|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة  23  / 5 / 2014                                عبدالقادر العيداني                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

من أعماق السجون
نقرة السلمان ... قيود تحطمت

عبد القادر احمد العيداني
alidanykhader@yahoo.co.uk


حقوق الطبع محفوظة للمؤلف ..
لا يجوز طبع أو تصوير أو اقتباس أي مادة من الكتاب أو تسجيله صوتيا أو على الحاسوب أو في أقراص مدمجة إلا بموافقة المؤلف

موبايل: 07703136884
البريد الإلكتروني:
alidanykhader@yahoo.co.uk

واذ نباشر في موقع الناس نشر الكتاب على حلقات ، نتقدم من المؤلف الاخ العزيز عبدالقادر أحمد العيداني بجزيل الشكر والتقدير لاختياره الموقع لعرض هذا الكتاب القيم ، وتقديم حلقاته بنسخة الكترونية ، أملين التوفيق في ايصالها الى اوسع مدىً وجعلها في متناول كل من تعز عليهم مصالح الشعب والوطن ....

حكايات تروي الكفاح الملحمي للشيوعيين العراقيين
حيث الصمود والبسالة والإصرار على التضحية
للفترة (1963 – 1968م)
مع ملف عن معتقل قصر النهاية

تصميم الغلاف الأول والأخير: الفنان صالح جادري
تصميم المتن والإخراج الطباعي: قاسم محمد علي

تنويه للقارئ الكريم:
إن الصور المنشورة في الكتاب هي حصراً من إرشيف المؤلف الذي يحتفظ به منذ خمسة عقود، ونشر البعض منها في الصحف والمجلات العراقية وبعض مواقع الانترنيت، لذا اقتضى التنويه.

[17]

شهداء ومناضلون
من سجن (نقرة السلمان)

(8)

الرجل الأممي
عبدالقادر إسماعيل البستاني


عبدالقادر البستاني في دمشق عام 1957م

يعتبر المرحوم عبدالقادر إسماعيل البستاني من رواد الفكر الاشتراكي في العراق، منذ بداية تأسيس الحكم الوطني في العراق في عشرينيات القرن المنصرم، إلى جانب حسين الرحال، محمود أحمد السيد، حسين جميل، نوري روفائيل، عبدالله كوران، مكرم الطالباني، محمد حسين كاشف الغطاء، محمد حديد، عبدالفتاح إبراهيم، وآخرين. حيث بدأت نشاطهم الفكري في تبني الأفكار الاشتراكية، بعدما عاد حسين الرحال من أوربا متزوداً بوعي ثوري واشتراكي، فالتفّ حوله العديد من المثقفين العراقيين، وأصدر أول صحيفة ماركسية يسارية تحت عنوان (الصحيفة) بتاريخ (28 كانون أول 1924م).

كان عبدالقادر البستاني احد كتابها، وأصبح بعد ذلك في بداية الثلاثينيات رئيس تحرير جريدة (الأهالي).

عندما دعا الحزب الشيوعي الاسباني لحملة تضامن مع الشعب الاسباني ضد طغمة فرانكو الدكتاتورية، التي سعت للقضاء على الجمهورية الاسبانية، لبّى عبدالقادر البستاني النداء، وأصبح أحد المقاتلين في الفيلق الأممي بتوجيه زعيمة الحزب الشيوعي الاسباني الرفيقة (دولوريس إيباروري)، وكان شعارهم: (إنّ الفاشست لن يمرّوا).

وكذلك حضر في عام 1942م المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي (السوري – اللبناني)، وألقى كلمة الحزب الشيوعي العراقي فيه.
وفي عام 1947م أصبح عبدالقادر البستاني عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري، بعد أن أصبح حزبان، حزب شيوعي سوري وحزب شيوعي لبناني.

وكذلك حصل على عضوية الحزب الشيوعي الفرنسي في خمسينيات القرن الماضي، عندما كان مبعداً من العراق وأُسقطت عنه الجنسية العراقية.

بعد انتصار ثورة 14 تموز 1958م أصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ورئيس تحرير أول جريدة علنية صدرت إلى الأسواق وهي (اتحاد الشعب)، بعد أن كانت تصدر بشكل سري خلال أعوام العهد الملكي.

إن هذا الرجل الأممي يمتلك من الأخلاق الشيوعية صفات تفوق التصور، وبالرغم من كبر سنه تعرض لتعذيب وحشي بعد انقلاب شباط 1963 في معتقل قصر النهاية، حيث تعرض إلى الكي بالكهرباء، وكانت آثارها ظاهرة على جسمه النحيل، وللأسف اعترته لحظة ضعف، ولم يكن بمستوى المسؤولية حيث ندم عليها كثيراً بعد ذلك، فتراه في سجن (نقرة السلمان) في أكثر الأوقات شارد الذهن أو غارقاً في أفكار ترميه ذات اليمين وذات الشمال، وكان يتحدث إلى سجناء معدودين عن عدم اتخاذه الموقف الرجولي للصمود في وجه الطغاة.

عاش بيننا في سجن (نقرة السلمان)، بالرغم من شيخوخته التي لم يرحمها الطغاة، وكان السجناء في اغلب الأحيان يتحدثون عن أمور الحزب الشيوعي، وما حلت به من انتكاسات وأسبابها، وكان البستاني حاضراً في إحدى الجلسات، وكنت أنا من ضمنها، سأله أحد السجناء في تلك الفترة التي كان فيها الحزب الشيوعي يعيش أقسى أيامه، وفي فترة انحسار المد الجماهيري، ويعيش الحزب معركة البقاء متحدياً زمر البعث الحاكمة، فقد استشهد خيرة قادته تحت التعذيب، أو ضمتهم أقبية السجون والمعتقلات، ولم يبق للحزب إلا أعضاء قلائل بعدد أصابع اليد الواحدة في كل محافظة، سأله هذا السجين عن توقعه، بعودة الحزب الشيوعي من جديد إلى مسرح الأحداث السياسية في البلاد، وهل يكون حزباً فاعلاً في قيادة الجماهير...؟، كان جواب المرحوم عبدالقادر البستاني بالنص: (إني لا أقول لك أن الحزب الشيوعي سيعود أو لا يعود إلى قيادة الجماهير، لكن بما انه هناك طبقة عاملة، فلابد أن يكون الحزب الشيوعي قائداً لها.

واستطرد قائلاً: (أسوق لك مثلاً آخر، إني غادرت العراق في بداية الخمسينيات إلى باريس، وكان في وداعي ثلاثة شيوعيين فقط، وعندما عدت بعد ثورة 14 تموز 1958م استقبلني الآلاف من الشيوعيين والوطنيين من جماهير الشعب العراقي. فهذا هو الحزب الشيوعي كان في يوم ما ثلاثة رفاق، وأصبح في يوم آخر مئات الآلاف من الشيوعيين).

الذكر الطيب للمرحوم عبدالقادر إسماعيل البستاني الذي توفي في منفاه بدمشق في سوريا وكان على فراش المرض، وبالرغم من شيخوخته الكبيرة طلب من الرفاق الشيوعيين بطاقة انتساب للحزب الشيوعي العراقي.


[16]  شهداء ومناضلون من سجن (نقرة السلمان) -  (7) طعمه مرداس ابن الناصرية الأسطوري
[15]  شهداء ومناضلون من سجن (نقرة السلمان)  - (6) القائد العمالي (صادق جعفر الفلاحي)
[14]  شهداء ومناضلون من سجن (نقرة السلمان)  - (5) أبو سرحان... المناضل والشاعر الشهيد

[13]  شهداء ومناضلون من سجن (نقرة السلمان)  - (4) أبطال الموانئ في محافظة البصرة يتحدّون المشانق...
[12]  شهداء ومناضلون من سجن (نقرة السلمان)  - (3) المعلم والمربي يحيى (ق) رجلٌ لا يخاف
[11]  شهداء ومناضلون من سجن (نقرة السلمان)  - (2) الشهيد هندال جادر - ابن الطبقة العاملة العراقية
[10]  شهداء ومناضلون من سجن (نقرة السلمان)  - (1) الملازم صلاح الدين أحمد - استشهاد يفوق التصوّر
[9] محاكمات لا مثيل لها في التاريخ
[8] عمليات الهروب من سجن نقرة السلمان
[7] بعض مفاصل النشاطات اليومية
[6] الاحتفالات بالأعياد الوطنية والأممية في سجن نقرة السلمان

[5] تفاصيل الحياة اليومية لسجناء نقرة السلمان

[4] سجن نقرة السلمان

[3] البادية الجنوبية

[2] إنتفاضة معسكر الرشيد... وقافلة الموت
[1] التقديم .. الاهداء .. توطئة

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter