| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                            الأحد 9 / 6 / 2013


 

الكلام المباح (44)    

عجين راجحة!

 يوسف أبو الفوز

ما ان ألتقيت مع جليل ، في بيت أبو سكينة ، صديقي الصدوق، وتبادلنا وجهات النظر وأستعرضنا ما يجري في البلاد ، وكان الاخرون يستمعون لنا بأهتمام ، ثم صاروا جزءا من حوارنا، حتى علت وارتفعت وتداخلت الاصوات ثم هدأت. اختلفنا واتفقنا، لكننا في الاخير اعترفنا بخطورة الاوضاع السياسية في البلاد، وهو الموضوع الاساس الشاغل لنا ولأبي سكينة، الذي سره وجودنا وسجالنا .

كنا جميعا نتابع بقلق الاحتقانات في الوضع السياسي للبلاد والتدهور في الوضع الامني، وتصاعد حمى الشعارات الطائفية من قبل بعض الاطراف والمطالب غير المشروعة لاخرين التي تزيد من اشعال نيران الازمة وتهدد في انفلات الامور بحيث لا ينفع فيها جلسات بوس اللحى ان لم تعالج الامور من اساسها الخاطيء ، وذلك بأيجاد معالجات جذرية لتجاوز نهج ونظام المحاصصة الطائفية الاثنية، الذي يمكن ان يؤدي الاستمرار فيه الى تكرار الازمات وانطلاقها من جديد بحيث تدفع البلاد نحو متاهات خطرة ، وتضعها في مواجهة احتمالات لا تحمد عقباها.

صاح ابو جليل : لن تهدأ الامور وتستقر ما دام الحل والربط  بيد بعض السياسيين الانتهازيين الذين من مصلحتهم ان يلعلع الرصاص وتسيل الدماء وتنتشر اجواء العسكرة والعنف !

قالت سكينة : بهذا فقط  يستطيعون حماية مصالحهم ، فصراعهم  في اساسه على المصالح، صراع من اجل  السلطة والثروة والنفوذ .

كان ابو سكينة يتفق بهزة من رأسه مع الاراء التي تطالب بتحرك القوى التي لم تتورط في صنع الأزمة، ثم تنحنح ، أستعدل في جلسته وقال : ننتظر من هذه القوى الوطنية المخلصة ان تطرح مبادرات مدروسة وبحلول جذرية، والا ــ يا جماعة الخيرــ  فأن اوضاعنا السياسية راح تصير فرجة ومثل عجين راجحة !

وابو سكينة هنا يذكرنا بحكاية راجحة الصبية بنت جيرانا ، ورفيقة طفولتي ، التي ارادت مساعدة أمها اثناء غيابها في السوق . فأرادت ان تحضر لها العجين، فوضعت كمية من الطحين وسكبت عليه ماء وعجنته بقوة لكنها وجدته لينا جدا فوضعت مزيدا من الطحين فصار صلبا فأضافت قليلا من الماء ، فعاد لينا ، فأضافت طحين فرجع صلبا فعادت وسكبت ماء ، وهكذا واصلت مهمتها بحماسة، وحين عادت الام وجدت ان ابنتها راجحة قد عجنت لها نصف كمية الطحين التي تكفيهم عادة لشهر كامل!


طريق الشعب العدد 198 الأحد 9 حزيران‏ 2013


الكلام المباح  (43) (كانغرو السياسة !)
الكلام المباح  (42) (لماذا يغيظهم اللون الأحمر؟)
الكلام المباح  (41) (الأنتخابات وذاكرة الفيل !)
الكلام المباح  (40) (سياسة الهيك !)
الكلام المباح  (39) (يالرايح للحزب خذني !)
الكلام المباح  (38) (الأوسكار العراقي)
الكلام المباح  (37) (فاتورة العياط !)
الكلام المباح  (36) (أن تعرف الصحيح !)
الكلام المباح  (35) (حزن زوربا العراقي !)
الكلام المباح  (34) (ما جرى في قرية آل عودر !)
الكلام المباح  (33) ("غرگـانة يا بغداد...غرگـانة يا بغداد "!)
الكلام المباح  (32) (هل تعرفون معنى المحاططة ؟)
الكلام المباح  (31) (تشربون قربت ؟!)
الكلام المباح  (30)  (أجناس غريبة !)
الكلام المباح  (29)  (صباح الخير أيها المواطن !)
الكلام المباح  (28)  (مِنْ قالــوا بَلى !)
الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!

 

 

free web counter