| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلمى بغدادي

 

 

 

 

السبت 2 /12/ 2006

 

 

يوميات فتاة عراقية تنتحر ببطء

( 8 )

 

سلمى بغدادي

مرت خمسة أيام وأنا لا أخرجُ من البيت ، كانت سعاد ترسل أخاها الصغير ليشتري لنا الخضار من السوق ، وهي تهتمُ بكل أعمال البيت ، حالتي النفسية كانت غير جيده منذُ الحادث الذي شاهدته في الطريق الى العمل ، أحيانا أُفكرُ ماذا أفعل لو تزوجتْ سعاد ، لقد جلبوا لها ( النيشان ) قبل عشرة أيام ، وربما سيكون عقد الزواج بعد الانتهاء من موسم الحصاد والزواج قبل انتهاء العطله الصيفية ، هكذا أخبرتني سعاد والفرحُ يشعُ من عينيها ، اليوم صباحاً والساعة لم تبلغ الحادية عشره ، طُرقَ الباب ،ذهبت سعاد لتفتحه ُ ، سمعت ُ صوتاً نسائياً ليس غريباً على مسمعي ، عادت سعاد لتخبرني بأن صديقتي أم صباح وأمرأة معها يسألن عني ، نهضت مسرعةً وحافية ً،
عانقت ُ وداد وقبلتها ثم أُمها ، ودعوتهن الى الدخول وانا أسحب وداد من يدها وألومها على عدم اصطحاب صباح معها ، لا أعرف كيف زال ثقل تلك الهموم عن كاهلي ، وأنا أروى الى وداد وأمها ، ماحدث عند ذهابي الى العمل ، قدمت سعاد لنا جميعاً أقداح عصيرٍ محلي والغريب بالامر كان بارداً رغم انقطاع التيار الكهربائي منذ ليلة أمس ، قدمتها لهم ( هاي اختي سعاد ولو مو هي جان هسه حال الضيم حالي) .طلبت مني وداد أن أأتي الى العمل يوم الاحد القادم لانهم أخبروا الجميع ستوزع الرواتب على جميع موظفي الدائرة وأضافت وهي تضحك ( وايكَولون أكو مكرمة من بريمر ، مو مثل مكرمات السيد القائد ، لا هاي مية الف دينار )
لما تزلْ بعدُ أم وداد لمْ تُكمل شرب العصير، طلبت مني أن ترى والدتي أ طيلة فترة وجودنا في الصالة ، ورغم تشعب الحديث ، ألا أن الوجوم كان واضحاً على قسمات وجهها ، نهضنا نحن الاربعه وذهبنا الى غرفة والدتي ، كانت والدتي مستيقظة في تلك اللحظة ، لاأعرف كيف جلست والدة وداد على ركبتيهاالى جانب سرير والدتي وأحتضنت جسد والدتي وأرتفع صوت نحيبها لتنتقل عدواه الى وداد وسعاد ، كان جسد والدة وداد يهتزُ وهي تطلق موجات بكائها على صدر والدتي وتردد بلهجتها الجنوبية ( سوده عليه خيه ام سعد ) مرت لحظات وأنا لمْ أفهمَ مايجري حولي ، لكزت وداد بهدوء بمرفقي لتوضح لي الامر ، أجابتني وهي تمسح بمنديل ورقي دموعها وأنفها ( بعدين احجيلج ) لا أدري كم مرَ من الوقت حين توقفت أم وداد عن بكائها وهي تردد عبارتها ( سوده عليه ام سعد هيج الوكت سوه بيج ) مسحت أم وداد دموعها وأنفها ب (فوطتها السوداء ) وبأصابعها مسحت دمعتين عن وجنتي أمي ثم جلست على الارض جوار السرير ، جلبت سعاد قدحاً من الماء اليها ، وبعد احتسائها لقدح الماء ، تكلمت وكأنها تجيب على اسئلتي ، ( خاله كَبل ما يستشهد ابوج ب63 جنه بيت واحد ، بس أمج وره استشهاده من خوفهه عليكم كَطعت ويانه علاقتهه )
لم أفهم هذه الالغاز ، أستشهاد أبي ، علاقته مع عائلة أم وداد، كنت أتوسل بنظراتي الى وداد لعلها تساعدني في حل هذه الاحجية، أخرجت وداد من حقيبتها صفحتين من أحدى الصحف ودون أن تنشرها أرتني صورة والدي مصغرة للصورة المعلقة في غرفتي ومكتوب تحتها ( الشهيد البطل ....... ..... مواليد 1934 العمارة ... أستشهد بتاريخ 27 اذار 1963 تحت التعذيب في قصر النهاية ..بعد ان عجز جلادوه، أنقلابيوا شباط الاسود، من أن ينالوا من صموده ) اذن هكذا ابي كان مسافراً مثل ابا صباح .

يتبع

¤ يوميات - 7

¤ يوميات - 6

¤ يوميات - 5

¤ يوميات - 4

¤ يوميات - 3

¤ يوميات - 2

¤ يوميات - 1