| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

                                                                                     الأحد 8/5/ 2011



الأطعمة ..التغذية .. الأمراض
(5)

 د. مزاحم مبارك مال الله

فقر الدم/

الدم نسيج يتكون من مجموعة كثيرة من المواد الأولية وهي المصل والكريات الحمراء والخلايا البيضاء والصفائح الدموية وكذلك يحتوي المصل على كل عناصر ومواد بقاء الحياة وديمومتها ومنها الكلوكوز(السكر)والهورمونات والأنزيمات والأملاح والمعادن والفايتمينات والماء،أنه فعلاً سائل الحياة.

ويصاب الدم بأنواع مختلفة من الأمراض ومنها فقر الدم،وتوجد أنواع شائعة من فقر الدم ومنها موجودة لكنها غير شائعة ،منها ماهو متعلق بالتركيب البايوكيمياوي المعقد للكريات الحمراء ومنها ما هو متعلق بشكل الكريات وعددها وغير ذلك. علماً أن ليس كل حالات فقر الدم تعني الأحتياج الى مقويات(كمركبات الحديد)، فلكل حالة علاجها الخاص، ولكن الشائع في العراق هو فقر الدم الناتج عن نقص مركبات الحديد بسبب الطبيعة اللاصحية للتغذية وكذلك وجود الأمراض المعوية ومنها الديدان على سبيل المثال.

كرية الدم الحمراء تحمل التركيب المعقد الـ (هيموكلوبين)المؤلف من جزيئتين ـ وهما مركبات الحديد والبروتينات(الهيم ويعني الحديد، الكلوبين ويعني البروتين)وأن أي خلل يحصل في هاتين الجزيئتين أو أحداهما يؤدي بالنتيجة الى حصول أحد أنواع فقر الدم،ومن أمثلة هذا الخلل: قلّة كمية الحديد، مشاكل جينية في سلسلة الكلوبين، نقص مواد تدخل في عملية تصنيع جزيئة الهيموكلوبين كالفولك اسد او مركبات فايتمين بي، خلل في الشكل الكروي للكريات الحمرا ء وغيرها.

أن أسباب فقر الدم تنحصر بالأتي:ـ

1.نقص بالتغذية وأفتقار نوعيتها الى التنويع والنوع.

2.خلل جيني حصل أثناء الأدوار الجنينية أو وراثي منقول من الأجيال السابقة.

3.النزوفات.

4.أمراض مكتسبة كسرطانات الدم، ديدان معوية وغيرها.

5. خلل بالهورمونات والأنزيمات.

ورغم أن بعض الحالات تحتاج علاج بسيط فيتم أعادة التوازن للدم كمعالجة الديدان المعوية مثلاً، لكن ما يهمنا هو موضوع التغذية، والتغذية يجب أن تبدأ منذ عمر ستة أشهر من عمر الطفل أذ لم يعد الحليب لوحده بكافٍ لنمو جسم الطفل لذا فيجب الأبتداء بتغذية الطفل بشتى أنواع وأصناف الطعام ولكن بوجبات قليلة وبالتدريج الى أن يتعود جسمه على التعامل مع أصناف الطعام المعروفة، لذا فالطريقة المُثلى لتغذية الطفل هي عمل الشوربة المؤلفة من ماء اللحم وكافة أنواع الخضر، ويتم تنويع الطعام وزيادة كميته كلما تقدم الطفل بالعمر على ان أن يكون يومه الغذائي محتوياً على البروتينات الحيوانية والنباتية،النشويات،الخضر والفاكهة وغيرها، وقد لاحظنا بالحياة العملية أن طيف واسع جداً من الأطفال وخصوصاً دون سن الخامسة يعانون من فقر الدم(نقص الحديد)لأن تغذيتهم غير سليمة وغير صحية فيقضون يومهم بأنواع الحلويات والنساتل والجبس وغيرها دون الأهتمام بأنواع الطعام الرئيسة والسبب يكمن بالأبوين بكل تأكيد.

أما المراهقين فيحتاجون الى عناية تغذوية خاصة وتحديداً المراهقات كونهن يعانن من فقدان دم شهرياً.ولأجل الألمام بكل جوانب التغذية فأدناه بعض الحقائق المهمة:ـ

1.الوجبات الرئيسة يجب ان تشمل كافة أنواع الطعام

(البروتينات،السكريات،النشويات، الدهنيات،الأملاح،الفايتمينات،الماء،وليس بالضرورة جميعاً في وجبة واحدة.

2.يتم تناول أنواع الأطعمة وفق الحالة الصحية والجسمانية العامة للشخص.

3.الكثيرمن المواد الغذائية غنية بالمواد الأولية لبناء الجسم الصحيح وأهمها الخضروات والفاكهة،الأسماك،الحليب ومشتقاته.

4. هناك حالات مرضية محددة تتوجب حجب بعض أنواع الأطعمة كالمرضى الذين يعانون من أرتفاع ضغط الدم،أمراض القلب،السكري،القرحة،تهيج القولون،مشاكل الكليتين وغيرها.

5.أن أرتفاع مستوى الهيموكلوبين في الجسم لايعني أن الجسم معافى، فالمدخنون جميعاً يعانون من زيادة نسبة الهيموكلوبين والحالة يُطلق عليها(بوليسايثيميا)ودماء هؤلاء المدخين تكون ذات لزوجة عالية مما يعرضهم الى مخاطر الأصابة بالجلطات القلبية أو الدماغية، وأن التبرع بالدم هو حل مؤقت، المهم ترك التدخين تماماً.

6.ما يوصي به علماء التغذية هو أن يكون الطعام ميّال نحو التغذية النباتية كلما تقدّم بالعمر.

7. الكثير من الشباب والشابات لايكترثون لتناول الخضروات(البقدونس،الكرفس،النعناع وغيرها)،وكذلك البصل وهنا مكمن الخطورة كون هذه المواد ذات فوائد جمّة لبناء جسم صحيح خالي من الأمراض.

8.أن الأهتمام بطريقة تحضير الطعام غاية بالأهمية لأن كثير من عناصر الغذاء المهمة تتلف أثناء الطبخ،فالخضار على سبيل المثال لاتحتمل درجات الحرارة العالية.

فوائد الخضروات والفاكهة للوقاية من السرطان/

206 دراسة وبائية و22 دراسة علمية مختبرية أثبتت جميعاً وجود علاقة عكسية بين أستهلاك الخضروات والفواكه والأصابة بأمراض السرطان في مواقع الجسم المختلفة.وسنوضح بعض أنواع السرطان وعلاقتها بانواع محددة من الطعام:ـ
1.
سرطان المعدة/يمكن منعه بتناول الخضروات الورقية الطازجة،الثوم،البصل والكراث.

2.سرطان القولون/كل الخضروات الطازجة وغير الطازجة تزيد من سرعة مرور فضلات الأغذية المهضومة وتقلل ضغطها على جدار الأمعاء الغليضة، لذا فالقرنابيط واللهانة واللفت والفجل والخردل تعد مواد غذائية رئيسة للوقاية منه.

3.سرطان المرئ والفم والبلعوم/يمكن تفاديه بتناول الخضروات الورقية والحمضيات والجزر.

4.سرطان الرئة/الخضروات الورقية والطماطم يساعدان على الوقاية منه ولكن هذه المواد الغذائية لاتؤدي مفعولها لدى المدخنين.

5.سرطان الثدي/الأكثار من الخضروات الورقية والجزر.

6.سرطان البنكرياس/كافة انواع الخضر والفاكهة مفيدة ولكنها لاتنفع مع الذين يتناولون الخمور.

ملاحظات مهمة

1.يجب الأعتناء بتنظيف الخضروات والفاكهة كونها أحد مصادر الأمراض المعوية والتسمم الغذائي خصوصاً حينما تستخدم المبيدات الزرعية في الحقول.

2.لايجوز الأعتماد على هذه المواد في التغذية فقط وأنما أن تكون أحد مصادر الغذاء أضافة الى التخلص من العادات الضارة التي تساعد على الأصابة بالسرطانات.

3. المخللات ليست ذي فائدة، بل في بعض الأحيان تكون سبباً بأوضاع صحية خطيرة.

4. تناول الخضروات والفاكهة يجب أن يكون يومي.

5.أترك المشروبات المصنعة الجاهزة في الأسواق وتناول العصائر الطازجة المحضّرة بالبيت.

تغذية الرياضيين/

تعدّ تغذية الرياضي ذات خصوصية نظراً لأحتياجه الى سعرات حرارية أكثر من غيره،ولكون الأداء الأكثر يكون على عاتق الجهاز العضلي في الجسم وأن السعرات هذه يكون مصدرها الرئيس هي الكاربوهيدرات(السكريات والنشويات)أكثر مما هي من البروتينات والدهون، حيث أن عنصر بناء العضلات هو الكلايكوجين يتوافر في الكاربوهيدرات بكميات وافية.

وهناك نصائح تغذوية مهمة جداً خاصة بالرياضيين:ـ
1.
تناول الشوربات يؤمن التوازن المائي والملحي في الجسم وعكس ذلك فمن الممكن أن يًصاب الرياضي بالجفاف.

2.الأبتعاد تماماً عن تناول المنبهات وعدم التقرب من التدخين أو الكحول.

3.بعض الرياضيين يستخدمون مستحضرات كيمياوية لبناء أجسادهم وهذا خطر محدق لأن هذه المستحضرات تتداخل مع عمل وفعل هورمونات الجسم الطبيعية.

4.الأبتعاد عن تناول المواد الدهنية، كون هذه المواد سريعة الخزن في الجسم خصوصاً في منطقة السرّة.

5.عدم التأخر بتناول وجبة العشاء.

6.لاننصح بتناول البطاطس المقلية والحلويات والمشروبات الغازية، والأستعاضة عنها بالفاكهة والعصائر الطازجة.

7. لاننصح بتناول البروتينات قبل أجراء التمارين أو ممارسة الرياضة لصعوبة هضمها.

8.الدراسات الحديثة تحدد 1.5 غم من البروتين لكل كغم من الوزن، مع تنويع مصادره.

9. تنظيم تناول الوجبات الغذائية مهم جداً في برمجة أمداد العضلات بالطاقة المطلوبة.

تغذية الحالات المرضية الطارئة/

يتعرض الكثير من الأطفال الى حالات مَرَضية تستوجب أن يكون العلاج التغذوي الأهم في سلسلة العلاج، بل ان أهل الطفل المريض يسألون عن طبيعة غذاء طفلهم المريض.

أمرض الأطفال مهمة جداً من ناحية العمر، وأحد أهم الأعراض التي يعاني منها الأطفال هي حالات الأسهال و/ أو التقيؤ والتي تهدد حياته بشكل مباشر، لذا فأن تعويض السوائل(التي تحتوي على الأملاح والسكر) تعد الخطوة الأهم في العلاج لأن الجفاف فيما لو حصل فسيشكل الخطورة الحقيقية على حياته،والسوائل هنا أما تعطى عن طريق الوريد أو عن طريق الفم وحسب الحالة ،أذا كان الطفل رضيع فيفضل الأستمرار على رضاعته أما أذا كان بعمر أكبر(أكثر من ستة أشهر)فننصح بتغذيته بشوربات خفيفية وأهمها شوربة الرز بالطماطم دون أستخدام ماء اللحم أو غيره.

حتى بالنسبة للشخص البالغ فحينما يتمرض فيُفضل أن تكون تغذيته سهلة الهضم وتحتوي على مواد غذائية لاتُثقل على جهازه الهضمي أو على عملية تمثيل الغذاء لديه، وفي جميع الأحوال فالشوربات الخفيفة هي مفتاح تغذية كل شخص يعاني من أي مشكلة صحية وبعد عبور المرحلة المعنية بأمكان أعادة التغذية بشكل تدريجي.

هناك حالات محددة تستوجب بقاء المريض لفترة تحت أشراف التغذية الطبية المعينة ومنها على سبيل المثال العمليات الجراحية الكبرى وفوق الكبرى.

 

ـ يتبع ـ
 

الأطعمة ..التغذية .. الأمراض (4)
الأطعمة ..التغذية .. الأمراض (3)

الأطعمة ..التغذية .. الأمراض (2)

الأطعمة ..التغذية .. الأمراض (1)

 

 

free web counter