| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                            الأحد  24 / 8 / 2014


 

الكلام المباح (73)    

شيء عن الحياة !

 يوسف أبو الفوز

كنت وجليل نتبادل أطراف الحديث عن ما جرى ويجري في بلدة آمرلي الصغيرة، وما تعرض له أخواننا التركمان على أيدي المجرمين الدواعش، وكيف أن الارهابيين ومن يدعمهم، لن يرحموا أيا من العراقيين، فمن بعد مآسي المسيحين والإيزيدين جاء دور التركمان، لينالوا حصتهم من الظلم والارهاب على أيدي المنادين بأسم الله زورا. وأنتقلنا في حديثنا الى الدور المشهود للكثير من المثقفين الغيارى، في توعية وتحشيد الناس ضد الهجمة الارهابية الغادرة، التي تستهدف كل العراقيين ومستقبل البلاد. كنت سبق وتحدثت أيضا عن نوع أخر من المثقفين، ارتفع عندهم للأسف حسهم الطائفي والقومي، ونسوا كل ما كانوا ينادون به من روح التسامح والتآخي، فصاروا لا يرون من الاخر سوى طائفته وقوميته.

قال جليل :"هؤلاء زبد يزول، لا يعبرون عن روح وجوهر الثقافة العراقية، المشكلة الحقيقية مع نوع صلف من الانتهازيين". وأندفع جليل يتحدث بحرقة : "هؤلاء لا يخجلول من سلوكهم، رغم أن روائح مواقفهم تزكم الانوف. بعضهم ردح وغنى للديكتاتورية والمجرم صدام حسين وكتب المعلقات الفارغة، وكفروا بالشعب لاجل فتات حزب البعث، وما أن سقط الصنم حتى نزعوا الزيتوني بسهولة فائقة، وأرتدوا اثواب الوطنية من كل لون واندسوا هنا وهناك. يردحون لكل مانح ويظنون ذاكرة الناس تموت بسرعة، وان كلاما معسولا ينثرون عليه بهارات الوطنية يمكن ان يخدع الناس ويعمي بصيرتهم". لاحظت ان أبو جليل زحف بهدوء، ليكون قريبا منا، ليسمع جيدا، وسرعان ما قال : "لا تستغربوا أمثال هؤلاء، تعرفون مايقال عن ذيل الكلب، اربعين يوما وضعوه بقصبة وما أستعدل. بهذا الزمان، أكو ناس بعد اربعين سنة ويرجعون ما يعرفون غير مسح الكتف والتذلل لكل من عنده نفوذ ويدفع بالاخضر".

ضحك صديقي الصدوق أبو سكينة، وقال لابي جليل: "سوالفك قديمة يا ابو جليل، قصبة وذيل كلب، أكو ناس تستهين بأي مباديء ولا تعرف معنى العفة في الموقف". والتفت لي: "بروح موتاك ما تتذكر لنا سالفة ترهم عن هؤلاء اللي يلطمون بكل عزاء ... مثلا سالفة الطالبة الروسية اللي ...؟"

وهذه حكاية سبق وان رويتها مرارا لأبي سكينة وتندرنا بها، وحدثت في السنوات الاولى بعد أنهيار الاتحاد السوفياتي، مع أنتشار النمط الامريكي من الحياة وظهور فنادق تعمل بالطرق والمفاهيم الاستهلاكية في روسيا، واثارت الكثير من التعليقات،عن طالبة روسية أمتنهت الدعارة في احد هذه الفنادق، وتحدثت للصحافة بأنها اوقفت دراستها لسنتين، حيث ... "خلال سنتين سأجمع مبلغا طيبا يساعدني على أكمال دراستي وثم يمكن العيش حياة شريفة "!


عن طريق الشعب العدد 16 السنة 80 الأحد 24 آب 2014


الكلام المباح  (72) (ما بين الموصل وغزة !)
الكلام المباح  (71) (غضَب !)
الكلام المباح  (70) (الْمُفَاضَلَة !)
الكلام المباح  (69) (الأخطر من ذلك!)
الكلام المباح  (68) (السعادة بين الغرور والعمى!)
الكلام المباح  (67) (أبو سكينة والأنتخابات!)
الكلام المباح  (66) (ما يلزم حمدان بروانة ؟!)
الكلام المباح  (65) (مرحلة لابد أن تنتهي !)
الكلام المباح  (64) (الثمن بدون التغيير !)
الكلام المباح  (63) (موظف أسمه : صدام حسين!)
الكلام المباح  (62) (لغة يفهمها الناس!)
الكلام المباح  (61) (الشيخ الحكيم !)
الكلام المباح  (60) (التغيير مطلوب!)
الكلام المباح  (59) (البطاطا والأرهاب)
الكلام المباح  (58) (عام التغيير !)
الكلام المباح  (57) (أم المزايدات ! )
الكلام المباح  (56) (حكاية الأمطار !)
الكلام المباح  (55) (المخضرمون الجدد !)
الكلام المباح  (54) (درابين مسدودة)
الكلام المباح  (53) (الأجرام بالوراثة !)
الكلام المباح  (52) (في إنتظار الأصلع!)
الكلام المباح  (51) (كيف يكون لون الورطة ؟)
الكلام المباح  (50) (الأسباب الحقيقية !)
الكلام المباح  (49) (قصة العيد !)
الكلام المباح  (48) (الوقائع !)
الكلام المباح  (47) (الطفيلي !)
الكلام المباح  (46) (الرسالة !)
الكلام المباح  (45) (أبو سكينة آيدل !)
الكلام المباح  (44) (عجين راجحة!)
الكلام المباح  (43) (كانغرو السياسة !)
الكلام المباح  (42) (لماذا يغيظهم اللون الأحمر؟)
الكلام المباح  (41) (الأنتخابات وذاكرة الفيل !)
الكلام المباح  (40) (سياسة الهيك !)
الكلام المباح  (39) (يالرايح للحزب خذني !)
الكلام المباح  (38) (الأوسكار العراقي)
الكلام المباح  (37) (فاتورة العياط !)
الكلام المباح  (36) (أن تعرف الصحيح !)
الكلام المباح  (35) (حزن زوربا العراقي !)
الكلام المباح  (34) (ما جرى في قرية آل عودر !)
الكلام المباح  (33) ("غرگـانة يا بغداد...غرگـانة يا بغداد "!)
الكلام المباح  (32) (هل تعرفون معنى المحاططة ؟)
الكلام المباح  (31) (تشربون قربت ؟!)
الكلام المباح  (30)  (أجناس غريبة !)
الكلام المباح  (29)  (صباح الخير أيها المواطن !)
الكلام المباح  (28)  (مِنْ قالــوا بَلى !)
الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!

 

 

free web counter