| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

                                                                                     الأربعاء 22/6/ 2011



ضوء على الأمراض
التنفسية الأنتقالية 
(2)

 د. مزاحم مبارك مال الله

ألتهاب السحايا:ـ
الدماغ والنخاع الشوكي مغلف بثلاث أغشية يُطلق عليها أسم الأغشية السحائية، وأن التهابها يُطلق عليه" ألتهاب السحايا"،ونسبة الأصابة تصل الى 5 أشخاص من كل مئة ألف .

كل أنواع الجراثيم(بكتيريا،فايروسات،فطريات،طفيليات)ممكن أن تصيب هذه الأغشية، ولكن الأكثر شيوعاً من بين أنواع ألتهاب السحايا هي الفيروسية والتي تعدّ أقل خطورة وغالباً ما يصيب الأطفال والشباب،أما البكتيرية فهي أيضاً موجودة ولكنها أقل أنتشاراً(بسبب أكتشاف المضادات الحياتية وأستخداماتها المختلفة)من الفيروسية ولكنها الأكثر خطورة وتصيب الأطفال بوجه خاص.

أن البكتيريا والفيروسيات موجودة في الأجواء المحيطة بنا وفي اجسامنا فحين توفر الظروف المناسبة لها فأنها تتحول الى الصورة المرضية، والمرء يصاب مباشرة أو عن طريق عدوى هذه الجراثيم مثل أصابات الجهاز التنفسي(الأنفلونزا،ألتهاب ذات الرئة،الجيوب الأنفية والأتهابات المسالك التنفسية المختلفة)،حيث تعشعش البكتريا في المسالك التنفسية،وأنتقال العدوى يكون عن طريق رذاذ العطاس وعن طريق المحادثة.تتكاثر البكتريا في المسالك التنفسية وتنتقل عن طريق الدم الى الجهاز العصبي وتحديداً الأغشية الدماغية تتكاثر هناك فتفرز سمومها. وأحياناً تنتقل الأصابة من ألتهاب الأذن،وأحياناً من الكسور المركبة في الجمجمة فتتلوث تلك الكسور اما من الهواء او من جلد المصاب نفسه.أما ألتهاب السحايا الفيروسي فيمكن ان يكون احد مضاعفات النكاف أو الحصبة أو الحصبة الألمانية.

فترة حضانة المرض تمتد مابين يومين وعشرة أيام.

أعراضه تشبه الى حدٍ ما أعراض الأنفلونزا أو الزكام سريعة التطور(خلال ساعات أو خلال يومين) خصوصاً لدى الأطفال لتظهر بعد ذلك الأعراض وهي الحمى والصداع الشديد مع تيبس(تحدد)بالرقبة مع عدم تحمل الضوء والتقيؤ، في بعض الحالات المحددة يظهر الطفح الجلدي ،كما يصاب الأطفال بالخمول والنعاس.

خطورة ألتهاب السحايا البكتيري تكمن في تسمم الدم الذي يمتاز بظهور طفح جلدي على شكل نقاط  حمراء داكنة بحجم رأس الدبوس أو بقع داكنة تحت الجلد.

أعراض المرض عند الرّضع :ـ

1.    أرتفاع حرارة الجسم مع برودة الأطراف.

2.    التقيؤ مع رفض الرضاعة.

3.    مظاهر عدم الأرتياح والبكاء المستمر.

4.    شحوب الوجه.

5.    تصلب الرقبة.

6.    درجات متفاوتة من الغيبوبة.

أما أعراض المرض عند الأطفال والبالغين:ـ

1.    التقيؤ.

2.    أرتفاع الحرارة.

3.    الصداع الشديد .

4.    تصلب الرقبة.

5.    ألم بالمفاصل .

6.    نعاس مع خمول واضح.

وتعدُّ الأصابة ببكتيريا (الهيموفلس نوع بي) من أخطر الأنواع حيث يصاب به سنوياً ما يُقارب ثلاثة ملايين شخص(أغلبهم أطفال بين شهرين من العمر وخمسة سنوات) يتوفى منهم حوالي 700 ألف حالة. يوجد لهذا النوع من البكتيريا لقاح يتم تطعيم الأطفال به.

يتم تشخيص المرض من خلال التأريخ المرضي وأعرضه وكذلك الفحص السريري الذي يشير الى وجود حالة تصلب الرقبة(رغم أن تصلب الرقبة بالفحص لايعني بالضرورة الأصابة بالسحايا)،وأخيراً يمكن الأعتماد على التحاليل المختبرية وخصوصاً فحص السائل الشوكي(من الظهر)والذي يخضع للتحليل وعلى ضوء نتائجه يمكن تشخيص الحالة هل هي بكتيرية أم فيروسية.

وهناك تحليل الدم العام والزرع ، أضافة الى أخذ الصور الشعاعية للصدر مع دراسة وظائف الكليتين.

في العلوم الحديثة يمكن أستخدام تكنولوجيا متطورة كالأشعة المقطعية.

هناك عدد من الحالات التي تشترك مع السحايا بالأعراض، وهي:ـ

1.    ألتهاب الدماغ.

2.    ألتهاب الأوعية المخية.

3.    نزوفات في الأغشية الدماغية

4.    ألتهاب الأعصاب ببكتريا السفلس.

ألتهاب السحايا الفيروسي والبكتيري غالباً ما ينتهي بعد أيام دون الحاجة الى علاجات خاصة ولكن بالأمكان أستخدام بعض العلاجات كخافض الحرارة ومسكنات الألام،عدا بعض حالات السحايا البكتيري والتي تستوجب العلاجات بالمضادات الحياتية.  

أن ملامسي المصابين بالسحايا يجب تطبيق الأجراءات الوقائية معهم للحد من أنتشار المرض.

أما اللقاحات فيمكن اعطائها للذين يتعرضون الى الأختلاط مع الناس كما يحصل في مواسم الحج.

الحصبة
مرض الحصبة (والذي يطلق عليه في الأرياف بالعلوية) مرض معدٍ يصيب الأطفال(أكثر من ستة أشهر)ألاّ أن جهات الرصد الوبائي العراقية قد سجلّت أعداد غير قليلة من الكبار وكذلك من الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهرقد أصيبوا به.

لقد ثبت للعلماء بأن مرض الحصبة يصيب أي انسان ليس لديه مناعة ضد المرض،علماً أن الأطفال ولغاية ستة أشهر من العمر يجب أن يكتسبون مناعة من أمهاتهم (فيما أذا كانت الأم مصابة بالحصبة لأن الأصابة بالحصبة تعطي الأنسان مناعة دائمية)،والمرض يمر بفترات من الصور الوبائية تمتد مابين كل سنتين ـ كل اربع سنوات وهذا واضح من الأصابات المسجلة في أوربا أضافة الى العراق، وتوجد عدة أسباب كامنة وراء ذلك منها هبوط المناعة ولأي سبب،التلكؤ بالبرنامج التلقيحي،فساد اللقاح وهناك أحتمال التغير الجيني بالفيروس الذي يسبب المرض.فهو مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي وينتقل بالعدوى عن طريق العطاس والسعال وهذا هو سبب أنتشاره السريع.

يدخل الفيروس الى جسم الأنسان ويمر بفترة حضانة تستمر 7ـ 18 يوماً تنتهي الى (أعراض تشبه أعراض الزكام أو الرشح) كأرتفاع بدرجة الحرارة،سعال،نزول السوائل الأنفية،مع أحمرار ودمع العينين وتورم الجفنين.

بعد2ـ4 أيام يظهر الطفح،والطفح عبارة عن نقاط حمراء يمكن التحسس بها خلال تلمسها (ومن هنا جاءت التسمية، ففي لغة العرب كلمة الأرض الحصباء أي التي تحتوي على الحصى الناعم وليست ناعمة الملمس).في البدء يظهر الطفح خلف الأذنين وعند ألتقاء الشعر بمقدمة الرأس سرعان ما يظهر بالوجه ومن ثم ينتشر على الجذع والجسم بأكمله،ويستمر الطفح 5 ـ 6 أيام بعدها يبدأ بالأختفاء تدريجياً كما ظهر تدريجياً.

الطفل يعاني من تغير في الصوت بسبب ألتهاب الحنجرة وكذلك من  عدم القدرة على النظر بالضوء أو التخوف من الضوء والتي عادةً ما تكون في اليوم الثاني وبذلك يكون غير مستقر ومنزعج ومتألم.

في داخل الفم يمكن ملاحظة نقاط بيضاء محاطة بمنطقة متورمة على الغشاء المخاطي  وتحديداً حول فتحة  مجرى الغدة النكفية.

في مرحلة ظهور الأعراض والعلامات (قبل الطفح)/ وهي المرحلة الأقوى في أنتقال العدوى /نحتاج الى تخفيض حرارة الطفل عن طريق الفم وبواسطة الكمادات والتحاميل الشرجية تفادياً لحصول حالة الصرع الحراري(الشمرة) لدى الطفل.

وحين يظهر الطفح تختفي الحرارة.ولا تنفع الملابس الحمراء أو الضوء الأحمر أو غير ذلك كما هو شائع بين الناس وخصوصاً في المناطق التي لازالت تسودها المفاهيم والأعتقادات الخاطئة والغيبية.

يتم أخذ عينة من دم الطفل في المستشفى بعد تشخيص الحالة (من اليوم صفر ـ اليوم 28 من ظهور الطفح) ومسحة من البلعوم أوعينة من البول خلال خمسة الأيام الأولى من بداية ظهور الطفح.

ننصح الأم بجلب طفلها الى المؤسسة الصحية في حالات زيادة سرعة تنفسه،الأسهال وأستمرار أرتفاع الحرارة.

يمكن أن تحصل الأختلاطات أو المضاعفات وهي أهم ما في ألأمر وتحتاج الى العناية الطبية والصحية التامة وأهم هذه الأختلاطات ألتهاب ذات الجنب (ذات الرئة)،ألتهاب الأذن ،تقرحات الجفنين،ألتهاب الأمعاء، ألتهاب الزائدة الدودية،التهاب الأغشية الدماغية.

يعطى للطفل المضادات الحياتية في حالة حصول المضاعفات أضافة الى (فايتمين أي)وعلى جرعتين ليومين متتاليين.

يتم أدخال المصاب الى المستشفى في حالة المضاعفات التنفسية تحديداً وفي حالة الجفاف جراء الأسهال.

عزل المصاب أمر مهم والطلاب يمنحون أجازة لمدة عشرة أيام من بداية ظهور الطفح.

الوقاية من المرض

السبيل الوحيد لتفادي المرض هو التحصين باللقاح،واللقاح يعطى في العراق على جرعتين(لغير المصابين بالمرض فقط). الجرعة الأولى بعمر تسعة اشهر وهو لقاح الحصبة المنفردة والجرعة الثانية بعمر سنة وثلاثة اشهر وهو لقاح الحصبة المختلطة(ويشمل الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف).اللقاح عبارة عن الفايروس المسبب للمرض ولكنه معالج بايولوجياً ويحقن تحت الجلد  ويجب ان يحفظ بدرجة 2 ـ 8 مئوي ولايعرض للضوء.عكس ذلك يكون اللقاح فاسداً.

الحصبة الألمانية

مرض فايروسي شبيه بمرض الحصبة ولكنه أقل مراضةً ،فبعد فترة حضانة تتراوح بين 14 ـ 21 يوماً يتسبب الفايروس بأرتفاع بسيط بدرجة الحرارة مع طفح مصحوب بألم المفاصل وخصوصاً عند الكبار.أن سبب الأهتمام بهذا المرض رغم أنه بسيط في حدته هو ما يسببه من أضرار للجنين فيما لو أصيبت الحامل في الأشهر الأولى بفايروس الحصبة الألمانية.

المرض مشمول بالجدول التلقيحي كما مر ذكره في موضوع الحصبة.

يمتاز المرض بظهور طفح (وردي اللون)يبدأ بالأنتشار من جبهة الوجه الى الأسفل ، الطفح يبقى بين 1 ـ 5 أيام ثم يختفي،هذا الطفح يصاحبة تضخم الغدد اللمفاوية وخصوصاً تلك الني خلف الأذنين والرأس.

ومن الدراسات ظهر ان مضاعفات المرض تشمل تشوهات الأجنة في 9 حالات من اصل عشرة حوامل فيما لو حصلت ألأصابة خلال عشرة الأسابيع الأولى من الحمل ، وتصبح هذه النسبة 1/5 فيما لو كانت الأصابة بين الأسبوع العاشر والأسبوع 16 من الحمل. ووجد العلماء أن حالة واحدة من كل ثلاثة آلاف أصابة تحصل تلكؤات نزفية ، أما ألتهاب أغشية الدماغ فتحصل حالة واحدة من كل ستو آلاف أصابة .

أن الحصبة الألمانية أذا ما اصابت الحامل فأنها ومن خلال المشيمة تسبب تشوهات جنينية تميته  أو أنه يولد ولكن مع عاهات أما بالقلب فاقد السمع أو تلف بخلايا الدماغ او الماء الأبيض(الساد) في العين.وحينما يولد الطفل بهذه العاهات حينها نيطلق عليه (الحصبة الألمانية الولادية).أن السبيل لتحاشي هذه المشاكل هو تلقيح البنات بعمر المراهقة بلقاح الحصبة الألمانية.

ننصح كل أمراة مقبلة على الحمل أن تجري أختبار اللقاح ولتتأكد من أنها محصنة ، ,اذا أكتشفت أنها حامل دون أن تكون محصنة فالنصيحة هي الأبتعاد عن كل أحتمالات أنتقال العدوى خصوصاً أذا ما أصيب أحد الأطفال أو الكبار بنفس البيت.

 

ضوء على الأمراض التنفسية الأنتقالية (1)
 

 

 

 

free web counter