| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلمى بغدادي

 

 

 

 

الأربعاء 10 /1/ 2007

 

 

يوميات فتاة عراقية تنتحر ببطء

( 14 )

 

سلمى بغدادي

عندما أستعرض تاريخ حياتي منذ الطفولة إلى الآن لا أرى غير شجرة وارفة الظلال تغطي كل سنوات عمري ، إنها شجرة الحزن ، فقد كانت طفولتي حرمانا ًمن عاطفة الأب ، وصباي ضياعٌ في الاحتياج إلى الكثير ، والحبيب الذي كنت ُ أحلمُ أن يأخذني الى عالم السعادة ، أ ُعدمْ ، والأخ الذي كنت أ ُعلل النفس بكونه متكأي ، قُتلْ ، وألام التي كانت حضنا ً دافئا ً شُلت ُ، وليس هناك ألان سوى سماع ْ أنينها بين لحظة وأخرى ، منذ أربعة أيام لم تتناول الطعام سوى القليل من الماء ، حين عدت من الدوام أخبرتني سعاد بأمر والدتي من أنها لم تستطيع أطعامها الغداء ، حاولت معها أنا فلم أفلحْ ، انتظرت إلى المساء ،ولكنها بقيت على حالتها، فاضطررت أن أستنجد بعائلة سعاد ، فذهب أبو سعاد إلى أحد أقربائهم وهو طبيب وأم سعاد جاءت معي إلى البيت ، حضر الطيب جس نبضها وفتح عينها ، ثم قال قبل أن نسأله ،( ماكو داعي تنقلوهه للمستشفى ، بالبيت أفضل على الأقل اكو عناية بيه ) وعندما استفسرنا منه عما بها قال ( هي في غيبوبة وماكو غير رحمة الله ) ذهب أبو سعاد مع الطبيب ولم يمر وقتاً طويلا ً حتى جاءت سعاد لتخبر أمها من أن والدها بعثها لتنام معي الليلة ، ففهمت ُ بأن الطبيب قد أخبر والد سعاد بما سوف يحدث لوالدتي ، في اليوم الثاني لم أذهب إلى الدائرة ، وفي الساعة الحادية عشر جاءتني وداد وقالت بأنها طلبت إجازة زمنية لأنها قلقت لغيابي سيما وإنني وعدتها بحضور أنتخابات النقابة اليوم بعد انتهاء الدوام
لم تبقى أكثر من ربع ساعة ثم عادت إلى الدائرة من جديد .
أمس جاءت وداد وأمها وأبنتها صباح للاطمئنان على صحة والدتي ، بكت أم وداد حين رأت أمي , فبكينا جميعا لبكائها ، وداد تعرف إن حالة أمي ميئوس منها ، لهذا قالت لي بأنها سوف تبقى معي ، أجبتها بأن سعاد تنام معي يوميا وهي تساعدني بكل شئ ، كانت الساعة السادسة مساءا حين خرج الجميع ، حتى سعاد قالت بأنها ستعود بعد ساعة ، جلست وحدي مع أمي ، فتذكرت كم تعبت معنا أنا وأخي سعد من أجل أن لا نشعر بفقدان ألأب ، وكيف كانت تلفنا بحضنها في ليالي الشتاء الباردة ، لهذا امتلكتني رغبة أن أتمدد معها على السرير وأحتضن قامتها وبالفعل احتضنت جسدها ولا أعرف كيف بدأ سيل دموعي يبلل وجهها ووجهي .

يتبع

¤ يوميات - 13

¤ يوميات - 12

¤ يوميات - 11

¤ يوميات - 10

¤ يوميات - 9

¤ يوميات - 8

¤ يوميات - 7

¤ يوميات - 6

¤ يوميات - 5

¤ يوميات - 4

¤ يوميات - 3

¤ يوميات - 2

¤ يوميات - 1