| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                            الأربعاء 5/12/ 2012


 

الكلام المباح (31)    

تشربون قربت ؟!

 يوسف أبو الفوز

كنا في بيت أبو سكينة، نتابع على مواقع الانترنيت، تسجيلات فيديو لردات المواكب الحسينية في العديد من المدن العراقية ، فايام عاشوراء مرت ساخنة وهوسات المواكب تسغيث بالامام الحسين الشهيد ليخلصها من المفسدين وسارقي قوت الشعب، الذين لا يسمعون صرخات فقراء الناس حيث وصلت نسبتهم حسب احصائيات لجنة الاقتصاد النيابية في المحافظات الجنوبية الى 56بالمئة، فيما لم تتجاوز هذه النسبة 10بالمئة في محافظات اقليم كوردستان. المواكب الحسينية عاودت دورها المعروف عنها في نقد الظلم والفساد وتجاهل مطاليب الشعب، وتناولت الردات مختلف ملفات الفساد في العراق الجديد. كان أبو سكينة يسمع الردات ويهز برأسه موافقا، وبدا أبو جليل متحمساً وهو يلطم على صدره بقوة والاصوات تعلو" ما تكفي الخزينة... ركضتوا على الطحينة". نظر لي أبو سكينة وقال:" أتعتقدون ان المفسدين والمرتشين راح يسمعون صراخ الناس؟" قالت زوجتي:" موعد الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات قريب وستراهم على شاشات التلفزيونات يوزعون الوعود ويناورون مدعّين سماع الناس". قلت بألم :"يوم بعد أخر يتبين عجز القوى المتنفذة عن ايجاد حلول ناجعة لازمات البلاد، ومهمة الناس هذه الايام الى جانب الاحتجاج والهتاف، مواصلة العمل الجاد لاسناد مشروع الخروج من نظام المحاصصة البغيض والا ..." قاطعني ابو سكينة بسرعة وهو يمط كلماته :"والا طول عمرنا راح نبقى نشرب قربت"! واطلق ضحكة خفيفة وشاركته الضحك وسط استغراب الموجودين. هنا كان عليّ ان احكي للموجودين قصة شاب حدّاد من اهالي السماوة من ابناء جيلي في سنوات صبانا البعيد،ابتلاه الزمان بتعثر لسانه بالكلام ، فبدلا من "شربت" يقول "قربت" وبدلا من "شباب" يقول"قباب" وغيرها . كان يلطم عادة مع "موكب الشباب الكبير" وللتخلص من أشكالية جواب سؤال:"مع يا موكب تلطم"، فجوابه عادة يكون: "موكب القباب الكبير"انتقل ليلطم مع "موكب الجمهور" المعروف بكونه ساحة نشاط الشيوعيين والديمقراطين، ومشهورة رداته ضد الظلم ومن اجل حقوق الناس وحريتهم . سوق السماوة المسقوف هو المكان الذي تسير وتستعرض فيه المواكب عادة، وعلى الجانبين يصطف الناس يتفرجون، جانب للنساء وجانب للرجال. ومرت دستات المواكب، وجاء دور موكب الجمهور. الامهات يتطلعن لابنائهن، الزوجات لازواجهن والعاشقات لاحبائهن والجميع يلطمون ويستغيثون بالأمام الشهيد. وصل الحدّاد الشاب مقابل فتحة "عگد اليهود" حيث تقف اغلب نساء وبنات محلته وبينهن الفتاة التي سرقت قلبه، بذل جهدا في اللطم ليحمّر صدره، لكن هذا يبدو لم يكفه، فاراد ان يلفت اكثر انظار حبيبة القلب، فجأة وامام بنات وابناء محلته سقط مغشيا عليه، ولاجل أنعاشه صاح احدهم "هاتوا ماء...هاتوا ماء". فتح عاشقنا عينا واحدة وترك الثانية نصف مغمضة ــ بأعتباره مغمي عليه من شدة اللطم ــ وقال بصوت واضح عميق : " أريد قربت" !

 

عن طريق الشعب العدد 80 الاربعاء 5 كانون الأول‏ 2012
 

الكلام المباح  (30)  (أجناس غريبة !)
الكلام المباح  (29)  (صباح الخير أيها المواطن !)
الكلام المباح  (28)  (مِنْ قالــوا بَلى !)
الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!

 

 

free web counter