| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ثامر توسا

 

 

 

                                                                                  الخميس 1/9/ 2011




المغرورون يتغنون بالجنة والشيوعيون يطفئون نار جهنم بأجسادهم
(4) (5) الأخيرة

ثامــــر توسا

(( إن كان ولابد من العتـَب ِ فبالحُسنى, فقد قيل لنا عنكم كما قيل لكم عنا, وقد ذقتم كما ذقنا, وما أحسن ان نرجع للوصل كما كنا))
يقول الحكيم الأشوري أخيقار :لاگرشت إيذا مناشـُخ (لا تسحب يدك عن أهلك) , اي إبتهج مع أهلك في سرائهم و شارك متسامحا ما إستطعت متضامنا في محنتهم و ضرائهم, إن فعلتها فأنت بحق من الأقوياء المتميزين , وإلا فلا داعي للكلام عن الأخوّة والجيره و لاعن الشهامة والرجوله ولاعن القومية و الدين, ولا حتى التكلم عن غريزة حب العيش أقوياء متعافين بين ظهراني العائله والقريه والقوم.
جميلٌ أن نقرأ ل (سيبويهنا) إشارته الى ان الخطأ في عمر المراهقه أمر وارد,وهذا لا يمنع تضامننا مع معاناة الذي وقع عليه الخطأ , لكننا لم نقرأ لسيبويهنا عن عابرِ سنّ بلوغ الرشد حتى نتعرّف على عصمة وعدالة ذلك الراشد الذي إستهوته مهنة النبش في أوراق خريف إخوانه المراهقين بحثا عن خطأ يصنع منه تهمة(هولوكوست) للتنكيل والتشفي بمحنتهم ثم ليدير لهم ظهره بسبب خطأ محكوم بسن المراهقة او بسلطان لحظة شيطانيه, يا ترى كيف يكون لون الشذ والتناقض ؟ أم هل يريدنا البحث معه عن تبريرالشطحات ؟
مع تعقيدات مناحي الحياة وتطور أدوات تواصلها, لم يعد من المعقول إدعاء أحدنا إمتلاك ناصية التحكم بالحقيقة وحكر مفاتيحها, إذ نحن في زمن لا تـُقبل أرجحية الحقيقة وفائدتها ما لم يتم أولا إخضاعها لما يخالفها ثم بتلاقح الخلاصات يلد شيئا إسمه حقيقه مفيده ومثمره يمكن العمل عليها, وإلا لـَمَا لجأ الواعون الى دعوة فرقائهم للمشاركه بمناقشة ظاهرة ولتكن ظاهرة استغلال فسحة حرية النقد_ موضوعة حلقاتنا_ في خلق البلبله دون التحسب لأضرار وعواقب الإمعان فيها .
الآن نتساءل أولا: أين الغرابة لو أتى الدفاع عن شيوعيينا الكلدواشوريين من إنسان خارج التنظيم ,علما أن هدفنا لم يقتصر على مطالبة الأخ سيبويه بالكف عن تحميل فكرالحزب الشيوعي ومناضليه تبعات أخطاء وتصرفات أفراد في عمر المراهقه , بل شمل الدفاع فيما شمله دعوتنا للحفاظ على سلامة شعبنا المهدده وعدم التفريط بوحدتنا الإجتماعيه التي عززتها مظالم الحاكمين , في وقت مازالت معاول رجالات المذاهب و اقلام المنتفعين معهم من مناصري المذهب والتسميه الأحاديه سائرة في غيـّها تفتك بكل شئ .
ثم ثانيا نقول: حين تتشابك داخل دائرة ممارسة حق النقد خيوط المعاداة و ذميمة الطعن والتشفي بالقريب قبل الغريب ,فمآلها معلوم دون الحاجه للرجوع الى شخص الناقد ودوافعه, و الذي قلناه في حلقاتنا ,سَعَينا أن لا نحيد فيه عن لزوم تنبيه من يستهويه إمتطاء صهوة معاناة إخوانه ودماءهم ليصول بمداسه المثقل فوق الصدور من اجل تحقيق حضورا إعلاميا باهتا .
و ثالثا نقول: من الأمور المسلـّم بها والتي يفترض بالاخ سيبويه السبق في إدراكها, هي أن التخفي تحت عباءة نقد سلوك مراهقاتي كما يصفه وقد مضى عليه نصف قرن من أجل رجم الفكرومناضليه او العكس, اليس هذا بحد ذاته شذ ٌ عن الأصول ومخالفه فنيه لايمكن ان تشفعها كلمه تلطيفيه خجوله , أؤكد هنا بأن وصفي للكاتب في مخاطبتي له ب(سيبويه), هو ليس للحط من شأنه ولا مساسا بشخصه اطلاقا, بل مناداتي له بسيبويه جاءت للإشادة بهوايته للفصحى التي أعجبتني حين إستخدمها في حقل الأدبيات الكنسيه, لكنه مع الأسف شوّه صفوها وخيب إعجابنا بها عندما تجنى على جماليتها في ولوج دهاليز النبش و إقحام شكاوى معاناة صباه الشخصيه ليتخذها مبررا في تمرير حكمه على خلفية مواقف مسبقه لا حول للقراء ولا قوة لهم في إشفاء غليله, انما كان الأجدر والأجدى بكاتبنا وهو ينعم في نظام بلد يدمقراطي , الذهاب بقضيته الشائكه هذه الى المحاكم و القضاء فهي خير السبل في هذا العصر وأصحها لرد الإعتبار وإستعادة الحق إن وجد .
لقد سبق الاستاذ سيبويه إخوة ٌ آخرون ليس من داع لذكر أسمائهم ما دمنا نتكلم عن ظاهرة محدده, لكنه زاد عليهم من عنده قيراطا يوم انهال علينا في تعليقه على مقالنا حول مؤتمرسندياغو مستخدما أسلوبا غير أنيق لا في كلمات عنوان مقاله ولا بأسطره المحشوة بعبارات الأستخفاف والتزامط الفاهي , وبعد أن افرغ ما بخرجته طالبنا كعادته بالرد أو بالبصم له بالعشره, ولكــن....
يا ترى ما لذة التورط في مناكفة مقولة الحكيم أحيقار أومشاكسة ماقاله الإمام علي بن ابي طالب: جادلني العاقل فغلبته ثم جادلت الغبي فغلبني, معذرة ً الأمثال تقال ولا تقاس, في حينها إمتثلنا للمشوره وقبلنا بما كاله لنا الاخ سيبويه على مضض آخذين عشوائية كلامه على محمل المنتشي بمدام خمرة لا يؤاخذ عليها محتسيها, فأكتفينا برجاء مغادرته عتمة هذا الدهليز ومطباته ,لكن يبدو انه لم يستطع أن يوقف دبيب الخمره الذي سرعان ما دبّ الى موطن الاسرار ليعري المستور من نواياه بقلمه الذي أوصله الى قاع النيل المبطن من مدرسة نضاليه (القوشيه) معروفة بجسامة تضحياتها ومواقف رموزها التي يعتد بها وطنيا ً, كيف يٌعقل اذن البصم والسكوت على هكذا رساله إستفزازيه ؟
شطحات كهذه التي يصفها الغيارى بالوخزات الخارقه لشغافات القلوب العليله, يحز في النفس أن تكون من بنات أفكار متعلمي ومثقفي امتنا ومن صنيع اقلام (نهضوييها القوميين) !!و لكن هل من المألوف سكوت الذي يستشعر وَقعَ حيفها على أبناء شعبه المغلوبين, مع ذلك لزمنا الصمت كما اسلفنا إمتثالا منا لسداد حكم المشوره التي ترفض إعتلاء حلبة الإيقاع ما بين الإخوة و الخوض في دوامات التشكيـّات الشخصيه وتفاهاتها ,لذا إقتصر ردنا على مجرد رجاء عام وتنبيه أخوي عساه يلقى صداه الواقي من عبثية القيل والقال.
يا سيدي , نعود ونسألكم ,ما الذي يحثكم على التجوال في عتمة الدهاليز المتشعبه, لماذا لا تسترخوا قليلا وتحكوا مثلاعن جمالية إنجازأهلك لمتنزه توما توماس في القوش وعن تمضية ألاطفال أوقاتهم ببراءة في أروقته بدلا من مهمة إثارة الحزازات , هل لأنه من جهد المغضوب عليهم ستضع عليه علامة x ؟ او لِمَ لا تتطرقوا ولو قليلا الى حصة معاناة أبناء شعبكم مما ناله ويناله العراق من ظلم الحاكمين ومن إيغال أجهزتهم في رفع يافطات التعالي القومي والتطرف الديني بحق شعبكم , اليس من واجبات المثقف ان يستقرئ ظاهرة تضامننا مع دعاة التغيير مثلا وأسباب معاناتنا مع الإنفلات الأمني وتفشي فوضى القتل و الفساد أثناء عملية التغيير وما تلاها ,أم أن حال بلا ّع الموس ينطبق علينا , تائهون لا ندري نلعن من أو نصد اللعنات عن من , اللهم عدا الامعان في تنكيل حلقتنا الأضعف .
الذي أود أن اقوله هو باننا ككلدواشوريين سريان إعتدنا إضطهاد العهدين والثلاثه والأربعه والعشره, وعلى عاتق مثقفينا القوميين النهضويين الذين يشككون بمواقف الشيوعيين ونواياهم , يقع واجب تعزيز أخوتنا القوميه الداخليه في هذا الظرف العصيب وتفعيل مستحقاتها في حفظ اللحمه التي نَطرَها الآباء والأجداد, فهي خيارنا الوحيد وسبيلنا الأفضل الى بقائنا وتمكيننا من إجتياز المحن والمآسي التي تسببّها صراعات الكبار وأطماعهم و تؤججها أقدار أجندات الأجنبي المحتل واعوانه.
لنلاحظ بأناة و رويه كيف ان هذه المتواليات العجاف بتعاقب ابطالها على مختلف رتبهم , قد روّضتنا او بالأحرى فرضت علينا ثقافة هاجس الترّحم على مساوئ من سبقوهم, وهذا لعمري حال لا يحسد فيه أي شعب, أليس مطلوب من الأقلام النهضويه أن تسخر جانبا من نهضتها المزعومه للتضامن في معالجة الخلل الموجود وترك مهمة إفتعال الجديد للغرباء , هذا الحال التعس يذكرنا بقصة تبدو مسلـّيه في ظاهرها الطريف, لكن الألم والعبرة تلقاهما في جوهرها فلنعتبر منها قليلا, سمعت الأقصوصه قبل قرابة ثلاثة عقود , والآن سأحاول إختصار سردها لكن ليس قبل أن أستميح القارئ عذرا عن ورود كلمات غير ودوده إضطررت اليها لاني لم أجد مفرا من ذكرها كما نعرفها.
اليكم القصه :
يـُحكى, والعهدة على الناقل,بأنه عندما كان يتوفى شخص في إحدى قرانا ويتم دفنه حسب الاصول,يذهب ذوي المتوفى ومعارفه في اليوم الثالث لأداء الصلاة بصحبة القسيس على القبر.
أمر ُ غريب أثار حفيظة الناس وارعبهم من شدة نشازه ,حيث كلما ذهبوا الى المقابر لأداء صلاة الثالث, يجدوا بأن يدا عابثه قد نبشت القبر وأخرجت الجثه وسرقت منها ما تيسر,كأن يكون محبسا ذهبيا أو ضرسا فضيا أو قداحه أو حذاء منسوج, وبعد تركه الجثه في وضع مزري, يتغوط النباش(اجللكم الله) فوق القبر ويغادر.
قلـّما سلمت جثة ٌ في قبرها من دناءة وخسة هذا النباش اللعين , ومن شدة ضجر الناس من قبح ما يقترفه , راحوا يستعوذوا بالله ويستغيثوه لإنقاذهم منه .
حلـّت لحظة الفرج يوم توفي النباش غير مأسوف عليه ليسود الناس إرتياحا حول مصير الراقدين في قبورهم من مخالب ذلك العابث, لكن يا لها من فرحة لم تدم, حيث الذي حصل بعد مماته كان أبشع, كيف؟
فقد ظل الناس يلعنون ذلك النباش كلما تذكروا بشاعة فعلته مما اثار حفيظة إبنه الذي تولدت عنده عقده نفسيه جراء كثرة سماعه الناس وهي تلعن أباه وتشتمه صبحا ومساء, راح الإبن يبحث جاهدا عن مخرج للأزمه النفسيه التي أورثها له ابوه النباش, الى أن خطرت بباله خطه دونكيشوتيه يستمكن الناس من خلالها ويضطرهم ,ليس فقط للكف عن شتم أبيه, بل لإجبارهم على الترحم عليه وعلى ما كان يقترفه من فواحش بحق القبور وأمواتها, لذا قرر اولا تمويه الناس بأنه انتقل للسكن والتعبد بقرية أخرى .
مرت أسابيع والناس مرتاحه بممات النباش و بغياب عزرائيل (خاطف الارواح) عن القريه, ثم حصل ان عاد عزرائيل وخطف أحد ابناء القريه, وكالعاده تم دفن المرحوم, وفي اليوم الثالث ذهب الناس بصحبة القسيس لأداء صلاة الثالث,واذا بالقبر منبوش , لاول وهله ظن الناس بأن النباش قد قام من قبره وعاد الى مهمته ثانية, لكنهم هذه المره لم يشهدوا أي اثر لوساخة الغائط (حاشى وجوهكم) ولا لسرقة اية حاجه , بل رأوا ما صدم أنظارهم وهز عقولهم , حيث وجدوا العضو الذكري (اجللكم الله) العائد للميت المرحوم , مقطوع ٌمن الجسد وموضوع فوق القبر, لا حول ولا قوة إلا بالله.
على اثر هذه الفعله الشنيعه, هب الجميع لتقصي الحقيقه , واذا بهم يكتشفوا بأن الفاعل هو إبن ذلك النباش الذي إدعى بانه إنتقل للسكن في قرية أخرى.
وهكذا تحقق للإبن ما خطط له, حيث راح الجميع يترحم على فواحش الاب التي هانت أمام شناعة ما إقترفه الابن.
 

 ملاحظه :
أرجو السماح إن كنت في حلقاتي قد تجاوزت خطا أحمرا هنا أو هناك .

الوطن والشعب والحقيقه من وراء القصد .

 

المغرورون يتغنون بالجنة والشيوعيون يطفئون نار جهنم بأجسادهم (3)
المغرورون يتغنون بالجنة والشيوعيون يطفئون نار جهنم بأجسادهم (2)

المغرورون يتغنون بالجنة والشيوعيون يطفئون نار جهنم بأجسادهم (1)

 

 
 


 

 

free web counter