| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

 

السبت 16 /12/ 2006

 

 

الطائفية السياسية في العراق (8 -8)

1. الطائفية والمطالبة بتوحيد الخطاب السياسي ... من يخدع من؟
2. الطائفية السياسية والعمل النقابي في عراق التاسع من نيسان
3. المهندس العراقي والطائفية السياسية
4. الطائفية السياسية والاتصالات
5. الزراعة في العراق والطائفية السياسية
6. الثقافة في عراق التاسع من نيسان
7. الطائفية السياسية والردة الحضارية وانهيار الخدمات العامة
8. القوات المسلحة العراقية والطائفية السياسية

 

القوات المسلحة العراقية والطائفية السياسية

المهندس الاستشاري / سلام إبراهيم عطوف كبة

   مر اكثر من عامين على اعادة تأسيس القوات المسلحة العراقية ،... لكن الوقائع العملية الملموسة اثبتت الفشل الذريع والمريع للقوات المسلحة العراقية  في مجال تحقيق الامن ومكافحة الارهاب وحماية الحدود الخارجية ،  مكافحة الفساد  ، الاسهام في الاعمار واعادة الاعمار وحل مشكلة الخدمات الاساسية كالكهرباء ، حل مشكلة البطالة ، الثبات الاستراتيجي على الجدول الزمني لانسحاب القوات المتعددة الجنسية . ويعود هذا الاخفاق بالدرجة الرئيسية الى الطائفية السياسية التي مارست سيادتها ودورها لا في تأسيس القوات المسلحة العراقية فحسب بل في فوضى الاداء الإداري في حكومات المحاصصة الطائفية ومنها الوزارات ذات العلاقة بالقوات المسلحة العراقية ..

  ان اهم سبب في اخفاق القوات المسلحة العراقية هو ان الطائفية السياسية قد رسخت المنحى الطائفي الذي يتعارض و يضر بالهوية العراقية والولاء الوطني لتشيع ثقافة التطرف والعنف والغلو والتعطش للدم ، وهو مأزق سياسي وقعت فيه كل الاحزاب الطائفية من كل لون. ذلك كرس من عقلية وثقافة الطائفة والعشيرة في بناء الدولة والحركات السياسية والقوات المسلحة العراقية في الوقت الذي يحتاج العراقيون فيه الى ازالة ثقافة القطيع التي اعتمدتها الطائفية السياسية في بناء الدولة العراقية الجديدة اي الدولة الطوائفية التي تتناقض مع بناء الدولة الحديثة التي ينشدها العراقيون.  ان اساس تركيبة القوات المسلحة العراقية حمل في ذاته ومنذ الولادة خطأ سياسيا بنيويا يعتمد المحاصصة الطائفية - القومية و يبتعد عن نهج البناء المؤسساتي على اساس الوحدة الوطنية. ان اجراءات الطائفية السياسية اعتمدت التطهير الطائفي في الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية ذات العلاقة بالقوات المسلحة العراقية فاضعفت قدرتها وخلقت ردود فعل سلبية.وساهم اغفال قوات الاحتلال او تقديرها الخاطئ في زج افراد الميليشيات – العصابات وبنسبة تجاوزت ال 90% في الاجهزة الامنية التي تشكلت بعد سقوط النظام في منحها القاعدة اللوجستية والقانونية لممارسة اعمالها غير القانونية والتحكم الكامل في مفاصل القوات المسلحة الوليدة !.

   لم تحدد الطائفية السياسية او تشخص في برنامجها الاولويات الصحيحة وتصنع التدابير الملموسة السليمة فغرقت في العموميات المفرطة الفضفاضة التي يمكن القول بها في كل زمان ومكان. وفشلت الطائفية السياسية في معالجة الملفات الأمنية والمعيشية والاقتصادية للشعب العراقي مما عزز اخفاقاتها بانتشار وتفاقم الفساد الاداري ، الذي يعد الوجه الاخر للارهاب ، " الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة" ، اضافة الى انعدام الخدمات الضرورية بشكل لم يسبق له مثيل .. وفتح انهيار الدكتاتورية الصدامية الابواب لإقامة دكتاتوريات جديدة، بمسميات متنوعة، تتكلم بإسم هذه الطائفة وتثأر لها او تلك التي تدعي الدفاع والحماية لطائفة اخرى، بغمز ولمز وتحت مرأى ومسمع وتشجيع الاحتلال الاميركي الذي اكدت الوقائع مضيه في بناء القواعد العسكرية الضخمة في بلادنا ، وتعارض مصالحه مع اقامة  النظام الديمقراطي التعددي الفيدرالي الذي يبنى على فكرة المواطنة المتساوية واحترامها.

     لقد اخترقت فلول البعث العراقي المنهار وحملة وشم فدائيي صدام على ابدانهم القوات المسلحة العراقية عبر القوى السياسية الطائفية نفسها ! فلول البعث العراقي المنهار اخترقت القوات المسلحة العراقية بالمال والسلاح والسطوة التي امتدت عشرات السنين على المواطن العراقي ، وبالرهبة الممتدة على العقل العراقي المبتلي بالخوف منهم وخشيتهم ، وبالخسة والدناءة التي اتصفوا بها وبجبنهم المعهود في التلون كالحرباء وبفسادهم. فأي بناء عسكري هذا الذي تشكل من عناصر تربت في احضان صدام واكملت تربيتها في ظل دول الاستبداد الاقليمية . يصعب على المرء التفريق بين من هم الأكثر شرعية في القتل : عصابات الطائفية السياسية أم التحالف البعثسلفي ؟ فالجميع يسفك الدم لأجل السلطة وإرضاءا  لتنفيذ التعاليم حرفيا حتى يلجهم الفردوس ! المهزلة – المأساة – الملهاة !

     ومثلما وقف صرح الأمة العربية وباني مجدها صدام حسين وراء الهزيمة المنكرة للجيش العراقي ابان كارثياته ، تتحمل اليوم حكومات الطائفية السياسية المسؤولية الكاملة عن الفشل الذريع للقوات المسلحة العراقية  في تأدية مهامها لأنها تتسم بالضعف والخذلان وعدم إمكانية المواجهة الحقيقية والتخفي خلف الشعارات والإستعارات والعواطف الإعلامية الفارغة، دون مقدرة حقيقية على حماية أرواح الناس ومممتلكاتهم ولا القدرة الفاعلة على مواجهة الأطراف المجرمة التي هي وحدها باتت تختار الطريقة والكيفية والأسلوب المتخذ في تنفيذ المجازر الجماعية. والاخطر ان يجر تحول الجيش في عراقنا كمعظم الدول العربية الى العنصر الحاسم في ضمان استمرار الحكم ولتضحي مهمته الرئيسية أمنية داخلية كرديف قوي للأجهزة الأمنية الداخلية الأخرى ولتتزايد الحالات التي يتم فيها الاعتماد على الجيش في مهمات الأمن الداخلي لدرجة ان طبيعة تدريبه واختيار ثكناته وتمركز تشكيلاته مرهون بالهواجس الأمنية الداخلية والطائفية وليس لهواجس المخاطر الخارجية .

       حال النزاهة في القوات المسلحة العراقية حالها في بقية مؤسسات الدولة والمجتمع ضياع ملايين الدولارات العراقية في فضائح الاسلحة ! وبسيادة الولاءات العصبوية دون الوطنية و(فايروس) العصابات الطائفية والمفاهيم الميكافيلية والاصابة بداء " الغيبة " ... وبحصر التعيينات لأغراض توسيع الحاشية ! وبالعشعشة واستخدام السيارات العسكرية للاغراض الشخصية والعائلية.. وباستغلال المسؤولين لمناصبهم وعلاقاتهم وصلاحياتهم المالية والإدارية وما موجود تحت تصرفهم من اموال الدولة لتحقيق المنافع الشخصية بحيث يتحول الضابط من شخص متواضع الامكانيات الى صاحب ثروة ومالك للعقارات والمكائن والسيارات بفضل ما يحصل عليه من اتباع طرق ملتوية وحيل قانونية.... وبالمكافآت الى  المنتسبين او غير المنتسبين بحجة الجهود المبذولة لانجاز عمل ما والتي تحولت الى وسائل لاستعباد الحرس والمرؤوسين ولشراء ذمم المسؤولين في الدولة .

     الشرطة تبتز الاموال، والحرس الوطني يستعرض عضلاته على ابناء المدن وهو يضع نقاط  تفتيش ليس فيها غير الحجارة وعرقلة الطريق. ليس من واجبات  هؤلاء ان تكون هناك حالات مواجهة بينهم وبين عصابات الاجرام المنظم .... المدن العراقية حزينة وشوارعها مظلمة .. جسورها مقفلة .. شوارعها مقفلة ..الخراب عارم في كل العراق .. أين النظافة وأين الاعمار؟ الشوارع حبلى بالقوات و الحمايات التي لا تعرف سوى أزعاج الناس و التزمير على الصفارات!! و رمي الطلقات لترهيب المواطنين!

    وترسخ الطائفية السياسية اليوم من العقلية العسكرية العراقية التي كانت سائدة في عهد صدام والتي اتسمت بالحماقات والجهل المطبق والاستعراض البهلواني العدواني لأنها نزعة نخب عصبوية رجعية . وحولت الطائفية السياسية تقاليد القوات المسلحة العراقية التي انبثقت هي من اجلها في الدفاع عن الوطن وحماية مكتسبات الشعب ، وهي تقاليد الضبط والدقة والانضباط والصرامة واللغة العسكرية والادارة العسكرية، حولتها الى مهازل يجري التندر بها ! .ما هو المطلوب اليوم هو ارجاع العسكر الى الثكنات ، والتصفية الفورية للميليشيات – العصابات ، واحياء التقاليد الثورية  والارتباط المصيري  بحركة الشعب الوطنية التحررية فالجيش لا يمكن ولم يكن في يوم من الايام ولن يكون محايدا . لنرفع صوتنا عاليا ..  لا والف لا للأحزاب والتجمعات الطائفية .. لا والف لا للفكر الأسود الذي تريد هذه الأحزاب سحب الناس إليه .... لا والف لا لأشاعة مشاريع الجهاد ( احتراف القتل ) الى مالا نهاية .... لأنها في حقيقة الامر تهدف الى تحديد النسل الديمقراطي وتدعو الى التكاثر الطائفي في العراق وهي تعمل على تأسيس عراق منقسم طائفيا بدلا من عراق موحد ديمقراطيا.

ملاحظة :  مقتطفات من هذه الدراسة جزء من دراسة سبق ونشرت في مواقع الانترنيت تحت عنوان " اداء القوات المسلحة العراقية لا ينال رضا شعبنا العراقي". 


¤ 7.  الطائفية السياسية والردة الحضارية وانهيار الخدمات العامة

¤ 6.  الثقافة في عراق التاسع من نيسان

¤ 5. الزراعة في العراق والطائفية السياسية

¤ 4. الطائفية السياسية والاتصالات

¤ 3.  المهندس العراقي والطائفية السياسية

¤ 2. الطائفية السياسية والعمل النقابي في عراق التاسع من نيسان

¤ 1. الطائفية والمطالبة بتوحيد الخطاب السياسي ... من يخدع من؟

 

راجع للكاتب :

في المواقع الالكترونية التالية :
1. http://www.rezgar.com/m.asp?i=570
2. http://www.afka.org/Salam%20Kuba/SalamKuba.htm
3. http://www.al-nnas.com/article/SKuba/index.htm