كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الخميس 7/7/ 2011

ضوء على الأمراض التنفسية الأنتقالية  (3)  د. مزاحم مبارك مال الله السعال الديكي يعدُّ مرض السعال الديكي واحد من الأمراض الأنتقالية ذات الخاصية المُعدية العالية،تسببه نوع من البكتيريا تنتقل بواسطة الرذاذ التنفسي، وهذا يعني أنه من أمراض المسالك التنفسية شديدة العدوى. فترة حضانة المرض من 7 الى 14 يوم، وممكن أن يصيب كل الأعمار ولكن 90% من الحالات هي لأطفال دون الخامسة من العمر.  المرض يمر بمراحل فالمرحلة الأولى والتي تستمر حوالي أسبوع تكون مُعدية جداً وخلالها يعاني المصاب من ألتهاب الجفنين، نزول المواد الأنفية مع سعال جاف. المرحللة الثانية تمتاز بنوبات سعال شديدة تمتد من عدة سعلات الى 40ـ 50 سعلة باليوم الواحد وتشتد أثناء الليل. نوبة السعال تمتاز بسلسلة من السعلات القصيرة والقوية لتنتهي بشهيق عميق والتي تشبه الى حدٍ ما صوت الديك.هذه الخاصية (خاصية صوت الديك الناتج عن الشهيق العميق) ربما لانسمعها عند الأطفال الأكبر سناً أو لدى المرضى الكبار والسبب هو زيادة في عرض المسالك التنفسية ، ونوبة السعال تنتهي بالتقيؤ. المرحلة الثانية هذه تمتد من أسبوع الى عدة أسابيع لتنتهي بمرحلة الشفاء وعندها يكون السعال أقل والأفرازات(البلغم)تكون أقل لزوجة.إن الأصابة تعطي مناعة دائمية. مضاعفات المرض : 1.    ألتهاب ذات الجنب(ذات الرئة) 2.     حالة فقدان الخاصية الأسفنجية للرئتين والتي تؤدي الى الأنتفاخ الرئوي. 3.    حالة تشنجات دماغية جراء النقص الحاد بالأوكسجين الواصل أليه. 4.    نزوفات في العين. 5.    تقرحات اللسان. 6.    تهطل المخرج. 7.    العصاب(تشنج نفسي). إن الأطفال الذين أعمارهم بالأشهر هم الأكثر أحتمالية بالأصابة وحالات الوفيات هي الأكثر بعمر أقل من سنة.   تشخيص المرض في مراحله الأولى أو في مرحلة العدوى صعب جداً إن لم يكن مستحيل لذا فهو ذو صفة وبائية(أي سريع الأنتشار ويصيب أعداد كبيرة من المرضى).   ولكن بالأمكان أجراء الفحص المختبري وذلك عن طريق مسحة للمجرى الخلفي (الأنفي ـ البلعومي) من خلال فتحة الأنف للتحري عن البكتريا المسببة للمرض. وبالأمكان التشخيص في المرحلة الثانية عن طريق سماع السعال الذي يكون متميزاً ، وعندها فأن مخاطر العدوى تكون قليلة جداً. العلاج: 1. بالمضادات الحياتية شريطة أن تؤخذ في المرحلة الأولى من المرض،وتصبح المضادات الحياتية بلا فائدة في المرحلة الثانية أي مرحلة نوبات السعال المتواصل(ألاّ في حالات حصول الأختلاطات الألتهابية وحسب قرار الطبيب المعالج). 2. كابحات السعال مع العمل على جعل المصاب أن يتنفس وبعمق الهواء النقي فالرقود بالفراش لايفيد المريض. الوقاية: بالتلقيح، وفي العراق نستخدم برنامجنا الخاص تبعاً للطبيعة التوطنية للأمراض فلقاح السعال الديكي يؤخذ على ثلاث جرعات(الشهر الثاني ، الرابع ،السادس) من العمر ضمن لقاحات الخناق والكزاز وتسمى اللقاح الثلاثي، ثم ضمن جرعة المنشطة الأولى بعمر سنتين والجرعة المنشطة الثانية بعمر أربع سنوات. في حالات نادرة تحصل تأثيرات جانبية لبعض الأطفال من جراء اللقاح الثلاثي فيتم أعطائهم بمثل هذه الحالات اللقاح الثنائي وعلى نفس البرنامج، والثنائي نقصد به لقاح الخنّاق والكزاز. الجدري المائي مرض معدٍ سببه فايروس من نوع (زوستر) وعادةً يبدأ على شكل طفح يغطي الجسم والرأس ثم الأطراف ، يعاني المصاب به من الحكة، الطفح يزول دون أن يترك أثر عدا بعض القشور التي تسقط بعد حين . ولكن الفايروس يبقى كامناً في العقد العصبية لعدة سنوات مما قد تتحول الى عند توفر الظرف المناسب الى حالة مرضية تعرف بـ ( الحزام الناري).. هو مرض تنفسي ينتشر بسهولة عن بواسطة السعال أو العطاس او من خلال الأتصال المباشر بأفرازات هذا الطفح. فترة حضانة المرض(الفترة بين دخول الفايروس الى الجسم وبين ظهور العلامات والأعراض)تتراوح بين 2ـ 3 أسابيع . المصاب يكون معدياً من يوم الى خمسة أيام قبل ظهور المرض و كذلك خلال 4 ـ 5 أيام بعد ظهور الطفح، أن علامات المرض تنتهي تماماً بعد 21 يوماً منذ بدايته. بداية المرض يمتاز بأعراض تشمل الشعور بالتعب ، دوار ، أرتفاع بدرجة حرارة الجسم ، صداع ، ألم بالبلعوم والحلق ، آلم الأذنين ، وأحياناً يتورم الوجه . عند الأطفال فأول علامة للمرض هو ظهور الطفح الحبيبي مع الشعور بالتعب وأرتفاع الحرارة وغثيان ,الم بالبطن مع سعال شديد وصعوبة بالتنفس.أن المرض يكون اكثر حدة ومراضية في الكبار عنه في الصغار ، ونادر جداً أن يودي المرض بحياة المصاب ، ومع ذلك فأن الحامل وذوي الخلل المناعي غالباً ما يعانون من المضاعفات. وفي بعض الحالات فالمصاب يعاني من صعوبة النظر بالضوء الساطع وبالمشي ، أحياناً قئ وأسهال، وفي الحالات المتقدمة فالمصاب يعاني من فقدان التركيز والتشوش مع تصلب الرقبة. أهم ما في موضوع الجدري المائي هو الطفح ، والطفح يظهر في البداية في البطن أو الظهر أو الوجه ثم ينتشر الى باقي أنحاء الجسم (فروة الرأس،الفم،الأنف،العين والأعضاء التناسلية)،وأذا ما حدث وظهر الطفح في داخل العين فالحالة تُعامل معاملة الحالات الطارئة  جداً. الطفح غي بدايته يكون على شكل حبيبات حمراء تشبه لدغة الحشرات ثم تتحول الى بثور(حويصلات)تحتوي على سائل شفاف غالباً ما تنفجر مخلفتاً قرح صغيرة تتكون فيها قشور جافة داكنة اللون، هذه البثور تصاحبها حكة شديدة غالباً ما تسبب تلوث بكتيري يصاحبه قيح. العلاج:ـ 1.    مخفضات الحرارة. 2.    (كلامين لوشن) ، سائل حينما يوضع على الجلد يترك أثر يشبه التباشير ، هذا السائل هو معقّم ويقلل من الحكة ، ملطّف للجلد، كما يمكن أستخدام الكمادات الباردة للتقليل من شدة الحكة، علماً أنه بأمكان المصاب أن يستحم (على عكس ما يعتقد الناس) ، ولكن ضرورة مراعاة عدم التجفيف بطريقة الفرك وأنما بالضغط البسيط. 3.    المضادات الحياتية ، لاتستخدم ألاّ تحت أشراف الطبيب وفي حالة حصول الألتهابات البكتيرية الثانوية . 4.    مضادات الفايروس ، لاتعطى ألاّ في الحالات الشديدة (وخلال 24 ساعة بعد ظهور الطفح)كون تلك المضادات فيها محاذير كثيرة . 5.    التغذية مهمة جداً ولكن بأعطاء المصاب السوائل الباردة. اللقاح / لم يستخدم بشكل واسع لحد الأن في العالم. ملاحظة:ـ غالباً ما ينتشر المرض بين طلاب المدارس كونه مرض تنفسي ، فيجب أجراء مايلي :ـ 1.    قيام وحدات التوعية الصحية والصحة المدرسية والأمراض الأنتقالية بزيارة تلك المدارس وألقاء المحاضرات. 2.    أعطاء الطالب المصاب أجازة أجبارية لاتقل عن أسبوع. 3.    متابعة أختلاطات أي حالة. النكاف مرض فايروسي من نوع الخاص بالأنسان فقط ، يسببه فايروس النكاف. قبل اكتشاف اللقاحات كان المرض منتشراً بين الأطفال وفي كل أنحاء العالم، ولكنه لازال أحد الأمراض المنتشرة في دول العالم الثالث، وتحصل موجات وبائية في الدول النامية. المرض من الأمراض المعدية ـ الأنتقالية(ينتقل من الأنسان الى الأنسان الأخر)عن طريق الجهاز التنفسي واللعاب. حينما يسعل المريض أو يعطس،فأن الفايروس وعن طريق الهواء ينتقل الى عين أو انف أو فم شخص أخر، وبالأمكان أن ينتقل عن طريق مشاركة شخص مصاب بأكله أو شربه، كما يمكن أن ينتقل عن طريق التلوث بأدوات يتواجد فيها الفايرؤوس، الشخص يكون معدياً بالمرض تقريباً ستة أيام قبل ظهور الأعراض ويبقى معدياً حوالي عشرة أيام بعد ظهور الأعراض، علماً أن فترة حضانة المرض تتراوح بين 16 و 18 يوم . المرض هو تورم مؤلم في الغدد اللعابية خصوصاً الغدة اللعابية النكفية(على جانبي الوجه تحت الأذن)ربما يصاحبه تورم مؤلم للخصيتين مع ظهور طفح بسيط.عموماً الأعراض تكون شديدة لدى الأطفال،ولكن لدى المراهقين الذكور والبالغين من الذكور فأن أحد أهم المضاعفات هو العقم،أو ضعف الأخصاب لديهم.بشكل عام فأن المرض ينتهي تلقائياً، ويمكن أستخدام بعض العلاجات البسيطة. العلامات والأعراض:  من الممكن أن تصاب كلتا الجهتين:ـ 1.    ورم الغدة النكفية. 2.    ألم وخصوصاً أثناء المضغ. 3.    أرتفاع درجة حرارة الجسم، الشعور بالتعب والأجهاد مع فقدان الشهية.. 4.    صداع،جفاف الفم ،ألم في الأذن/الأذنين. 5.    ألم في الخصيتين. 20% من الشخاص يثصابون بفايروس النكاف دون ان تظهر عليهم العراض والعلامات. تشخيص المرض سهل ومن خلال التأريخ المرضي والفحص السريري، حالات نادرة نحتاج فيها الى تحليل دم أو اللعاب. الوقاية :ـ ثبت للعلماء أن افضل وسيلة لحماية المجتمع من هذا الفايروس هي اللقاح ، وفي العراق فأن لقاح النكاف نعطيه مع لقاحي الحصبة والحصبة الألمانية للأطفال. العلاج:ـ لايوجد علاج خاص للنكاف بقدر ما نعطي علاجات للأعراض التي تصاحب المرض كمخفضات الحرارة(لايجوز أعطاء الأسبرين)ومسكنات الألم وكذلك بأستخدام (غرغرة) تعقيم الفم ، المهم علاج المضاعفات التي قد تحصل. المضاعفات :ـ 1.    ألتهاب الخصية أو البربخ مما قد يسبب آلام شديدة، نصف الذين تصاب خصياتهم بالفايروس سيتعرضون الى ضمور الخصية والتي تسبب في مشاكل الأخصاب. 2.    27% من الحوامل اللاتي يصبن في الثلث الأول من الحمل يتعرضن للأجهاض. 3.    10% يصابون بألتهاب السحايا. 4.    5% من البنات يصبن بألتهاب المبيض/المبيضين، ونادراً ما يعانن من العقم. 5.    4% من المرضى يعانون من ألتهاب غدة البنكرياس مما يجعلهم يعانون من ألم البطن الشديد وتقيؤ. 6.    ومن الحالات النادرة تأثر العصب السمعي. أن المصاب بالنكاف سيكتسب مناعة دائمية ولكن هناك أحتمال ضعيف بالأصابة مرة أخرى ولكنها خفيفة جداً .   ضوء على الأمراض التنفسية الأنتقالية (2) ضوء على الأمراض التنفسية الأنتقالية (1)