| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يوسف أبو الفوز 
haddad.yousif@yahoo.com

 

 

 

                                                            الأحد  29 / 6 / 2014


 

الكلام المباح (69)    

الأخطر من ذلك!

 يوسف أبو الفوز

نتابع بقلق معركة شعبنا وقواه المسلحة ضد قوى الارهاب والظلام، التي تحاول نشر سلطانها على أجزاء من ربوع وطننا لتحكم بقوانين العصور المظلمة، وتقتل الابرياء وتخرب المدن والتراث الحضاري لشعبنا بأسم الدين والدين منها براء، منفذة مخططات وأجندة اقليمية ودولية للسيطرة على عموم المنطقة من خلال أغراقها بالصراعات المذهبية والقومية. ونتابع تعليقات وتحليلات أهل العقل الداعين الى ضرورة عدم الركون فقط الى الحل العسكري لحسم المعركة ضد قوى الارهاب، مطالبين القوى السياسية بتفعيل دورها في إيجاد حلول سياسية للأزمة.

ولم يكن لأبي سكينة، في الايام الاخيرة، أي مزاج للحديث بأي موضوع أخر. لم أره بهذا المزاج العكر من فترة طويلة. كلما سمع خبرا عن سقوط ضحايا جدد وتقدم معين لقوى الظلام في منطقة ما، حتى تبدأ اصابعه ترتجف وهو يتحدث غاضبا، صابا جام غضبه على "البلاء الاكبر" في البلاد، مكررا بأن الاحتلال الامريكي زرعه في بلادنا وغذته دول اقليمية بتدخلاتها السافرة، وهو يقصد نظام المحاصصة الطائفية الاثنية، الذي بنيت عليه العملية السياسية الحالية في العراق.

ورغم أننا حاولنا من خلال متابعة مباريات كأس العالم لكرة القدم، ان نخلق اجواء أعتيادية في بيوتنا، الا اننا لم ننجح بذلك في بيت أبو سكينة. كان يجلس منطويا على نفسه، حزينا، مترقبا نشرات الاخبار، وكان أبو جليل يشاركه الصمت والحزن، ويتبادلان النظرات بصمت وعيونهما تحكي لبعضهما البعض اشياء لم تغب عنا. وزاد من توتر الاجواء التشنج بين جليل وزوجته، الذي لمسه الحاضرون من خلال النقاش الحاد والاتهامات المتبادلة بينهما. حاولت سكينة ان تشيع جوا من التفاؤل بتعليقات ما، الا ان جليل قطع كلامها، بنبرة متشنجة :"لتخبرك صاحبتك لماذا أنا غاضب وزعلان، أساليها .. أيعقل ان سيدة مثلها، تجدين مطبخ بيتها يملأه النمل من كل لون؟ "

فصاحت زوجته محتجة :" عملت منها قصة وفضيحة، كل الامر أن الاطفال، تركوا علبة المربى مفتوحة، فتجمع النمل، هل هذا يستحق كل هذا التشنج والتنظيرات، وكان الأجدر ان تلوم نفسك لأن في فترة بعد الظهر تكون متابعة الاطفال من حصتك وأنا حصتي غسل الملابس؟"

وفجأة سعل ابو سكينة بصوت مفتعل، فسكت الجميع. أعتدل ابو جليل في جلسته. ووقفت أم سكينة في طريقها لدخول المطبخ ، لتصغي لما قاله أبو سكينة بغضب: " الدنيا وين وأنتم وين، الدنيا تحترق وأنتم اللي احسبكم متعلمين ومتحضرين، خصامكم حول هذا حصتي وهذا حصتك، أولا واخيرا أنتو اصحاب البيت وشركاء في الحياة فيه، ومسؤوليتكم مشتركة عن نظافة بيتكم وأدارة شؤونه، والله ... والله اذا بقى حالكم ، بهذا الشكل، كل واحد منكم يجر طول وعرض، فأبشروا راح بيتكم تكثر بيه الصراصير والفئران وحتى الجريذية !"


 طريق الشعب . العدد 213 السنة 79 الأحد 29 حزيران 2014


الكلام المباح  (68) (السعادة بين الغرور والعمى!)
الكلام المباح  (67) (أبو سكينة والأنتخابات!)
الكلام المباح  (66) (ما يلزم حمدان بروانة ؟!)
الكلام المباح  (65) (مرحلة لابد أن تنتهي !)
الكلام المباح  (64) (الثمن بدون التغيير !)
الكلام المباح  (63) (موظف أسمه : صدام حسين!)
الكلام المباح  (62) (لغة يفهمها الناس!)
الكلام المباح  (61) (الشيخ الحكيم !)
الكلام المباح  (60) (التغيير مطلوب!)
الكلام المباح  (59) (البطاطا والأرهاب)
الكلام المباح  (58) (عام التغيير !)
الكلام المباح  (57) (أم المزايدات ! )
الكلام المباح  (56) (حكاية الأمطار !)
الكلام المباح  (55) (المخضرمون الجدد !)
الكلام المباح  (54) (درابين مسدودة)
الكلام المباح  (53) (الأجرام بالوراثة !)
الكلام المباح  (52) (في إنتظار الأصلع!)
الكلام المباح  (51) (كيف يكون لون الورطة ؟)
الكلام المباح  (50) (الأسباب الحقيقية !)
الكلام المباح  (49) (قصة العيد !)
الكلام المباح  (48) (الوقائع !)
الكلام المباح  (47) (الطفيلي !)
الكلام المباح  (46) (الرسالة !)
الكلام المباح  (45) (أبو سكينة آيدل !)
الكلام المباح  (44) (عجين راجحة!)
الكلام المباح  (43) (كانغرو السياسة !)
الكلام المباح  (42) (لماذا يغيظهم اللون الأحمر؟)
الكلام المباح  (41) (الأنتخابات وذاكرة الفيل !)
الكلام المباح  (40) (سياسة الهيك !)
الكلام المباح  (39) (يالرايح للحزب خذني !)
الكلام المباح  (38) (الأوسكار العراقي)
الكلام المباح  (37) (فاتورة العياط !)
الكلام المباح  (36) (أن تعرف الصحيح !)
الكلام المباح  (35) (حزن زوربا العراقي !)
الكلام المباح  (34) (ما جرى في قرية آل عودر !)
الكلام المباح  (33) ("غرگـانة يا بغداد...غرگـانة يا بغداد "!)
الكلام المباح  (32) (هل تعرفون معنى المحاططة ؟)
الكلام المباح  (31) (تشربون قربت ؟!)
الكلام المباح  (30)  (أجناس غريبة !)
الكلام المباح  (29)  (صباح الخير أيها المواطن !)
الكلام المباح  (28)  (مِنْ قالــوا بَلى !)
الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!

 

 

free web counter