| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلمى بغدادي

 

 

 

 

السبت 16 /12/ 2006

 

 

يوميات فتاة عراقية تنتحر ببطء

( 10 )

 

سلمى بغدادي

اليوم ، مر شهراً تقريباً على عدم انقطاعي عن الدوام الرسمي ، ليس هناك من شئ جديد، سوى الجلوس ، والحديث مع وداد وماري حول امور عديدة، تتعلق اغلبها بالكهرباء والغاز والنفط الابيض ، ماري تفكر دائما بالسفر الى الخارج ، لان اغلب أقربائها قد سافروا.... هي تقول أن هناك امكانية أن تسافر الى سوريا ، ومن هناك الى أمريكا ، لان أهل زوجها الذي قتل في عاصفة الصحراء يعيشون هناك برفاه ... سيما وأن اهل زوجها يرغبوا أن يهتموا بابنها بنيامين، ثم أن بنيامين نفسه يرغب بالسفر الى هناك وهو يلح عليها يوميا مثلما تقول.
خرجنا قبل أسبوع أنا ووداد من الدائرة ، كان يوم خميس ، اقترحت عليّ وداد أن أذهب معها الى ساحة الاندلس ، سيما وان الجمعة والسبت عطلة ، كنت اعرف ما ترمي اليه وداد ، لأنني أعرف أي مقر موجود هناك ، دخلنا إلى المقر ، كانت القاعة واسعة نوعما ، وكانت مكتظة بعدد غير قليل من الرجال والنساء ، أغلبهم يبدو عليهم الفقر ولحاهم غير حليقة ، كما رأيت أن أغلب النساء محجبات ، ضحكت في داخلي وهمست الى وداد ( ايبين حته اهنا الحجاب مفروض على النساء )..أجابتني وداد بأنهن من مدينة الثورة ، ومن غير الممكن ان يخرجن دون حجاب ، قدمتني إلى ثلاث من النساء واقفات في بداية القاعة ( سلمى ، صديقتي وزميلتي بالعمل وابنة الشهيد ..........) صافحنني بترحاب كبير، أحداهن قبلتني بدفء والغريب أن ثلاثتهن نادينني ب( رفيقه) ، احداهن كانت لا ترتدي الحجاب ،عرفت من وداد بعد ذلك من أنها مسؤولة رابطة المرأة ، سحبتني وداد من يدي برفق بعد ان اعتذرت منهن، اقتربنا من كشك صغير في الزاويه اليسرى للقاعة مكتوب على واجهته الزجاجيه ( كافتريا الانصار) كانت هناك مجموعة مختلطة من النساء والرجال ، سلمت عليهم وداد و فردوا عليها جميعا ( اهلا رفيقة أم صباح )، كذلك قدمتني لهم بأسمي وأسم أبي الشهيد ، فكان ترحابهم بي كبيراً، سألت وداد بصوت خافت( شنو انصار) أجابتني ( بعدين احجيلج ) احدهم كان مختلفا عنهم في الشكل وفي الملبس ،عرفت من وداد بعد ذلك انه قادم من الخارج ، قدمَ لنا علبتين من الكولا ، وقال وهو ضاحكا( صناعة أسلاميه) كانت وداد تتحدث معه دون تكلفة وفهمت ايضا منها انهما يعرفان بعضهم البعض قرابة الثلاثين عاماً ، بينما نحن واقفين لمحت شخصا رايته كثيراً على شاشة التلفزيون ، لكزت وداد بمرفقي وسألتها (هذا مو الشاعر الشعبي .......) قالت نعم ، وقدمتني له ايضا بعد ان اقترب منا كثيراً ( ابنة الشهيد ....... ) فصافحني وبلهجته الجنوبيه قال ( هله وميه هله ببنت البطل . انتم تاج فوك روسنه ). مكثنا هناك قرابة الساعة ، ويبدو أن وداد لديها اجتماع في الطابق الثالث ، وأنا أيضا تأخرت حقا هذا اليوم لانني اتفقت مع سعاد عندما اعود سوف نقوم بأستحمام والدتي كعادتنا كل خميس ، وأنا في الطريق كنت أفكر بالحميمية التي يملكونها هؤلاء الناس وكيف يتعاملون بحب فيما بينهم ، ثم اهتمامهم بي لكوني أبنة رفيقهم الشهيد ، ولكن أين كانوا هؤلاء طيلة هذه السنوات ، ألمْ يعرفون اننا عائلة شهيد ، لماذا لم يسالوا عنا ، هل أمي هي السبب ، أم هم ؟ أسئلة كثيرة دارت في رأسي وليس هناك من جواب ،لأنني أعيش حالة من الضياع ، الضياع الذي سوف يؤدي بي الى ضياع أبدي .

يتبع

¤ يوميات - 9

¤ يوميات - 8

¤ يوميات - 7

¤ يوميات - 6

¤ يوميات - 5

¤ يوميات - 4

¤ يوميات - 3

¤ يوميات - 2

¤ يوميات - 1