| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                                                الأحد 2/10/ 2011

 

الكلام المباح (2)

من أفضال المزعوط !

يوسف أبو الفوز

لا يخفى ان اللغة العربية تواجه تحديات كثيرة في عصر العولمة وثورة الاتصالات وتتهم بالقصور في مواكبتها للمستجدات من الاختراعات والافكار والاحداث ويحمل البعض من علماء اللغة السياسيين ، قادة البلدان العربية ، مسؤولية مواكبة متطلبات العصر . هنا لابد من التوقف قليلا ، فنحن لا نستطيع ان نحمل السياسيين كل مصائبنا ، خصوصا حكامنا ولا ننتبه الى جوانب أخرى ! في سنوات حكمهم قصرت او طـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالت ! فمن قال ان الانظمة الديكتاتورية ليس لها افضال علينا ؟!

بعد سقوط نظام صدام حسين ، تسوَد صفحات الكتب والصحف وتتوالى ساعات البث التلفزيوني والاذاعي وتعقد الندوات والمحاضرات للحديث عن المقابر الجماعية والانفال وقصف حلبجة بالاسلحة الكيماوية وقمع انتفاضة اذار وتجفيف الاهوار والسجون والحروب ضد الجيران و ... و ... وينسى الكتاب والمتحدثون ما قدمه النظام المقبور لقاموس اللغة العربية !!

من كان منا يمكنه ان يتذكر كلمة "العلوج" ، المنسية في القواميس لولا اللسان الفصيح لمحمد سعيد الصحاف ؟! من ينسى كلمة "الصميمي" التي لم يكف صدام عن استخدامها في كل مناسبة في خطبه التي لم تكن لتتوقف ، لحد قيل ان احد اسباب غزو امريكا للعراق هو ان حاكما عربيا أكلته الغيرة من خطب صدام فحفر له عند دوائر البنتاغون؟! ثم ما ان انهار نظام صدام حسين ، وبسبب تركته الثقيلة وسياسات حكومات المحاصصة حتى ظهرت لنا في قاموسنا مصلحات بليغة صرنا نتميز بها عن شعوب المنطقة ، منها "العلاسة"، "الحواسم" ، "القفاصة"، "الصكاكه" ، وغيرها كثير !! ويبدو ان حدة التنافس بين الحكام الطغاة الفاسدين في البلاد العربية ، لا تتوقف عند اذلال شعوبها وقهرها وإفقارها ، بل ايضا امتدت الى عالم اللغة لتطويره ودعم قاموسه بمفردات جديدة ، فمع تصاعد موجات الانتفاضات العربية ، ظهرت مفردات جديدة ، بعضها تم استعارته من القاموس الشعبي فصارت كلمات مشاعة حتى بين اطفالنا ، مثل "الشبيحة" و"البلطجية " ، بالتأكيد لا يمكن لاحد ان ينسى عبارة " زنقه .. زنقه" ، التي وبجدارة يملك القذافي "المْزعوط" بكونداليزا رايس حق براءة اطلاقها وكتابة ذلك بأحرف من نور في تأريخ امتنا العربية، لأن هذه الكلمة لم تدخل فقط قاموس السياسيين والنوادر الشعبية بل واغاني الاطفال . يمكننا القول وبدون تردد ان هذا الكم والعبارات ستكون علامة تاريخية لعصرنا وسيتذكرها المؤرخون كمعالم بارزة للأجيال السعيدة التي شهدت احداث الربيع العربي ولابد من القول ان كل هذا حصل بفضل حكامنا الطغاة وانظمتهم الديكتاتورية . أمام ما تقدم هل يمكن ان نسكت لسياسي أو كاتب متحذلق بطران يتجرأ ويقول بأن الديكتاتوريات العربية انزاحت الى مزبلة التاريخ دون ان يكون لها افضال علينا ؟!

ملاحظة : المزعوط معناها العاشق بلهجة اهل المغرب العربي ، وهي محاولة مكشوفة من الكاتب لمنافسة الحكام العرب لإطلاق كلمة لدعم قاموس اللغة العربية !



الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!





 

 

free web counter