| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

                                                                                     الأربعاء 15/6/ 2011



ضوء على الأمراض
التنفسية الأنتقالية 
(1)

 د. مزاحم مبارك مال الله

يُصاب الأنسان بأنواع عديدة من الأمراض منها جرثومية ومنها لا جرثومية، والجرثومية أما أن تكون فايروسية أو بكتيرية أو طفيلية او فطرية وغيرها،وهناك تصنيف أخر لهذه الأمراض تبعاً لطريقة العدوى والأجهزة الجسمانية التي تصيبها، فمنها المعوية ومنها تنفسية ، منها عصبية ومنها عضلية وأخرى جلدية وهكذا. 

فالتنفسية تدخل الى الجسم عن طريق المسالك التنفسية وتنتقل عدواها عن طريق الهواء والعطاس والنَفَس والسعال والسوائل الأنفية، كما أنها تسمى بالأنتقالية كونها تنتقل من الحيوان الى الأنسان و/أو من الأنسان الى الأنسان.

والأمراض التنفسية الأنتقالية أما تبقى في الجهاز التنفسي فتعطي كامل الأعراض والعلامات بل والمضاعفات المَرَضية فيه و/ أو أنها تعطي الأعراض والعلامات في أجزاء وأجهزة أخرى من أجزاء وأجهزة الجسم.

والأمراض التنفسية الأنتقاليةالمكتشفة لحد الأن هي 13 مرض(الأنفلونزا الوبائية، أنفلونزا الطيور،التدرن الرئوي، السحايا، الحصبة،الحصبة الألمانية، الكزاز، الكزاز الولادي، الخنّاق، النكاف، السعال الديكي،الجذام ،جدري الماء).

الأنفلونزا الوبائية /

فايروس الأنفلونزا هو من عائلة (أورثوميكسوفايروس)وقد أستطاع العلماء أن يعزلوه وأن يصوروه وأن يحلوا لغز تركيبه فهو مؤلف من حامض نووي(RNA) ومحور وغلاف وتم لحد الأن أكتشاف ثلاثة أنواع منه وقد أطلقوا عليها  A. B.C . وهناك حقائق لابد أن نشير أليها:ـ

·       كل أصناف نوع A(وهو ما يهمنا) تصيب الحيوانات الداجنة وأن هذا النوع هو المسؤول عن الحالات الوبائية بين البشر، وكذلك نوع B يصيب الأنسان وبأمكان نوع C أن يصيب الحيوانات البرية، أما نوعي BوC فلايصيبان الحيوانات الداجنة.

·       في نوع A يوجد لدينا أنواع H1N1 ,H2N1 ، H5N2 وهكذا .

·       نوعا BوC لاتوجد فيهما أنواع تتفرع عنها.

·       نوع A (H1N2 و H3N2) أضافة الى نوعي BوC تسبب هذه الأنواع ما يُطلق عليه الأنفلونزا الموسمية ، وهي الأنفلونزا الأعتيادية التي يتعرض لها سكان الكرة الأرضية بأستمرار .

·       نوع Aصنف (H5N1) يصيب الطيور.

·       نوع A صنف (H1N1) يطلق عليه الأن فايروس الأنفلونزا الوبائية حيث كان يطلق عليه فايروس أنفلونزا الخنازير .

·       وهناك أصناف أخرى تصيب الخيول وغيرها .

·       هذه الأنواع والأصناف لها القابلية على التغير الجيني فتظهر أنواع وأصناف جديدة.

·       وهناك أحتمالية ظهور أصناف تقاوم المضادات (سواء معقمات أومطهرات أو مواد كيمياوية كالعلاجات مثلاً).

·   فايروس الأنفلونزا يصيب كل الأعمار ولكن نسبتها عالية بين الأطفال وكبار السن (أكثر من 65 سنة)أضافة الى ذوي الأمراض التي تجعلهم ضمن عوامل الأختطار من مضاعفات الأصابة بالأنفلونزا.أن الطبيعة التركيبية لفايروس الأنفلونزا تجعل بالأمكان من ظهور أصناف جديدة منه خصوصاً الأنفلونزا الموسمية.

·   هذا الفايروس يُخزن في درجة حرارة صفر الى 4 درجة مئوية ولمدة عدة أسابيع دون أن يفقد خصائصه ، بينما يفقد كل خصائصه(خصوصاً  المَرَضية)وبسرعة حينما ترتفع درجات الحرارة ألى 20 درجة مئوية، أضافة الى أن الفيروس يفقد خصائصه أيضاً بالأجواء القاعدية وليس الحامضية.

* فايروس الأنفلونزا يسبب ثلاثة أنواع من الحالات المَرَضية وهي:ـ

1.    ألتهاب المسالك التنفسية العليا بدون مضاعفات.

2.    ألتهاب المسالك التنفسية يتبعها ألتهاب ذات الرئة البكتيري .

3.    ألتهاب دات الرئة الفيروسي.

 

وعند حدوث الأصابة(ونطلق عليها أشتباه الأصابة بالأنفلونزا الى أن تتم التحليلات المختبرية) فهناك ثلاثة تصانيف لها :ـ

أولاً ـ التصنيف الأول / حالات الشبيهة بالأنفلونزا الشديدة 

المريض يعاني من درجة حرارة تصل الى 38 درجة مئوية أو أكثر(حرارة الأنسان الطبيعية تبلغ 36,7)،رشح ، حرقة بالبلعوم ، ألم العضلات ، سعال مع وجود العلامات السريرية التالية(جميعها أو بعضها):ـ

1.    وجود أصوات تنفسية خاصة يعرفها الطبيب بأثناء الفحص بالسماعة.

2.    ضيق تنفس أو زيادة بعدد مرات التنفس.

3.    وجود أزرقاق محيطي(بالأطراف) أو مركزي(بالأطراف + الشفتين).

4.    حصول أختلاجات عصبية كالوعي المشوش أو فقدانه.

5.    وجود دم في البلعزم أو تغير لونهز

6.    ألم في الصدر

 وفي هذه الحالة ندخل المريض الى ردهة العزل في المستشفى،ونأخذ المسحات من البلعوم والأنف مح سحب نموذج دم ، نعطي العلاج (مضاد الفيروس) فوراً وعدم أنتظار نتيجة المختبر مع أعطاء الأدوية الأخرى كمضادات السعال وخافضات الحرارة مع متابعة تطور الحالة يومياً.

ثانياً ـ التصنيف الثاني / حالات الشبيهة بالأنفلونزا مع وجود عوامل الأختطار

وعوامل الأختطار هي: الحمل، السمنة المفرطة، كبار السن(65 سنة فما فوق) ، أطفال دون السنة الخامسة ، المصابين بألتهابات الجهاز التنفسي المزمن ، أمراض القلب المزمنة ، نقص المناعة(وكذلك الذين يُعالجون بمواد تقلل المناعة)، أمراض الدم ومرضى الكبد والكُلى.

في هذه الحالة لانلجأ الى أدخال المريض للمستشفى ألاّ أذا رأى الطبيب المعالج ضرورة ذلك، عدم أخذ المسحات والنماذج المختبرية ، أعطاء المريض العلاج المضاد للفيروس مع العلاجات المساعدة الأخرى أضافة الى ضرورة المتابعة.

ثالثاً ـ التصنيف الثالث / الحالات البسيطة

وتمتاز بأرتفاع حرارة الجسم مع رشح وحرقة بالبلعوم ، ألم العضلات وسعال مع فقدان العلامات السريرية أنفة الذكر.

وفي هذه الحالة لاندخل المريض الى المستشفى ولانسحب النماذج أو المسحات المختبرية ولانعطيه العلاج المضاد للأنفلونزا الوبائية، المهم أرشاده بالراحة مع تناول السوائل الدافئة وتناول علاجات مساعدة مع ضرورة متابعة تطور الحالة.

أما في حالة وفاة المريض قبل الحصول منه على مسحات أو عينات دم فأن شفط السائل الرئوي يعدّ مهم جداً لغرض أرساله الى المختبر لفحصه.

أن الأجراءات الوقائية تعدّ الخطوة العملية الأهم في متابعة الحالات المرضية وكذلك في منع أنتشار المرض.

التدرن الرئوي/

التدرن (السُل) مرض شديد العدوى تسببه نوع من البكتريا على شكل عُصيات أما تكون كامنة في جسم الأنسان أو موجودة حولنا في البيئة، بطيئة النمو، ميّالة للأوكسجين (وهذا مايُفسر وجودها في الأجزاء العليا من الرئتين)وتعيش في داخل الخلايا، مقاومة للمعقمات ولكنها تتأثر بالحرارة وضوء الشمس  كما أنها تقاوم العديد من المؤثرات بما فيها العلاجات كون جدارها يحتوي على مركبات خاصة للمقاومة .

المرض متوطن في العراق وهو واسع الأنتشار سواء في بلادنا أو على مستوى العالم  كون وسيلة نقل عدواه  الهواء.

تأثيرات المرض:

أ) تأثيرات الجسمانية وتشمل الوهن، التعب ، فقدان الشهية وفقدان الوزن ، فقر دم ، تعرق خصوصاً أثناء النوم ، خفقان وأرتفاع بدرجة الحرارة خصوصاً في نهاية المساء، أن عدم وجود هذه العلامات والأعراض لاتعني عدم وجود المرض.

ب) تأثيرات موضعية وتشمل:

1.    الرئتين والقصبة الهوائية / السعال،البلغم،السعال الدموي،ضيق النفس.

2.    غشاء الجنب:ألم الجنب / ضيق النفس بسبب تجمع السوائل الجنبية.

3.    الحنجرة / الصوت الأجش(يشبه صوت الحصان)صعوبة البلع.

4.    اللسان / قرح (نادر)

 

الأصابة:ـ

التدرن الرئوي الأبتدائي(الأولي):

غالباً ما يحصل في مرحلة الطفولة ولكن ربما يصيب الكبار ودوماً هناك تأريخ للأختلاط بأصابة مشخصة.

الصورة المرضية:

العدد الأكبر من المصابين بالتدرن الرئوي الأولي لاتظهر عليهم أي أعراض أو علامات ويمر دون أكتشاف ألاّ حينما تؤخذ الصور الشعاعية الروتينية أو أجراء أختبار (تيوبركلين).

في عدد قليل من المرضى يظهر عليهم أعراض وعلامات الحمى والقشعريرة والتي لاتتجاوز 14 يوم ولكن ربما تصطحبها أحد الأعراض الجسمانية أنفة الذكر وفي جميع الأحوال يوجد سعال جاف ، كريات الدم البيضاء طبيعية العدد ولكن تحليل ESR يكون عالي .

إن هذا النوع من التدرن تستصحبه ألتهابات جلدية(وهي غالباً ما تكون أول علامات التدرن الرئوي الأولي) عبارة عن تورمات حمراء مزرقة مرتفعة مؤلمة في الجلد بمنطقة أمام الساقين ولكن اقل على الفخذين ، وبعض الحالات تنتابها أرتفاع بدرجة الحرارة. أن تشخيص الحالة يتم عن طريق أشعة الصدر وأختبار تيوبركلين(وهو أختبار تحت الجلد يثبت أصابة الشخص من عدمه).العلاج بمضادات التدرن وتكون نسبة الشفاء ممتازة جداً.

التدرن الرئوي  الذي يُطلق عليه بمصطلح (الدُخني):

حيث تكون الصورة الشعاعية للصدر فيه تشبه حبيبات الدُخن ، على الغالب يصيب الكبار من المرضى وغالباً ما تكون جراء أصابة سابقة.

الصورة المرضية:

المرض أما يبدأ فجأةً أو تسبقه أسابيع قليلة من تشوش صحي، وهو يحصل في الأطفال واليافعين فالأعراض والعلامات الجسمانية المذكورة أنفاً تكون هي الغالبة، الحرارة تتفاوت بالأرتفاع والأنخفاض، تفضي الى تعرق كثيف اثناء النوم، خفقان، فقدان الوزن وفقر دم مع السعال وضيق النفس، تضخم الكبد والطحال والذي ربما يكون مؤلم أثناء الفحص.

التدرن الرئوي ما بعد الأولي (الأبتدائي)

معظم حالات الوفيات والعلل الجسمانية تحصل مابعد التدرن الأولي(الأبتدائي)،ولقد لوحظ أن الذكور أكثر عرضة للأصابة بهذا الشكل المرضي.

الأصابة في الغالب تحصل في الفص العلوي من الرئيتين والجزء العلوي من الفص الأسفل،المرض يحصل في أغلب الحالات برئة واحدة ولكن عن طريق القصبة الهوائية ينتقل الى الأخرى،وأقل شيوعاً أصابة الرئتين بنفس الوقت،وبعد الأصابة الحادة فأن كل الفص الرئوي يكون قد تحول الى نسيج متصلب متليف.

الصورة المرضية:

الحالة تمتاز بكونها تدريجية التطور مع وجود السعال والبلغم، أحياناً تحصل صورة عاجلة من الأنهيار الصحي كالسعال الدموي،ألم جنبي حاد.وفيما يلي الصورة المرضية لحالة التدرن الرئوي ما بعد الأولي(الأبتدائي):

1.  السعال + البلغم وهو الصفة الغالبة الى أن يصبح المرض في حالة متقدمة ، والبلغم في البدأ يكون مخاطي ومن ثم يكون قيحي.

2.  السعال الدموي، ناتج عن جروح في الأوعية الدموية الصغيرة ولذلك يكون قليل في البدأ ومع تقدم الحالة يصبح الدم أكثر نابعاً من الأوعية الدموية الكبيرة.

3.  ضيق النفس أثناء القيام بأبسط جهد، وهو من الأعراض المتأخرة، ولكن ربما يحصل بشكل حاد حينما تتأثر أغشية الجنب بالمرض وتتكون السوائل فيها.

4.    ألم الجنب : والسبب هو جفاف أغشية الجنب ولكن تتحول فيما بعد الى ذات الجنب التدرني.

ملحوظات عن العلاج :ـ

1.    بكتريا التدرن شديدة المقاومة للعلاجات.

2.    تحتاج الى فترة طويلة من العلاج (6 – 9 أشهر).

3.    يدخل في العلاج أثنين ـ ثلاثة وأحياناً أربعة أنواع من الأدوية.

4.    تكاليف العلاج الباهضة.

الوقاية :ـ

1.    نشر الوعي الصحي عن المرض .

2.  تطبيق البرنامج التلقيحي ضد المرض ،وما معمول به في العراق هو أعطاء لقاح الـ BCG خلال الأسبوع الأول بعد الولادة على أن يكون الوليد بكامل صحته.

3.    التحسين البيئي والأهتمام بالشروط الصحية للمعيشة والتعايش.

 

ـ يتبع ـ

 

 

 

free web counter