|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  16 / 11 / 2013                                عبدالقادر العيداني                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

من أعماق السجون
نقرة السلمان ... قيود تحطمت

عبد القادر احمد العيداني
alidanykhader@yahoo.co.uk


حقوق الطبع محفوظة للمؤلف ..
لا يجوز طبع أو تصوير أو اقتباس أي مادة من الكتاب أو تسجيله صوتيا أو على الحاسوب أو في أقراص مدمجة إلا بموافقة المؤلف

موبايل: 07703136884
البريد الإلكتروني:
alidanykhader@yahoo.co.uk

واذ نباشر في موقع الناس نشر الكتاب على حلقات ، نتقدم من المؤلف الاخ العزيز عبدالقادر أحمد العيداني بجزيل الشكر والتقدير لاختياره الموقع لعرض هذا الكتاب القيم ، وتقديم حلقاته بنسخة الكترونية ، أملين التوفيق في ايصالها الى اوسع مدىً وجعلها في متناول كل من تعز عليهم مصالح الشعب والوطن ....

حكايات تروي الكفاح الملحمي للشيوعيين العراقيين
حيث الصمود والبسالة والإصرار على التضحية
للفترة (1963 – 1968م)
مع ملف عن معتقل قصر النهاية

تصميم الغلاف الأول والأخير: الفنان صالح جادري
تصميم المتن والإخراج الطباعي: قاسم محمد علي

تنويه للقارئ الكريم:
إن الصور المنشورة في الكتاب هي حصراً من إرشيف المؤلف الذي يحتفظ به منذ خمسة عقود، ونشر البعض منها في الصحف والمجلات العراقية وبعض مواقع الانترنيت، لذا اقتضى التنويه.

[3]

البادية الجنوبية


تقع البادية الجنوبية في الجنوب الغربي من العراق، وهي محاذية للحدود السعودية من الجنوب، والأردن من الغرب، وتشمل الوحدات الإدارية التالية : قضاء السلمان - ناحية بصية - خضر الماء - الشبكة (شبجه) ، ومناطق رعوية أخرى ، وتجمعات بشرية حول آبار الماء لغرض ديمومة الحياة لأهالي البادية والرعاة المتجولين بين الأراضي العراقية والسعودية طلباً للماء والكلأ. ويتكون سكانها من أفراد شرطة البادية (الهجانة) وشرطة الحدود ، ولا تخلو من بعض المهربين وبعض الناس الذين حكمت عليهم الظروف للعيش متنقلين في خيام بأتعس شروط الحياة المعيشية. إن سكان هذه البادية يُنسب أغلبهم إلى عشائر المطير والظفير وبني حجيم وعشائر أخرى.

والطبيعة السائدة على البادية الجنوبية أنها تتكون من أحجار كلسية تنبت بينها أشجار شوكية طويلة وبعض الأعشاب البرية تتخللها كثبان رملية قاسية ، ويتميز جو هذه البادية بشدة ارتفاع درجات الحرارة صيفاً وببرودة منخفضة في الشتاء. ينتشر في هذه البادية بشكل واسع الأفاعي والثعالب والذئاب والخنافس والذباب والسحالي والجرابيع حيث الصفة المشتركة بين هذه الحيوانات هو تحمل العطش وتستطيع أن تعيش بدون ماء.



خارطة العراق ويظهر فيها موقع البادية الجنوبية وقضاء السلمان
 

تتسم صحراء البادية في أكثر مواقعها بخلوها من البشر بشكل مطلق في الصيف ، ولكن ما أن يحلّ شهر تشرين الأول وتشرين الثاني من كل عام حتى تبدأ الأمطار بالسقوط فتصبح هذه الصحراء القاحلة حقلا بل حقولا من العشب الأخضر على امتداد البصر يغري قبائل البادية بالخروج إلى الرعي. ومن الجدير بالذكر أن كتب التاريخ تذكر أن حرب داحس والغبراء جرت وقائعها على أراضي البادية الجنوبية من العراق.

قضاء السلمان

تكوّن قضاء السلمان من إلتواء وإنكسار الكتل الصخرية الكبيرة في منخفض تبلغ مساحته (35) كيلومتر مربع ، وينخفض عن المناطق المحيطة به بحوالي (17- 20 مترا) وهي منطقة غير مشجعة للسكن البشري بسبب سيادة المناخ الصحراوي وعدم وجود طرق للمواصلات تربطها بمدينة السماوة التي تبعد عنها حوالي (150) كم ، باتجاه الحدود السعودية ، تقطعها سيارة (باص خشبي) هي الوحيدة التي تعمل في قضاء السلمان . تستغرق رحلة السيارة حوالي (8 - 10) ساعات ، بسبب رداءة الطرق الترابية الملتوية والتي لا يستطيع أي سائق اجتيازها إن لم يكن مجرباً وعليماً بالطرق الصحراوية في البادية الجنوبية ، أما السواق الذين لم يعتادوا الطريق فتجدهم يضلون في متاهات الصحراء ، وأغلب الأوقات يدخلون الأراضي السعودية من غير معرفة بها بسبب تشابه الأراضي بين البلدين.

منطقة السلمان مكان قديم تأهل منذ عصر الجاهلية قبل الإسلام ، حيث يوجد في هذا المنخفض قبر (نوفل بن عبد مناف) أحد أجداد النبي محمد (ص) ، وفيه طرق ترابية وعرة المسالك بسبب المرتفعات والمنخفضات حيث تؤدي إلى (تهامة) في السعودية.

وسمّي المكان بـ(السلمان) نسبة إلى (سليمان الحميري) القائد العسكري الذي بعثه النعمان بن المنذر بجيش كبير من اليمن لمطاردة القبائل البدوية وسلبها كل ما تملك من حيوانات ومأكل ، وكذلك تأمين الطرق للرعاة واكتشاف آبار الماء.

إن الداخل إلى منخفض السلمان يشاهد عند حافات المنخفض بناية كبيرة ذات أسوار ومزاغل لجلوس الحرس للدفاع عن مقر مديرية شرطة البادية الجنوبية، وأصبحت هذه البناية في ثمانينات القرن العشرين بديلا عن سجن نقرة السلمان ، سُجن فيها العديد من الإخوة الأكراد والأكراد الفيلية، والعديد من أبناء الشعب العراقي الآخرين.

وكذلك يشاهد قلاع سجن نقرة السلمان وهو السجن القديم الذي بناه (كلوب باشا) القائد البريطاني في عام (1928م)، والى جانبه محتويات السجن الجديد، وهي تقع تحت مستوى النظر بكثير، كما لو أنها واقعة في حفرة عميقة شديدة الانحدار.

يحتوي القضاء على بناية بسيطة لإدارة القضاء من قبل القائمقام ، ومركز للشرطة ومدرسة ابتدائية ومستوصف يديره مضمد يجهل الكثير من أمور الطب ومعالجة المرضى وخاصة الحالات المستعصية، وكذلك توجد بعض الدوائر البسيطة كدائرة البريد والبرق مثلا، وهي تقوم بإرسال وإيصال الرسائل والحوالات النقدية والرزم التي تحتوي في أغلب الحيان على الملابس والحاجات التي يحتاجها السجين والمرسلة من أهالي السجناء إلى أبنائهم وذويهم.

يتكون أغلب منتسبو هذه الدوائر من بعض الموظفين المبعدين والمغضوب عليهم والمعاقبين من قبل السلطات الحاكمة ، حيث يعتقد هؤلاء الطغاة أن قضاء السلمان مكان مناسب لهم لتنفيذ العقوبات عليهم.

 

[2] إنتفاضة معسكر الرشيد... وقافلة الموت
[1] التقديم .. الاهداء .. توطئة

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter