| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

 

 

 

الثلاثاء 10/2/ 2009

 

تجارب دنماركية *

التجربة (14)
كارل ماركس في المدرسة الابتدائية

ضياء حميو

على الرغم من إن الدنمارك بلد رأسمالي ، وعضوا في حلف الناتو ، ونظريا فهو ولسنين طويلة ضد الأفكار الشيوعية ، ضمن سياسة الحرب الباردة ، في الإعلام الرسمي ، والدراسات الاقتصاسياسية ، شأنه في هذا شأن أغلب بلدان أوربا الغربية ،أبان الحرب الباردة ،والتي يمكن ملاحظة اثر سياسة هذه الحرب ،في السنين الماضية في اغلب الكتب الدراسية في مدارس أوربا الغربية ، من حيث دعايتها المضادة في التربية ،ضد القطب الآخر ،أي الاتحاد السوفييتي ومنظومته ،ومثالها الثابت حين ذكر الماركسية هي اقتصارها واستشهادها الدائم بالفترة الستالينية ،ولكن على الرغم من هذا ،هنالك أمور لم يستطع المؤلفون التربويون ، عدم إنصاف الحقيقة التاريخية فيها ،حتى وان كانت تتعارض إيديولوجيا مع الفكر الرأسمالي الممثل رسميا لهم ،فعلى سبيل المثال نقرأ في احد كتب التاريخ المدرسية للمرحلة الابتدائية، التالي عن كارل ماركس ،(فيلسوف ألماني قام مع صديقة ،فريدريك انجلز وهو فيلسوف آخر في الترويج للنظرية الشيوعية ، وفي الدفاع عن حقوق العمال ،وتشكيل النقابات ،نحن مدينون للآن لما قام به هذان الرجلان من ترسيخ حقوق العمال وسن القوانين الخاصة بهم ،وفي الدنمارك أيضا كان لدينا رجلان دنماركيان تأثرا بهذه الأفكار وناضلا لتثبيت هذه الحقوق بثمان ساعات عمل وحق الإضراب ،وتشكيل نقابات رسمية) .
وفي موضوع آخر مازالت المدارس الدنماركية تأخذ التلاميذ في رحلات خاصة ليشاهدوا أضرحة ونصب شهدائهم من الحرب العالمية الثانية ،وكانت غالبيتهم العظمى من الشيوعيين ، اللذين كانوا ضمن الفيلق الاممي في اسبانيا أبان قتال الجمهوريين ضد الدكتاتور فرانكو المدعوم من موسليني وهتلر ،كان عدد أعضاء هذا الفيلق مابين 125 ـ 175 عادوا إلى الدنمارك و قاموا بأكثر من 1000عملية أثناء الاحتلال الألماني استشهد منهم 38 ، يزور التلاميذ نصب شهدائهم الشيوعيين ،ويملأهم الفخر لتضحيتهم بحياتهم من اجل الوطن أما الآن فهنالك نصب يذكر بهم وبرفاقهم الآخرين في منطقة "مني لوندن" ،افتتح بارك في الخامس من شهر مايس 1950 يحوي هذا على ضريح 202 شهيد ،مدنيون أيضا كتبت أسمائهم وتاريخ استشهادهم وبأي منظمة ومن ضمنهم الشيوعيين ،وفي هذا التاريخ من كل عام يتم احتفال رسمي ترعاه الدولة ، إكراما واحتراما لشهدائها .

انشأ صندوق في تلك الفترة مازال قائما اسمه " صندوق مساعدة الرفاق " وهو يعنى بعوائل الشهداء في هذه المنطقة ،وهنالك نصب رائع لهؤلاء الشهداء اسمه " من اجل الدنمارك ، أم مع ابنها القتيل ".
لسان حال هؤلاء التربويون يقول للتلاميذ " حسننا لن نكذب أو نزيف التاريخ ،هنالك عمل عملاق ورائع في تحديد ساعات العمل ،والحقوق التي نتمتع بها وصارت قانونا بديهيا يرعاه الدستور ،ولكن هذا كان بفضل ماقام به اثنان هما ماركس وانجلز ،وسلسلة طويلة من رفاقهم في العالم، قد نوافقهم أو نختلف معهم ،ولكن للتاريخ لابد من أن نقول الحقيقة ،حقيقة جهد وتضحية الآخر..!.

في التربية الحديثة في الدنمارك ،تقوم المناهج الدراسية ،على ذكر وجهات النظر المختلفة بلا انحياز لإحداها على أخرى ،وهنالك تركيز مميز يصر على احترام وجهة نظر الآخر، وان اختلفتَ معها ،ولكي لاتتم شرعنة استبداد فكري منذ الصغر،يُشجَع الأطفال حين إبداء رأيهم على قوله بكل صراحة مهما كان ،ويشجعونهم على استخدام الفعل " أظن " بدلا من الفعل " أرى " فمن خلال عدم الجزم يُترك للذهن ترويضه منذ الصغر بتقبل وجهة نظر الآخر وعدم إلغاءه !.
 


* لماذا الدنمارك ؟ وما علاقتها بشأننا العراقي ؟!

اخترت أن تكون الدنمارك ... وأنا اقصد الناس والمجتمع بشكل خاص.
أولا: اعرفها أكثر من أي بلاد أخرى عدا عن حبي واحترامي لها..!
ثانيا: هو تميز مجتمع هذه البلاد بميزة إحدى أقدم الديمقراطيات في العالم، ومجتمع رفاهية " والمقصود بالرفاهية بشكل موجز هو: حق وحصول الجميع على نفس الفرص المتكافئة في السكن والتعليم، والصحة، والضمان الاجتماعي...الخ
تجربتها في بناء الإنسان ، هي ماتعنينا للاستفادة منها ، وهي صلة العلاقة بديمقراطيتنا " العراقية الناشئة".
أريد لهذه التجارب التي سأذكرها على حلقات، أن يستفيد مجتمعنا في بناء الخراب الذي لحق بالإنسان أولا..!
ولكي تكون تجارب الدنمارك مفهومة ، وبالتالي يمكن الاستفادة منها ، لابد من ذكر موجز مبسط عن هذه البلاد الصغيرة:
الدنمارك بلدٌ صغيرٌ وهو احد بلدان أوربا الاسكندينافية، أرضهُ منبسطة لا توجد فيها جبال، ويقعُ ـ محاطاً بالمياه بشكلٍ كاملٍ تقريباً ـ ما بين بحر الشرق والمُسمَّى بالبلطيق وبحر الشمال. تتكون الدنمارك من شبه جزيرة يولاند و 406 جزيرةً أخرى.

النظام الملكي الأقدم في العالم
المملكة الدنمركية هي الأقدم في العالم. لفترةٍ تتجاوز الـ 1000 عام.
لا تتمتع العائلة المالكة بسلطةٍ سياسية، ولكنها تضطلع بالعديد من المهام التمثيلية في الدنمارك وخارجها.

شكل الحكم
الدنمارك ديمقراطيةٌ تمثيلية. مما يعني أن من يقوم باتخاذ أهم القرارات هم السياسيون المنتخبون من قِبَلِ الشعبِ والمتواجدون في البرلمان الدنمركي، وفي مجالس المحافظات وفي المجالس البلدية.

تدرج بناء الديمقراطية منذ العام 1849
إدخالُ الديمقراطية الدنمركية، بحكم الشعب يعود إلى عام 1849. وقد حلَّت محلَّ النظام الاستبدادي في الحكم، والذي كان قد منح الملك منذ عام 1660 سلطةً ونفوذاً غير عاديين.
حصلت النساء على حقِّ الإدلاء بأصواتهن في التغيير الذي طرأ على الدستور في عام 1915 .
التعديل الحاصل في الدستور في عام 1953 نجم عنه أنه ليس من الضروري أن يكون الحاكم رجلاً، بل بإمكانه أن يكون امرأة.

عدد السكان : 5,397,640
المساحة:
43,094 كم مربع

الاقتصاد :
الناتج القومي :
170 مليار دولار أمريكي
لدى البلاد اكتفاء ذاتي من النفط، والغاز الطبيعي، وطاقة الرياح
75% من أراضي البلاد مستغلة زراعيا، الثروة الحيوانية والألبان، هي أهم منتج هذا القطاع
تصدر الدنمارك : الكيمياويات ، الآلات ،الأثاث ، الأدوية ، ومختلف المواد الغذائية . من الصناعات الرئيسية في البلاد : بناء السفن ، والكهربائيات .

 

  1. تجارب دانماركية (13) - فساد وزير
  2. تجارب دانماركية (12) - عيادات الأسنان في المدارس
  3. تجارب دانماركية (11) - عنف ومراكز أزمات
  4. تجارب دانماركية (10) - البقرة المدللة
  5. تجارب دانماركية (9) - أمهات وحيدات
  6. تجارب دانماركية (8) - متشرد و " صالة دافئة "
  7. تجارب دانماركية (7) - أسلحة الدمار الشامل العراقية في الدنمارك
  8. تجارب دانماركية (6) - معوّق في الدنمارك
  9. تجارب دانماركية (5) - استبداد ديمقراطي
  10. تجارب دانماركية (4) - حين صار جيبي منفضة سجائر
  11. تجارب دانماركية (3) - مكتبات الشعب
  12. تجارب دانماركية (2) - 1,5 مليون جندي دنماركي
  13. تجارب دانماركية (1) - زلزال في مدرسة دنماركية

 

free web counter