الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الخميس 20/12/ 2012

 

مهدي محمد علي

بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله


 

قصائد من ديوان ( سر التفاحة ) *
دار بابل، الطبعة الاولى 1987

(5)

مزمار الجوقة

الى عبد الكريم كاصد

 

تمثال بوشكين


دائماً تقف على رأسه حمامة

طيرٌ غريب

او عصفور

وربما غراب

ولكنني لم اشاهد غراباً على راسه مرة !

 

دائماً تقف على رأسه حمامة

في الربيع والصيف والخريف

وربما في الشتاء

ولكنني لم اشاهد على رأسه طائراً

في الشتاء !

دائماً تقف على رأسه حمامة

حضر العشاق أم لم يحضروا

مرت الحافلات ام لم تمر

 

دائماً امضي اليه

في الربيع والصيف

في الخريف والشتاء

حضر العشاق ام لم يحضروا

مرت الحافلات ام لم تمر !

1981

 

علامات رياض الصالح الحسين ..

موته وذكراه

 

العلامات

 

انتصاراتُهُ عديدة

عديدةً .. لاتحصى :

                      " ( أليسْ )

                        والنملة الذكية

                       والحمار المتعب

                       ....      ....

                       ....     .... "

إنه يبتسم للزجاج الملون

.....

ولا يتذكر حبيبته

لأنه لا ينساها ابدا !

                 ***

هذا الذي فقد الألحان

إنه لايكتب الأشعار

إنه يغني

هذا الذي لا ينسى ولا يتذكر

اشياء .. واشياء .. واشياء

يهيَّأ لي احياناً

إنه يسيرفي الهواء

وعلى صدره راية خفيّة

لايراها

إلا العشاق

او الشهداء !

 

الموت

 

من الاليف الى الموت

أهذا حقاً

كان دأبَكَ الوحيد يا رياض ؟ !

من الوطن الى المنفى

ومن المنفى الى اخوّتكَ

الى موتك يا رياض                                    

أهذا حقاً

صار دأبي ؟ !

                          ***

لست أتساءل الآن

وقد وضُحَ الموت

كيف استطعتَ انت

ان تدخلني حياتك

باصرار عجيب

وقسوة حبيبة

لماذا كنتَ تتمسك بي

في الشتاء والربيع

في الصيف والخريف

......

والشتاء

شتاءان

وربيع واحد

صيف واحد

وخريف وحيد !

لستُ أتساءل الآن

لماذا لم تدَّخرْ نفسكَ

ولم تدَّخرني !

لست أتساءل

وقد وقع الموت

ووضُحَ داء القلب

وادركتُ بعد فوات الحياة

ان الصعود الى غرفتي في الجبل

كان صعودا الى الجلجلة

ايها الطفل المسيح !

لستُ اتساءل الآن

لماذا طلبت صباح موتك

ان ارفعك قليلاً

كي تلمح الفجر !

لست أتساءل

فقد ضاعت مني

الى الأبد

خطوتكَ الأليفةُ

وترنُّحك الجميل !

لكنني اتساءل

اتساءل:

        عن اولئك الأحياء حتى الموت

        اولئك الذين يفترسون الذكريات

اتساءل ..

          لماذا يغلبنا الذين يسعون الى اخفاء الآثار

         نحن الذين نريد أن ننحت الآثار ؟ !

              ***

وكما تحرَّق اوديسيوس في الغربة

وكما شحبتْ بنيلوب في الانتظار

ساظل اتساءل :

         لماذا كان كلُ ما كان       

        لماذا يكون كل ما هو كائن

        لماذا بالمقلوب دائما

       لماذا بالمقلوب  

لماذا ؟ !                                                                                     

 

الذكرى

 

اصغ اليّ

لقد جمعتُ من اجلكَ كلَّ الأغاني

وكل الأ شعار

كل الذكريات

وكل الأصدقاء

جذبتُ كل اغنيةٍ

من ناصيتها الغاضبة

وكل بيت شعر

من قافيته العزيزة

وكل ذكرى

من بئرها الدفين

وكل صديق

من حُبّهِ الغريب

مع قرنفلتين حمراوين

وحفنة من شموع

لا الأغاني عرفت

ولا الأشعار اهتزت في الكتب

ولا الذكريات غادرت طبائع الذكرى

ولا الأصدقاء تخلَّوا عن سهراتهم

اصغِ اليّ

فقد هيأتُ لحفلي وحفلك هذه الليلة

شموعا حمراء

شموعا بيضاء

شموعا صفراء

شموعا زرقاء

( كلها أنطفأت )

كلها تشتعل الآن

وتنطفئ .

قل لي اذن ..

ماذا ساصنع بذكراك

ازاء حياة ترحل دوما

وموت يتقدمُ كل حين ؟ !

آهِ ،

انني اعرف

اعرف انك ستقول غدا

وفي اول يوم للسنة الجديدة

ستقول :

  حسبك يا مهدي                                                                     

انك تحدق في هاتين القرنفلتين الحمراوين                                        

حسبك إنك توقد هذه الشموع الصغيرة                                             

ولكن قل لي اخيرا يا رياض

لِمَ أنت قريبٌ وموجع ؟ !

لِمَ انت بعيد

بعيد وموجع ؟ !

1983

 

مع لوركا في الطريق الى قرطبة

 

سيوفٌ من الريح

هذي المسافات

                     لست ارى شرفةً

قبعات اسىً اسود

تملأ الأفق

                    لست ارى شرفة

( شرفة الدار مفتوحةٌ بعد موتك ) !!

 

من يفتح الأن

هذي المسافات

من يجعل القبعات تطير شرائط بيضاء

تتبع شعر الصبيات

من يجعل الريح مثل الزنابق ؟ّ!

انت على مهرةٍ

تعبر السهل والريح

تطوي الدروب الى قرطبة

واطوي انا السنواتِ الى قرطبة

 

وتهمسُ   لي متعباً :

                    إن قرطبة الآن نائيةٌ

                    ووحيدة !
 

تتضمن القصيدة بضعة تعبيرات من لوركا ، محورة بما يتناسب وبناء القصيدة .

 

* القصائد منشورة حسب تسلسلها في الديوان ، وسيتابع موقع الناس نشر بقية القصائد لاحقاً



- مجموعة قصائد (4)
- مجموعة قصائد (3)
- مجموعة قصائد (2)
- مجموعة قصائد (1)






 

free web counter