|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  1  / 2 / 2015                                 يوسف أبو الفوز                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الكلام المباح (84)    

مَنْ يَسرِق فَرَح النَّاس ؟! *

يوسف أبو الفوز

مع بدء مباريات بطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم لهذا العام في استراليا، تحول الجميع من حولي، من أهل بيتي واصدقائي وزملائي، الى خبراء في شؤون الرياضة. لم يغضني الامر أبدا، بالعكس سررت له جدا، فهذا ألامر بالذات ـ عزيزي القاريء ـ من الاشياء القليلة التي تجمع العراقيين وتوحد مشاعرهم وتبعدهم عن تداعيات الاوضاع السياسية ومنغصاتها. حتى صديقي الصدوق، أبو سكينة، ومعه أبو جليل، كان لهما تعليقاتهما بين الحين والاخر، وهم يروننا منشغلين بمتابعة المباريات ومتابعة البرامج الرياضية في التلفزيون. قال أبو جليل مغالبا ضحكة ساخرة:(ألا تلاحظون ان البعض من خبراء الرياضة والمدربين عندنا الذين يتحدثون بالتلفزيون، الله يستر عليهم، اشكالهم مو رياضية، يعني كروش ومروش واشياء اخرى ما ينطلع بيها؟). لكن الاجواء سرعان ما تعكرت في بيت أبو سكينة تماما، وعم الحزن. وقد حدث ذلك عقب فوز منتخبنا العراقي على نظيره الايراني، حين بلغنا خبر اصابة طفل بنت أخت أبو سكينة بطلق ناري طائش نقل على اثره الى الانعاش وهو بين الحياة والموت. لم يوجه ألاب الاتهام الى شخص محدد لكنه أعتبر كل من اطلق العيارات النارية في الهواء مسؤولا عن حياة أبنه.

الاخباروالتقاريراشارت الى ان مدنا عراقية عديدة، وخصوصا بغداد، شهدت اطلاقا كثيفا للعيارات النارية، واعلنت وزارة الصحة العراقية في بيان لها عن تسجيل حالتي وفاة و89 إصابة، بينهم أطفال ونساء، ومن ضمنهن امرأة حامل.

حاولنا، ومعي جليل، ان نخفف من اجواء الحزن، بطرق مختلفة، تحدثنا عن التحولات في المناخ في العالم، وعن ترشيحات جوائز الاوسكار، وعن هزائم مجرمي داعش وانتصارات قوانا الامنية. لكننا سرعان ما وجدنا انفسنا في اجواء النقاش حول اسباب هذه الظاهرة الخطيرة المذكورة . كانت سكينة تؤيد بقوة الاراء التي تتحدث عن انتشار القيم العشائرية التي ساعد على عودتها النظام الديكتاتوري المقبور وتعززت مع سنوات الاحتلال وحكومات المحاصصة، بينما ايدت زوجتي الاراء التي تشير الى مستوى الوعي الاجتماعي واوضاع الاجهزة الامنية وعدم فعاليتها في تطبيق القوانين وحماية الناس.

وسعل أبو سكينة ليشاركنا الحديث فمد ساقه وفرك ركبته وقال: اتفق معكم، ان الحكومة والاجهزة المعنية يجب ان تضع حدا لهذه الظاهرة، وتتخذ اجراءت شديدة بحق مطلقي النار، فالارهابي الداعشي، عدو مكشوف لنا ويسلب ارواح العراقيين بإسم الدين زورا، لكن هؤلاء الرماة يعيشون بيننا ويسرقون ارواح الناس ومعها فرحنا. وللاسف في الحروب والتفجيرات الارهابية يموت العراقي، وايضا يموت حين يفرح ويرقص. ومع كل هذا يطلع لك محلل سياسي في التلفزيون يقول عنه المذيع انه "رفيع المستوى" والشاشة ما تكفي كرشه وعرضه، ويحط هذا "الرفيع" رجل على رجل ويقول لك: "أرفع رأسك أنت عراقي"! أي شلون أرفع راسي والطلقات العشوائية "على الداير داير مندار"!


* طريق الشعب العدد 119 ليوم الأحد 1 شباط‏ 2015
 

الكلام المباح (83)  "مثرودة" بالجَوْز واللَّوْز !
الكلام المباح (82) أبو سكينة و معجزات هرقل!
الكلام المباح (81) أكلات فضائية وما شابه!
الكلام المباح  (80) (آآآآخ من ألخ !)
الكلام المباح  (79) ("التوازن" وعمود الكهرباء !)
الكلام المباح  (78) (من يعرف المستهل ؟!)
الكلام المباح  (77) (حزن سنجار وبعض القطط !)
الكلام المباح  (76) (داعش وماعش وشرطة المرور !)
الكلام المباح  (75) (الحلاقة والأرهاب!)
الكلام المباح  (74) (آمرلي ومالك الحزين!)
الكلام المباح  (73) (شيء عن الحياة !)
الكلام المباح  (72) (ما بين الموصل وغزة !)
الكلام المباح  (71) (غضَب !)
الكلام المباح  (70) (الْمُفَاضَلَة !)
الكلام المباح  (69) (الأخطر من ذلك!)
الكلام المباح  (68) (السعادة بين الغرور والعمى!)
الكلام المباح  (67) (أبو سكينة والأنتخابات!)
الكلام المباح  (66) (ما يلزم حمدان بروانة ؟!)
الكلام المباح  (65) (مرحلة لابد أن تنتهي !)
الكلام المباح  (64) (الثمن بدون التغيير !)
الكلام المباح  (63) (موظف أسمه : صدام حسين!)
الكلام المباح  (62) (لغة يفهمها الناس!)
الكلام المباح  (61) (الشيخ الحكيم !)
الكلام المباح  (60) (التغيير مطلوب!)
الكلام المباح  (59) (البطاطا والأرهاب)
الكلام المباح  (58) (عام التغيير !)
الكلام المباح  (57) (أم المزايدات ! )
الكلام المباح  (56) (حكاية الأمطار !)
الكلام المباح  (55) (المخضرمون الجدد !)
الكلام المباح  (54) (درابين مسدودة)
الكلام المباح  (53) (الأجرام بالوراثة !)
الكلام المباح  (52) (في إنتظار الأصلع!)
الكلام المباح  (51) (كيف يكون لون الورطة ؟)
الكلام المباح  (50) (الأسباب الحقيقية !)
الكلام المباح  (49) (قصة العيد !)
الكلام المباح  (48) (الوقائع !)
الكلام المباح  (47) (الطفيلي !)
الكلام المباح  (46) (الرسالة !)
الكلام المباح  (45) (أبو سكينة آيدل !)
الكلام المباح  (44) (عجين راجحة!)
الكلام المباح  (43) (كانغرو السياسة !)
الكلام المباح  (42) (لماذا يغيظهم اللون الأحمر؟)
الكلام المباح  (41) (الأنتخابات وذاكرة الفيل !)
الكلام المباح  (40) (سياسة الهيك !)
الكلام المباح  (39) (يالرايح للحزب خذني !)
الكلام المباح  (38) (الأوسكار العراقي)
الكلام المباح  (37) (فاتورة العياط !)
الكلام المباح  (36) (أن تعرف الصحيح !)
الكلام المباح  (35) (حزن زوربا العراقي !)
الكلام المباح  (34) (ما جرى في قرية آل عودر !)
الكلام المباح  (33) ("غرگـانة يا بغداد...غرگـانة يا بغداد "!)
الكلام المباح  (32) (هل تعرفون معنى المحاططة ؟)
الكلام المباح  (31) (تشربون قربت ؟!)
الكلام المباح  (30)  (أجناس غريبة !)
الكلام المباح  (29)  (صباح الخير أيها المواطن !)
الكلام المباح  (28)  (مِنْ قالــوا بَلى !)
الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter