| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نزار ياسر الحيدر

 

 

 

الجمعة 23/9/ 2011                                                                                                   

 

عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990
رشاوى للنواب الكويتيين
(13)

نــــزار يـاســـر الحيـــــدر

لقد وقع الشعبان العراقي والكويتي ضحية فساد حكومتي البلدين فلم تكن الدوافع السياسية والمصالح الحقيقية للبلدين هي سبب الخلافات لان ليس كل ما ينشر بالاعلام هو الصحيح وليس كل ما يقال هو الحقيقة لكونه في كلا البلدين موجها وليس حرا كما هو معروف وبدليل ان الشعبين لم يكونا مؤمنين بان ماينشر من خلافات على وسائل الاعلام لم يكن مطابقا للواقع .

لقد كانت مشكلة العراق مع الكويت مشكلة قديمة وليست جديدة فقد تعاقب الحكام على العراق وكانوا يتوارثون مشكلة الكويت وتحتل جزءا كبير من اجنداتهم وقد كتب عن هذا الموضوع الكثير من الاراء ، فقد اثار هذه القضية الملك غازي ثم نوري السعيد ثم عبد الكريم قاسم ثم بعثيو 8 شباط ثم صدام حسين وكان كل واحد من هؤلاء له اسبابه واجندته الخاصة لكي يفتح الموضوع ويتعامل مع الكويت على انه الجزء السليب !! ولا يمكن للحق ان يستقيم الا باعادة الكويت الى العراق وكانت العلاقات مع حكام الكويت تمر بحالات شد وارتخاء بين الطرفين ، ومن امثلة ذلك وقوف حكام الكويت خلف صدام لدفعه للحرب مع ايران ودورهم في حض معظم دول الخليج لمساعدة صدام بهذه الحرب الطاحنة التي استمرت لثماني سنوات مؤلمة دفع العراق زينة شبابه ليكونوا حطبا لها وارضاء لحكام الكويت والخليج ( المال علينا والرجال عليكم ) لوقف تهديدات ايران في تصدير الثورة الايرانية التي بشر بها الامام الخميني بعد توليه الحكم في ايران عام 1979 !!؟ .

لقد قص علي صديق لي ( يرحمه الله ) وهو مهندس زراعي من اهالي الموصل ادخل كلية الضباط الاحتياط وتدرج بالرتب العسكرية حتى وصل الى رتبة رائد احتياط خلال الحرب العراقية الايرانية وتوفي في اخر سنة منها بحادث سير على طريق الحلة وهو ذاهب للالتحاق بوحدته في المحاويل ( مخازن الصواريخ ارض ارض) فقد قال : عندما اشتد اوار المنازلة والحرب والقصف المتبادل بين العراق وايران بصواريخ سكود ( الحسين ) وبعد سقوط الكثير من الصواريخ الايرانية على بيوت آمنة في بغداد !! استنفذ العراق ماموجود عنده من الصواريخ واصبح الرصيد في مخازنه صفرا وكانت لاتزال الحرب مستمرة وشرسة ، اتصل صدام بأمير الكويت وطلب منه ان يزود العراق بكمية جيدة من صواريخ سكود لان العراق كان يعلم ان الكويت يملك مائتين وخمسين صاروخا فوافق الامير جابر فورا على تزويد العراق بمائة صاروخ عندها ارسل العراق الشاحنات العسكرية المخصصة لنقل الصواريخ لجلبها وايداعها في مخازن الجيش العراقي في المحاويل وكان المرحوم صديقي يشرف على نقلها وخزنها ليلا ، ولكن سرعان ما نفذت هذه الصواريخ بعد فترة قصيرة ايضا لان الحرب كانت مستعرة فاتصل صدام مرة ثانية بالامير وطلب المزيد من الصواريخ عندها امر الشيخ جابر بتزويد العراق بخمسين صاروخا وتكرر هذا الموضوع عدة مرات حتى سحب العراق جميع صواريخ الكويت المائتين والخمسين !!؟ .

في احدى المرات أمر صدام بضرب ايران برشقة مكونة من عشرة صواريخ سكود مرة واحدة عقابا لها عندما حاول الايرانيون اثناء الحرب اغتيال الشيخ جابر امير الكويت إذ فشلت المحاولة حينها !!! . وهكذا كانت العلاقات في باقي الامور كالمثال اعلاه واكثر، ولنعط مثلا آخر : عندما قصف طيارو العراق جزيرة خرج الايرانية اثناء الحرب واستطاعوا ايقاف تصدير النفط منها وشلوا حركة الناقلات قام الشيخ جابر بإهداء مائتين وخمسين سيارة مارسيدس حجم 190 الى الطيارين العراقيين التي اشتهرت حينها عندما نزلت في شوارع بغداد والمدن العراقية وكان يشار لها بالبنان.

مقابل هذا السخاء الاميري كان العراق يعمل دائما على كسب الرأي العام الكويتي ويحاول ان يكسب اصحاب القرار السياسي في الكويت وخاصة اعضاء مجلس الامة الكويتي لكي يديم زخم العلاقات ويديم المصالح المشتركة بين البلدين فقد قام العراق برشوة كل اعضاء مجلس الامة الكويتي الخمسين وقدم لهم زوارق بحرية (يخوت) مصنعة بمواصفات خاصة لهم وقد صرف ثمن تلك الزوارق تحت بند آخر لكي لايفضح أمرها ، وهذا غيض من فيض على حسن العلاقات وادامتها وقد تكللت بعد انتهاء الحرب بمنح صدام حسين للشيخ جابر الصباح وسام الرافدين من الدرجة الاولى ولقبه ( بالاميرالشجاع ) امام الاعلام بعد ان قلد الشيخ جابر صدام حسين ارفع وسام كويتي . وبعد ذلك بزمن قليل سرعان ما تدهورت العلاقات بين الطرفين واطلق صدام اسم ( قارون الكويت ) على الشيخ جابر !!! بعد ان تعمدوا الاساءة الى العراقيين والعراقيات بحفلاتهم الرخيصة التي تقصدوا ان يسربوها الى الاعلام العام للاساءة الى الشعب العراقي ، أذن لم تكن بين البلدين علاقات استراتيجية حقيقية بل هي علاقات مصلحية زائفة سرعان ما تتغير بتغيير المصالح .

وهذا مثال طريف آخر على عدم قناعة الطرفين بما قيل ويقال عن عائدية الكويت للعراق وهذه السنوات الطويلة من العداء بين الطرفين : التقى نقيب الاطباء العراقيين (المرحوم الدكتور نايف الحسوني) بنقيب الاطباء الكويتي في احدى عواصم الدول العربية على هامش اجتماع اتحاد الاطباء العرب بعد حرب تحرير الكويت اذ كان من المفترض ان يكون الوفدان بحالة من العدائية والتوجس لكن وبسبب العلاقات القديمة المتجذرة بين النقابتين العراقية والكويتية ورفعة اخلاق النقيبين تجاوزا الخلاف بين الدولتين وكانا يتحاوران بشكل طبيعي واخوي وكان من المفروض ان تحصل انتخابات في الاتحاد لاختيار احدى الدول العربية لتكون مقرا للاتحاد فكان نقيب الاطباء الكويتيين يرغب بان يكون الكويت مقرا لاتحاد الاطباء العرب فجاء يطلب من المرحوم الدكتور نايف نقيب الاطباء العراقيين ان يصوت الى جانب الكويت لتكون مقرا للاتحاد متحججا بأنه اذا استضافت الكويت الاتحاد فهي مجرد سنوات قليلة ويرجع العراق يحتل الكويت وسيكون عندها الاتحاد في العراق بالنهاية !!!!.

 

عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 (12)
عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 (11)
عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 (10)
عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 (9)
عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 (8)
عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 (7)
عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 (6)
عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 (5)
عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 (4)
عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 (3)
عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 (2)
عندما غزا صدام الكويت في 2/8/1990 (1)


 

free web counter