| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

 

 

 

الأثنين 15 /12/ 2008

 

تجارب دنماركية *

التجربة الثانية
1,5 مليون جندي دنماركي

ضياء حميو

هذا العدد ليس عسكر ، بل هو عدد جيش المتطوعين في الدنمارك ..!

المقصود بالتطوع : هو القيام بخدمة للمجتمع بدون مقابل نقدي .
قبل يومين ، تحدثت مع صديق دنماركي عن المتطوعين وأعدادهم في الدنمارك ، وحين ذكرت له الأرقام ، بدا غير مصدقا ، وقال لي إنها أرقام مبالغ بها ..!
لكن المضحك ، هو إن صديقي يقوم بعمل تطوعي دون أن يعتبر نفسه منتميا إلى جيش المتطوعين، من خلال مساعدة بعض الأطفال في حل واجباتهم المدرسية في بعض المواد التي يعانون صعوبة في فهمها..!
سبب عدم وعي انتماءه للمتطوعين ،هو انه يعتبر نفسه هو المستفيد أولا من تطوعه ، من خلال ما يقدمه له التطوع من علاقات اجتماعية ، مع الآخرين بلا التزامات وظيفية ، أو مادية ،سد ساعات الفراغ والوحدة وبالتالي راحة نفسية له ،وحين ينتهي من ساعات عمله التطوعي يقول للأطفال: شكرا لكم ولحضوركم اليوم ، لقد أمضيت وقتا ممتعا ، جعلني أحس بإنسانيتي وفائدتي أكثر ، إلى اللقاء..!.

هكذا يفهم الدنماركيون " التطوع ".
ولكي يكون الكلام علميا ، مفهوما ، وأكثر فائدة سأذكر بعض الأرقام عن المتطوعين في الدنمارك استقيتها من مركز المعلومات الاجتماعي في الدنمارك "  Social forskringsinstiut

عدد المتطوعين: 1,5 مليون إنسان ، من عدد السكان الإجمالي الذي يقارب 5,4 مليون نسمة . أي 35% من عدد السكان.
نسبة الرجال المتطوعين 38%
نسبة النساء المتطوعات 32%
نسبة 41% هم من الأعمار مابين 30 ـ 49 عام
نسبة 45 % هم من حملة الشهادات العليا ، الذين يعملون متطوعين ، بعد الانتهاء من عملهم الوظيفي اليومي ، وهؤلاء يرغبون في المساعدة الطوعية أكثر مما يقومون به ، لولا ساعات عملهم الوظيفي.
هنالك مراكز خاصة في الدنمارك يقوم من خلالها الراغب في التطوع ، بالبحث عن عمل تطوعي ، يناسبه ويكون من خلاله ذو فائدة للمجتمع ، هذا يعني إن الراغب بالتطوع ، يجب علية أن يحدد الاختصاص ، وعدد الساعات والأيام التي يرغب بالعمل التطوعي من خلالها .
بدأ العمل في " فكرة التطوع " في الثمانينات ، عندما بدأ السياسيون الدنماركيون بالترويج والدعوة ، لان يقوم الشعب بمساعدة بعضة البعض .
حاليا هو علم مستقل بذاته ، يسمى باللغة الانكليزية "  Communitarianism أي المجتمعية ، وهي ضد الفردانية .
هذه الفكرة التي صارت داعما عملاقا في بناء الإنسان الدنماركي والمجتمع لم تكن فكرة دنماركية ، بل هي من الأفكار التي استعارها الدنماركيون وطوروها بما يتلاءم ومجتمعهم .
رواد الفكرة الأوائل عالميا، هم أربعة علماء وأساتذة من بلدان مختلفة بدءوا بفكرتهم في العام 1980وهم على التوالي:
اسكتلندي يدعى: Madntyre
أمريكي ، بروفسور في هارفارد يدعى:  Sandel
فيلسوف كندي يدعى :  Taylor
ألماني ، أستاذا جامعيا في جامعة”بيركلي" في كاليفورنيا يدعى: Etzioni

أماكن عمل جيش المتطوعين
ليس من الصعب رؤية هؤلاء المتطوعين ،في المدن ، فاغلب ، أو كل العاملين ، في محلات الأشياء المستعملة ، ملابس وأحذية وغيرها ، التابعة للصليب الأحمر الدنماركي " والتي سنخصص حلقة كاملة لها "،هم من المتطوعين.
عدد كبير يناهز إل 27% يعملون في مساعدة الآخرين في التمارين والرياضات المتنوعة .

في مساعدة كبار السن ،من خلال اللقاء والحديث ، تبديد أجواء الوحدة أو إعداد الطعام ،أو ذوي الاحتياجات الخاصة من معوقين أو ماشابههم ،المراكز الثقافية والمكتبات ، والمدارس ومساعدة الأطفال ممن يحتاجون مساعدة في حل واجباتهم المدرسية ، متطوعون في مساعدة الأجانب في تعلم اللغة الدنماركية ، أو المجتمع ، أو حتى في الإرشاد في كيفية البحث عن عمل .
الأكثر انتشارا هي مجموعات المنطقة السكنية الواحدة ، في تنظيف أو تزيين ، اواعداد احتفال وسوق خيري .
في المدارس : إذ يقوم الطلاب الأكبر سنا في مساعدة الصغار في دروسهم وواجباتهم ، أو مساعدتهم في حل مشاكساتهم ، وعراكهم مع الأطفال الآخرين.

مشاهد شائعة
من المشاهد الشائعة في مدارس الدنمارك ، وعند بداية العام الدراسي الجديد هي رؤية الطلاب في الصفوف المتقدمة ،متطوعون ، بملابس خاصة ، وشارات المرور ، لتعليم ومساعدة طلاب الصفوف الأولى قواعد العبور من الشوارع ومساعدتهم في تجنب مخاطر السيارات.

نتائج التطوع:
1ـ استغلال طاقات الأفراد لفائدة المجموع .
2ـ العمل التطوعي: يخفف العبء عن ميزانية البلدية أو الدولة، التي هي ميزانية الجميع.
3ـ إحساس الأفراد بانتمائهم الفعال للمجتمع ، من خلال نتائج جيدة في العمل التطوعي.
4 ـ الغذاء الروحي، والجسدي، الذي يمنحه اللقاء بآخرين، يحترمون ويقدرون جهدك التطوعي.
5ـ المثال الايجابي ، الذي يزرعه الكبار للصغار في مواصلة العمل .
6ـ تعزيز روح المبادرة، والإيثار، وإن تطور المجتمع، هو بتكاتف الأفراد وعملهم سوية.
7 ـ ...الخ من الأمور التي قد نعرف نتائجها الايجابية مستقبلا .

ختاما... قد تلتقي إنسانا دنماركيا تسأله أن كان يعمل الآن ؟ ويجيبك بأنة لا يعمل الآن ، بسبب المرض ، أو العجز ، أو أمور أخرى ، ولهذا تحميه قوانين النظام الاجتماعي في ، توفير السكن ، والغذاء ، والصحة ، ولكنه يستدرك بأنه يقوم بعمل تطوعي ، في مكان ما .. قدر استطاعته، كواجب للمجتمع الذي يرعاه في ظروفه الخاصة.
 


* لماذا الدنمارك ؟ وما علاقتها بشأننا العراقي ؟!

اخترت أن تكون الدنمارك ... وأنا اقصد الناس والمجتمع بشكل خاص.
أولا: اعرفها أكثر من أي بلاد أخرى عدا عن حبي واحترامي لها..!
ثانيا: هو تميز مجتمع هذه البلاد بميزة إحدى أقدم الديمقراطيات في العالم، ومجتمع رفاهية " والمقصود بالرفاهية بشكل موجز هو: حق وحصول الجميع على نفس الفرص المتكافئة في السكن والتعليم، والصحة، والضمان الاجتماعي...الخ
تجربتها في بناء الإنسان ، هي ماتعنينا للاستفادة منها ، وهي صلة العلاقة بديمقراطيتنا " العراقية الناشئة".
أريد لهذه التجارب التي سأذكرها على حلقات، أن يستفيد مجتمعنا في بناء الخراب الذي لحق بالإنسان أولا..!
ولكي تكون تجارب الدنمارك مفهومة ، وبالتالي يمكن الاستفادة منها ، لابد من ذكر موجز مبسط عن هذه البلاد الصغيرة:
الدنمارك بلدٌ صغيرٌ وهو احد بلدان أوربا الاسكندينافية، أرضهُ منبسطة لا توجد فيها جبال، ويقعُ ـ محاطاً بالمياه بشكلٍ كاملٍ تقريباً ـ ما بين بحر الشرق والمُسمَّى بالبلطيق وبحر الشمال. تتكون الدنمارك من شبه جزيرة يولاند و 406 جزيرةً أخرى.

النظام الملكي الأقدم في العالم
المملكة الدنمركية هي الأقدم في العالم. لفترةٍ تتجاوز الـ 1000 عام.
لا تتمتع العائلة المالكة بسلطةٍ سياسية، ولكنها تضطلع بالعديد من المهام التمثيلية في الدنمارك وخارجها.

شكل الحكم
الدنمارك ديمقراطيةٌ تمثيلية. مما يعني أن من يقوم باتخاذ أهم القرارات هم السياسيون المنتخبون من قِبَلِ الشعبِ والمتواجدون في البرلمان الدنمركي، وفي مجالس المحافظات وفي المجالس البلدية.

تدرج بناء الديمقراطية منذ العام 1849
إدخالُ الديمقراطية الدنمركية، بحكم الشعب يعود إلى عام 1849. وقد حلَّت محلَّ النظام الاستبدادي في الحكم، والذي كان قد منح الملك منذ عام 1660 سلطةً ونفوذاً غير عاديين.
حصلت النساء على حقِّ الإدلاء بأصواتهن في التغيير الذي طرأ على الدستور في عام 1915 .
التعديل الحاصل في الدستور في عام 1953 نجم عنه أنه ليس من الضروري أن يكون الحاكم رجلاً، بل بإمكانه أن يكون امرأة.

عدد السكان : 5,397,640
المساحة:
43,094 كم مربع

الاقتصاد :
الناتج القومي :
170 مليار دولار أمريكي
لدى البلاد اكتفاء ذاتي من النفط، والغاز الطبيعي، وطاقة الرياح
75% من أراضي البلاد مستغلة زراعيا، الثروة الحيوانية والألبان، هي أهم منتج هذا القطاع
تصدر الدنمارك : الكيمياويات ، الآلات ،الأثاث ، الأدوية ، ومختلف المواد الغذائية . من الصناعات الرئيسية في البلاد : بناء السفن ، والكهربائيات .

 

  1. تجارب دانماركية (1) - زلزال في مدرسة دنماركية

 

free web counter