| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

 

الأثنين 9 /4/ 2007

 

 

الجانب الصحي للشعب
في وثائق الحزب الشيوعي العراقي
(4)
 

د. مزاحم مبارك مال اللــه

في المؤتمر الثاني للحزب/ أيلول 1970 كانت قد مرّت سنتان على إنقلاب 17 تموز1968 الذي وضع البعثيين على سدة الحكم الذي قام على واقع الحكم العارفي الرجعي المتخلف وكذلك في وقت لازال الحزب يعاني من مطاردة وإعتقال وتصفية رفاقه من قبل السلطة البعثية الحاكمة ، جاء في الكثير من محاور المؤتمر ما يهم الجانب الصحي نستطيع أن نوجزها بالأتي :ـ
أولاً ـ الفصل الخامس ( حقوق العمال والمستخدمين ) نقرأ في (4 ) الحقل الإجتماعي :ـ
1. ضمان المعالجة المجانية للعمال وعوائلهم وتوفير الأطباء وأجهزة العناية الطبية ومستلزمات مجابهة الحوادث الطارئة في المعامل ...
2. توفير جميع مستلزمات الوقاية الصحية والوقاية من إصابات العمل ...
3. توفير المطاعم الصحية وتحسين الطعام ...
4. تنفيذ قانون بناء المساكن الصحية ...
ثانيأً ـ الفصل السادس(الثورة الزراعية الفلاحية) نقرأ ما جاء في المطاليب /الفقرة (9) :ـ
((توفير الخدمات الصحية المجانية بنشر المستوصفات والعيادات الثابتة والسيطرة على وإستئصال أسباب الأمراض المتوطنة كالبلهارزيا والتدرن الرئوي والتراخوما وسائر الأمراض المعدية ، وإبراء سكان الريف من آثارها ، ونشر الثقافة الصحية ورعاية الأمومة والطفولة ، وإنقاذ أرواح عشرات الألوف من الأطفال الذين يموتون في كل سنة بسبب الجراثيم والقذارة والجوع وتجهيز الريف بالماء الصحي ...)) .
ثالثاً ـالفصل السابع ( تحرير المرأة )، حيث ورد في هذا الفصل إن الحزب يناضل في سبيل :
((حماية الأمومة والطفولة والعناية بالحوامل والمرضعات وتوفير الخدمات الصحية المجانية للأطفال والأمهات وبالأخص توفير دور الحضانة ورياض الأطفال وحماية المراهقين من الإنحراف والعناية بمؤسسات الأحداث وتوفير الحليب في جميع مؤسسات الأطفال )) .ـ الفقرة 6 ـ .
رابعاً ـ الفصل الرابع عشر (وطن حر وشعب سعيد ) ويرد في هذا الفصل إن حزبنا يناضل في سبيل :
(( تأميم الطب وتوفيرالعلاج المجاني لجميع أبناء الشعب وتوفير المؤسسات الصحية اللازمة المزودة بالملاكات والأجهزة الفنية والعمل على نشر الثقافة الصحية والإهتمام بالطب الوقائي وبالأخص التغذية الصحية وبالسكن الصحي.)) ـ فقرة 2 ـ . ويستهل البرنامج الفقرة ـ 4 ـ من نفس الفصل بـ : (( توفير مشاريع الماء الصحي ... وخاصة في الأرياف والمدن المتأخرة والأحياء الشعبية . ))
من خلال قراءة متأنية لما ورد في هذه الطروحات إن الحزب بمؤتمره هذا قد وضع الكثير من النقاط على الحروف وتناول بالبحث والنقاش وفق المنهج الماركسي في تحليل الظواهر والعيوب الإجتماعية متوخياً الدقة في تحديد المهام التي تنتظره وكذلك صاغ أفاقاً واسعة لنضال الشيوعيين، إن ما طرحه الحزب هنا لما يتعلق بالجانب الصحي بشكل إجمالي إنما يشخّص الصورة المتخلفة التي يعانيها القطاع الصحي في العراق، ويمكن إيجاز ما يمكن الخروج به من برنامج الحزب في هذا المؤتمر بما يلي :ـ
• التغير الواضح في الطروحات المطلبية التي تبناها المؤتمر والتي تتضمن إصراراً شديداً على الإهتمام بمصالح الكادحين بشكل خاص وعموم الشعب بشكل عام .
• التخصص في الطرح المتأتي ، من التشخيص الدقيق لمكامن الخلل .
• التركيز على كل ما من شأنه التأثير على صحة شرائح المجتمع كالطفولة، الأمومة والمراهقين .
• الترابط الموضوعي بين جوانب الصحة بشكل عام من مؤسسات صحية ذات إمكانات علمية وتقنية متطورة الى المطالبة بإنشاء قنوات الماء الصحي مروراً بالملاك المتخصص والثقافة الصحية والطب الوقائي .
• الإهتمام الخاص بالصحة في الريف لما لها خصوصيات في الوضع البيئي وفي الخارطة المَرضية للبلد .
• التأكيد على مجانية التطبيب .
وفي التقرير الصادر عن إجتماع اللجنة المركزية الكامل والذي عقد في أيلول 1975 وردت في هذا الإجتماع العديد من القضايا الخاصة بالجانب الصحي توزعت في مواقع متعددة من المحاور التي تناولها الإجتماع ، ويمكن درجها بما يأتي :ـ
أولاً ـ تحت عنوان التنمية الزراعية وفي الفقرة (13) يقول التقرير : (( تجميع الفلاحين في قرى حديثة قريبة من مزارعهم تتوفر فيها المساكن الصحية .. ))
ثانياً ـ وفي الفصل الخامس من التقرير حيث جاء تحت عنوان ( الضمان الإجتماعي ) مايلي :ـ
• ب ـ ضمان المعالجة المجانية لكافة العمال وعوائلهم ، وتوفير الأطباء ومستلزمات العناية الطبية ومجابهة الحوادث الطارئة في المعامل ...
• د ـ توفير المطاعم الصحية وضمان إشراف العمال عليها وتحسين الطعام ...
• هـ ـ تنفيذ قانون بناء المساكن الصحية والمريحة للعمال ...
ثالثاً ـ وفي نفس الفصل الخامس وتحت عنوان ( الحقوق التشريعية ) جاء ما يلي :ـ
• في الفقرة (1) / تحديد ساعات العمل بما لايزيد عن (42) ساعة أسبوعياً . وفي العمال التي تشكل خطراً على حياة العامل ..، وبالنسبة للمرأة الحامل بما لايزيد عن (36) ساعة أسبوعياً .
• وفي الفقرة (6) / تخفيض السن التقاعدية بالنسبة للأعمال الشاقة والخطرة والضارة بغض النظر عن مدة الخدمة .
• وفي الفقرة (7) / إعادة النظر في الشروط التي تقدر بموجبها درجة العجز .
رابعاً ـ وأيضاً وفي نفس الفصل الخامس وتحت عنوان ( الضمان الإجتماعي والتامين الصحي ) فقد ذكر التقرير ما يلي :ـ (( تأميم الطب وتوفير العلاج المجاني لجميع أبناء الشعب وتوسيع صناعة الأدوية وتوفير المؤسسات الصحية اللازمة المزودة بالملاكات والأجهزة الفنية والعمل على نشر الثقافة الصحية والإهتمام بالطب الوقائي وبالأخص التغذية الصحية والسكن الصحي . ))
خامساً ـ أما الفصل الثامن والذي جاء يحمل عنوان : ( تحرير المرأة ) ، فقد ذكر التقرير وفي الفقرة (4) من ضمن الأهداف التي يناضل من أجلها الحزب هي :
(( حماية الأمومة والطفولة والعناية بالحوامل والمرضعات وضمان تمتع المرأة بعطلة الولادة لاتقل عن (90) يوماً وبالضمانات الإجتماعية بعد تركها العمل ومنع فصل المرأة من العمل أو الإستغناء عن خدماتها في فترتي الحمل والولادة . وتوفير الخدمات الصحية المجانية للأطفال والأمهات وبالأخص دور الحضانة ورياض الأطفال والعناية بمؤسسات الأحداث والأصلاحيات وتوفير الحليب والمواد الغذائية الضرورية للطفال مجاناً . ))
ـ هذا مجمل ما ورد في إجتماع اللجنة المركزية المذكور ويمكن تثبيت الحقائق التالية :ـ
1. إن البلاد كانت تسير بإتجاه تطور علاقات إنتاجية إقتصادية تبشر بأفقها المنظور بفسحة أمل متفائلة فيما لو إستمرت به ، وهذا ما أشارت له حقيقة التطور الصناعي والزراعي والحضاري ، لذلك فالحزب وجد نفسه مطالباً ( على الأقل تأريخياً )للمشاركة والمساهمة في إعادة ترتيب وبناء الهيكل الداخلي للبلاد ، إيماناً منه بالديموقراطية وبالجبهة الوطنية التي قامت بعد عشرة أشهر من إجتماع اللجنة المركزية هذا وإنطلاقاً من المصلحة العليا للوطن والشعب .
2. التنوع في توزيع إهتمامات المجتمعين بكل شرائح المجتمع مع الأخذ بنظر الإعتبار الخصوصيات البيئية لكل شريحة وفئة ، فلم يغفل التقرير المطاليب الصحية للعمال والفلاحين والأطفال والشباب والمتقدمين بالعمر وكذلك الحوامل والمرضعات وغيرهم ، وبذلك نستطيع أن نلاحظ الطابع التخصصي الذي طغى على النهج المطلبي الوارد في التقرير .
3. ولم يغفل التقرير أهمية الدعوة الى تأميم الطب منطلقاً بذلك من التفسير المتفائل للواقع أو التعامل المتفائل مع السلطة في كون البلاد تسير نحو تحقيق الديموقراطية الحقّة !
وراح الإجتماع بعيداً في التصور أو التخطيط لدولة تسودها العدالة الإجتماعية والتقدم والرفاه وذلك من جملة الطروحات الواردة في الإجتماع فيما يخص الضمان الإجتماعي والتأمين الصحي وكذلك في الجوانب الصحية التي تهم تحرير المرأة ...الخ

يتبع

¤ الجزء الثالث

¤ الجزء الثاني

¤ الجزء الأول