|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  31  / 5 / 2015                                 يوسف أبو الفوز                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الكلام المباح (92)    

حِينَ تضْطُرَّ للتندَّرِ عَلَى نَفْسك! *

يوسف أبو الفوز

بشكل ما، اغاضني الامر، كوني وجدت نفسي مادة للتندر وأطلاق الضحكات من حولي، والذي أغاضني أكثر ان زوجتي هي من وضعتني في هذا الموقف. حاول صديقي الصدوق أَبُو سُكينة ان يخفف الامر، وربط ما حصل معي بحوداث وطرائف أخرى، لكن أَبُو جَلِيل وجدها فرصة ليتشفى بي بضحكاته المجلجلة. ولكوني "صرت قاب قوسين أو ادنى من الزعل " ـ كما قال لي جَلِيل ـ ، مما جعله يتدخل، ويلوى الحديث ببراعة، عن وقائع الموت التي تنتشر على بقعة وطننا الذي يمر بواحدة من أحلك فتراته، مما يجعل هويات الموت تختلط فتضيع التفاصيل. فمن جانب نجد الارهابيين الدواعش، ينثرون الموت من حولهم، وبدون ذمة وضمير، كرسالة لدولتهم التي يريدون تأسيسها بالأكراه والذبح ومصادرة أي رأي مغاير ، ورغم كل ذلك ، فأن المقاتلين الابطال يواصلون تسجيل صفحات ناصعة من التصدي لاعداء الحياة ممن يتسترون بالدين، وجثامين الشهداء الابطال من عموم القوات المسلحة، تصل الى كل المحافظات ، شمالا وجنوبا . ومن جانب اخر وبسبب من سوء الخدمات الصحية وعموم الخدمات، وتردي الاحوال المعيشية ، فأن سوق الموت يبقى رائجا .. " فلا عجب ان يكون الموت في كل مكان" كما قال جَلِيل . لكن كل هذا لم ينفع ، إذ عاد أَبُو جَلِيل، ليطلق ضحكاته من جديد، ووجدت ان الافضل لي ان اشاركهم الضحك والتندر على نفسي، ليكون الامر مجرد حادث عابر ولا تكون قصة تلتصق بأسمي وتروى كل مرة .

وببساطة، حدث الامر، حين علمت زوجتي من صديقة لها، ان بعض المعارف والاصدقاء سيتوجهون معا، بقافلة من عدة سيارات لتعزية عائلة احد معارفنا في مدينة أخرى. ولكون سيارتنا لا تقاوم السير للمسافات الطويلة، بادرت زوجتي وسألت ان كان ثمة مقعدا لي لاشاركهم رحلة التعزية. اخبرتني زوجتي عن الفكرة، فوافقت فورا للالتحاق بالقافلة، فالعائلة المعنية تربطنا بهم علاقات طيبة ومن الواجب ان نشاركهم احزانهم. لم أسأل عن بعض التفاصيل، ورحت اجتهد لتهيئة نفسي ليوم السفر، وانشغلت بالاتصالات لألغاء بعض المواعيد، وانجاز بعض المهمات. في صباح يوم السفر الى التعزية، نهضت مبكرا، وزوجتي لا تزال تغط في نومها، وتوجهت الى مكان اللقاء الذي حددوه لي لألتحق بالموكب المتوجه للتعزية. قبل وصولي مكان اللقاء بدقائق خطر في بالي سؤال، جعلني اتصل هاتفيا بزوجتي، واوقظها من النوم وأسالها: من هو المتوفي، ما هو أسمه، وكيف مات؟!

وقبل ان تجيبني زوجتي غرقت بالضحك : انت ذاهب الى تعزية ولا تعرف شيئا عن هوية الميت؟

وانتقلت ضحكاتها الى "أَبُو جَلِيل" والبقية ، بعد ان عرفوا منها بالتفاصيل!


*  العدد 200 السنة 80 الأحد 31 آيار 2015
 

الكلام المباح (91)  أَبُو سُكينة وَمُتَلاَزِمَة بِيتَر بانْ !
الكلام المباح (90)  الشَّرُّ وَمُسْتَلْزَمَاتْ طَرَدَهْ!
الكلام المباح (89)  أبو سُكينة وحَلَزُون ماركِس !
الكلام المباح (88)  نَوْرُوزٌنَا مَعَكُمُ !
الكلام المباح (87)  من هي "ماعش" ؟!
الكلام المباح (86)  من دونهُنَّ كَيفَ يَكُون المُجْتَمَع؟!
الكلام المباح (84)  مَنْ يَسرِق فَرَح النَّاس ؟!
الكلام المباح (83)  "مثرودة" بالجَوْز واللَّوْز !

الكلام المباح (82) أبو سكينة و معجزات هرقل!
الكلام المباح (81) أكلات فضائية وما شابه!
الكلام المباح  (80) (آآآآخ من ألخ !)
الكلام المباح  (79) ("التوازن" وعمود الكهرباء !)
الكلام المباح  (78) (من يعرف المستهل ؟!)
الكلام المباح  (77) (حزن سنجار وبعض القطط !)
الكلام المباح  (76) (داعش وماعش وشرطة المرور !)
الكلام المباح  (75) (الحلاقة والأرهاب!)
الكلام المباح  (74) (آمرلي ومالك الحزين!)
الكلام المباح  (73) (شيء عن الحياة !)
الكلام المباح  (72) (ما بين الموصل وغزة !)
الكلام المباح  (71) (غضَب !)
الكلام المباح  (70) (الْمُفَاضَلَة !)
الكلام المباح  (69) (الأخطر من ذلك!)
الكلام المباح  (68) (السعادة بين الغرور والعمى!)
الكلام المباح  (67) (أبو سكينة والأنتخابات!)
الكلام المباح  (66) (ما يلزم حمدان بروانة ؟!)
الكلام المباح  (65) (مرحلة لابد أن تنتهي !)
الكلام المباح  (64) (الثمن بدون التغيير !)
الكلام المباح  (63) (موظف أسمه : صدام حسين!)
الكلام المباح  (62) (لغة يفهمها الناس!)
الكلام المباح  (61) (الشيخ الحكيم !)
الكلام المباح  (60) (التغيير مطلوب!)
الكلام المباح  (59) (البطاطا والأرهاب)
الكلام المباح  (58) (عام التغيير !)
الكلام المباح  (57) (أم المزايدات ! )
الكلام المباح  (56) (حكاية الأمطار !)
الكلام المباح  (55) (المخضرمون الجدد !)
الكلام المباح  (54) (درابين مسدودة)
الكلام المباح  (53) (الأجرام بالوراثة !)
الكلام المباح  (52) (في إنتظار الأصلع!)
الكلام المباح  (51) (كيف يكون لون الورطة ؟)
الكلام المباح  (50) (الأسباب الحقيقية !)
الكلام المباح  (49) (قصة العيد !)
الكلام المباح  (48) (الوقائع !)
الكلام المباح  (47) (الطفيلي !)
الكلام المباح  (46) (الرسالة !)
الكلام المباح  (45) (أبو سكينة آيدل !)
الكلام المباح  (44) (عجين راجحة!)
الكلام المباح  (43) (كانغرو السياسة !)
الكلام المباح  (42) (لماذا يغيظهم اللون الأحمر؟)
الكلام المباح  (41) (الأنتخابات وذاكرة الفيل !)
الكلام المباح  (40) (سياسة الهيك !)
الكلام المباح  (39) (يالرايح للحزب خذني !)
الكلام المباح  (38) (الأوسكار العراقي)
الكلام المباح  (37) (فاتورة العياط !)
الكلام المباح  (36) (أن تعرف الصحيح !)
الكلام المباح  (35) (حزن زوربا العراقي !)
الكلام المباح  (34) (ما جرى في قرية آل عودر !)
الكلام المباح  (33) ("غرگـانة يا بغداد...غرگـانة يا بغداد "!)
الكلام المباح  (32) (هل تعرفون معنى المحاططة ؟)
الكلام المباح  (31) (تشربون قربت ؟!)
الكلام المباح  (30)  (أجناس غريبة !)
الكلام المباح  (29)  (صباح الخير أيها المواطن !)
الكلام المباح  (28)  (مِنْ قالــوا بَلى !)
الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter