| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حكمت حسين

 

 

 

                                                                                   الأحد 24/7/ 2011



يوميات دنماركية *
(10)

حكمت حسين

1- تحتفل الدنمارك كل عام بيوم الدستور الذي يوافق في الخامس من شهر حزيران ، وهو تاريخ صدور اول دستور في الدنمارك عام 1849 . تكون الاحتفالات عادة متوزعة في كافة انحاء الدنمارك ، وتنظم من قبل الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومراكز ثقافية وغيرها ، ويقوم قادة واعضاء الاحزاب السياسية على اختلافها بالقاء كلمات بالمناسبة التي تعتبر احتفالا بالديمقراطية الدنماركية ، ويعرضون فيها آرائهم ومواقفهم من المبادئ الديمقراطية ، ويتناولون كذلك التحديات السياسية الآنية التي تواجههم ، وابرزها هذا العام موضوع الانتخابات البرلمانية التي ستجري في موعد اقصاه تشرين الثاني ، وبرامج الاحزاب لهذه الانتخابات .
يأخذ الاحتفال الطابع الشعبي من حيث سعة مشاركة الدنماركين في الاحتفالات التي تقام في غالبيتها في الحدائق والساحات العامة ، او على ىسواحل الشواطئ . تجدر الاشارة الى ان آخر تعديل جرى على الدستور الدنماركي عام 1953

2- كما في كل صيف ، ينظم فريق رونكبي رحلة على الدراجات الهوائية من الدنمارك الى باريس من اجل جمع التبرعات لمؤسسة سرطان الاطفال ، تأسس الفريق عام 2002 من قبل العاملين في شركة رونكبي لانتاج العصير التي هي الممول الرئيسي للرحلة . يتشكل الفريق هذا العام من 584 دراجة اضافة الى 139 مساعد يتوزعون على 11 فريق فرعي من مختلف مدن الدنمارك وفريقين من مدن جنوب السويد يتجهون كل على طريقه الى باريس ويلتقون في المرحلة السابعة من سباق الدراجات حول فرنسا في ساحة الكونوكورد داخل باريس ويتوجهون جميعا عبر شارع الشانزلزيه الى نهاية الرحلة ، طول الرحلة 1200 كيلومتر على مدى خمسة ايام .
أبرز المشاركون في الفريق رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكه راسموسن الذي يشارك للمرة الرابعة هذا العام اضافة الى عدد من اعضاء البرلمان ومحافظين ووجوه ثقافية وفنية واجتماعية ومواطنون عاديون من الجنسين ومن مختلف الاعمار يجمعهم هدف توفير الدعم للاطفال المصابين بمرض السرطان وعوائلهم ، وقد جمع الفريق في العام الماضي مبلغ 4,72 مليون كرونة دنماركية .


رئيس الوزراء يرتدي العلم الدانماركي

وفي لقاء تلفزيوني مع رئيس الوزراء قبل بدء عطلته الصيفية قال انه يعمل اوقاتا طويلة ولذلك ينتظر العطلة لقضاء مزيد من الوقت مع عائلته ، قال ايضا انه حضر قبل يوم اجتماع اولياء الامور في المدرسة التي تنتسب اليها ابنته . قال ايضا انه يجد راحة عند ركوب الدراجة ، ولكن التلفون يرافقه ويقوم بواجباته الضرورية عند الحاجة .

3- حصلت السيدة أيفر بايكل على لقب اول محافظ من اصول غير دنماركية ، بعد ان تم انتخابها لمنصب محافظ شؤون البيئة في مدينة كوبنهاكن ، اثر استقالة زميلها في حزب الشعب الاشتراكي ( حزب يساري معارض ) بو اسموس كليلكورد . تبلغ أيفر بايكل 33 عاما وهي من اصول تركية حيث قدم والدها الى الدنمارك في ستينيات القرن الماضي ، وتم انتخابها لمجلس مدينة كوبنهاكن في الانتخابات المحلية التي جرت في 2009 وحصلت حينها على 3665 صوت شخصي لها وهو اكبر بكثير من الشخص الاول في كوبنهاكن عن حزب الشعب الاشتراكي . وفي اول نشاطاتها بمنصبها الجديد شاركت في حملة توعية راكبي الدرجات بعدم السرعة الفائقة خاصة اثناء الصباح حفاظا على الدراجين الآخرين وخاصة الاطفال عند ذهابهم للمدراس ، شكل هذه الحملة هو توزيع التفاح على الدراجين وتنبيههم لهدف الحملة .


أيفر بايكل

استقالة المحافظ السابق بو اسموس كيلتغورد جاءت بسبب سكنه مع عشيقته في عنوان ليس في مدينة كوبنهاكن ، وهذا يخالف القانون الانتخابي الذي يفرض على عضو مجلس المدينة ان يكون عنوان سكنه في المدينة التي يترشح فيها . بو اسموس هو من رجالات حزب الشعب الاشتراكي البارزين وكان يعمل بصفة محافظ في الدورات الانتخابية الاربعة الاخيرة . اما عنوان عشيقته التي انتقل للسكن معها في جزء من وسط مدينة كوبنهاكن ولكن هذا الجزء يتمتع بصفة مدينة منفصلة اداريا وقانونيا لاسباب ذات طابع تاريخي قديم واحتفظ النظام الاداري بهذا التقسيم ، رغم ان الكثيرين لا يستطيعون تمييز الحدود الفاصلة الادارية لمدينة فريدكسبيرغ .
يذكر ان في مدينة كوبنهاكن على خلاف مدن الدنمارك الاخرى ستة محافظين لادارات البيئة ، الشؤون الاجتماعية ، الصحة ، العمل والاندماج و الثقافة يقودهم امين العاصمة الذي يكون مسؤلا عن ادراة الشؤون الاقتصادية .

4- في مساء يوم 23 حزيران من كل عام تحتفل الدنمارك بمساء ( سانت هانس ) وهو أطول نهار في السنة حيث تبدأ الشمس بالغروب في اوقات اقل تدريجيا ، وللاحتفال خلفية اسطورية قديمة تتجلى باشعال النار تحت الساحرة التي هي مصدر الشر . طقس اشعال النار لازال متواصلا ويجرى في اماكن متعددة في جميع مدن الدنمارك وخاصة على السواحل ، ويقوم بالاعداد لهذا الاحتفال مختلف التجمعات بدءاً من الاحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية والنوادي وشركات السكن وغيرها ، كل على طريقته ، ولكنها تشترك في تنظيم فعاليات موسيقية وبالطبع القاء بعض الكلمات .


من اليسار هيله تورننغ سميث - كاتب السطور - يلدز اكدوكان

الاحزاب السياسية استغلت هذه المناسبة للحديث عن اتجاهاتها وخططها لما بعد الانتخابات البرلمانية التي ستجري هذا العام في موعد اقصاه شهر تشرين الثاني . في كلمتها قالت رئيسة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين هيله تورننغ سميث والمتوقع ان تصبح رئيسة وزراء الدنمارك انها ستشعل النار لتحرق الحقد والكراهية والافكار والممارسات الخاطئة من اجل مجتمع الرفاهية في الدنمارك .عريفة الحفل كانت عضو البرلمان الدنماركي يلدز اكدوكان الى جانب زميلها مرشح البرلمان نيلس كريستنسن .

5- تحتفل كوبنهاكن كل عام في عطلة نهاية الاسبوع التي تسبق عيد الخمسين ( عيد العنصرة ) بأيام الكرنفال السنوي . هذا الكرنفال الذي تتسع المشاركة فيه كل عام قد مضى على اقامته اكثر من 25 عاما ، الذي هو تقليد لكرنفالات امريكا اللاتينية حيث تحضر بعض الفرق الراقصة من هناك اضافة الى الفرق الراقصة المهتمه بهذا النوع من الرقص في الدنمارك وهي كثيرة وتضم اعضاء من اعمار مختلفة من كلا الجنسين .

تجري فعاليات الكرنفال في خيم كبيرة تنتصب في اكبر حديقة في المدينة لمدة ثلاثة ايام من الجمعة الى الاحد ، وتشترك فيها فرق موسيقى ورقص عديدة . الفعالية الابرز هي مرور هذه الفرق في مسيرة تخترق شارع التسوق الرئيسي في قلب كوبنهاكن وتستمر لاكثر من ثلاث ساعات ، تمتزج فيها الالوان والازياء المتنوعة للمشاركين وكذلك الرقصات المتنوعة ايضا . وتتكرر هذه المسيرة في موقع الكرنفال مساء الاحد للاعلان عن انتهاء فعاليات الكرنفال . لمشاهدة المزيد من الصور ، استخدم الرابط التالي :

http://www.facebook.com/media/set/?set=a.199048763475240.48944.100001103536898

6- في أول زيارة من نوعها قام وفد برلماني نماركي بزيارة مدينة بنغازي الليبية يوم 22 حزيران ، ضم الى جانب وزيرة الخارجية لينا اسبرسن كل من رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي هيله توننغ شمت ورئيسة حزب الراديكال فنسترا مارغريته فيستيت وبرلمانيين آخرين للتعبير عن تضامنهم مع ثورة الشعب الليبي .

أجرى الوفد لقاء مع عدد من اعضاء المجلس الانتقالي وتجول لبعض الوقت في ساحة التحرير في المدينة الذي عبر فيها المواطنون الليبيون عن شكرهم للدنمارك التي ساعدتهم على التحرير من نظام القذافي . وقد شاهد الوفد العلم الدنماركي يرفف في ايادي بعض الليبيون كتعبير عن الانتصار والتضامن وهذه هي المرة الاولى في العالم العربي والاسلامي بعد احداث حرق العلم الدنماركي قبل بضع سنوات اثر مشكلة نشر الرسوم الكاريكاتيرية التي عدت اسائة للاسلام والنبي محمد .

في الصورة يبدو اعضاء الوفد وهم بملابس وخوذة الحماية في مزاج جيد مما دعا مقدمة برنامج المساء من القناة التلفزيزنية الاولى الى سؤال رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ( يساري ) وسورن ايسبرسن من حزب الشعب الدنماركي ( يميني متطرف ) من انهم يمرحون مع بعضهم على الرغم من اختلافاتهم السياسية . قال سورن نعم نحن نكافح ضد بعضنا البعض وافكارنا متباينة في الكثير من القرارات ، ولكن هذا تحت قبة البرلمان فقط ، اما خارج ذلك فنحن نتعامل بكل المودة والاحترام ونقضي ساعات طيبة خارج نطاق العمل .

7- لغرض مساعدة فئة المشردين والمحرومين اجتماعيا والعمل على دمجهم في الحياة العامة تبلورت فكرة استخدام الرياضة في ذلك ، ومنذ عام 2003 تجري سنويا مباريات كرة قدم الشارع بين فرق منهم وفرق اخرى تتضامن معهم وتعمل على توسيع مشاركة هذه الشريحة في نشاطات المجتمع .


أعضاء البرلمان الأربعة

في 9 حزيران هذا العام جرت المنافسات في ساحة مجلس مدينة كوبنهاكن والمميز فيها هو اشتراك اربعة من اعضاء البرلمان الدنماركي في احد الفرق ، ولكنهم خسروا امام الفريق المقابل ، المشاركون هم ميته فريذركسين من الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، اوزلم كوجك من حزب الشعب الاشتراكي ، يوهانه شميدث من حزب القائمة الموحدة ومانو سارين من حزب الراديكال فنسترا ، وجميع هذه الاحزاب من كتلة المعارضة داخل البرلمان . كان لهذه المشاركة صدى ايجابي كبير بين المشاركين والمنظمين والمتفرجين .

8- أنهت السيدة نينا مايا كريستنسن من مدينة رنكستذ دراستها الثانوية المسائية هذا العام ، بعد ان عملت على اختيار كل مادة دراسية بشكل منفصل عن غيرها ، واستغرق هذا بالطبع وقتا أطول بسبب اصرارها على مواصلة تعليمها الثانوي ، الامر الذي كان اهلها واصدقائها يعتقدون بعدم تمكنها من ذلك .


نينا مايا كريستنسن بقبعة التخرج

السيدة نينا تابعت دراستها بالرغم من انها ام لاربعة ابناء ، عمر الاكبر سبعة عشر عاما والاصغر عامين اثنين فقط ، وهي اضافة الى مسؤولياتها المنزلية فهي تعمل ايضا في مؤسسة القطارات . وقالت في سؤال للجريدة المحلية عن كيفية تمكنها من ذلك قالت : لقد كان وقتا صعبا حقا ، لكني تعلمت الكثير الذي سيفيدني في حياتي ، واتمنى ان يتم قبولي في كلية الحقوق في جامعة كوبنهاكن .


كوبنهاكن تموز 2011
 

¤ يوميات دنماركية (9)
¤ يوميات دنماركية (8)
¤ يوميات دنماركية (7)
¤ يوميات دنماركية (6)
¤ يوميات دنماركية (5)
¤ يوميات دنماركية (4)
¤ يوميات دنماركية (3)
¤ يوميات دنماركية (2)
¤ يوميات دنماركية (1)


* الهدف من اليوميات اعطاء صورة عن الحياة اليومية تساعد للتعرف على طبيعة المجتمع الدنماركي ، وموجهة اولا للقراء داخل العراق ، وأرجو ان لا اجد من يقرأها بالمقلوب .




 


 

free web counter