| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سلام إبراهيم كبة

 

 

 

 

السبت 2 /12/ 2006

 

 

الطائفية السياسية في العراق (3-8)

1. الطائفية والمطالبة بتوحيد الخطاب السياسي ... من يخدع من؟
2. الطائفية السياسية والعمل النقابي في عراق التاسع من نيسان
3. المهندس العراقي والطائفية السياسية
4. الطائفية السياسية والاتصالات
5. الزراعة في العراق والطائفية السياسية
6. الثقافة في عراق التاسع من نيسان
7. الطائفية السياسية والردة الحضارية وانهيار الخدمات العامة
8. القوات المسلحة العراقية والطائفية السياسية

المهندس العراقي والطائفية السياسية


المهندس الاستشاري / سلام إبراهيم عطوف كبة

    المهندسون كفاءات علمية إنتاجية مثقفة واعية ومعالم اساسية في التصنيع الوطني وعمليتي الاصلاح الاقتصادي والتنمية وفي الثورة العلمية التكنولوجية والثورة المعلوماتية يسهمون في قيادتها بالكوادر التخصصية لحل معضلات التطور الاجتمااقتصادي والنقل التكنولوجي والحيازة المثلى للتكنولوجيا ، والتعامل معهم يستلزم درجات عالية من الحرص والجدية والموثوقية ، فالمهنة الهندسية لها حساسيتها وضوابطها وقائمة على السلم والتعاون ونبذ الاحتراب والحروب. ويسهم المهندسون بابداع في رفد بلادنا بالكوادر المتخصصة القادرة على ترجمة التقدم العلمي التكنولوجي عمليا في العراق، وعلى هاماتهم يعاد بناء وأعمار البلاد على خلفية التناقضات التي عمقتها آثار القادسيات الكارثية والسياسات الاقتصادية الخاطئة التي ارتكبتها الحكومات العراقية في العقود الخمسة الأخيرة ، والطائفية السياسية ، وانعكاسات العولمة المعاصرة .

    يدرج المهندسون عادة ولا زالوا في الطبقة الوسطى بالمجتمع العراقي والتي تآكلت أصلا في العهد الدكتاتوري السابق لتشوه النسيج الاجتماعي العام في العراق . وهذه الطبقة بالتعبير العلمي والدقيق مؤلفة من البرجوازية الصغيرة والمتوسطة وتتميز بأنها أكثر الطبقات اتساما بعدم التجانس وعدم التماسك لا في المصلحة ولا في الهموم والمشكلات ولا في التفكير والتطلعات ، والطابع الغالب على النشاط الاجتماعي فيها هو طفيلي – خدماتي غير منتج ...الا إن المهندسين يشكلون الشرائح المنتجة فيها . ويعتبر مهندسو المؤسسات الحكومية الأكثر اقترابا من شغيلة العمل المنتج ويعانون معاناتهم .. حيث تتداخل وتتفاعل عضويا مطالب تحسين الوضع المعاشي والاجتماعي للمهندسين مع مطالب الطبقة العاملة وكافة الكادحين . وقد تعمدت الدكتاتورية الفصل المصطنع بين الأنشطة السياسية والثقافية والهندسية بهدف إذابة المهندس في الجسم السياسي الحاكم أو دمجه بالنشاط الإنتاجي اليدوي ليبتذل ويفقد استقلاليته . والناتج هو تدني الثقافة الهندسية العلمية كونها سلطة معرفية وفقدان الاستقلالية الهندسية والتبسيط الجامد لإشكاليات الوسط الهندسي .

     طيلة أعوام الدكتاتورية ومع تفاقم دور الدولة الكلانية العراقية في التحكم بالسوق العراقية ومختلف جوانب الحياة الاجتماعية في البلاد وتصاعد دور الطغمة الحاكمة في القمع والابتلاع التدريجي لحقوق الإنسان والمنظمات الاجتماعية والنقابية العراقية ، كان للمهندسين الديمقراطيين الشأن المتميز في تنظيم الحركة الهندسية النقابية ، ويخصهم النظام بكل الحسابات التي تحد من حركتهم لتحويل العمل النقابي إلى تنظيم يدافع عن حقوق مهنة الهندسة في العراق ....  ثم ابتلى مهندسو العراق بالطائفية السياسية في عهد ما بعد التاسع من نيسان ... وحالما تم عزل الإقطاع السياسي البعثي الحاكم في العراق، اندفع الإقطاع الديني بكل تلاوينه لكي يرث ملكية المسلمين المتاع المشاع الدائم لهذه القوى ، وفي سبيل ذلك قام ويقوم بالمغامرات المذهلة الدموية حتى ضد طوائفه !...  وكان تكريس نهج المحاصصات الطائفية وباء خطير سمم الحياة السياسية، وتناقض مع الديمقراطية، وقزم معنى العمليات الانتخابية ومدلولاتها، وحجم من مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين، وأضر ببناء الوحدة الوطنية . الطائفية السياسية هي من أخطر المشاكل التي يغذيها الأحتلال الاميركي  ومن الد اعداء العمل النقابي والمؤسساتي المدني .

    لا يتوافق العمل الهندسي الحر مع سياسات الدفعات الكبيرة (الانفجارية) ، ومشاريع البناء الجاهز وتسليم المفتاح ، والفوضى البناءة - الرأسمالية المخططة- .. وحتى النمو المتوازن ( Balanced Growth ) .. ، او مجرد انماء العلاقات النقدية في المعاملات التجارية وتوسيع العلاقات الائتمانية. كما لا ينسجم العمل الهندسي الوطني مع بقاء اعتماد الاقتصاد العراقي على النفط ، وانحسار مساهمة القطاعات الانتاجية الأخرى وبالاخص ركود القطاع الصناعي التحويلي ، والانفتاح التجاري اللامحدود وإطلاق حرية الاستيراد والفساد ، ونمو أنشطة اقتصاد الظل غير المحكوم بالضوابط والتشريعات والذي يستوعب أقسام من العاطلين عن العمل والمهمشين اقتصاديا.

      ماذا جنى المهندس العراقي من الطائفية السياسية بعد ثلاثة اعوام بالتمام والكمال ؟

 

     المهندسون مجموعة إنتاجية وفئة اجتماعية ربطت نضالها بالنضال الوطني العام للشعب العراقي... وبدلا من اتباع السياسة الوطنية العقلانية الحضارية مورست نفس الاساليب والادوات الطائفية والاثنية للنظام الاستبدادي البائد ولم تتخذ الاجراءات الحازمة لملاحقة الصدامية في الاجهزة القمعية الامر الذي تسبب في خلق الاحتقان الكبير في الشارع وتفجر الارهاب ليلجأ الناس للاحتماء بالمكونات الاولية لهم وهي المرجعيات الطائفية والاثنية التي ركبت موجة الارهاب والخراب والتخريب والدمار الشامل !.... وتقود ديمقراطية الطوائف والأعراق إلى انهيار العقيدة الوطنية الحافظة لمصالح البلاد السياسية- الاقتصادية اي تواصل تفكك التشكيلة الوطنية وإبقاءها في حدود العجز عن بناء دولة ديمقراطية مستقلة ، واعتماد ديمقراطية منبثقة من التوازن الأهلي المرتكز على الحماية الخارجية وإبقاء المشاركة الأجنبية في صياغة المستقبل السياسي - الاقتصادي للعراق ..هكذا يعيش المهندس العراقي مع كامل ابناء شعبنا في جحيم حرب طاحنة، بين تفخيخ السيارات وانفجار العبوات الناسفة، وقتل وخطف الأبرياء واغتيال المثقفين، في هجمة بربرية لم يشهدها العراق منذ عصر هولاكو، وبين الانقسامات التي استشرت في أعضاء الجسد العراقي المتعب الذي سرى في جميع مظاهر حياته. لنرفع صوتنا عاليا ..  لا والف لا للأحزاب والتجمعات الطائفية لأنها في حقيقة الامر تهدف الى تحديد النسل الديمقراطي وتدعو الى التكاثر الطائفي في العراق وهي تعمل على تأسيس عراق منقسم طائفياً بدلاً من عراق موحد ديمقراطياً.

 يتبع


¤ 2. الطائفية السياسية والعمل النقابي في عراق التاسع من نيسان

¤ 1. الطائفية والمطالبة بتوحيد الخطاب السياسي ... من يخدع من؟

 

راجع للكاتب :

في المواقع الالكترونية التالية :
1. http://www.rezgar.com/m.asp?i=570
2. http://www.afka.org/Salam%20Kuba/SalamKuba.htm
3. http://www.al-nnas.com/article/SKuba/index.htm