره من السياسين الذين ابتلينا بهم ، لان السياسي الحاج ادرك جيدا اهمية اجتماع كلمة المسلمين ، ومعهم كل مواطن يعبد ربه وفق نصوص كتابه السماوي المقدس . أن فريضة الحج تعلم سياسيينا كيف تذوب الفوارق بين الناس ، فوارق اللسان واللغة واللون والجنس، وبالتالي يتم ادراك اهمية وحدة الكلمة الخيرة من اجل العمل النافع . ان كل سياسي حاج سيقف متأملا حياته بعمق وزهد كبيرين، ومن اجل التقرب والتوحد بالله افترض ان كل سياسي حاج سيكسر جرار الماء البارد التي تغويه عن العمل الصالح والتقرب الى ربه. في مذكراته ـ تقرير الى غريكو ـ ، حكى لنا الفيلسوف اليوناني "نيكوس كازنتزاكيس" (1883 ـ 1961) كيف : "ذات مرة كان هناك قديس عظيم عجز بعد اربعين سنة من التمسك بالزهد ، عن ان يصل الى الله ، كان هناك شيء يقف  في طريقه ويصده ، وفي نهاية السنوات الاربعين فهم ، كان الشيء جرة صغيرة يحبها كثيرا لانها تبرد ماء الشرب الذي يحفظه فيها . حطم الجرة فأتحد بالله فورا " !

 

عن طريق الشعب العدد 66 الأحد  13 تشرين الثاني‏ 2011



الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!


 

 

free web counter