| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

 

الثلاثاء 12 /12/ 2006

 

 

الطائفية السياسية في العراق (5 -8)

1. الطائفية والمطالبة بتوحيد الخطاب السياسي ... من يخدع من؟
2. الطائفية السياسية والعمل النقابي في عراق التاسع من نيسان
3. المهندس العراقي والطائفية السياسية
4. الطائفية السياسية والاتصالات
5. الزراعة في العراق والطائفية السياسية
6. الثقافة في عراق التاسع من نيسان
7. الطائفية السياسية والردة الحضارية وانهيار الخدمات العامة
8. القوات المسلحة العراقية والطائفية السياسية

الزراعة في العراق والطائفية السياسية

 

المهندس الاستشاري / سلام إبراهيم عطوف كبة

 يدرج الفلاحون بجميع فئاتهم والمزارعون اليوم ايضا ضمن مجموعة الطبقات والفئات الاجتماعية ذات المصلحة في انجاز مهمات ما بعد التاسع من نيسان في التحرر الوطني والتقدم الاجتمااقتصادي في بلادنا الى جانب العمال الزراعيين وكامل الطبقة العاملة وجميع العاملين بأجر في الدولة والقطاع الخاص، والحرفيين،والصناعيين المنتجين، وكل المرتبطين بالانتاج والخدمات التي تتطلبها دورة الاقتصاد الوطني، و العلماء والمثقفين بمختلف مناحي نشاطهم الابداعي .... وكل ذلك عبر القوى السياسية المؤهلة لهذه المهمات المعقدة المتمثلة بالاحزاب والمنظمات والقوى والشخصيات الوطنية والديمقراطية وكل القوى التي تؤمن بالعملية الديمقراطية وبآلياتها وفي مقدمتها المشاركة في الانتخابات والقبول بالاخر والتداول السلمي للسلطة.... الا ان الطائفية السياسية تعيد الخطاب السياسي الذي ينتج السياسات العاجزة والانفاق المظلمة والطرق المسدودة لتنقل الصراع الذي من المفروض ان يكون ضد الاحتلال الاميركي الى داخل المجتمع العراقي ونخبه السياسية ولتنتعش الولاءات العصبوية اللاوطنية . وتسهم اليوم الطائفية السياسية في استمراء بعض القوى السياسية نهج الاستقطاب الطائفي والقومي بديلا عن البرامج السياسية، في المنافسة مع القوى الاخرى للوصول الى السلطة والتحكم بمراكز القرار فيها معتمدة اسلوب التهييج الطائفي ، والسعي الى تأمين الفوز عن طريقه. وقد فشلت حكومات المحاصصة الطائفية والقومية في تحمل مسؤولية بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد الذي يضمن حقوق الانسان وإستخدام الوسائل الديمقراطية والإنسانية بالتعامل مع الفلاحين والمزارعين .. لانبطاح هذه الحكومات – المهزلة امام النفوذ والتدخلات الاجنبية في مناطق جنوب العراق والفرات الاوسط ، والضغط التركي بالتقليص الكبير اللامعقول في نصيب بلادنا من مياه نهري دجلة و الفرات ، والاحتلال الاميركي ...  ولتنهض مجددا العلاقات الانتاجية الاستغلالية ولتعود العلاقات شبه الاقطاعية ولتنتعش مصالح كبار الملاكين وبورجوازية وكومبرادور الدولة وبالأخص الشرائح القرابية والطائفية والعشائرية ومصالح أغنياء الريف الجدد ودور الفئات المرتبطة بالتهريب وبالرأسمال التجاري والمضارب ذي الطابع الطفيلي المرتبط بوشائج مختلفة بالرأسمال الاجنبي، وتنامي دور الفئات الطفيلية ... الامر الذي اجهض التعاون الزراعي وشجع سيادة الأستثمارة  الفلاحية الصغيرة اي الأستثمار الضعيف المشتت المتناثر وسط بحر المزاحمة الكبيرة.... وافتقرت السلطات الحاكمة الطائفية الى السياسات الزراعية السليمة والتعاونية بحكم الموقف الاجتما- الاقتصادي للطائفية السياسية وتوجهاتها الديمقراطية المبتسرة وتهميش دور المؤسساتية المدنية وسياسات الاضطهاد الشوفيني والتغيرات الجيوسياسية القسرية.

    لقد هبط الانتاج الزراعي (الذي لا تتجاوز حصته في الناتج المحلي الاجمالي اليوم حوالي الـ 7%)في السنوات الخمسة عشر الاخيرة بمعدل" 1.1% " سنوياً وكذلك هبط انتاج محاصيل الحبوب كالشعير والقمح والرز هبوطا شديدا اضف الى ان الزراعة تعتمد اعتمادا كليا على موارد المياه ذات المنابع الخارجية . وقد تسببت شحة تدفق المياه وتدهور نوعيتها في الحاق اضرار بليغة بالقطاع الزراعي في ظل الفوضى البناءة ومايسمى بالرأسمالية المخططة والسياسات التنموية المبهمة واستشراء الفساد. وتتعامل الراسمالية الجديدة مع الانشطة الطفيلية وتمارس الفساد والافساد والمضاربة واقتصاد الصفقات والعمولات  وتقيم مجتمع الرشاوي والارتزاق، وتدمر منظومة القيم الاجتماعية مستغلة مشاكل الأرهاب الجماعي الشامل والإنفلات الأمني التام والأزمات الأقتصادية والخدماتية والمعيشية الطاحنة وضياع الأفق في وطن يتعرض للأحتلال والنهب والتصفية المتسارعة ..

    اسهمت الطائفية السياسية في انتعاش العشائرية باعتبارها علاقة اجتماعية منظمة نشأت في مرحلة تطور فيها نوعا من التقسيم الاجتماعي للعمل ... والعشائرية تلبية للانسجام والتوافق مع اسلوب الانتاج السائد ، وقد التصقت بالاقطاع سببا ونتيجة !... وحالما تم عزل الإقطاع السياسي البعثي الحاكم في العراق، اندفع الإقطاع الديني بكل تلاوينه لكي يرث ملكية المسلمين المتاع المشاع الدائم لهذه القوى ، وفي سبيل ذلك قام ويقوم بالمغامرات المذهلة الدموية حتى ضد طوائفه !... وتستغل الطائفية السياسية جهل الفلاحين الذي يولد التربة الخصبة لترعرع التقاليد العشائرية والطائفية وروابطها الثقيلة في ذاكرته وعقله ! .. وتسبب الملكية الزراعية الصغيرة الخسارة في الارض الزراعية وفي الزمن والعمل والزيادة في التكاليف العامة ، وحتى في اضطراب الامن العام والفوضى في نظم الري والصرف ، وفي القيود التي تعوق تحسين الارض واستخدام الآلات الحديثة ! .والزراعة الفردية عموما  طريقة رديئة في استعمال الارض للاغراض الزراعية اذ تحرم الاراضي من التنظيم الزراعي العقلاني . 

    لم تـأت الطائفية السياسية في عراق ما بعد التاسع من نيسان عبثا اي ليس من من التعدد الاثني والعرقي والمذهبي الثري والذي يعتبر مصدر قوة للنسيج الاجتماعي العراقي بل جاءت من سلوك السلطات والاحزاب والجماعات والميليشيات الطائفية ومن طبيعة المعادلات السياسية التي تتحكم في عقول الحكام .. وهي معادلات تقوم على فكرة التفرد في السلطة وتحويل الناس الى خول وعبيد وتابعين وخدم ونشر ثقافة القطيع القرقوشية … والعبث الطائفي نابع من هذه المعادلات الصبيانية المدمرة في مسعى لتمزيق النسيج المنطقي للأحداث كي لا يجري الامساك بالاسباب والمبررات فتهوي وتضيع في غموض الصدفة والوعي  … وتحاول الطائفية السياسية اليوم نخر المجتمع العراقي  عموديا وافقيا ، واقطابها هم النخب الغنية المتنفذة . والتناحر الطائفي قائم على قدم وساق لضمان التهريب غير القانوني ونهب المال العام والاغتناء اللامشروع للبقاء في خدمة مآرب الاحتلال وتسريع الألاعيب والتداخلات القانونية التي تتيح للنخب الطائفية جمع الثروات الطائلة على حساب قوت الشعب وبالمغامرات المذهلة الدموية حتى ضد طوائفها !... غنى ، مزيدا من الغنى ، الاغنى  .. هذا هو ديدن الطائفية السياسية ولذلك ينافس الزعيم الطائفي على الزعامة من هم اقرب إلى قامته في الثروة. الطائفية السياسية رديفة للعشائرية كونهما مؤسستان مراتبيتان سياسيتان مرتكزتان بالضرورة على الملكية الخاصة ، على قوة الثروة . وفيهما يجر "تنصيب" الغني - الرأسمالي زعيما أمرا مقبولا وأساسيا بغض النظر عن مصدر الثروة . وتجد الطائفية السياسية مرتعها الخصب لدى الفلاحين بسبب الامية والجهل وانخفاض مستوى الخلفية الثقافية والسياسية ، وهذا الانخفاض يكون على حساب القضية الوطنية. فحينما تنخفض القيم السياسية الوطنية ، لا يعود هناك تساؤل عن نظافة الثروات. ولعل من يسال أو يصر على ربط الثروة بمصدرها هي الحركة السياسية الوطنية والديمقراطية فقط  ، وليست البنيتان الطائفية و العشائرية . وفي خلاف ذلك كله خداع في خداع .. من يخدع من ؟!

    تتجنب سلطات ما بعد التاسع من نيسان الا فيما ندر ولأغراض تهريجية  الحديث عن محاولات الدكتاتورية طيلة الثمانينات على هدم الريف وتخريب العلاقات الاجتماعية الاقتصادية فيه ، وتصفية المزارع التعاونية ونهب ممتلكاتها وتقسيمها لصالح رموز النظام ، وتصفية التعاونيات وتحويل الجمعيات الفلاحية التعاونية الى واجهات ميكافيلية فقط ! ..وعلى ايقاف وسائل الدعم الحقوقي للفلاحين وتسهيلات الحراثة والبذور وتطهير مشاريع الري والغاء المستوطفات البيطرية وفرق المكافحة البيطرية السيارة !وتصفية العديد من المضخات وتحويلها الى من يستطيع استئجارها وتدهور الانتاج الزراعي بسبب تحويل القوة العاملة الزراعية الى جبهات الحرب ... وبقاء مشكلة التسويق خاضعة الى عملية العرض والطلب في السوق وتقلص حجم العلاوي الشعبية ... والعودة الى قيم المؤسسة العشائرية لكبح تطلعات جماهير الريف .  وتأرجح الفلاحون بين مطرقة الضرائب ، وسندان الارهاب الصدامي ... اما حملات الحصاد فكانت لترويع الفلاحين وتجويعهم لا غير ! ...  ماذا قدمت طائفية التاسع من نيسان السياسية لجماهير الفلاحين ؟

     ومثلما تخشى العناصر اللا طائفية ( Desectarianalized ) في المجتمع من فحول الطوائف الأقوياء الجدد الذين يمكن إن يفرضوا قوانينهم الطائفية ومحاكمهم القروسطية على أبناء المدن العراقية ، تولدت الخشية ايضا من العصابات والميليشيات الطائفية في المناطق الريفية وعند الفلاحين . وكما هو الحال في بنية التراتب الطوائفي الديني التقليدي ، فان مخلوقات الطائفية السياسية الجديدة تشكل التراتبات الجديدة التي تتغير فيها التحالفات باستمرار ولتخلق التوازنات القلقة والمؤقتة ، لكنها هشة وضعيفة لاعتى النزاعات والصراعات والتناحرات الطائفية الدموية. وأدى نظام المحاصصات الطائفية الى انعدام الحدود بين صلاحيات الدولة وصلاحيات المرجعيات الطائفية والى النزاع المباشر ما بين مؤسسات الدولة وقوة الميليشيات الطائفية السائبة وغير السائبة ( من الكلاب السائبة ) ليجر ملاحقة الدولة والمجتمع المدني من الزعامات الطائفية بسبب خرق هؤلاء التقاليد الطائفية. وشرعت المرجعيات الطائفية برفع قضاياها ضد الدولة والمؤسساتية المدنية مطالبة بالتعويض الطائفي وحتى الديات الطائفية ليس لحماقات الطائفية السياسية حدودا تذكر ! حماقات كاريكاتيرية ومهازل دموية . وستشيع عبارة ( فحول طوائف من صنع طهران او دمشق او الرياض او تايوان وحتى لندن وواشنطن) سخرية بمرجعيات الطائفية السياسية الحاكمة في العراق على وزن عبارة ( شيوخ من صنع تايوان) سخرية بالشيوخ المزيفين.

     انحاز عدد غير قليل من المرجعيات الطائفية الى جانب الشعب والقيم الديمقراطية وقارعوا الدكتاتورية الصدامية وحضوا على اسقاطها ! وناصروا العدالة واقامة الحكم المدني وتعزيز خيار التسامح في المجتمع ! ... كل ذلك ليس تزكية للتقاليد الطائفية او تأشير خطر اطلاقها وحتى التحذير من تسييس الانتماء الطوائفي او تطييف السياسة و التطييف الفلاحي والتعاوني ... بل هو تعبير عن القلق من اعادة انتاج النسخة الصدامية للاستقطاب الطائفي ومحاولات اغوائها وتحويلها الى كيانات متقابلة ومتقاتلة ومتكارهة تحت الطلب " غالي ، والطلب رخيص ! "، وتعبير عن القلق من تحول الكيانات الطائفية في ظل الفلتان الامني والارهاب الشامل الى سلطات موازية للدولة لتبيع الولاءات على قدر الوعود وتوزع الوعود على مقاس المكاسب ولتطلق التهديدات بالنيابة محسوبة بالعائد السياسي .   لقد لحق العسف الكبير بالمكانة الاجتماعية للطائفة بفعل الامعان الحكومي في توظيف العوامل الطائفية في القمع وتكريس السطوة واذلال الشعب ... وبالطبع في تخريب قطاع الزراعة والعمل التعاوني ، جملة وتفصيلا !. لنرفع صوتنا عاليا ..  لا والف لا للأحزاب والتجمعات الطائفية لأنها في حقيقة الامر تهدف الى تحديد النسل الديمقراطي وتدعو الى التكاثر الطائفي في العراق وهي تعمل على تأسيس عراق منقسم طائفياً بدلاً من عراق موحد ديمقراطياً.


¤ 4. الطائفية السياسية والاتصالات

¤ 3.  المهندس العراقي والطائفية السياسية

¤ 2. الطائفية السياسية والعمل النقابي في عراق التاسع من نيسان

¤ 1. الطائفية والمطالبة بتوحيد الخطاب السياسي ... من يخدع من؟

 

راجع للكاتب :

في المواقع الالكترونية التالية :
1. http://www.rezgar.com/m.asp?i=570
2. http://www.afka.org/Salam%20Kuba/SalamKuba.htm
3. http://www.al-nnas.com/article/SKuba/index.htm