الصفحة الثقافية
الجمعة 30/11/ 2012
مهدي محمد علي
بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله
قصائد من ديوان ( سر التفاحة ) *
دار بابل، الطبعة الاولى 1987(2)
الرحاب (1)
قلتِ لي : كيف لو افلحوا ؟!
من سيضربُ لي خيمةً عند ابوابهم للمناحةِ
لو افلحوا ؟
غير انكِ لم تسمعي عند بابي
ضجة الروح
تحت اصفرار المساء
والخريف الذي ظلً في غرفتي
ساكناً كالغبار
الخريف الذي ظلً يتبعني في المنافي !
(1) الرحاب : ارض واسعة في بادية السماوة خالية من الماء والشجر
انتِ لم تعرفي طائراً
يختفي في زوايا المقاهي
في المحطات والحافلات
او يقضّي نهاراته في الغرف
طائرا يتفنن في نتف ريش الجناح
طائرا يحتمي بالقوافي
وظلام النهار
حداء
خبأوا ضوءهم عند منتصف الليل
سارت على هونها إبل
كان حشد النجوم
زينةً في سماء البراري
فليكن بعض هذي النجوم
( رجوماً )
وليكن بعض هذي النجوم الدليل
خوضَّوا في مياه السيول
وضياء القمر
خوَّضوا..
واستمرً السفر !
***
انت لم تلمحي ناقتي
إذ تحيد عن النجم
غامضة السير
لم تاخذيها الى السيل مثلي
ولم تبصري عينها وهي تغرق بالدمع
او عنقها يشرئبً
واضلاعها تستطيل !
حداء
قيلَ : هذي ( الرحاب )
ثم سرنا نهارا باكمله
وسالنا..
قيل : هذي ( الرحاب )
وقطعنا من الليل اكثره
لم نسل ..
غير ان الدليل
قال : لمّا نزل في ( الرحاب )
***
انتِ لم تعرفي
كيف صيرني البعد شاهدةً
تتحرك في الرمل
كيف افقتُ على نخلة في القفار
جذعها كان محتشداً بالفسائل خضراء
والركب يغتسلون من السيل غير بعيد
وبعضٌ يؤجج نار الغضا
والغروب انحنى في ( الرحاب )
انتِ ..؟!
ام نخلةٌ تلكِ
ام سدرة المنتهى ؟
والمدى..
اهو الرملُ ؟
ام لمعة الآلِ
ام غابةٌ للغضا
ام خيام البداة ؟
1982
* القصائد منشورة حسب تسلسلها في الديوان ، وسيتابع موقع الناس نشر بقية القصائد لاحقاً
- مجموعة قصائد (1)