| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

 

السبت 14 /4/ 2007

 


 

الجانب الصحي للشعب في وثائق
الحزب الشيوعي العراقي
5


د. مزاحم مبارك مال اللــه

أما في المؤتمر الثالث والمنعقد ببغداد في أيار/1976 فقد ناقش المؤتمرون النواحي الصحية والخاصة بالشعب،وكما جاء في وثائقه المنشورة وبالفصل السادس منها :ـ
ـ وتحت عنوان الحقوق التشريعية في الفقرة (ب) البند (7) نقرأ :((إعادة النظر في الشروط التي تقدر بموجبها درجة العجز)).
ـ وتحت عنوان الضمان الإجتماعي والتأمين الصحي،نقرأ مايلي :((تأميم الطب وتوفيرالعلاج المجاني لجميع أبناء الشعب وتوسيع صناعة الأدوية وتوفير المؤسسات الصحية اللازمة المزودة بالملاكات والأجهزة الفنية والعمل على نشر الثقافة الصحية والإهتمام بالطب الوقائي وبالأخص التغذية الصحية والسكن الصحي.))
ـ وفي مستهل فقرة أخرى نقرأ :((توفير السكن الصحي للمواطنين...))
و يمكن ملاحظة ما يلي :ـ
1. إنعقد المؤتمر في فترة قيام الجبهة مع حزب السلطة أنذاك،وهذا يعني إن الحزب يطرح برنامجه بحسن نيّة خالصة من أجل النهوض بواقع الشعب متحالفاً مع سلطة ضمرت له الشر في الخفاء.
2. ونلاحظ التركيز في الطرح من خلال تسليط حزمة الضوء على مفاصل مهمة جداً في حياة الجماهير ومنها درجة عجز المعوّق،مجانية التطبيب،الإهتمام بالتصنيع الدوائي،إنشاء مؤسسات صحية متقدمة،مع الإهتمام بالإرتقاء بمستوى الوعي الصحي لدى الجماهير،ومع ذلك فإن برنامج الحزب لم يغفل المطالبة بتوفير السكن اللائق(وبالتأكيد سكناً صحياً) للمواطنين.
وفي المؤتمر الرابع عام 1985 فقد وردت في الفقرة (7)من فصل [في سبيل حقوق الطبقة العاملة وسائر الشغيلة]مجموعة من المطاليب التي يناضل الحزب من أجل تحقيقها وقد حدد المؤتمر جانبها الصحي بـ :ـ
• المعالجة المجانية للعمال وعوائلهم وتوفير الدواء المجاني .
• الإهتمام بالطب الوقائي والأمن الصناعي والحماية من إصابات العمل .
• توفير المطاعم الصحية والتغذية المناسبة ...
• توفير المساكن المناسبة للعمال ...
وفي موقع أخر من وثائق المؤتمر الرابع نفسه يرد النص الأتي :ـ
((وبالنسبة لحياة السكان ، يناضل الحزب الشيوعي العراقي في سبيل الإرتفاع بمستوى حياة الشعب كله عن طريق )) :ـ
• تأميم الطب ، وتوفيرالعلاج المجاني لجميع أبناء الشعب وتأمين الأدوية والمؤسسات الصحية اللازمة والإهتمام بنشر الثقافة الصحية والطب الوقائي.
• توفير السكن الصحي للمواطنين ...
• الضمان الإجتماعي لجميع السكان .
ثم يرد وبذات الوثيقة وفي الفصل الذي جاء تحت عنوان [ تحرير المرأة ] وبالفقرة (4) منه :ـ
** حماية الأمومة والطفولة ورعاية الحوامل والمرضعات ...
من ما ورد في وثائق المؤتمر الرابع وفيما يتعلق بالجانب الصحي يمكن تثبيت الملاحظات التالية مع إن المؤتمر قد إلتأم بعد فرط عقد الجبهة إثر المؤامرة الدنيئة التي حاكها حزب السلطة وقيامه بشن حملته على الحزب الشيوعي العراقي وتصاعدت وتيرتها خلال 1978/1979 ولكنها إستمرت أيضاً ، وتأثيرات ذلك المشهد على حركة ونضال الحزب بين الجماهير :ـ
1. إن الحزب ورغم ظروفه التنظيمية الصعبة التي يعيشها لم تثنه عن مواصلة إهتمامه بالجانب الصحي ونضاله من أجل تحقيق مطاليب الجماهير الصحية .
2. إن المؤتمر يؤكد إستمراره بذات النهج النضالي الجماهيري ذلك النهج الذي إختطته مؤتمرات الحزب السابقة.
وفي مؤتمر الديموقراطية والتجديد (المؤتمر الخامس) الذي عقد في عام 1993 تطرق الرفيق عزيز محمد في الكلمة الإفتتاحية الى شحة الدواء وتفشي الأمراض،كما أورد التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر جملة من الفقرات التي تطرقت الى الوضع الصحي المتخلف وإنتشار الأمراض والتي يؤول سببها الى السياسة الدكتاتورية التي إنتهجها النظام وحروبه التدميرية والتي أحالت الإقتصاد العراقي الى إقتصاد مثقل بالمديونيات غير قادر على تلبية متطلبات البرامج الصحية والبيئية،إضافة الى الحصار الخارجي المفروض على الوطن والشعب والداخلي المفروض من السلطة بإحتكارها للأدوية والمستلزمات الطبية لأغراض عسكرية ، كل هذه الإسباب وغيرها أدت الى تفاقم الأزمة الصحية للوطن والمواطن. وفي المادة السابعة من الوثيقة البرنامجية للحزب والتي أقرها المؤترجاء مايلي :ـ
(( يناضل حزبنا في سبيل ضمان تأمين الرعاية الصحية المجانية لجماهير الشعب والإرتقاء بمستوى الخدمات الصحية وتوسيع شبكة المستشفيات والمستوصفات الحكومية في المدينة والريف.))
أن تركيز برنامج الحزب في مؤتمره هذا ومن خلال مادته السابعة إنما يعكس حقيقة وعي الحزب الخلاق لمشاكل الشعب وذلك من خلال ضمان مجانية التطبيب،لأن العراق يُعّد من البلدان الغنية بثرواتها رغم الويلات التي مرت عليه،إضافة الى إن الحزب يؤكد نهجه االديموقراطي في حل مشاكل الجماهير،هذا إضافة الى إيمان الحزب بالتطور والتقدم بالمجال الصحي حيث يؤكد على (الإرتقاء) بمستوى الخدمات،مع ملاحظة ضرورة توسيع شبكة الخدمات الصحية في المدينة وفي الريف على حد سواء،وهذا يعني إن الحزب يؤكد على واقع الطبيعة الزراعية للمجتمع العراقي وخصوصية هذه الطبيعة بمشاكلها البيئية والصحية المنعكسة عن هذا الواقع.
ثم ورد في بيان اللجنة المركزية المنتخبة في المؤتمر الخامس ما يلي :ـ " وجد المؤتمر إن الحاجة غدت ماسة الى المطالبة برفع الحصار الإقتصادي عن شعبنا وتأمين إحتياجاته من الغذاء والدواء وإيصالها الى المحتاجين مباشرة عن طريق وكالات الأمم المتحدة ذات العلاقة والمنظمات الإنسانية. "
ويوجه بيان اللجنة المركزية هنا أصابع الإتهام في تفشي الأمراض الى القوى الخارجية التي وافقت على تمرير قرارات الحصار الجائرة وكذلك الى النظام الظالم والذي عمل على تكريس الحصار الداخلي والى التلاعب بقوت ودواء الشعب.
أما المؤتمر السادس للحزب والمنعقد في أواخر تموز1997 وفي كلمة الإفتتاح التي ألقاها الرفيق حميد مجيد موسى،يسلّط الأضواء وفي أكثر من موقع على المعاناة الحقيقية التي يعيشها الشعب من جراء الحكم الجائر،حكم متهرئ يتاجر بآلام وجوع الشعب مؤكداً على زيادة عدد الوفيات وخصوصاً بين الإطفال.
وفي التقرير السياسي المقدم أمام المؤتمر،نورد بعض الفقرات :ـ
ـ (... والخسارة في القوة البشرية " مئات ألوف الضحايا والمعوقين " وفي توقف النمو،وهجرة الكفاءات من المتعلمين والمهنيين ومن أطباء ومهندسين وكوادر تعليمية وغيرهم.)
ـ (...إرتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال خلال خمسة أعوام الى 600%،وتدهور الأوضاع الصحية كما يتجلى في شيوع الفقر والبؤس،وهو ما دفع ويدفع أعداد كبيرة جداً من المواطنين الى بيع مقتنياتها وحاجاتها الضرورية جداً،وأحياناً حتى الأعضاء الجسدية لتأمين معيشتها.)
ـ (... وأكد الحزب منذ تشرين الإول 1994 " إن المطلوب الأن هو رفع العقوبات عن الشعب برفع الحصار الإقتصادي عنه من خلال توفير الغذاء والدواء والملبس وجميع الإحتياجات الضرورية لحياة المواطنين ومتطلباتهم الإنسانية،...وذلك لايعني فك القيود عن النظام الدكتاتوري وفسح المجال له للإستفادة من العوائد النفطية والموارد الأخرى لأغراض غير تلك المحددة بحاجة الشعب.)
وواضح من الفقرات المجتزأة أعلاه من وثائق المؤتمر إن الحزب يعيش ويتعايش مع آلام الشعب،بل يضع يده على العُقد الرئيسة في تخلف مستواه الصحي عاكساً الحقائق التي يندى لها جبين الإنسانية جراء الحصار الدولي وجراء سياسة النظام المقبور،هذه الحقائق المأساوية متمثلة ببيع أعداد كبيرة من المواطنين لأعضائهم الجسدية لتأمين المعيشة،بيع كُلى،بيع دماء..إلخ،و المؤتمر رصد هجرة الأطباء والتي أدت الى حصول عجز في القدرة الخدمية الصحية والطبية التي يجب أن تُقدّم لأبناء الشعب،ومع ذلك فإن المؤتمر لم يغفل طرح الحل الأني السليم من أجل إنقاذ الوضع الذي يعاني منه المواطنون وذلك بمطالبته برفع الحصار عن الشعب العراقي ولكن مطالبته هذه كانت مشروطة بعدم إفساح المجال أمام النظام الصدامي الفاسد لإلتقاط أنفاسه العدوانية الدموية.
أما الكونفرنس الخامس والذي عُقد في تموز 1999 فجاء في تقريره السياسي جملة من الحقائق الخطيرة والتي تكشف حقيقة تآمر النظام على الشعب،حيث نقتطع بعض الفقرات التي وردت بالتقرير :ـ
ـ (... فيما كشف الأمين العام للأمم المتحدة عن عدم توزيع النظام [ أي النظام المقبور] كميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية،ومن الأجهزة والمعدات الخاصة بتأمين مياه الشرب وبإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي...)
ـ (... وشهدت أوضاع عموم المواطنين الصحية والنفسية والحياتية مزيداً من التدهور في السنتين الماضيتين بفعل إشتداد أزمة الكهرباء والماء،لاسيما في موسم الصيف...).
إن الشيوعيين العراقيين وفي كونفرنسهم الخامس يعكسون مرة أخرى حقيقة لاجدال فيها،وهي إنهم فعلاًً ملتصقون بهموم الجماهير وإنهم غير هيّابين من كشف الحقائق والوقائع التي تمس مصلحة الشعب،لقد كشف التقرير عن الوجه القبيح للنظام الصدامي بممارسة الحصار داخل الحصار. ويشير التقرير الى حقيقة لم ترد سابقاً في تقارير وبيانات الحزب الا وهي (الأوضاع النفسية)،إن هذا التشخيص الدقيق جداً بل والمتخصص وربطه بالأوضاع الصحية العمومية للمواطنين،إنما يعكس الفهم الواسع لمشاكل الشعب.
وفي المؤتمر السابع والذي تحقق في آب /2001،ورد من بين البنود التي يناضل الحزب من أجل تحقيقها الفقرة السابعة :ـ
((تأمين الرعاية الصحية المجانية،الوقائية والعلاجية لجماهير الشعب والإرتقاء بمستوى الخدمات الصحية وتوسيع شبكة المستشفيات والمستوصفات الحكومية في المدينة والريف)).
أن هذه الفقرة هي إصرار وإمتداد لإيمان الحزب بأهدافه النضالية الشعبية،حيث ورد فحواها ضمن مقررات المؤتمر الخامس والي عُقد في عام 1993.
وفي الكونفرنس السادس (كونفرنس الشهيد سعدون) حيث عقد في بغداد في كانون أول /2004 والذي يكتسب أهمية خاصة حيث يُعد أول كونفرنس يُعقد بعد زوال نظام الإستبداد والظلم والدكتاتورية،ورد تحت عنوان (المهمات الراهنة)،في ثالثاً :ـ
((... إستمرار تجهيز الحصة التموينية وتحسين مكوناتها...)).
أدرك المجتمعون وقرؤا المستقبل وكشفوا محاولات الطفيليين للإلتفاف حول الحصة التموينية التي تُعد المصدر الأساسي للسواد الإعظم من جماهير الشعب في التغذية ، من حقهم بمواردهم،وليس هذا فحسب بل دعى الحزب الى تحسين مفرداتها حيث إن الحصة الغذائية والتي يراها الحزب كونها الركن الأساس في صحة المواطن ليست كافية وتفتقر الى العديد من الإوصاف العلمية التغذوية الصحية.

¤ الجزء الرابع
¤
الجزء الثالث
¤ الجزء الثاني
¤ الجزء الأول