| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. نبيل الحيدري

 

 

 

                                                                                     الخميس 17/3/ 2011



المجلس الأعلى الإسلامى العراقى فى الميزان
(1)

نبيل الحيدرى

بعد مجئ الثورة الإيرانية كانت القضية العراقية من اهتمام المسؤولين الإيرانيين على أعلى المستويات من قيادتها التى لجأت إلي العراق فى 14 عاما وحتى مراجعها الذين درسوا فى حوزات العراق من الكاظمية وكربلاء وسامراء والنجف وغيرها حتى تزوج البعض من العوائل العراقية المعروفة بطيبتها فضلا عن تأثير وأهمية العراق وعمقه العربى. العجيب هو سيطرة بعض الدعاية الإيرانية وعلمائها على بعض المفاصل الأساسية خصوصا فى النجف وكربلاء لدرجة الإستخفاف بالعلماء العرب العراقيين كالشهيد محمد باقر الصدر وحتى شهادته حيث وزعت الحوزات العلمية الحلوى فرحا بالخلاص من المنافس الشريف الذى اتهم بالخروج عن المألوف والإختلاط بالفقراء وحوائجهم ولم يغيب فى سراديب النجف وفسادها لذلك سماه المشايخ والسادة بالسطل والوهابى والعميل. كان الصغير فيهم مجتهدا بينما الصدر مشكوك فى علمه واجتهاده خصوصا حاشية المرجعية العليا فى تسقيط المنافسين الشرفاء الوطنيين العراقيين.

كان مكتب حركات التحرر التابع للشيخ المنتظرى فيه فرع (مكتب العراق) الذى سيطر عليه وعلى الإذاعة أنذاك الخط الشيرازى ومنظمة العمل الإسلامى للمدرسى وقد ضرب هذا الخط كليا بعد أفول أمرين: أولا المنتظرى واتهام متعلقية بقضايا لفقها رفسنجانى وخامنئى وأحمد الخمينى لإزاحة المنتظرى من خلافة ولى الفقيه خصوصا بعد فضيحة رفسنجانى مع مكفرلين فى ارتباط المسؤولين الإيرانيين بأجهزة المخابرات الأمريكية، وثانيا أفول محمد الشيرازى الذى كان يقدس الخمينى فى كربلاء والكويت لكنه تحول إلى الإقامة الجبرية فى إيران لمعارضته ولاية الفقية وطرحه شورى الفقهاء كما حصل أيضا لمراجع آخرين مثل شريعتمدارى والقمى والروحانى والمامقانى والخاقانى والكركى وكل من يعترض على ولى الفقيه أو ولايته.

أما حزب الدعوة فأن الكثير من قيادته إيرانية الجنسية والهوى مثل مرتضى العسكرى (زعيم الحزب فى مرحلته الثالثة كما شرحت سابقا فى تاريخ حزب الدعوة) ومحمد مهدى الآصفى (حاليا يمثل ولى الفقيه فى العراق بعد أن كان الأمين العام لحزب الدعوة قبل تسليمها لإبراهيم الجعفرى وعلى زندى (الأديب) وغيرهم كثير)، فقد تهيأت للدعاة معسكر الأهواز وانطلاق العمليات العسكرية التى قتلت الآلاف من الأبرياء من الحدود الإيرانية العراقية فقد اشتركت فى عمليات الداخل وكذلك الكثير من عمليات الحرب بين العراق وإيران فضلا عن مكاتب سورية ومسؤولها نورى كامل المالكى، فضلا عن مكاتب وبيوت وجوازات تهيؤها أجهزة المخابرات الإيرانية والسورية وغيرهما. لكن مشكلتين أساسيتين أضعفت الدعاة أولاهما أن المسؤولين على معسكر الأهواز وغيره كحسين بركة الشامى وتورطهم فى تسليم ما يسمى بالمجاهدين بصفقات مشبوهة وقصة أبى حوراء واتضاح عمالة قيادات الدعوة لأجهزة المخابرات العالمية من خلال وثائق خصوصا السفارة الأمريكية فى طهران وأجهزة السافاك مما أدى على التحجير على مرتضى العسكرى (الذى كان يقود الحملة السيئة ضد المفكر الإجتماعى على شريعتى) ولجوء حسين الشامى وإبراهيم الجعفرى وغيرهم إلى لندن وغير ذلك من قضايا يخاف الدعاة كشفها ويهددون ناشرها.

محمد باقر الحكيم كان مترددا فى المجئ لأيران باعتبار العلاقة التاريخية بين الشاه وآل الحكيم خصوصا المرجع محسن الحكيم. لقد دخلت على إحدى قياداتهم الخلفية فرأيت صورة الشاه كبيرة خلفه فى مكتبه. قلت له : (لقد سقط الشاه) أجابنى (سيعود قريبا الوفى الكريم). عرف آل الحكيم بالعلاقة التاريخية والإستراتيجية بالحكام كالشاه وهاهى الرسائل المتبادلة والمبالغ الضخمة واضحة، كما اشتهرت علاقتهم بالتجار الفجار والمترفين والبرجوازيين وبعدهم عن الفقراء والمحرومين وزواجاتهم وبيوتهم وترفهم كالطواغيت.

بعد تردد طويل خوفا من الإنتقام والقتل فكر باقر الحكيم فى لبنان أوغيره لكن الإشارات والرسائل من طهران كانت هى الأقوى لدرجة (القرار الصعب دون بديل مناسب) كما قال لى. علما أن الحكيم هو الرجل الثانى فى المرحلة الأولى من الدعوة وقد خرج عام 1960 بعد طلب أستاذه الصدر كما شرحت سابقا. حزب الدعوة الذى كشفت بعض أسراره وفساده أراد رمزا لمشكلة القيادة والزعامة المزمنة للدعاة فاستقبل الحكيم كزعيم وتهيأت الجماهير العراقية وغيرها فى وقت مشحون عاطفيا زمن اشتعال الحرب بين العراق وإيران وتهجير صدام للآلاف إلى إيران، كان الدعاة وغيرهم من العراقيين والإيرانيين إستقبلوا باقر الحكيم كزعيم وقائد ورمز وهم يرددون بالآلاف (ياحكيم سير سير كلنا جنودك للتحرير).

وللحديث صلة فى الحلقة القادمة.



 



 

free web counter