مزهر بن مدلول

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الخميس 8/2/ 2007

 

 

المُشَوَّه
الجزء الثامن


مزهر بن مدلول

يعود بي حميد الى ما قبل المشوه .. حيث وجد ان من الضروري تناول بعض الاحداث التي وان كانت ذات صلة بعيدة بالقصة ، لكنها تنفع ل ( شاهد مشافشي حاجة ) !كما قال ..
لكني هذه المرة ، كنت احمل له بعض الاسئلة ، لتي طلبت منه الاجابة عنها ..
فوضع حميد القلم جانبا وقال اتفضل اسال ..
- سؤال .. يقول احد الشهود بانك لم تحضرفي الموعد المحدد لسفر مجموعة من الاشخاص الى الكويت مما دعاهم الى التحذير من الاتصال بك .. ماصحة ذلك ؟..
- زارني احد الاخوان الى بغداد واسمه ادهم انذاك ، فطلبوا مني ان اجد لهم صلة به لغرض ترتيب سفر المجموعة الى الكويت ، وهكذا فعلت ، وانتهت مهمتي الى هذا الحد ، ولاعلم لي بالتفاصيل الاخرى ، ولم اغادر بغداد بعد ذلك ، ولم يكلفني اي احد بان احضر الى ذلك المكان او ارافق المجموعة الى اي مكان ، واذا كانت عندي تلك القدرة على ترتيب مثل هكذا قضية لحاولت السفر ايضا بنفس الطريقة ، وقد عرفت فيما بعد ، بان السائق قد تاخر عن الموعد وفشل المشروع برمته ، علما بان المعنيين بالسفر وانا اعرف بعضهم وكذلك ادهم مازالوا على قيد الحياة ، واذا كان هذا هو سبب التحذير مني ، فذلك يفسر ماساة الوعي السائد في تلك الظروف !..
سؤال .. يقول الشاهد ان عينه وقعت عليك وانت في السيارة التي تبعد خمسة امتار عن المنزل وكنت ملفعا بيشماغ احمر ومذعورا .. فكيف تفسر ذلك .؟
عينه وقعت علي ..وعيني وقعت عليهما .. هذا ماقلته في سلسلة حلقات المشوه السابقة وهو ليس جديدا ، لكن الجديد والغريب هو كيف تبين للشاهد باني كنت مذعورا ، لان ذلك يقتضي المزيد من الوقت والفراسة ايضا ، والمذعور هو الشخص الذي يبكي ويصرخ وياتي بحركات تدلل على انه فقد اعصابه ، فهل استطاع الشاهد ان يتحقق من كل ذلك ، ام ان في الشهادة زورا ، واذا كنت مذعورا الى تلك الدرجة فلمَ لااخبر الشرطة عن سلام وظفار وهما يمران بجانبي ، ولماذا لايستغل رجال الامن ذعري ويقتادوني معهم الى داخل المنزل ، لكي اتعرف على الاشخاص الثلاثة وبالتالي تسهل مهمتهم واكون قد جنبتهم التفتيش بلا جدوى ؟!..
الشئ المهم هنا والذي قلته سابقا واكده الشاهد ، باني لم انزل من السيارة لاني انكرت امام الامن معرفتي بالسكن ، لكن الذي لابد من ذكره وتكراره هو ان سلام وظفار لايعرفان جمال وكذلك جمال لايعرفهما وبالتالي استطاعا الافلات بسهولة ، وهنا علي ان اطرح السؤال وهو لماذا لم يستطع سعيد التسلل بنفس الطريقة علما بان سحنته لاتختلف كثيرا وهو ليس اشقر، مما يؤكد بان جمال وراء التعرف عليه ..
اما السيارة فهي تقف في ركن بعيد وليس مقابل البيت وان عرض الشارع وحده اكثر بكثير من خمسة امتار وفيه سايدان للذهاب والاياب واذا كان الشاهد لم يلتفت الى الخلف كما يقول فيستحيل عليه رؤية السيارات التي وقفت بالجانب الاخر من الشارع ..
– سؤال يقول الشاهد بان سعيد لم يلتقي مع جمال الاّ مرة واحدة لغرض التاكد من مدى جديته ، وانت تقول عكس ذلك فاين الحقيقة ؟..
- ان الشاهد في ذلك وهو طرف في القضية تحول الى دفاع بالوكالة !ونسى بان في هكذا حالات لايمكن للمرء الارتكان الى التخيل والخيال ولا الى التحليل والتفسير ولكي يثبت مصداقيته عليه ان ينقل الوقائع كما هي ، فقد كان بامكان رجال الامن غلق باب المنزل ويمنعون الخروج منه وهم كُثر وان ياتوا بالمذعور الخائن لكي يدليهم على الجميع ، لكن ذلك لم يحصل ولم يقل لنا الشاهد لماذا ؟!..
والشاهد لايعرف عن اللقاءات التي قام بها سعيد مع جمال ، وعن النقاشات الطويلة داخل الفندق ، وعن تسليم الصور من قبل سعيد الى جمال ، وهذا مااعترف به سعيد نفسه امام رجال الامن ، فحين انكرت معرفتي بصاحبي الصورتين ، وانكرت معرفتي بهما ، اعترف هو ، بانه هو الذي اعطى الصور الى جمال ، وهو الذي يعرف هذين الشخصين ، وفي لقاء اخر لسعيد مع جمال ايضا ، عندما جاء سعيد ليرى جوازات السفر ، وقد اختار في حينها احد الجوازات ، والذي كان يحمل صورة لرجل له شبه كبير من سعيد ولهذا السبب لم تكن لدى سعيد صورة عند الامن ولاادري كيف تعرفوا عليه واخرجوه من البيت ان لم يكن جمال وراء ذلك ..
يوحي الشاهد بان علاقة حميد وسعيد محدودة وقصيرة ، ولايدري او انه يغفل ذلك متعمدا ، بان حميد وسعيد لهما لقاءات كثيرة في النهر وابو نؤاس والكراد ة والمسبح والسعدون ، وفي كل مكان من هذه الامكنة كانت هناك ذكرى للشعر وللغزل المراهق ..
كما ان في الشهادة بعض الايحاءات التي تدل على عدم المصداقية ، فهو لايذكر لنا كيف اعتقل حميد دون سعيد علما بان الاثنين توجها الى نفس المكان لاستلام الجوازات ولم يذكر شيئا عن المبلغ الذي بقي بحوزة سعيد.. اما مايخص العلاقات في ذلك الوقت فلم تكن ذات اهمية يجدر التطرق لها لان الشعار المرفوع انذاك هو دبر نفسك وكل الذي قمنا به نحن الاربعة لم يكن بتوجيه من احد بل كان عملا فرديا خالصا ، علما باني مقطوع الصلة منذ اكثر من سنة ونصف بسبب الخدمة العسكرية ..

يتبع

¤ الجزء السابع

¤ الجزء السادس

¤ الجزء الخامس

¤ الجزء الرابع

¤ الجزء الثالث

¤ الجزء الثاني

¤ الجزء الأول