| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

 

الأربعاء 4 /4/ 2007

 

 

الجانب الصحي للشعب
في وثائق الحزب الشيوعي العراقي
(2)
 

د. مزاحم مبارك مال اللــه

وورد في التقرير السياسي الذي قدمه الرفيق فهد في الكونفرنس الإول للحزب في آذارعام 1944 ما يلي :ـ
** "... فالطبقات الشغيلة الكادحة نصف عارية،لاتحصل على ما يكفيها من غذاء،وظروفها الثقافية والصحية والإجتماعية في مستوى واطئ جداً،أسباب ذلك الإستثمار المركب الفظيع الذي تعرض له قطرنا وشعبنا "
لقد سلّط فهد الضوء في هذا المقطع على ثلاث حقائق جد هامة :ـ
الإولى ـ إن الظروف الصحية في وطننا ويعيشها شعبنا تشهد واقع صعب يمتاز بـ "المستوى الواطئ جداً ".
الثانية ـ الربط الجدلي العلمي للظروف الغذائية والثقافية والصحية والإجتماعية بعلاقة واحدة أو بمنشأ واحد من مناشئ الأسباب بترابط لاتنفصم حلقاته عن بعضها .
الثالثة ـ إن سبب هذا المستوى المأساوي هو الإستثمار المركب،أي إنه لم يسلّط الضوء فقط وإنما كشف السبب الكامن وراء ذلك الواقع المتردي. وقد حدد الإستثمار المركب بثلاث عناوين وهي :ـ 1) نهب الشركات الإجنبية،2) العلاقات الإقطاعية،3) الضرائب.
وفي موقع أخر من تقريره يقول فهد :ـ
** ".. وصودر نصف الكمية التي كانوا يأكلونها (ويقصد الشعب) قبل الحرب،وصودر لباسهم وأدويتهم.."
وهنا مرة ثانية يؤكد التقرير على قضايا الشعب الملّحة من مأكل وملبس ودواء،بل لاحظ الفطنة الثورية في تحديد الحدود الزمنية ـ قبل الحرب ـ وهذا يحمل في طياته القراءة السليمة لواقع الشعب ومعاناته ومتابعة هذه المعاناة.
وفي التقرير الذي ألقاه الرفيق فهد في نفس الكونفرنس والذي جاء تحت عنوان (قضيتنا الوطنية) قال:ـ
" فالعامل العراقي يجابه اليوم،أكثر من أي وقت ظروفاً سيئة شددتها ظروف الحرب الحالية وأوصلتها الى أبعد حدودها،كإجوره الزهيدة التي لاتكفي تغذية كافية ومسكناً صحياً،وظروف عمله غير الصحية وعدم الإعتناء بتطبيبه وإسعافه بالأدوية... "
هذا النص يحتفظ بحيويته في عكس معاناة الشغيلة الصحية كما يحمل روح الأجواء المأساوية الحالية التي يمر بها وطننا وهي أجواء الحروب واللاإستقرار والتي لاتجلب الإ الويلات والتخلف.
وفي مقالٍ لصحيفة القاعدة بعددها الثامن والصادر في حزيران 1944 و كان تحت عنوان (وزارة جديدة) جاء في الفقرة (7) ما يلي :ـ
" يريد الشعب أن تبذل الجهود لمكافحة الأمراض التي إنتشرت في القطر بنسبة عالية جداً وبشكل مهدد نتيجة إنخفاض مستوى المعيشة لدى الطبقات الكادحة العراقية ونتيجة إهمال الحكومة توفير أسباب المعالجة الصحية وتيسير الإدوية وجعلها في متناول الجميع..."
ومن الملاحظ بشكل جلي دفاع الحزب عن مصالح الطبقات الكادحة لأنها تشكل الغالبية الساحقة من مختلف تشكيلات الشعب والتي يتصدى الحزب في النضال من أجلها،وكذلك نلاحظ الصيغة الثورية في شحذ همّة إرادة الشعب إضافة الى حل الأزمة وذلك من خلال الصيغة المتقدمة جداً والتي يعكسها المقال متمثلةً بجعل الأدوية في متناول الجميع،وهذا يعكس وجهاً من أوجه الحلول الإشتراكية للمشاكل الصحية في البلد.
ورد في البيان الصادر عن الحزب والذي جاء تحت عنوان (واجبات حزبنا بعد حل الكومنترن) وفي الفقرة (5) منه مايلي :ـ
(..وتكثير المستشفيات والمستوصفات وتيسير المعالجة الصحية لأكثرية السكان وخصوصاً الفقراء .)
إنه إدراك واعي للمشكلة الحقيقية التي يعاني منها الشعب وهي قلّة المؤسسات الصحية قياساً لنسبة السكان،فلأجل النهوض بالواقع الصحي يجب زيادة عدد هذه المؤسسات لما تشكلّه من أهمية بالغة في صحة المجتمع،هذا إضافة الى تأكيد الحزب على إلتصاقه بمصالح الفقراء والدفاع عنهم لأنهم يمثلون الأكثرية المتضررة.

يتبع

¤ الجزء الأول