|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  04  / 1 / 2015                                 يوسف أبو الفوز                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الكلام المباح (82)    

أبو سكينة و معجزات هرقل! *

يوسف أبو الفوز

كل عام، ومع اقتراب اعياد الميلاد والسنة الجديدة، تحرص زوجتي على أضفاء عالم بهيج من الزينة في البيت. هذا العام، لم يكن هناك اي شيء من هذا. كانت تشعر بالاسى لحال الاف العوائل من مناطق غرب الوطن وكردستان النازحين نتيجة الاحداث، والذين يعيشون ظروفا قاسية، فوجدت من الصعوبة الشعور بمباهج الفرح وغيرها يعاني من الحرمان والتشرد وعدم الامان. كان لي وجهة نظر اخرى، وانتقل سجالنا، الى بيت صديقي الصدوق أبو سكينة، ونحن نقوم بزيارتهم لنهنىء بقدوم العام الجديد. وافقني جليل الرأي: صحيح ان العام الماضي جلب العديد من المآسي والحزن، ولكن لا يمكن الوقوف بوجه مسيرة الحياة، ونكون اسرى الحزن، فكيف نستطيع بناء المستقبل ان لم نترك مكانا للفرح في حياتنا؟ ان الاعياد علامة لاستمرار الحياة.

قلت بروح متفائلة: ان الهزائم التي لحقت بالمجرمين الارهابيين ليس قليلة، فالمئات منهم فطسوا مؤخرا على ايدي الابطال من القوات الامنية والبيشمه ركة والحشد الشعبي، وهذا باب للفرح، فلنتفاءل باقتراب نهاية هذه العصابات المجرمة، وان يكون العام الجديد فيه اشراقة لحياة افضل.

أكد جليل: ان بغداد شهدت احتفالات باشكال مختلفة، بل وكانت هناك اشجار الميلاد في بعض الاسواق، يحلق الناس حولها فرحا يلتقطون الصور التذكارية، هذا يعكس تشبث الناس بالحياة رغم جميع المآسي.

قالت زوجتي: تتحدثون وكأني لا احب الفرح والحياة، انا فقط حاولت التعبير عن تضامني مع هذه العوائل المنكوبة وحياتهم في ظل وضع معيشي صعب، واتمنى ان العام الجديد يشهد تحسنا في اوضاعهم.

قلت : شخصيا اتمنى في العام الجديد ان تتوسع وتتعزز القناعة عند قيادات الدولة بأن استمرار المحاصصة الطائفية والاثنية جريمة بحق الشعب، فهي آس البلاء في كل ما يحصل .

قالت سكينة: شخصيا لي امنيات عديدة، الى جانب الامان وما له علاقة بحياة الناس اليومية، فشخصيا اتمنى جدا ان العام الجديد يشهد حملة جادة لتنظيف بغداد من اكوام النفايات التي صارت مشكلة بيئية خطيرة وحولت العاصمة بكل بهاء تأريخها الى مكب نفايات كبير.

سعل ابو سكينة ومط رقبته، وكان طوال الوقت هو وابو جليل صامتين يتابعان احاديثنا فقال ضاحكا: هزيمة داعش ممكنة على يد القوات الامنية الباسلة، لكن نظافة بغداد، هذه معركة تحتاج لمعجزات هرقل بلحمه وشحمه. والتفت ألي سائلا: بروح والديك هرقل كان شكله حلو؟!

وابو سكينة هنا يذكرنا بما تفيد به الاساطير اليونانية عن البطل الاسطوري هرقل، الذي توجب عليه أنجاز اثني عشر عملا مستحيلا، احدها كان عمليه تنظيف حظائر الملك أوجيوس التي كانت شديدة القذارة والاهمال ، فتمكن من ذلك وفعله في يوم واحد !


* طريق الشعب العدد 100 الأحد 4 كانون الثاني  2015

 

الكلام المباح (81) أكلات فضائية وما شابه!
الكلام المباح  (80) (آآآآخ من ألخ !)
الكلام المباح  (79) ("التوازن" وعمود الكهرباء !)
الكلام المباح  (78) (من يعرف المستهل ؟!)
الكلام المباح  (77) (حزن سنجار وبعض القطط !)
الكلام المباح  (76) (داعش وماعش وشرطة المرور !)
الكلام المباح  (75) (الحلاقة والأرهاب!)
الكلام المباح  (74) (آمرلي ومالك الحزين!)
الكلام المباح  (73) (شيء عن الحياة !)
الكلام المباح  (72) (ما بين الموصل وغزة !)
الكلام المباح  (71) (غضَب !)
الكلام المباح  (70) (الْمُفَاضَلَة !)
الكلام المباح  (69) (الأخطر من ذلك!)
الكلام المباح  (68) (السعادة بين الغرور والعمى!)
الكلام المباح  (67) (أبو سكينة والأنتخابات!)
الكلام المباح  (66) (ما يلزم حمدان بروانة ؟!)
الكلام المباح  (65) (مرحلة لابد أن تنتهي !)
الكلام المباح  (64) (الثمن بدون التغيير !)
الكلام المباح  (63) (موظف أسمه : صدام حسين!)
الكلام المباح  (62) (لغة يفهمها الناس!)
الكلام المباح  (61) (الشيخ الحكيم !)
الكلام المباح  (60) (التغيير مطلوب!)
الكلام المباح  (59) (البطاطا والأرهاب)
الكلام المباح  (58) (عام التغيير !)
الكلام المباح  (57) (أم المزايدات ! )
الكلام المباح  (56) (حكاية الأمطار !)
الكلام المباح  (55) (المخضرمون الجدد !)
الكلام المباح  (54) (درابين مسدودة)
الكلام المباح  (53) (الأجرام بالوراثة !)
الكلام المباح  (52) (في إنتظار الأصلع!)
الكلام المباح  (51) (كيف يكون لون الورطة ؟)
الكلام المباح  (50) (الأسباب الحقيقية !)
الكلام المباح  (49) (قصة العيد !)
الكلام المباح  (48) (الوقائع !)
الكلام المباح  (47) (الطفيلي !)
الكلام المباح  (46) (الرسالة !)
الكلام المباح  (45) (أبو سكينة آيدل !)
الكلام المباح  (44) (عجين راجحة!)
الكلام المباح  (43) (كانغرو السياسة !)
الكلام المباح  (42) (لماذا يغيظهم اللون الأحمر؟)
الكلام المباح  (41) (الأنتخابات وذاكرة الفيل !)
الكلام المباح  (40) (سياسة الهيك !)
الكلام المباح  (39) (يالرايح للحزب خذني !)
الكلام المباح  (38) (الأوسكار العراقي)
الكلام المباح  (37) (فاتورة العياط !)
الكلام المباح  (36) (أن تعرف الصحيح !)
الكلام المباح  (35) (حزن زوربا العراقي !)
الكلام المباح  (34) (ما جرى في قرية آل عودر !)
الكلام المباح  (33) ("غرگـانة يا بغداد...غرگـانة يا بغداد "!)
الكلام المباح  (32) (هل تعرفون معنى المحاططة ؟)
الكلام المباح  (31) (تشربون قربت ؟!)
الكلام المباح  (30)  (أجناس غريبة !)
الكلام المباح  (29)  (صباح الخير أيها المواطن !)
الكلام المباح  (28)  (مِنْ قالــوا بَلى !)
الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter