| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

                                                                                     الأحد 24/7/ 2011



ضوء على الأمراض
التنفسية الأنتقالية 
(5 - الأخير)

 د. مزاحم مبارك مال الله  

الخنّاق

(الدفثريا = كلمة يونانية تعني الغشاء)

من الأمراض البكتيرية الأنتقالية التنفسية الحادة والخطرة ، موجود في بلادنا رغم تنفيذ البرنامج التلقيحي ضده. بكتيريا الخناق تعيش في أجواء يتوفر فيها الأوكسجين وهي لاتنتج البوغات(السبورات)وغالباً ما تكون ساكنة غير متحركة،يمكن عزلها من الماشية، وهذه البكتيريا ذات صفة تعايشية مع الغشاء المخاطي للأنسان وجلده، وتنتقل أليه بواسطة الهواء ومن خلال التلوث المباشر بالأفرازات التنفسية والجلدية.أن البكتيريا يمكن أن تتواجد في الجهاز التنفسي لحوالي 3- 5 % من البشر دون ان تعطي أعراض المرض وهنا مكمن الخطورة في العدوى.

المرض ذات صفة وبائية ومن العوامل التي تساعد على وبائيته:ـ

1.    وجود عدد كبير من الكبار ليسوا محصنين تماماً.

2.    أنخفاض نسبة الأطفال الملقحين.

3.    الهجرة.

4.    الأزدحامات السكانية.

5.    فشل الأستجابة للتلقيح في المراحل الأولى من حصول الوباء.

حينما يتفشى المرض فأن الأطفال أقل من 15 سنة هم أول من يتأثر.

تنتج بكتيريا الخناق نوعين من التفاعلات حين دخولها الى الغشاء المخاطي وهما السُمي وغير السُمي وتبقى في الطبقات السطحية من الغشاء المخاطي مسببةً ألتهابات موضعية،وأن شدة المرض تعتمد على مدى قدرة هذه البكتيريا من ألحاق الضرر والتلف للنسيج الذي أصابته.

خلال الأيام الأولى من العدوى التنفسية(عادةً في القصبة الهوائية)،يتكون غشاء رمادي ـ بني يلتصق فيها يمتاز بصعوبة أزالته مخلفاً نزف في الغشاء المخاطي المتورم.

ان سم بكتيريا الخنّاق تؤدي الى مضاعفات موضعية مثل شلل اللهاة وكذلك أسفل القصبة الهوائية، أما جسمانياً والناتجة عن أمتصاص السم فتسبب تلف الأنابيب الكليوية، أنخفاض بعدد الصفائح الدموية ، أختلاجات العضلة القلبية ،تصلب الأعصاب الناتج عن تلف غلافها الخارجي.

عند حديثي الولادة فأن الجزء الرئيس من الجهاز التنفسي يصاب بهذا المرض هو الجزء الأمامي من الأنف حيث يمتاز بوجود الغشاء أضافة الى تقيحات أنفية، مع وجود تقرحات موضعية وكذلك في الشفة العليا.

أما الخناق الذي يصيب اللوزتين والقصبة الهوائية فيمتاز بأحتقان البلعوم وتيبسه وبعض المصابين يعانون من أرتفاع بسيط بدرجة الحرارة ، صعوبة بالبلع ، حشرجة بالصوت مع صداع وشعور بالتعب.

خنّاق المجرى التنفسي بعد اللوزتين فيحصل إثر تكوّن الغشاء على اللوزتين والذي ربما يمتد ليشمل اللسان المزمار وباقي أجزاء الجوف الفمي محدثاً تورم مع تضخم بالغدد اللمفاوية.

خنّاق القصبة الهوائية خطير جداً ربما يسبب الأختناق مما يستدعي أحياناً الى أجراء عملية فتحة الحنجرة لتأمين التنفس كعملية أنقاذ الحياة.

التشخيص:

1.    الفحص السريري.

2.    الفحوصات المختبرية، وأهمها فحص الزرع الجرثومي بأخذ مسحة من الأنف ومن البلعوم.

العلاج:

1.    أعطاء المريض مصل مضاد للسم على شكل جرعة واحدة مابين 200.000 ـ 1.200.000 وحدة عالمية أعتماداً على الدرجة السمّية والفترة الزمنية للمرض وكذلك على مكان وحجم الغشاء.

2.    أرثرومايسين وبجرعة 40-50 ملغم/كغم من وزن الأنسان/باليوم، تقسم على أربع جرعات خلال اليوم الواحد وتؤخذ اما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد.

3.    كريستلاين بنسلين وبجرعة 100.000 – 150.000 وحدة/كغم من وزن الأنسان/ اليوم ، تقسم على أربع جرعات أما بالوريد أو عن طريق العضلة.

4.    أو بروكايين بنسلين وبجرعة 25.000 – 50.000 وحدة/ كغم من وزن الأنسان/ اليوم ، تقسم الى جرعتين وعن طريق العضلة.

5.    التعامل مع المضاعفات كلٍ حسب حالتها.

·       المضادات الحياتية ليست بديلاً عن المصل المضاد للسم البكتيري الذي تفرزه البكتيريا.

·       أن العلاج بالمضادات الحياتية يجب أن يستمر لمدة 14 يوم.

·       أيجابية العلاج تعتمد على عدم نمو البكتريا في الأوساط الزرعية حينما يجري الفحص المختبري للمريض مرة أخرى.

·       نسبة خطورة فقدان حياة المصاب تصل الى 10% من الحالات.

الأجراءات الوقائية للملامسين:

1.    يجب الأهتمام التام بالملامسين وخلال سبعة الأيام والتي تمثل فترة حضانة المرض.

2.    أجراء الفحوصات الزرعية خصوصاً للأنف واالبلعوم.

3.    أعطاء اللقاح لغير الملقحين.

4.    مضادات حياتية تحفظية.

التحصين:

في العراق نتبع برنامجاً تلقيحياً للأعمار 2، 4 ، 6 أشهر ما يُطلق عليه اللقاح الثلاثي والذي يشمل أضافة الى الخنّاق السعال الديكي والكزاز ، وهناك جرعتا تقوية الأولى في عمر سنتين والأخرى في عمر أربع سنوات.

الجذام(مرض هانس)

مرض مزمن تسببه بكتريا يطلق عليه (مايكوبكتيريم لبري)، وقد تراجع كثيراً خصوصاً في البلدان التي تتوطن فيها هذه البكتريا بفضل أكتشاف المضادات الحياتية . منظمة الصحة العالمية تسعى الى أن يكون العالم خالياً من هذا المرض وأعتبرت المؤشر الأيجابي في أنحسار أنتشار المرض حينما يتراجع عدد الحالات التي تسجل الى حالة واحدة لكل 10.000(عشرة آلاف) أنسان ،وفعلاً تم التوصل الى هذا المؤشر عدا 24 في بلد، وهناك ستة بلدان لازالت تسجل أعلى رقم بين الحالات وهي البرازيل، الهند ، مدغشقر، موزمبيق ، مينمار والنيبال ولازال حوالي 20 مليون أنسان يعاني منه، وهو من أصعب الأمراض التي تسبب العوق والخسائر المادية،فهو يؤذي الجهاز العصبي المحيطي بشكل مباشر.

بكتريا الجذام على شكل عصيات بطيئة الأنقسام(حوالي 13 يوم) داخل الخلايا الجسمانية في درجات حرارة بين 27 درجة مئوية و33 درجة ،لذا فهي ميالة الى التواجد في الأماكن الأكثر منخفضة حرارةً في الجسم مثل الجلد ،الأجزاء العصبية القريبة من الجلد وكذلك الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي.ومن المشاكل التي يعاني منها الأطباء هي عدم امكانية زراعة هذه البكتريا في الأوساط الزرعية الأصطناعية وأنما في أجسام الحيوانات المختبرية.

الطريقة المثلى لأنتقال المرض هي عطاس مريض مصاب بالجذام حيث ثبت ان مريض الجذام يحمل أعداد كبيرة من البكتريا في أنفه، علماً ان فترة حضانة المرض تتراوح بين 9 شهور ـ 20 سنة،ومما يُذكر أن المرض نادراً ما يُصيب الأطفال أقل من 3 سنوات.

وهو على نوعين: الجذام الورمي والجذام شبيه التدرن،ويُعد الشخص مصاباً بالجذام حينما يعاني جلده من فقدان بالصبغة أو بقع حمراء فاقدة الحس العصبي و/أوأصبة الأعصاب المحيطية مع فقدان الحس فيها و/أو وجود البكتريا المسببة للمرض في جلده.

أن المرض يبدأ تدريجياً بفقدان دائم للحس العصبي(أو الشعور بالخدر) في منطقة أو أكثر من الجسم أو أحياناً وجود تورم جلدي فاقد الحس العصبي.

الجذام الورمي يمتاز بتعدد عصيات المرض وفيه تكون البقع وأماكن الأصابت متناظرة على جانبي الجسم وعادةً ما تصيب النسيج المخاطي للأنف لتنتهي الى جفافه مع رعاف وأنسداد المسالك التنفسية وكذلك فأن العين أيضاً تُصاب لتنتهي بألتهاب القرنية والقزحية .

أما الجذام شبيه الدرني فالعصيات فيه أقل والأضرار الجلدية تكون مفردة أو قليلة وغير متناظرة.

ان التشخيص يعتمد على الفحص الشامل للجلد والتركيز على فحص الجهاز العصبي  الحسي أضافة الى البحث عن أي تضخم فيه،وربما تظهر في الجلد تفاعلات تسمى "التفاعلات العقدية الجذامية"، وكذلك يعتمد التشخيص على عزل البكتيريا من مواقع الأصابة في الجسم وزرعها.

يصاحب هذه الأصابات تورمات في العقد اللمفاوية وحسب موقع الأصابة.

يعتمد أستمرار المرض وشكله على الحالة المناعية للشخص وخصوصاً بين الملامسين، فقد أثبتت الدراسات وجود أعداد غير قليلة من الملامسين وهم حاملي المرض دون ان تظهر عليهم الظواهر التشخيصية للمرض.

أن العلاج الفعال ضد الجذام هو الـ (دابسون)ولكن مشكلته بظهور المقاومة ضده وبسرعة، وقد ثبت أن علاج الـ (رافمبسين) مفيد جداً في توقف أجراءات العزل المعمول بها سابقاً.

 

ضوء على الأمراض التنفسية الأنتقالية (4)
ضوء على الأمراض التنفسية الأنتقالية (3)

ضوء على الأمراض التنفسية الأنتقالية (2)

ضوء على الأمراض التنفسية الأنتقالية (1)

 

 

 

 

free web counter