| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

 

 

 

الخميس 12/3/ 2009

 

تجارب دنماركية *

التجربة (19)
الملائكة الحمر

ضياء حميو

مؤسسة الصليب الأحمر الدنماركي ،هي واحدة من المؤسسات العريقة والكبيرة في البلاد ، يمكن ملاحظة وجودها في كل مكان في الدنمارك من خلال نشاطاتها المختلفة ، ومن خلال محلات بيع الأشياء المستعملة .

وجهات نظر القائمين عليها كثيرا ماتخالف وجهات نظر الكثير من السياسيين ، فشعارهم تقديم المساعدة لكل محتاج ، منظمات أو أفراد بغض النظر عن المواقف السياسية ، فعلى سبيل المثال موقفهم لايتفق مع سياسة الحكومة الحالية في التشديد بقبول اللاجئين مثلا ، وكذلك في إدانتهم ، للممارسات الغير إنسانية التي تستهدف المدنيين في صراعات الشرق الأوسط ، ولكنها مؤسسة راسخة لها ثقل اجتماعي كبير لايستطع معه السياسيون تجاهلها مهما كانت وجهات نظرهم المخالفة لها ، اكتسبت هذا الثقل من خلال العمل والعاملين بها وشفافيتها ، والخدمة الواضحة التي تقدمها للمجتمع الدنماركي والمجتمعات الأخرى .

فهي من تحملت العبء الأكبر في رعاية شؤون اللاجئين إلى الدنمارك قبل حصولهم على حق الإقامة ، واستمر هذا العمل لسنوات ومازال مستمرا ، رغم التشدد في قبول طلبات اللجوء في السنوات الأخيرة ،الأمر الذي تعارضه منظمة الصليب الأحمر وتنبه إلى لاانسانية بقاء اللاجئين في مراكز اللجوء لسنوات طويلة من دون حسم إنساني لموضوعاتهم ، ولكنها لاتستطع التدخل فيه لأنه شأن سياسي يخرج عن اختصاصها وصلاحياتها.

يعمل في مؤسسة الصليب الأحمر الدنماركي 19000 متطوع دنماركي ، في عام 2007 قدمت مساعداتها لـ 55 بلد ،صُرفت مبالغ المساعدات ، في مناطق الحروب والنزاعات ، والكوارث الطبيعية ، لدعم التنمية والصحة ، وإعادة البناء.

بلغت مساعداتها المادية قيمة 702 مليون كرونة أي مايقارب 140 مليون دولار ، كان المصدر الرئيسي في ميزانيتها هي تبرعات الأفراد الدنماركيين العاديين ، كما إنها تتلقى دعما من البلديات المختلفة تبعا لنشاطاتها داخل المجتمع ،ومراكزها على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة حيث أمكنها وفور الاتصال بها سواء كان المتصلون أفراد يبحثون عن النصيحة والإرشاد أو الاتصال من قبل المؤسسات الدنماركية الأخرى التي تحتاجها في أمور مجتمعية أخرى للاستفادة من خبرة وفعالية نشطاء الصليب الأحمر .

تبدأ المنظمة بالتوعية بأهمية وجودها وعملها التطوعي في المراحل الدراسية المبكرة من خلال تنظيم فعاليات ، التعريف بقواعد المرور على سبيل المثال للطلاب الجدد الصغار، أو حملات جمع التبرعات التي يقوم بها متطوعون أطفال لبلدان أخرى تحتاج لمساعدة ، ونشاطات تربوية أخرى ، كلها تصب في منهل التوعية بأهمية مساعدة الغير ، بغض النظر عن اللون والعرق أو الدين..

ختاما لابد من ذكر إنها شريك فعال ومهم لقرينتها منظمة الهلال الأحمر في مناطق الشرق الأوسط.

 


* لماذا الدنمارك ؟ وما علاقتها بشأننا العراقي ؟!

اخترت أن تكون الدنمارك ... وأنا اقصد الناس والمجتمع بشكل خاص.
أولا: اعرفها أكثر من أي بلاد أخرى عدا عن حبي واحترامي لها..!
ثانيا: هو تميز مجتمع هذه البلاد بميزة إحدى أقدم الديمقراطيات في العالم، ومجتمع رفاهية " والمقصود بالرفاهية بشكل موجز هو: حق وحصول الجميع على نفس الفرص المتكافئة في السكن والتعليم، والصحة، والضمان الاجتماعي...الخ
تجربتها في بناء الإنسان ، هي ماتعنينا للاستفادة منها ، وهي صلة العلاقة بديمقراطيتنا " العراقية الناشئة".
أريد لهذه التجارب التي سأذكرها على حلقات، أن يستفيد مجتمعنا في بناء الخراب الذي لحق بالإنسان أولا..!
ولكي تكون تجارب الدنمارك مفهومة ، وبالتالي يمكن الاستفادة منها ، لابد من ذكر موجز مبسط عن هذه البلاد الصغيرة:
الدنمارك بلدٌ صغيرٌ وهو احد بلدان أوربا الاسكندينافية، أرضهُ منبسطة لا توجد فيها جبال، ويقعُ ـ محاطاً بالمياه بشكلٍ كاملٍ تقريباً ـ ما بين بحر الشرق والمُسمَّى بالبلطيق وبحر الشمال. تتكون الدنمارك من شبه جزيرة يولاند و 406 جزيرةً أخرى.

النظام الملكي الأقدم في العالم
المملكة الدنمركية هي الأقدم في العالم. لفترةٍ تتجاوز الـ 1000 عام.
لا تتمتع العائلة المالكة بسلطةٍ سياسية، ولكنها تضطلع بالعديد من المهام التمثيلية في الدنمارك وخارجها.

شكل الحكم
الدنمارك ديمقراطيةٌ تمثيلية. مما يعني أن من يقوم باتخاذ أهم القرارات هم السياسيون المنتخبون من قِبَلِ الشعبِ والمتواجدون في البرلمان الدنمركي، وفي مجالس المحافظات وفي المجالس البلدية.

تدرج بناء الديمقراطية منذ العام 1849
إدخالُ الديمقراطية الدنمركية، بحكم الشعب يعود إلى عام 1849. وقد حلَّت محلَّ النظام الاستبدادي في الحكم، والذي كان قد منح الملك منذ عام 1660 سلطةً ونفوذاً غير عاديين.
حصلت النساء على حقِّ الإدلاء بأصواتهن في التغيير الذي طرأ على الدستور في عام 1915 .
التعديل الحاصل في الدستور في عام 1953 نجم عنه أنه ليس من الضروري أن يكون الحاكم رجلاً، بل بإمكانه أن يكون امرأة.

عدد السكان : 5,397,640
المساحة:
43,094 كم مربع

الاقتصاد :
الناتج القومي :
170 مليار دولار أمريكي
لدى البلاد اكتفاء ذاتي من النفط، والغاز الطبيعي، وطاقة الرياح
75% من أراضي البلاد مستغلة زراعيا، الثروة الحيوانية والألبان، هي أهم منتج هذا القطاع
تصدر الدنمارك : الكيمياويات ، الآلات ،الأثاث ، الأدوية ، ومختلف المواد الغذائية . من الصناعات الرئيسية في البلاد : بناء السفن ، والكهربائيات .

 

  1. تجارب دانماركية (18) - طفلة أيسلندية في بيتنا
  2. تجارب دانماركية (17) - المسرح
  3. تجارب دانماركية (16) - سينما وموسيقى
  4. تجارب دانماركية (15) - تضامن طلابي وقُبلة بدولارين
  5. تجارب دانماركية (14) - كارل ماركس في المدرسة الابتدائية
  6. تجارب دانماركية (13) - فساد وزير
  7. تجارب دانماركية (12) - عيادات الأسنان في المدارس
  8. تجارب دانماركية (11) - عنف ومراكز أزمات
  9. تجارب دانماركية (10) - البقرة المدللة
  10. تجارب دانماركية (9) - أمهات وحيدات
  11. تجارب دانماركية (8) - متشرد و " صالة دافئة "
  12. تجارب دانماركية (7) - أسلحة الدمار الشامل العراقية في الدنمارك
  13. تجارب دانماركية (6) - معوّق في الدنمارك
  14. تجارب دانماركية (5) - استبداد ديمقراطي
  15. تجارب دانماركية (4) - حين صار جيبي منفضة سجائر
  16. تجارب دانماركية (3) - مكتبات الشعب
  17. تجارب دانماركية (2) - 1,5 مليون جندي دنماركي
  18. تجارب دانماركية (1) - زلزال في مدرسة دنماركية

 

free web counter