يوسف أبو الفوز
haddad.yousif@yahoo.com
الكلام المباح (9)
هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
يوسف أبو الفوز
في البدء لابد من التهنئة بحلول العام الميلادي الجديد 2012 ، مع أمنيات بأن يكون أقل إيلاما لابناء شعبنا من سابقاته ومع حديث الأمنيات أود التوقف عند تنبيه ، صديقي الصدوق ، "ابو سكينة " الى أحدهم ، ظهر عشية أعياد الميلاد في أحدى الفضائيات ينثر التحايا والأماني وكتب تحت أسمه على شاشة التلفزيون : "محلل سياسي"، مما أغاض "أبو سكينه" ، فهو يعرف هذا "المحلل" جيدا من أيام " المعارضة "، يوم كان يعتقد ان كلمة "ليبرالية" مشتقة من "ليبيا" ! لم يستفزني الامر ، فالمحللون السياسيون ، صاروا يواجهونك اينما وليت وجهك، فهم خبراء في تقلبات الديمقراطية وتراضي حلف الناتو مع الاسلام السياسي وأزمة اليورو واسعار معجون الطمامة ومحاسن الحليب الخالي من الدسم و ... صاح بي ابو سكينة : "مصيبة ؟ ". هي حقا مصيبة ـ عزيزي القاريء ـ فهذا المحلل السياسي ، يصفعنا يوميا بأشنع تفسيراته وأستنتاجاته ولا يتورع عن مناقضة نفسه في نفس اليوم في مكانين مختلفين ! كثرة المحللين السياسيين ، جعلت اخبارهم تملأ مواقع الفرفشه في الانترنيت ، فثمة محلل سياسي أكل رؤوسنا في مديح سياسي ـ يبدو أنه يدفع بسخاء ـ وليثبت لنا تميز هذا السياسي وعبقريته ولماذا يعتبره مفخرة للسياسة العراقية قال ـ بالحرف الواحد ! ـ : " لانه من برج الاسد !! " واخر يعتبر نفسه فطحل في احوال البورصة والوول ستريت، يعتقد ان استفحال الفساد المالي في العراق يرتبط بـ "الانبعاج الصالوني في الامتدادت السنسكريتيه المتلفلفة زمانياً "ـ فهمتم شيء ؟ ـ ، واخر يعتقد بأن ...
في ايام وجودنا في الجبل، ايام الكفاح المسلح لمقارعة النظام الصدامي المقبور، كان معنا نصير مخابر، نشطا، بشوشا ، مثابرا في اداء مهماته ولا يتوانى في تقديم المساعدة لمن يحتاجها . عمله كمخابر ، جعله ذو خبرة ما في الاجهزة الكهربائية ، هذا فرض عليه ان يكون مصلحا لاجهزة الراديو العاطلة ، خصوصا إذ ما عرفنا بأن الراديو كان نافذة مهمة للنصير المقاتل للتواصل مع العالم . صار لصاحبنا المخابر زبائن كثيرين ، ليس من بين الانصار بل ومن بين فلاحي القرى . حين يستلم منك جهاز الراديو مباشرة "يحلل" الموقف ويقول لك بوضوح : "اعتقد راديوك يتصلح او لن يتصلح" ، ثم يفككه ويفحصه وعندما يفشل في اصلاحه ـ هذا يحصل غالبا ـ يرجعه لك ومعه بضعة براغي لم يجد لها مكانا في جسم الراديو بعد اعادة تركيبه !
يوما تحدث مخابرنا العزيز لفلاحي احدى القرى عن مستقبل الحرب الصدامية الكارثية مع ايران المشتعلة ايامها ، فككها وحللها ثم قال لهم بكل ثقة وبراعة قاريء تطورات " الانبعاجات السنسكريتية " : " اعتقد ان الحرب اما تتوقف او لن تتوقف " !!
أنا ايضا ـ عزيزي القاري ـ مع نظرة "متلفلفة زمانيا" للواقع العراقي المرير بسبب "انبعاج" الخلافات بين القوى السياسية المتنفذة وبمناسبة العام الجديد يعجبني ان اصير محلل سياسي ـ نص سنسكريتي ـ ، لاقول لك : اطمئن اعتقد ان الامور في العراق "الجديد" اما ستتحسن أو لن تتحسن !
عن طريق الشعب العدد 101 - الأحد 08 كانون الثاني 2012
الكلام المباح (8) في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح (7) سرقات !
الكلام المباح (6) حروب صغيرة
الكلام المباح (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح (1) من أجل أن لا تموت الحياة!