الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الخميس 13/12/ 2012

 

مهدي محمد علي

بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله


 

قصائد من ديوان ( سر التفاحة ) *
دار بابل، الطبعة الاولى 1987

(4)

نماذج بشرية

الى روح ( محمد مندور )

 

شاعر

حين يفتح الباب

يتعلق به متعباً

بوجهه العادي المحبوب

وعينيه نصف المغمضتين

وإذ نتلكأ في الدخول

ــ وهو ما يزال يتعلق بالباب

وعيناه مازالتا نصف مغلقتين ــ

يغمغم باستنكار ناحل :

                            ادخلوا ؟ !

 

دائما يتعلق بالباب

دائما بوجهه العادي المحبوب

وعينيه نصف المغمضتين !
 

1982

 

قصة حب

إلتقيا في الثانية بعد الظهر

وتزوجا في الثامنة بعد الغروب

كتب كلٌّ للآخر قصيدة

قبل ان يراه !

يتلو كل منهما قصيدته

فاقرأ في وجهيهما شحوباً

وطقساً غريبا من الاناشيد

 وتلاً هائلا من التفاح

ينهمر

دون صوت

اصدِّق كل ذلك

لا لأنني عشت نفس القصة

بل لأنني لم اعشها !
 

1982

 

عصر النهضة

ما بين السقف الساج

ومنضدة الساج

تكتظ الحانة .

اصوات شتى

واشارات .

ونبيذ احمر

فوق شراشف بيضاء

وفتاة !

بقميص مهمل

وكتاب مفتوح

تجلس بهدوء

ما بين السقف الساج

ومنضدة الساج

بقميص مهمل

وكتاب مفتوح !

 

فلورنسا 1981

  

ارواح

في ظهيرة قائظة

وفي زقاق مقفر

صادفني

قط رمادي

براس كبير

وعينين هادئتين

يحدق بي

بابهة غراب من زمن سحيق !

 

1982

 

السيدة ذات المعطف الرمادي

ها انا اليوم اتبع خطوتها

ثم اسبقها مسرعا

اتوقف ..

تسبقني

تختفي .

ثم المحها معطفا من بعيد

 

( طفلةً كنتُ

شاحبة الوجه والثوب

مثل تراب المحلة )

تعبرني معطفا باذخا

كالرماد ، يذكرني

بتراب الثياب التي غادرتها ( نَهيدةُ ) مفزوعة ..

 

( كنت ادخل بيتا يقابل منزلنا

وقد التف حولي طفل

كنت اضغطه حول خصري

اتقاء انهيار الرغائب جائعةً ، تحت ثوبي

وابسم ..

اغمر جسمي بالشمس ، في الصيف .. )

تقصد ( صالونها )

انها الان سيدة العائلة !

 

( كنت غازلت حامدا ابن محلتنا الخامسة

وكان يغازلني

تحت شباكنا في ليالي الشتاء

ابادله الكلمات الخبيثة

ملتفة بالفراش الملاصق للنافذة .. )

تدخل الان ( صالونها )

وتواجه مرآتها .. وحدها

تبحث عن وجه ( جوليت )

تشغل اصبعها بملامسة الوجه

تشهق ضاحكة

اذ تلوح لها اوجه للرجال الذين يودون

لو ..

لامسوها قليلا :

( وصارت جيوبهمو تتثقب من نظراتي لها )

 

شوهدت

 تشتري ربطةً لصديق لها  

شوهدت

تحت شمس الظهيرة ، وهي تداعب قطتها

شوهدت مرة وهي تمشي وحيدة !

 

نهيدة

هل تذكرين الوجوه القديمة

تحمل صفرتها والتراب

نهيدة

ها انت تنتظرين المرايا

سيلفظك السادة العسكريون

والسادة المدنيون

والعانسات

نهيدة

قولي الذي ينبغي

واكسري جرة عند بابك هذا المساء !

 

1972

 

مرثية احمد (1)

الفراغ الذي خلفته خطاك

والغبار الذي حملته الكتب

والزهور التي تتفتح اذ يغلق القبر

والحشد ينفضُّ شيئا فشيئا

واغترابي الذي صار لي خرقة الصوف باليةً

والنهار الاخير

ومجرفةٌ

وقليل من الماء

والصلوات

كل ذلك سميته قدرا يتعقب ظلي .

                               ***

كانك ساومتني ذكرياتي

صرت ارى فيك ما كان في منزلي

وارى فيك ما سوف يفجأني في الطريق

 

كانك ساومتني قبر نفسي

وبايعتني

ومضيت

كانك انت الذي سرت جنبي الى القبر

حيث ثويتْ

               ***

ليلة الموت

انصت للطائرات التي تعبر البحر

في ظلمة الليل

في ظلمة الليل

في غرفةٍ تستطيل

غرفةٍ رافقتك :

حشودا من الكتب في كل ناحية

وركاما من الذكريات

       ***

تساءلتَ ..

ما للوسادة تخلف ميعادها

فجأةً حُشيت حجرا

بعد عشرين عاما من الريش ؟ !

 

تساءلتَ ..

ما بالها اضطربت ليلة البحر

ام انها ليلة الموت ؟ !

في ظلمة الليل

في غرفة تستطيل

كما ظلمة الفجر

او ظلمة البحر

او ظلمة القبر

قد حُشيت حجرا :

الفراغ الذي خلفته خطاك

والغبار الذي حملته الكتب

والزهور التي تتفتح اذ يغلق القبر

والحشد ينفض شيئا فشيئا

واغترابي الذي صار لي خرقة الصوف باليةً

والنهار للاخير

 ومجرفةٌ

وقليل من الماء

ترسم صفحته غيمةً كالوسادة

او غرفة تستطيل

او حشودا من الكتب في كل ناحيةٍ

او ركاما من الذكريات.
 

1980

 

(1) احمد سعيد باخبيرة ، من مؤسسي ( اتحاد الشعب الديمقراطي في جنوب اليمن ). مات بمرض القلب عام 1980 ، وهو في السادسة والاربعين ، وكان رئيس تحرير ( الثوري ) لسان حال الحزب الاشتراكي اليمني . وهو من ابرز الصحافيين في اليمن .

 
 

* القصائد منشورة حسب تسلسلها في الديوان ، وسيتابع موقع الناس نشر بقية القصائد لاحقاً



- مجموعة قصائد (3)
- مجموعة قصائد (2)
- مجموعة قصائد (1)






 

free web counter