| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. نبيل الحيدري

 

 

 

                                                                                الأربعاء 27/4/ 2011



المجلس الأعلى الإسلامى العراقى فى الميزان
(6)

نبيل الحيدرى

كانت الحلقات الخمسة السابقة قد وصلت إلى تحرير الكويت ثم الإنتفاضة الشعبانية التى بدأت بضرب صور صدام الكبيرة وتحطيم جدار الخوف والإرهاب التى كان يعانيها الشعب من حكم شمولى يندر مثيله فى العالم. إنطلقت من الجنوب العظيم ليصل إلى تحرير أكثر من أربع عشرة محافظة أوشك النظام أن يسقط تماما خصوصا وأن بغداد بدأت تتحرك من الكاظمية ومدينة الثورة (الصدر) إلى درجة أن صداما وجماعته بدؤوا يفكرون جدا بالهرب. المعارضة الإسلامية العراقية تفاجأت بالإنتفاضة وهى بعيدة عن الواقع العراقى وتعيش فى أوهام وخرافات تحكم الكثير من التصورات الخاطئة عن الواقع العراقى. إجتمع المجلس الأعلى واتخذ قرارا من أسوأ القرارات فى عدم التفاعل مع الإنتفاضة وذلك لسببين حقيقيين أولا عدم رغبة القيادات الإيرانية وثانيا لإحاطة الحكيم بحاشية من الإنتهازيين والوصوليين الذين يخافون من خيالهم فكيف بدخولهم العراق بعضهم الآن مسؤول المركز الإيرانى بلندن وحقيقة بعضهم بعثى معروف فإن دخوله للعراق يعنى كشفه كعميل وربما قتله فى العراق. لذلك لم تتفاعل المعارضة الإسلاموية مع الإنتفاضة رغم انتظار الداخل المسكين والمضحى دائما وتوقعهم بين لحظة وأخرى لتفاعل الخارج ووصول قياداته الوهمية لكنها ليست قيادة حقيقية لنزول الساحة ميدانيا بل اكتفى الإسلاميون بالشعارات وإرسال الصور للقيادات الإيرانية وولى الفقيه وبعض الأمور البسيطة كشعارات شيعية (لا ولي إلا على، نريد قائد جعفرى) (يا لثارات الحسين). وتغلغل أفراد محدودة من قوات (سباه نوه بدر) بدر التابعة للمجلس الأعلى إلى داخل العراق لسرقة البنوك العراقية والجوازات والممتلكات والوثائق العراقية لتسليمها لإيران أو المتاجرة بها وتبييضها من خلال الحرس الثورى والإطلاعات (المخابرات) الإيرانية، فما أحوج العراقيين فى إيران وسوريا ولبنان آنذاك إلى جواز سفر أو هوية أو عمل أو وطن كما تم شرحه فى الحلقات الخمسة السابقة. وإن الإيرانيين أرادوا الإحتفاظ بأتباعهم لأنهم كما قالوا (صرفنا عليهم الكثير كحزب الله فى لبنان، ونريدهم رجالنا فى مستقبل العراق) كما هو حاصل اليوم فى الواقع العراقى، كما إن للإيرانيين أتباعهم فى كثير من الدول الإسلامية والعربية.

الشعارات الطائفية والصور الإيرانية كولى الفقيه أرعبت دول الجوار التى توهمتها خطأ ثورة شيعية تابعة لإيران والحقيقة أن شيعة العراق لايتبعون إيران ولا ولاية الفقيه عكس قياداتها الإنتهازية الوهمية من حزب الدعوة والمجلس الأعلى والشيراويين، كما أرعبت الإنتفاضة أمريكا نفسها التى طلب بوش مسبقا من الشعب أن ينتفض ضد الديكتاتور صدام، لكنه سرعان ما تخلى عن موقفه وسمح للنظام الصدامى بأن يقصف الشعب بالطائرات بينما لايسمح لطائرات النظام التحليق فوق أراضى كردستان العراق. عندها كانت الإبادة الصدامية للشعب والعقاب الجماعى ودور على الكيمياوى وأمثاله معروف. هكذا أبيدت الإنتفاضة وأبيد معها مئات الآلاف كما هاجر العراق أكثر من المليون، ذهب أكثرهم إلى إيران فعانى الذل والعنصرية والهوان والقمع حتى رجع إلى بلده ليلقى حتفه على يد النظام الصدامى شهيدا محتسبا كما سجن الكثير فى سجون إيران الطاغوتية (حتى استشهد من استشهد) وهرب البعض إلى الخارج ومات بعضهم وهو يحاول الوصول إلى الغرب أو غيره.

أما المعارضة الإسلامية خصوصا المجلس الأعلى للثورة الإسلامية فى العراق فقد فتحت لهم كنوز وأموال من الكويت والسعودية والخليج العربى ودول أخرى عالمية لتدعوهم القيادات والملوك والأمراء والرؤساء ويقبض المليارات كمعارضة للنظام الصدامى (الذى بات مرفوضا عالميا تحت البند السابع لقرارات الأمم المتحدة والحصار الإقتصادى) كما كانت المعارضة قد قبضت سابقا من القذافى وإيران وغيرهما زمن الحرب العراقية الإيرانية.

بدأ باقر الحكيم زيارات دورية إلى الكويت حيث يذهب لقضاء شهر رمضان باصطحاب أرحامه خصوصا ولديه صادق وحيدر. وقد سألنى فى إحدى المرات عن زيارته للكويت فقلت له إن العراقيين يرفضون صدام الذى جعل من قصى وعدى أولاده حكاما على العراق فلماذا تكرس ثقافة العائلة الحكيمية وتصطحب ولديك بدلا من الانفتاح على الآخرين من المعارضة العراقية وإن اختلفوا معك فى الرأى وعليك أن تكون كالأب الرحيم وأن تنزل من برجك العالى إلى المعاناة الكبيرة والمآسى العظيمة للعراقيين وسألته أن يوزع على المعوزين ماقبضه من دنانير فى الكويت وعليه أن يتواضع لأن الهوة بينه وبين العراقيين باتت كبيرة جدا والساحة العراقية لاتتحمل ذلك.

أما الجانب السورى فكان للحركات الإسلامية مكاتب رسمية كمكتب (ابو بلال) للمجلس الأعلى فى دمشق حى الأمين ومسؤولع عامر الحلو، وكذلك الخط العسكرى حيث تمتلك بعض السيارات والشخصيات كارتا يسمح لها بالعبور بين سوريا ولبنان متجاوزا التفتيش و الختم للجواز وغيرها من الأمور الإدارية بل يسمح للسيارة كاملا باصطحاب من تشاء متجاوزة الحدود بين البلدين. والجدير ذكره أن البعض منهم كان يستغله فى التهريب والتجارة بين البلدين لدرجة أن (أبو أسلام) من المجلس الأعلى اكتشفت المخابرات السورية تهريبه لكيلوين من الذهب فتحولت المسؤولية إلى بيان جبر باقر صولاغ وسكرتيره محمد الحريرى ليكون التهريب والتجارة على مستوى محترف وكبير. إذن كانت الغالبية العظمى من العراقيين يعانون الأمرين فى إيران وسوريا ولبنان وغيرها وبعضهم قتل أو سجن أو هجر أو خسر وصرف كل مايملك بينما كانت قيادات المعارضة تعيش فى نعمة وترف وطغيان وبعضهم يمتلك أكثر من جواز سفر وأكثر من بيت فى أكثر من دولة بينما صعب على الكثيرين قوت يومه وسكنه وأبسط معيشته.
برزت فى العراق ظاهرة كبيرة ومرجعية عربية إجتماعية متميزة ونشطة وهو المرجع (محمد محمد صادق الصدر)، وقد عارضتها المعارضة الإسلامية التى تدعو إلى تقديس ولى الفقيه الإيرانى وقيادته حصرا خصوصا المجلس الأعلى وهى المرحلة السابعة للحديث لاحقا فللحديث تتمة.


المجلس الأعلى الإسلامى العراقى فى الميزان (5)
المجلس الأعلى الإسلامى العراقى فى الميزان (4)
المجلس الأعلى الإسلامى العراقى فى الميزان (3)
المجلس الأعلى الإسلامى العراقى فى الميزان (2)
المجلس الأعلى الإسلامى العراقى فى الميزان (1)
 



 

free web counter