|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  20  / 6 / 2016                                 يوسف أبو الفوز                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الكلام المباح (117)    

أَسْرَارُ الخَرَابِ ! *

يوسف أبو الفوز
(موقع الناس)

خلال زيارتنا الى بيت صديقي الصدوق أَبُو سُكينة، كان جَلِيل غاضباً وهو يتحدث عن تلك الابواق الاعلامية التي تنفخ في موقد الطائفية مثيرة الكثير من الدخان ـ حسب تعبيره ـ التي تشوش على الناس رؤية الحقائق وتشعل نيران البغض والكراهية : أفهمُ تقريباً الدوافع التي تقف خلف إعلاميين من بعض الدول العربية الذين يتباكون على "الفالوُجة"، كما يلفظون اسم "الفَلوجة"، وهم يرون قواتنا الباسلة، بمختلف اصنافها، تحقق تقدماً لكسر شوكة الارهاب وتسجل نصرا من بعد نصر لهزيمة عصابات "داعش"، لكن هؤلاء الاعلاميين، ابناء الوطن، الذين يدعون الحياد، ويدسون السُم في العسلِ متباكين على العراق، هم المساهمون الاساسيون في خراب البلاد !

كنت اصغي باهتمام، فلايام ونحن نتبادل الاحاديث والوقائع حول أهمية ان يكون لدينا إعلام نزيه وموضوعي وصادق ليساهم في التأثير على الناس، فمعركتنا مع الارهاب ليس فقط في ساحات القتال الامامية، انها في كل مكان من الوطن، وان "داعش" يمكن ان تلبس عدة اثواب ، ومنها ثوب الفساد الاداري والمالي. كنت اقول : ان الاعلاميين من مهامهم الاسهام في تغيير واقعنا المزري والمتخلف من خلال أعتماد المعايير المهنية والانحياز للحقيقة واعمال الخير والتقدم !

شاركتنا سُكينة الحديث وسألت : وماذا عن هؤلاء الإعلاميين الذين يهرجون ليل نهار ويرون في كل سكان المحافظات الغربية حواضنا للدواعش، وفي المقابل هناك من يعتبر كل قوات الحشد الشعبي البطلة مجرد ميليشيات منفلتة وعصابات نهب وسلب ؟!

قال جَلِيل بحماس: عن هؤلاء نتحدث. فهم لا يملكون صدقا في التعامل مع تطلعات الناس . هؤلاء إعلاميون بدون صلة وثيقة مع الحقيقة ومع هموم الناس . إعلاميون بدون ثقافة حقيقية. هؤلاء خربوا البلاد، شوشوا عقول الناس . خربوا مفاهيم الناس وفهمهم للاحداث، وللاسف يقف خلف هؤلاء البعض من السياسيين الذين لهم مصالحا خاصة في استمرار الخراب من حولنا.

قالت زوجتي : ان الخراب مستمر، من زمن المقبور صدام حسين، الذي خلف لنا بلدا محطماً وشعباً يئن تحت تركة ثقيلة ، وجاءت حكومات المحاصصة الطائفية لتحاول ان يمتد الخراب عميقا في النفس البشرية.

سعل أَبُو سُكينة، فأنتبهنا له . فنادى على سوزان ابنة جَلِيل لتقترب منه. ثم وجه كلامه للجميع : كل كلامكم من ذهب. أن هذا البلد لا يمكن بناءه من جديد الا اذا بنينا الانسان، الذي خربته حروب الطاغية المقبور وسنوات الاحتقان الطائفي وما نتج عنها، وهذه مهمة صعبة وتحتاج جهود جبارة. وسوزان ستحكي لكم ما قرأته لي قبل ايام .

وحكت لنا سوزان، كيف أنها قرأت لابي سُكينة قبل ايام، حكاية وجدتها في احد مواقع التواصل الاجتماعي تقول ان أبا كان يقرأ في جريدته، لكن أبنه الصغير لم يتوقف عن مضايقته بطلباته، فأراد الاب إشغال الابن، فقام بتقطيع احدى صفحات الجريدة، وهي تحوي خارطة للعالم، الى قطع صغيرة، وطلب من الابن ان يعيد تركيب خارطة العالم مثلما كانت، ظانا انه سيحظى ببعض الوقت خلال انشغال الابن . وتفاجأ الاب ان الابن ركب الخارطة بسرعة قياسية! فأستغرب من ذلك ّ. من أين لابنه الصغير كل هذه المعرفة بالجغرافيا؟ أتكون أمه تعلمه ذلك دون ان يدري؟ او ... ! وكشف الابن السر في ذلك. كانت هناك صورة لأنسان على الوجه الاخر من صفحة الجريدة، وحين أعاد الابن بناء صورة الانسان أستطاع بسهولة اعادة بناء العالم !


* طريق الشعب العدد 211 ليوم الاثنين 20 حزيران 2016
 

الكلام المباح (116)  الحوافِزُ ولُعْبَة جَرَّ الحَبْلِ !
الكلام المباح (115)  الحوافِزُ ولُعْبَة جَرَّ الحَبْلِ !
الكلام المباح (114)
  النُزُول مِن القَنَفةْ!
الكلام المباح (113)  مَتَاهَةٌ الـ 28 !
الكلام المباح (112)  وَثائِقُ بَنَما العِراقِيَّةُ!
الكلام المباح (111)  جِسْرُ الْلاعَوْدَة ! 
الكلام المباح (110)  مَعايير خاصَّة للحُكْم !
الكلام المباح (109)  "باس وورد" الأصلاح !
الكلام المباح (108)  صُورَةٌ صَدَّام !
الكلام المباح (107)  سِياسَةُ خَلَفَ "الروف"!
الكلام المباح (106)  أَبُو سُكينة وجَمَاعَةٌ ألأنَّنَو!

الكلام المباح (105)  أَبُو سُكينة وعَامُ القَرَد!
الكلام المباح (104)  الكَلاَمُ الحامِضُ وَسَّرَطَانُ الكَرَاهِيَة !
الكلام المباح (103)  أَبُو سُكينةْ وباصْ ستّاليِن !

الكلام المباح (102)  چۆنى كاكه !
الكلام المباح (101)  حِزامُ السِّيَاسَة !
الكلام المباح (100)  خَريفُ ألمُحَاصَصَةٌ !
الكلام المباح (99)  ألاَمْوَاجٌ الهَادِرَة !
الكلام المباح (98)  قَانُون أَبُو سُكينة !
الكلام المباح (97)  يَسقُط أَبُو سُكينة !
الكلام المباح (96)  جَمَاعَةُ الْمَطَارِ !
الكلام المباح (95)  هَيْبَةُ اَلدُولمَّة !
الكلام المباح (94)  مَنْ يَتحَسَّسَ جَيْبه؟!
الكلام المباح (93)  وِزَارَة العَضِّ !
الكلام المباح (92)  حِينَ تضْطُرَّ للتندَّرِ عَلَى نَفْسك!
الكلام المباح (91)  أَبُو سُكينة وَمُتَلاَزِمَة بِيتَر بانْ !
الكلام المباح (90)  الشَّرُّ وَمُسْتَلْزَمَاتْ طَرَدَهْ!
الكلام المباح (89)  أبو سُكينة وحَلَزُون ماركِس !
الكلام المباح (88)  نَوْرُوزٌنَا مَعَكُمُ !
الكلام المباح (87)  من هي "ماعش" ؟!
الكلام المباح (86)  من دونهُنَّ كَيفَ يَكُون المُجْتَمَع؟!
الكلام المباح (84)  مَنْ يَسرِق فَرَح النَّاس ؟!
الكلام المباح (83)  "مثرودة" بالجَوْز واللَّوْز !

الكلام المباح (82) أبو سكينة و معجزات هرقل!
الكلام المباح (81) أكلات فضائية وما شابه!
الكلام المباح  (80) (آآآآخ من ألخ !)
الكلام المباح  (79) ("التوازن" وعمود الكهرباء !)
الكلام المباح  (78) (من يعرف المستهل ؟!)
الكلام المباح  (77) (حزن سنجار وبعض القطط !)
الكلام المباح  (76) (داعش وماعش وشرطة المرور !)
الكلام المباح  (75) (الحلاقة والأرهاب!)
الكلام المباح  (74) (آمرلي ومالك الحزين!)
الكلام المباح  (73) (شيء عن الحياة !)
الكلام المباح  (72) (ما بين الموصل وغزة !)
الكلام المباح  (71) (غضَب !)
الكلام المباح  (70) (الْمُفَاضَلَة !)
الكلام المباح  (69) (الأخطر من ذلك!)
الكلام المباح  (68) (السعادة بين الغرور والعمى!)
الكلام المباح  (67) (أبو سكينة والأنتخابات!)
الكلام المباح  (66) (ما يلزم حمدان بروانة ؟!)
الكلام المباح  (65) (مرحلة لابد أن تنتهي !)
الكلام المباح  (64) (الثمن بدون التغيير !)
الكلام المباح  (63) (موظف أسمه : صدام حسين!)
الكلام المباح  (62) (لغة يفهمها الناس!)
الكلام المباح  (61) (الشيخ الحكيم !)
الكلام المباح  (60) (التغيير مطلوب!)
الكلام المباح  (59) (البطاطا والأرهاب)
الكلام المباح  (58) (عام التغيير !)
الكلام المباح  (57) (أم المزايدات ! )
الكلام المباح  (56) (حكاية الأمطار !)
الكلام المباح  (55) (المخضرمون الجدد !)
الكلام المباح  (54) (درابين مسدودة)
الكلام المباح  (53) (الأجرام بالوراثة !)
الكلام المباح  (52) (في إنتظار الأصلع!)
الكلام المباح  (51) (كيف يكون لون الورطة ؟)
الكلام المباح  (50) (الأسباب الحقيقية !)
الكلام المباح  (49) (قصة العيد !)
الكلام المباح  (48) (الوقائع !)
الكلام المباح  (47) (الطفيلي !)
الكلام المباح  (46) (الرسالة !)
الكلام المباح  (45) (أبو سكينة آيدل !)
الكلام المباح  (44) (عجين راجحة!)
الكلام المباح  (43) (كانغرو السياسة !)
الكلام المباح  (42) (لماذا يغيظهم اللون الأحمر؟)
الكلام المباح  (41) (الأنتخابات وذاكرة الفيل !)
الكلام المباح  (40) (سياسة الهيك !)
الكلام المباح  (39) (يالرايح للحزب خذني !)
الكلام المباح  (38) (الأوسكار العراقي)
الكلام المباح  (37) (فاتورة العياط !)
الكلام المباح  (36) (أن تعرف الصحيح !)
الكلام المباح  (35) (حزن زوربا العراقي !)
الكلام المباح  (34) (ما جرى في قرية آل عودر !)
الكلام المباح  (33) ("غرگـانة يا بغداد...غرگـانة يا بغداد "!)
الكلام المباح  (32) (هل تعرفون معنى المحاططة ؟)
الكلام المباح  (31) (تشربون قربت ؟!)
الكلام المباح  (30)  (أجناس غريبة !)
الكلام المباح  (29)  (صباح الخير أيها المواطن !)
الكلام المباح  (28)  (مِنْ قالــوا بَلى !)
الكلام المباح  (27)  (اللعنة الصينية !)
الكلام المباح  (26)  (تزوير الباميا !)
الكلام المباح  (25)  (ثرم بصل لو تقشير لالنگي؟!)
الكلام المباح  (24)  (منخفض سياسي محلي !
)
الكلام المباح  (23)  (الكلمة المجهولة !)

الكلام المباح  (22)  (حين تطير الفيلّة !)

الكلام المباح  (21)  (معايير متميزة !!)
الكلام المباح  (20)  (يا سامعين الصوت !!)
الكلام المباح  (19)  (أيام الخورمژ !)
الكلام المباح  (18)  (مثل الثيل عادته ... !)
الكلام المباح  (17)  (حقائق التأريخ !)
الكلام المباح  (16)  (أصابع من حجر !)
الكلام المباح  (15)  (لو أنكسر المنجل !)
الكلام المباح  (14)  ساحات الفضاء العراقي !
الكلام المباح  (13)  حيرة مشروعة !
الكلام المباح  (12)  في بيتنا ... مدام سياسة !
الكلام المباح  (11)  في إنتظار تنين الحظ !
الكلام المباح  (10)  حين جدع أحدهم أنفه !!
الكلام المباح  (9)  هل جاءكم حديث المحلل السياسي ؟!
الكلام المباح  (8)  في العراق "الجديد"... يحدث أيضاً !
الكلام المباح  (7)  سرقات !
الكلام المباح  (6) حروب صغيرة
الكلام المباح  (5) أيّ جرار ستكسر قريباً ؟
الكلام المباح  (4) مدن عارية وربما .. !
الكلام المباح  (3) فلان الفلاني !
الكلام المباح  (2) من أفضال المزعوط !
الكلام المباح  (1) من أجل أن لا تموت الحياة!

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter