| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

 

 

 

الأربعاء 25/3/ 2009

 

تجارب دنماركية *

التجربة (20) ثانياً
قرى الأطفال (2)

ضياء حميو

دنماركيون يتحدثون لقارئ العربية
كانت الأسئلة التي طرحتها على هؤلاء الثلاثة دنماركيين " الراعي " كل منهم لطفل في قارة أخرى وعن طريق منظمة رعاية طفولة مختلفة ،بسيطة ومحددة .
كيف اهتديت إلى الفكرة ، وماهو الدافع ، وكم تدفع؟!
سألتهم الإجابة عن هذه الأسئلة ، وتركت لهم كل الحرية في التحدث بما يشاءون عن تجربتهم الخاصة ، ودونت كل ماقالوه بدون أي تدخل من قبلي، وكأصدقاء كانوا على معرفة بهدف مااكتبه ، وكانوا يدركون انه موجه لقراء اللغة العربية ، وهو ماجعلهم يتحمسون للإفاضة بالحديث ، وأدناه ماتحدثوا به :

بول بيدرسن (67 سنة متقاعد) Poul Møllar Pedersen
راعي عن طريق منظمة
Plan International
(قبل سنوات عديدة كانت مساعدتي تقتصر على منح هدية لطفل من احد البلدان الفقيرة هي عبارة عن مبلغ مادي في عيد رأس السنة فقط ، بعد ذلك صرت أساعد بمبلغ شهري ثابت ولمدة ثلاث سنوات لمنظمة " أنقذوا الأطفال".
حين اتخذت قرار مساعدة طفل محدد ، كان ذلك في احد الأيام حين ذهبت للتسوق وحين امتلأت أكياسي ، فكرت ماذا عن العوائل في البلدان الفقيرة وأطفالهم ممن لايجدوا شيئا يأكلونه؟!


شعار SOS

بعدها اتصلت بإحدى المنظمات ممن تساعد الأطفال وعوائلهم في البلدان الفقيرة ، لم احدد لهم البلد ولا الطفل ذكر أو أنثى بل مجرد عائلة استطيع مساعدتها على العيش من خلال رعاية احد أطفالها إلى أن يبلغ سن النضوج ،مبلغ المساعدة هو أكثر من المبلغ الذي يدفع لأحد أطفال " قرى الأطفال " لأنه لايختص بمساعدة الطفل وحسب ، ولكن أيضا عائلته .
إلى الآن لااتذكر اسم البلد ولكنه كما أظن احد بلدان غرب إفريقيا ،آسف لأني لااتذكر اسم طفلي الذي أرعاه ، ولكنه كان يبلغ السنتين من العمر وهو يعيش في قرية فقيرة مع والديه وإخوته ،الآن يبلغ من العمر السبع سنوات وهو بصحة جيدة ، ويذهب إلى المدرسة ، ادفع شهريا عن طريق المنظمة المختصة بهذا 185 كرونة دنماركية ، واكتب الرسائل دوما لمعرفة أخباره ، واحصل على الرد عن طريق ذات المنظمة مع الصور الخاصة به ونموه.
فعلت هذا لأني وبكل بساطة شعرت برغبة لفعل ذلك ، وهو يحقق لي راحة نفسية كبيرة ،عندما أحس إني أقوم بشيء قدر استطاعتي لمساعدة الآخرين).

أنيته هانسن (39 سنه عاملة في مقهى )Annette Hansen
راعية عن طريق منظمة
(SOS Children's Villages) SOS-børnebyerne Danmark
(لفترة من الزمن كنت أفكر في كيفية القيام بشيء لمساعدة الآخرين في العالم.
كان الفصل شتاءا وكنت مع والديَ نفكر في قضاء عطلة في بلد دافئ بدرجة حرارته، لم يكن هنالك الكثير مما نختاره قريب عن أوربا، وغير مكلف، وهكذا اخترنا " الأردن "، وكانت هذه المرة الأولى التي نزور بها هذي البلاد.


قرية أطفال في سراييفو

وبعد أن أمضينا شهر من عطلتنا وكادت أن تقارب على الانتهاء ، وأوان العودة إلى الدنمارك ،شاهدتُ ، وبطريق الصدفة لوحة معدنية بإحدى الطرق تشير إلى " قرية الأطفال اس او اس "مكتوبة باللغة الانكليزية ، عندها قررتُ أن تكون مساعدتي، لأحد أطفال هذه القرية.
كان من المهم لي أن اعرف على ارض الواقع كيف وأين يعيش طفلي أو طفلتي الذي سأرعاه، ومعرفة شيء عن النشاط اليومي في هذه " قرية الأطفال ".
نعم، لماذا اخترت أطفالا للمساعدة؟!
الأطفال ليسوا مذنبين...
الأطفال بدون أبوين ليس هنالك من يحميهم...
الأطفال هم مستقبل الأرض...
الأطفال يحتاجون للرعاية لينموا طبيعيا إلى أن يغدوا أقوياء قادرين على الاعتناء بأنفسهم.
وهكذا عندما عدت إلى الدنمارك ،ملأتُ استمارات " رعاية "احد الأطفال في قرية الأطفال في مدينة العقبة في الأردن ، وكان ذلك عن طريق منظمة " اس او اس ".
بعد فترة وجيزة، حصلت على معلومات عن الذي سأرعاه، وكان طفلا ذكرا، عمره سنتين اسمه " أنس ".
يبلغ " أنس " من العمر اليوم ،13 سنه ، وهو في طريقة لأن يغدو بالغا ، أنا مستمرة في "رعايته" إلى الآن ومنذ 11 سنه ، وفي كل سنه احصل على تقرير ، بتفاصيل حياته ، نموه ، صحته ، تعليمه ،بالإضافة إلى تفاصيل صغيرة أحيانا ، وقد قمت بزيارته مرتين ، حملت معي هدايا ليس له وحدة بل للأطفال الآخرين في القرية ، وأحاول قدر استطاعتي أن أرسل له هدية في عيد ميلاده.
الأطفال هم الأطفال ، ليس لديهم إدراك محدد ، عمن تكون أنت ، وماذا تعني!
لم يكن مهما لي على الإطلاق ، من أي بلد يكون الطفل الذي سأرعاه ، أو من أي جنس ذكر أو أنثى ، أو ماهية ديانته ، كل هذه الأمور لم أفكر بها حين قررت المساعدة.
أنا أحب الثقافة العربية ، والآن حين أفكر بذلك ، أنا سعيدة أن يعيش " أنس " في ثقافته ووطنه الأردن ، طبعا كل هذه الأشياء لم اعرف أهميتها له إلا بعد أن زرت " الأردن" لأكثر من مرة ، والتقائي بعرب آخرين...!
أنا ادفع شهريا 100 كرونه .
كأم " راعية "يعني لي كثيرا أن أشاهد وجها واضحا لمساعدتي، ومبرور الزمن تصبح المسألة شخصية ، اعني جزء من شخصيتي ، لها علاقة بالفرح الداخلي الذي تمنحه هذه المساعدة لي كإنسانه).

بنته هانسن ( 58 سنه ، عاملة في معمل تقطيع ألمنيوم ) والدة أنيتهBente Hansen
راعية عن طريق منظمة
BØRNE fonden (Child fund)
(حين حدثتني ابنتي " أنيته " بتفاصيل وهدف " رعاية " طفل ومساعدته ، قررت على الفور في أن أرعى طفلا أنا بدوري ، وهكذا رعيت طفلا عمرة 6 سنوات إسمه " أيمن " في قرية أطفال العقبة في الأردن ، وكلما قمت بزيارة الأردن أحرص أن ازور " أيمن " وقرية الأطفال ، استمرت مساعدتي لمدة ثلاث سنوات فقط ،لأنني وجدتُ إن من غير العدل أن أرعى طفلا يحصل على أشياء كثيرة داخل أسوار قرية مغلقة ،من تعليم خاص ، وأجهزة كومبيوتر وغيرها ، تساءلت ماذا عن الأطفال خارج أسوار" قرية أطفال اس او اس " ، ممن لديهم حاجة أكثر ؟!
ولهذا قررت أن " أرعى " طفلا في غرب إفريقيا مع عائلته ، لا أذكر اسمه أو اسم البلد ، بمبلغ هو ضعف ماكنت ادفعه سابقا ،لأنه "يرعى " عائلة كاملة ،بالإضافة إلى المجتمع .
أنا ادفع شهريا 190 كرونه ، ومضى علي لغاية الآن ثلاث سنوات ، وأنا سعيدة جدا ، إن باستطاعتي مساعدة آخرين يحتاجون إلى مساعدة.

ختاما
هذا ماقاله هؤلاء الثلاثة ،وأردت أن أضيف له ،إن قرى الأطفال " اس او اس " تتواجد في أكثر من بلد عربي ،على سبيل المثال لا الحصر( خمس في المغرب ،ثلاث في كل من تونس ومصر والأردن بالإضافة إلى لبنان وفلسطين)
كما إن الحكومة الدنماركية تقوم بدعم وتشجيع مواطنيها لدعم المنظمات الدولية أو الغير حكومية ، وغيرها من خلال إعفاء ضريبي لجزء كبير من أي مبلغ يدعم هذه النشاطات.

 


* لماذا الدنمارك ؟ وما علاقتها بشأننا العراقي ؟!

اخترت أن تكون الدنمارك ... وأنا اقصد الناس والمجتمع بشكل خاص.
أولا: اعرفها أكثر من أي بلاد أخرى عدا عن حبي واحترامي لها..!
ثانيا: هو تميز مجتمع هذه البلاد بميزة إحدى أقدم الديمقراطيات في العالم، ومجتمع رفاهية " والمقصود بالرفاهية بشكل موجز هو: حق وحصول الجميع على نفس الفرص المتكافئة في السكن والتعليم، والصحة، والضمان الاجتماعي...الخ
تجربتها في بناء الإنسان ، هي ماتعنينا للاستفادة منها ، وهي صلة العلاقة بديمقراطيتنا " العراقية الناشئة".
أريد لهذه التجارب التي سأذكرها على حلقات، أن يستفيد مجتمعنا في بناء الخراب الذي لحق بالإنسان أولا..!
ولكي تكون تجارب الدنمارك مفهومة ، وبالتالي يمكن الاستفادة منها ، لابد من ذكر موجز مبسط عن هذه البلاد الصغيرة:
الدنمارك بلدٌ صغيرٌ وهو احد بلدان أوربا الاسكندينافية، أرضهُ منبسطة لا توجد فيها جبال، ويقعُ ـ محاطاً بالمياه بشكلٍ كاملٍ تقريباً ـ ما بين بحر الشرق والمُسمَّى بالبلطيق وبحر الشمال. تتكون الدنمارك من شبه جزيرة يولاند و 406 جزيرةً أخرى.

النظام الملكي الأقدم في العالم
المملكة الدنمركية هي الأقدم في العالم. لفترةٍ تتجاوز الـ 1000 عام.
لا تتمتع العائلة المالكة بسلطةٍ سياسية، ولكنها تضطلع بالعديد من المهام التمثيلية في الدنمارك وخارجها.

شكل الحكم
الدنمارك ديمقراطيةٌ تمثيلية. مما يعني أن من يقوم باتخاذ أهم القرارات هم السياسيون المنتخبون من قِبَلِ الشعبِ والمتواجدون في البرلمان الدنمركي، وفي مجالس المحافظات وفي المجالس البلدية.

تدرج بناء الديمقراطية منذ العام 1849
إدخالُ الديمقراطية الدنمركية، بحكم الشعب يعود إلى عام 1849. وقد حلَّت محلَّ النظام الاستبدادي في الحكم، والذي كان قد منح الملك منذ عام 1660 سلطةً ونفوذاً غير عاديين.
حصلت النساء على حقِّ الإدلاء بأصواتهن في التغيير الذي طرأ على الدستور في عام 1915 .
التعديل الحاصل في الدستور في عام 1953 نجم عنه أنه ليس من الضروري أن يكون الحاكم رجلاً، بل بإمكانه أن يكون امرأة.

عدد السكان : 5,397,640
المساحة:
43,094 كم مربع

الاقتصاد :
الناتج القومي :
170 مليار دولار أمريكي
لدى البلاد اكتفاء ذاتي من النفط، والغاز الطبيعي، وطاقة الرياح
75% من أراضي البلاد مستغلة زراعيا، الثروة الحيوانية والألبان، هي أهم منتج هذا القطاع
تصدر الدنمارك : الكيمياويات ، الآلات ،الأثاث ، الأدوية ، ومختلف المواد الغذائية . من الصناعات الرئيسية في البلاد : بناء السفن ، والكهربائيات .

 

  1. تجارب دانماركية (20) - قرى الأطفال (1)
  2. تجارب دانماركية (19) - الملائكة الحمر
  3. تجارب دانماركية (18) - طفلة أيسلندية في بيتنا
  4. تجارب دانماركية (17) - المسرح
  5. تجارب دانماركية (16) - سينما وموسيقى
  6. تجارب دانماركية (15) - تضامن طلابي وقُبلة بدولارين
  7. تجارب دانماركية (14) - كارل ماركس في المدرسة الابتدائية
  8. تجارب دانماركية (13) - فساد وزير
  9. تجارب دانماركية (12) - عيادات الأسنان في المدارس
  10. تجارب دانماركية (11) - عنف ومراكز أزمات
  11. تجارب دانماركية (10) - البقرة المدللة
  12. تجارب دانماركية (9) - أمهات وحيدات
  13. تجارب دانماركية (8) - متشرد و " صالة دافئة "
  14. تجارب دانماركية (7) - أسلحة الدمار الشامل العراقية في الدنمارك
  15. تجارب دانماركية (6) - معوّق في الدنمارك
  16. تجارب دانماركية (5) - استبداد ديمقراطي
  17. تجارب دانماركية (4) - حين صار جيبي منفضة سجائر
  18. تجارب دانماركية (3) - مكتبات الشعب
  19. تجارب دانماركية (2) - 1,5 مليون جندي دنماركي
  20. تجارب دانماركية (1) - زلزال في مدرسة دنماركية

 

free web counter