|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  07  / 1 / 2015                                 رواء الجصاني                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

علــى ضفــاف السيرة، والذكريــات
(
8)

رواء الجصاني

في رحاب السياسة، وميادينها

بعد حلقاتك السابقات، على ضفاف السيرة والذكريات، ها انت تدخل - ايها الرجل - في معمان التوثيق لمحطات ومواقف في ميادين العمل السياسي والوطني، الذي خضتها على مدى عقود، انطلاقاً وتوسطاً، وما برحت، وان " كلّ الجواد...ولم تزل تعتامهُ صبواتُ مهــر" !!

وأما الانطلاقة فقد كانت - ولا بدّ لها ان تكون كذلك - وانتَ في وسط وعائلة واخوان، سبقك جلّهم في دخول ذلك المعترك التنويري والوطني، بذاك القدر او هذا، والوالد "السيد جواد" أولهم، وان كان بلا تحزب، ولاغلو.... اما الوالدة "نبيهة" فيكفي أنها شقيقة وحيدة لاربعة أخوة استثنائيين، منهما اثنان أبرزان: الاول "جعفر" شهيد وثبــة كانون الثاني 1948 .. وثانيهما، االجواهري الرمز.

اذن، فقد مرت مرحلتا الطفولة والفتوة في مثل تلكم الاجواء، ورحتَ وانت أبن ثلاثة عشر، تشتد عوداً، وخاصة وقد عشت بعض اجواء الانقلاب البعثي الاول في الثامن من شباط الاسود عام 1963 حين كنت مع الوالدة، في الايام الاولى للكارثة: صباحاً في معتقل خلف السدة، لمتابعة شأن الوالد، التربوي المتميز، المحتجز هناك...وظهراً، بعض الاحيان، في مركز شرطة الفضل، حيث مقر الحرس القومي - الفاشي، ترافق الوالدة وهي تتابع حال أخيك "صفاء" المُعتقل، والمدمى، في ذلك المصلخ البشري.

فــي الوطـــن ....

وهكذا يتصلبُ الفتى اكثر فأكثر، ليلتحق بتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي، صديقاً، فمرشحاً فعضواً، ولتزدد شيئا فشيئاً المواقع والمسؤوليات اهمية في معترك العمل الوطني، وتتنوع، ولربما بشكل غير معهود .

ولتوجز من جديد - ايها الرجل - ولا تسهب أو تنسَ انك تكتب ظلالاً للسيرة والذكريات، وليس تفاصيل عنها. وقلْ ان من بين ما أشغلته من مهام نضالية وسياسية طوال عقد السبعينات: عضوا في الهيئة المسؤولة عن منظمة بغداد الطلابية، وخاصة في عهد منظمِها: الشهيد، علي حسن (ابو حيدر) .. ثم مشرفاً على تشكيلات الحزب في العديد من كليات ومعاهد جامعة بغداد، ومنها اكاديمية الفنون الجميلة، وكليات القانون والسياسة، والاداب، والادارة والاقتصاد، والزراعة، وقطاع المعاهد... وعديد آخر، واللهمَّ لا يُسجل عليك ذلك اعترافا!! فيتحفز "البواقــون" .

... والى جانب ما تقدم، فضفْ لا تُخفِ انك شغلت ولفترات مختلفة في العقد السبعيني ذاته: عضوية مكتب العمال المركزي، مع صادق جعفر الفلاحي، وعبد العزيز وطبان، وعبد الامير عباس، وبمسؤولية، عبد السلام الناصري . وما بين هذا وذاك، مهامك في صحيفة الحزب المركزية "طريق الشعب". وانتسابكَ في مدارس ودورات سياسية في بغداد، والخارج، ولبعض تشكيلات المكتب المهني المركزي.

... وفــي المغتــرب

اما بعد اللجوء الى براغ، ومع مطلع عام 1979 والى ان "تقاعدت" فقد تعددت المهام ايضا وتنوعت: سياسياً واعلامياً وتنظيمياً، وغيرها كثير. ولكن من أبرزها مسؤولياتك في لجنة تنظيم الخارج للحزب الشيوعي، معنياً بمتابعة شؤون العمل الطلابي، الديمقراطي، في اوربا خاصة، والخارجي عموماً.. كما ومتابعتك وإشرافك على عدد من التشكيلات التنظيمية الاوربية.. ولتعترف(!) من جديد، مادام قد مرّ على ذلك اكثر من ربع قرن، ان من بين تلك البلدان التي تابعت عملها وأشرفت عليها: المانيا الاتحادية، واليونان، والدانمارك.. وعدا ذلك فلا تكشف اسرارا اكثر، فالمهام "أمانات" كما هي المجالس !!..

مـواقــف ورؤى...

... ترى وماذا عن التفاصيل العامة، عن مهامك في بغداد وبراغ، والمواقف السياسية والتنظيمية وما اليها ومعها، والنجاحات والاخفاقات، و"المناكدات" ؟؟ ولربما تلكم الشؤون هي الاهم الذي يجب ان يُنشر، او يشار اليه، ولكن فلتؤجل ذلك ايها الرجل، وبذات الذريعة: انك تكتب لمحات واصداء حاليا، وان غدا لناظره قريبُ!!! ومع ذلك فأستدرك مرة اخرى، وليست أخيرة، ونوه الى انك كنت ميالاً حيناً الى التشدد، وباقصاه، خاصة وان "ارهاصاتك" السياسية الاولى كانت مع تنظيم "القيادة المركزية" التي حُسبت على اقصى اليسار في حينها .. ثم رحت "جبهوياً" اكثر من المطلوب حيناً آخر، وإن لفترة وجيزة، وقد يناسب هنا ان "تتعكز"على مقولات: السياسة فن الممكن، وأن التاريخ يكتبه المنتصرون...

.. ثم ضفْ ايضا بشأن بعض الرؤى السياسية العامة، بأنك كنت متهيباً من جدوى الكفاح المسلح في الثمانينات، وإن "جاملت" ولم تصرح بذلك بصوت عال.. كما انك لم تؤمن، والى اليوم، بان ماجرى في الرابع عشر من تموز 1958 في العراق ثورة، بل حركة عسكرية، ثم جماهيرية، ليس إلا، وقد وثقتَ تلك الرؤى في عدد من الكتابات والندوات والمجالس السياسية، علنا مع سبق الاصرار، وعلى الاقل منذ ازيد من ربع قرن .. كما انك لم ترَ، ولا ترى بأن الجيش العراقي، صاحبً امجاد وبطولات كما يعتقد، ويتغنى بذلك البعض، بل ان ذلك الجيش – وبحسب مزاعمك ومتابعاتك طبعاً- سبب آخر في تدمير البلاد والعباد طوال تسعين عاما على اقل تقدير ..
...وعن العراق الجديد

.. وفي العقد الاخير بشكل خاص، لتشرْ - ايها الرجلُ - ايضا الى ان ثمة آراء ومزاعم اخرى، قد اقتنعت بها ومنها: ان دعاة المقاومة، ومدعيها، بعد عام 2003 كانوا يزيدون القتل والدمار في الوطن المبتلى، وان بعضهم: "يلغ الدماء مع الوحوشِ نهاره، ويعود في الليل، التقيّ الراهبا"... وانك اعتقدت، برؤية اخرى أثارت الكثير من النقاش، وكذلك اللغو! خلاصتها ان تقسيم العراق الى اقاليم، خير من الاحتراب والقتل والدمار. كما ولك تصورات عديدة اخرى"خارج السرب" عن مدى فائدة الديمقراطية لبلد تعمّ الامية فيه مثل العراق، وكلا الموقفين، والرأيين السابقين - اللذين افسدا، وما زالا للود قضية!- منشوران على مواقع اعلامية عديدة، الاول في الشهر الاول من عام 2014 تحت عنوان "من اجل ألانسان، وانهاء الدمار: فلتقسم البلاد العراقية، ويُعاد توحيدها. ولم لا ؟؟؟" .

والثاني بعنوان "لاسباب عديدة، ومنها قطع الطريق على الارهابيين... فلتؤجل الانتخابات، بل وتلغى ايضا" ونُشر في آذار2014 ...
كما وزدْ معلومات أخرى، ودعْ الناس بين مؤيد ومختلف، حولك وضدك، فتلكم سنّة الحياة، ولا تكن مثل البعض "توسط كاللبنِ الخاثرِ" وقلْ: انك لم تؤمن منذ البدء بما صفق له الآخرون، وتعني "الربيع العربي" مطلع العام 2011... وانك رحت تؤمن بيسار عريض، لا احزاب "ثورية" من طرازات قديمة، مع كل التبجيل لما قامت به من تجديد، وما زالت. ..واخيراُ في هذا السياق فلتفجر مجدداً "قنبلتك" غير المتوقعة من كثيرين، ألا وهي انك ترى في "تحصيص" السلطات والادارات في العراق الجديد، طريقاً مناسباً، وموضوعياً ضمن ظروف البلاد وتاريخها وجغرافيتها وتطور مجتمعها، وثقافته ووعيه الجمعي.





ولمزيد من التأرخة، فلتكشف هنا، لمن يهمه الامر، وحتى لمن لا يهمه - وما عليك بالمتربصين وأعوانهم - انك قد صرحت وتداولت - ايها الرجل - في كل تلكم الشؤون، وغيرها، وبهذا الشكل او ذلك، مع مسؤولين وسياسيين ورسميين، بارزين، في القيادات الجديدة لعراق ما بعد الدكتاتورية، ومن ابرزهم: جلال الطالباني، وحيدر العبادي، وحميد مجيد موسى، واسامة النجيفي، والسيد عمار الحكيم، ومحمود المشهداني، وهادي العامري، وهوشيار زيباري، وحسين الشهرستاني ... وجمع مهم آخر، وذلك في لقاءات ومناسبات مختلفة... ولتكتفِ هنا – مؤقتاً- ولتتابع عن وقائع ومحطات اخرى تالياً عن بعض خصوصيات و"أسرار" ذات صلة !!!
 

يتبع
 

علــى ضفــاف السيرة، والذكريــات (7)
علــى ضفــاف السيرة، والذكريــات (6)
علــى ضفــاف السيرة، والذكريــات (5)
علــى ضفــاف السيرة، والذكريــات (4)
علــى ضفــاف السيرة، والذكريــات (3)
علــى ضفــاف السيرة، والذكريــات (2)
علــى ضفــاف السيرة، والذكريــات (1)


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter