د. مزاحم مبارك ماالله
الأثنين 11/4/ 2011
الأطعمة ..التغذية .. الأمراض
(2)د. مزاحم مبارك مال الله
حرقة المعدة /
وظيفة المعدة هضم الطعام بأستخدام العديد من الأنزيمات والمواد البايوكمياوية المعقدة ، ومن هذه المواد حامض الهيدروكلوريك، حيث تفرز بكميات غير محسوبة(خارج السيطرة المركزية) لأسباب وعلل عديدة ، تؤدي في بعض الأحيان الى حالة نطلق عليها حرقة المعدة ، الحموضة (ويطلق عليها الناس "جالي")وفي بعض الأحيان يشعر المصاب بحالة أسترجاع للمادة الحامضية الى المرئ، كل هذه الحالات تؤدي الى تقلصات في المرئ مع صعوبة بالهضم، غازات وعدم ارتياح ناهيك عن الآلم في الكثير من الحالات. والمطلوب أن يعرض المواطن نفسه أمام الطبيب لغرض أجراء الفحوصات والتحاليل من أجل تشخيص الحالة لوصف العلاج اللازم.
أما الحموضة التي تتعرض لها الحامل فأسبابها تكمن في بالهورمونات التي يفرزها الحمل التي تجعل عضلة المرئ السفلى مرتخية ، وكذلك فأن تقدم عمر الحمل يتسبب بالضغط على المعدة وبالتالي تصبح عامل مساعد لأرجاع محتويات المعدة الى المرئ .
ومع ذلك فهناك العديد من الأرشادات التي يجب أتباعها لتخفيف الأعراض والأسراع بالشفاء ومنها :ـ
1.الأمتناع عن التدخين والكحول، فالتدخين يمنع افراز اللعاب المهم جداً لمنع نمو الكتيريا في الفم وكذلك يحول دون تعرض أنسجة المرئ للتلف فهو يغسل بطانة المرئ وبالتالي فكل هذه مجتمعةً تمنع ارتداد الحامض الى المرئ، ناهيك عن التدخين نفسه يُحفز بطانة المعدة على أفراز الحامض ، ومن الثوابت فأن التدخين يُرخي عضلة المرئ العاصرة وكذلك يُنشّط حركة أملاح الصفراء مما يجعل حامض المعدة أكثر ضراراً.
2.تجنب تناول اللحوم الحمراء والدهون وتُفضل اللحوم البيضاء والأسماك.
3. الأبتعاد عن الأغذية التي تهيّج بطانة المعدة والمرئ والتي يخبرها المصاب نفسه بتجربته الغذائية، ومنها(عصير البرتقال، الليمون، عصير كريب فروت، عصير التوت، الطماطة، البطاطس المحمرة ، الأيس كريم، المعكرونة والجبن، السباكيتي بالصلصة، النبيذ والقهوة والشاي، توابل السلطات والخل والبهارات والمواد الحارة، الشيكولاته والفطائر المصنعة بالزبد.
4. الأكثار من السوائل، والخضروات الطازجة.
5. يوصى بتناول المواد التالية:ـ الزنجبيل الطازج/ حيث يقوّي العضلة العاصرة السُفلى في المرئ حيث تعمل هذه العضلة كالصمام تمنع رجوع حامض المعدة الى المرئ. والزنجبيل الطازج.
الغازات وعسر الهضم /
حصول الغازات يعني الأمر متعلق بالأمعاء والقولون تحديداً ، وهنا أسباب عديبدة ، نذكر منها: تهيج القولون، ألتهاب القولون، مشاكل المرارة (كيس الصفراء)، البواسير، ألتهابات المسالك البولية ، السمنة،تناول الطعام السريع ، تناول بعض أدوية الأمراض المزمنة ، تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على المواد والزيوت الطيارة أو تلك التي تطلق مواد غازية أثناء الهضم والأمتصاص كالبقوليات الجافة ، البصل، الفجل، الثوم، اللهانة والقرنابيط والبروكلي، أحيانا الحليب وغيرها.لذا ننصح بما يلي :
1. الأبتعاد عن تناول كل ما من شأنه أن يسبب هذه الغازات والأنتفاخات، ومنها الأطعمة المحلاة بالسوربيتول الذي يتحلل الى غازات كثيرة، وهناك مجموعة من المواد الغذائية ننصح بتجنبها أو التقليل منها:الأسماك المحفوظة، الطرشي، الزيتون، الجبن، المقليات بشكل عام، البقوليات الجافة،اللحوم الحمراء، الكبد، الكلاوي، الطحال، الكريمة، العصائر المحفوظة الجاهزة، المشمش، التين، المياه الغازية، العنبة .
2. الأستقرار النفسي والأبتعاد عن التوتر يقلل من الأعراض التي تصاحب تهيج القولون العصبي،مع أخذ قسط وافر من الراحة والنوم .
3. ننصح بتناول النعناع لأنه يعمل على استرخاء عضلات الأمعاء.
4. يفضل تقسيم الوجبات الغذائية الى أكثر من ثلاثة رئيسية ،مع المضغ الجيد(الأهتمام بالأسنان وطُقم الأسنان)، وعدم الأمتلاء أثناء تناول الوجبات.
5. التدخين وتناول الخمر سبب رئيسي بحصول حالات الأنتفاخات والغازات.
الأمساك/
التبرز وظيفة الجهاز الهضمي التي تخضع الى نوعية وكمية الغذاء الذي يتناوله الشخص وكذلك تخضع الى الجهاز العصبي السمبثاو(الطبيعة الجسمانية) الذي يرفض التدخل بوظائفه وخصوصاً في حالة الأمساك بأستخدام العقاقير.الأخراج هو تعوّد، فهناك من يتغوط مرة وهناك من يتغوط مرتين، والأمساك حالة يعاني منها الأطفال والكبار وأسبابه تختلف بينهما ومنها الطبيعة التغذوية والحالات المَرَضية وغير المَرَضية والأدوية التي يستخدمها بعض المرضى.
وهناك ثلاثة أنواع للأمساك/
1) الأول خاص بضعف حركة الأمعاء الناتج عن نقص السوائل، وعن عدم تنظيم مواعيد الغذاء وقلّة تناول الطعام، عدم أحتواء الطعام على الألياف، نقص فايتمين(بي)، نقص البوتاسيوم، عدم انتظام مواعيد التبرز كالستيقاظ المتأخر أو حبس التغوط واخيراً استخدام المسهلات والحقن الشرجية .
2) الأمساك الأنقباضي الناتج عن زيادة توتر عضلات القولون كتناول أطعمة مهيجة للقولون، التوتر الذهني.
3) الأمساك الأنسدادي ناتج عن وجود ورم أو تضيق القولون.
وعموماً فأننا ننصح بما يلي:
1.تجنب تناول الأطعمة الجاهزة والمعلبة والمجمدة.
2.تقليل عدد مرات وكمية تناول القهوة والشاي.
3.تجنب تناول الرمان وشرب العصائر الجاهزة.
3.ننصح بممارسة الرياضة وحتى بأبسط صورها كالمشي وكذلك تدليك البطن 20 ـ 30 مرة في الصباح الباكر.
4.ننصح بتناول الخضروات الطازجة مثل الجرجير، البقدونس، الكراث، الخيار والخس والتفاح والخوخ والموز والمشمش والتين لأحتوائها على الألياف، وكذلك فأن عصير الفواكه(الفراولة والعنب) غني بالبوتاسيوم والأياف.
5. تناول كميات وافرة من الماء وخصوصاً في فترة الصيف فيجب مضاعفة الكمية.
6. استخدام مجموعة فايتمين(بي)على شكل أبر أو حبوب أوشراب مفيد جداً.
لا ننصح بتناول المسهلات لأنها تودي الى تهيج الأمعاء والتهابها مما يسهل أمتصاص البكتيريا وأنتشارها الى المسالك البولية،وكذلك تودي الى تلف الضفيرة العصبية، هذا ناهيك عن حالات أنفجار الزائدة الدودية نتيجة ألتهاب الأمعاء، وأخيراً فأن أستخدام المسهلات يسبب زيادة الجرعة بشكل تقادمي. وكذلك لاننصح بالأستخدام المستمر للحقن الشرجية لأنها تسبب الجروح والقروح أضافة الى عدم أعطاء فرصة الأنعكاسات الطبيعية الخاصة بالأمعاء لتأدية وظيفتها.
حساسية الأطعمة /
وهي رد فعل الجهاز المناعي تجاه المادة الغذائية على أنها ضارة بالجسم وكمحاولة لحمايته منها لذا فالجسم يُطلق خلال دقائق ـ ساعات أجسام مضادة تجاه تلك المادة وحينما يتناولها الأنسان مرة أخرى فيقوم الجسم بأفراز كميات من مواد بايوكيمياوية معقدة كالهستامين تسبب ظهور أعراض الحساسية التي تؤثر على كل أجهزة وأعضاء الجسم. أن أي أنسان معرض لحالة الحساسية الغذائية ولكن العامل الوراثي يلعب دوراً فاعلاً. ولقد أكتشف العلماء أن الشخص الذي لديه تحسس من بعض الأطعمة فيكون لديه تحسس من الغبار وشعر القطط وحبوب اللقاح وبعض أنواع الأدوية، والكبير الذي تظهر عليه علامات التحسس الغذائي حينما يكبر فأن تأريخه الصحي يشير الى حساسية الجهاز التنفسي لديه حينما كان صغيراً. ورغم أن أي طعام ممكن أن يسبب الحساسية ولكن هناك ستة أنواع من الأطعمة التي تسبب 90% من حالات الحساسية لدى الأطفال وهي:ـ
الحليب، البيض، الفول السوداني، القمح، فول الصويا والمكسرات ولدى بعض الكبار حساسية من السمك أو من الباذنجان أو من الطماطة.
اعراض حساسية الطعام:ـ
1.تورم الشفتين والفم والحنجرة.
2.مجرد دخول الطعام يأتي الشعور بالقئ ثم التقيؤ، أسهال، شد عضلي.
أحمرار الجلد، طفح جلدي، هرش.
في الحالات الشديدة تحدث الصدمة التحسسية الناتجة عن التفاعلات البروتينية (غالباً ما تحصل في الأطعمة الملوثة أو المتفسخة وخصوصاً المعلبة) فتكون الصورة كالأتي:ـ
1.بثور جلدية وحكة شديدة.
2. تورم الحنجرة.
3.صعوبة التنفس.
4.عدم أنتظام ضربات القلب.
5. فقدان الوعي.
6. الموت.
ـ يتبع ـ
الأطعمة ..التغذية .. الأمراض (1)