| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                                                الأحد 14/10/ 2012

 

الكلام المباح (28)

مِنْ قالــوا بَلى !

يوسف أبو الفوز

كانت الجلسة على وشك الانفضاض حين وصلت بيت صديقي الصدوق أبو سكينة، وكان أبوجليل يكرر نصائحه لأبنه جليل الذي بدا متوتراً: لا تنس يا ولدي، ربيتك ان لا تقبل الظلم ولا تكون جبانا، ولكني ايضا لا اريدك ان تتهور في رد فعلك ، أعرف ان مديرك الذي تسميه "أبو المحابس" ظهره قوي، وهذا زمانه وزمان من يسنده، ولكن..." ، صاح جليل غاضبا: أخ من هذه الـ "لكن" لطالما كسرت ظهورنا وضيعت علينا حقوقنا! . أعرف ان "أبو المحابس" مدير جليل رجلا لا يخاف ربه، يتفنن في ايذاء موظفيه، ليس له ذمة تمنعه من مد يده للتطاول على حقوق الاخرين، يعرف كيف يتفنن ليوفر للدولة بعض الدراهم ليبدو حريصا على المال العام ، وكيف تبدو جداول حساباته نظيفه ، ويعرف كيف يغتني هو وحواشيه من أبواب صرف وهمية يجيد التلاعب بها تحت عناوين لا يعرف دروبها حتى من هو على شاكلته. مشكلة جليل انه لا يعرف الحديث بصوت واطيء، فكان أن صار، وكما يقول أبوسكينة "صوفته حمرة"، فأي شيء يقوله، يعتبر معاديا للمدير، الذي صار له أعوان ومريدون على شاكلته يصفقون ويهللون له ويعتبرونه فارس زمانه ويحاربون كل مواطن لا يرضى بالخطأ والفساد . سألني ابو سكينة عن وجهة نظري. لم يكن لدي جديد لأقوله. قبل أيام تحدثنا مطولا عن نفس الموضوع ، حاولت ضمن جوابي ان أشرح لهم معنى ما جاء به ماركس وأنجلس في بيانهما الشيوعي:" أن الافكار السائدة باستمرار في كل عصر هي افكار الطبقة المسيطرة"، واحاول ان اصل بهم الى فكرة اننا نعيش الان عصر المدير الذي يخلط الدين بالسياسة، حيث تسود لغته وطقوسه ، يفهم الدين على هواه ووفقا لمصالحه ، ويجيد تخدير وخداع الناس واللعب بعقولهم . كان أبو سكينة يومها ينصت بأهتمام ، ثم أمال رقبته وقال وهو يغمض عينه : "طول عمرنا ، من قالوا : بلى، ونحن نقول عن الكذاب والحرامي والفاسد، أنه ما عنده لحية مسَرَحَة وممشطه ، الان فهمت سر أهتمام مدير جليل بتربية لحيته وتمشيطها ومداراتها !". وأبتسمت زوجتي مدركة ما يقصده ، لكن ابو جليل يبدو لم يكتف بذلك فقال: "والزبدة؟!" فصاح أبو سكينة غاضباً:(الزبدة يا بعد عيني حتى لا يمكن لابنك جليل وأمثاله من المخلصين ان يقولوا ان "أبو المحابس" ما عنده لحية مسَرَحَة وممشطة، لان الناس عندها راح تقول عنهم انهم ليسوا صادقين !)

 

طريق الشعب العدد 48 الاحد 14 تشرين الأول‏ 2012

 

الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!


 

 

free web counter