السبت 8/9/ 2012

ذاكرة القصب (8) البريطانيون والاهوار قديما وحديثا جمال الخرسان  الملفت ان العثمانيين والصفويين تبادلوا احتلال العراق لاكثر من خمسمائة عام لكنهم لم يتركوا اثرا ملفتا عن تلك الرقعة الجغرافية، بالمقارنة مع البريطانيين الذين احتلوا العراق اقل من نصف قرن لكنهم ابدوا اهتماما ونشاطا ثقافيا مفرطا عن الاهوار وما حولها من المدن الاثارية المهمة. يستدعي الحديث عن حاضر الاهوار العراقية وماضيها، حديثا مطولا عن الاهتمام البريطاني الخاص جدا بتلك الرقعة الجغرافية المثيرة. اهتمام وصل حد التكفل بتقديم الاهوار الى العالم باساليب وطرق واليات مختلفة، إذ ليس جديدا ان اكثر من زار وكتب عن الاهوار وقدمها بالكلمة والصوت والصورة هم البريطانيون. رحالة ومستشرقون بريطانيون كثر تجولوا في الاهوار وكتبوا عنها دراسات وكتب ومذكرات وادب رحلات وغير ذلك، زارها في العام 1583 الرحالة رالف فیتش " Ralph Fitch"، زارها ايضا الرحالة جون جاكسون في العام 1797، كذلك جيمس بيلي فريزر "James Baillie Fraser" في العام 1834، ليونارد وولي "Leonard Woolley" مكتشف مقبرة أور الملكية، عالم الآثار سيتون لويد "Seton Lloyd"، زارتها جرترود بيل " مس بيل" في الاعوام 1916-1918، ثم زارتها السيدة هيجكوك وزوجها الميجر هيجكوك وهو ضابط بريطاني كبير خدم في مدينة العمارة في العشرينيات من القرن الماضي، وقد الّفا كتاب "الحاج ريكان: عربي من الاهوار"، كما زارتها الكاتبة الانجليزية فرايا ستارك في الثلاثينات من القرن العشرين، كذلك كافن دافيد يونك مؤلف كتاب "العودة الى الأهوار"، كافن ماكسويل عالم البيئة الذي له قصة شهيرة مع حيوان كليب الماء حيث اخذه الى لندن وقدمه للعالم كنوع نادر، المستشرقة البريطانية الليدي درور "Ethel Stefana Drower" صاحبة كتاب "الصابئة المندائيون"، دوغالد ستيوارت نائب القنصل البريطاني في العمارة، الرحالة ماكس مالوان Max Mallowan وهو الزوج الثاني الكاتبة الشهيرة اجاتا كرستي، اما الرحالة لوليفريد ثيسيغر فله مع عرب الاهوار قصص وحكايات وذكريات كثيرة جدا بعد سلسلة زياراته المتكررة الى هناك، والتي إستغرق بعضها سبعة اشهر يقضيها في احضان الاهوار، البريطانية الاخرى إيما نيكلسون رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي فهي أكثر من حمل على عاتقه معاناة الاهوار وسكانها الذين أجبرهم الجفاف والقتل والتشريد على ترك الديار، ان السيدة المذكورة أكثر من تبنى فضح جريمة تجفيف الاهوار وإبراز مخاطرها البيئية على العراق والمنطقة بشكل عام، وختمت مجهوداتها بشهادتها عام 2011 امام محكمة الجنايات العليا فيما يتعلق بجريمة تجفيف الاهوار. مضافا لجميع ذلك فان مستشار الاتحاد الاوروبي لملف الاهوار والمياه في الشرق الاوسط ليس الا البريطاني "رون مانلي".   ذاكرة القصب (7) -  الاهوار والرحالة والمستشرقون ذاكرة القصب (6) -  في جغرافيا الاهوار ذاكرة القصب (5) -  عن نشوء الاهوار ذاكرة القصب (4) -  جغرافيا الكنوز ذاكرة القصب (3) - فوضى التسميات وغياب المصطلح العلمي ذاكرة القصب (2) - كل شيء من الماء والقصب ذاكرة القصب (1) - عشرون عاما على الكارثة