| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

                                                                                     الأحد 17/4/ 2011



الأطعمة ..التغذية .. الأمراض
(3)

 د. مزاحم مبارك مال الله

داء السكري /
لم يعد مرض السكر بخافٍ على أحد حتى لأولائك الذين لم يصابو به أو لم تسنح لهم فرصة التعلم ، ومع ذلك يبقى الهاجس اليومي للمصابين بهذا الداء هو كمية ونوعية الطعام الذي يتناولونه ويبقون يسألون المعنيين حول التغذية السليمة بل الكثير منهم يقضي أوقاتاً في سبيل من يدله على علاج يشفيه تماماً ونهائياً لذا ترى مثل هؤلاء المصابين يجربون كل شئ وأي شئ ومنها ورق الزيتون،بذور التمر وغيرها العديد من المواد وجميعاً لاتأتي بالنتيجة المرجوّة ، ويبقى مفتاح العيش براحة وأستقرار مع هذا المرض مرهون بتطبيق تعليمات الأطباء والتي يمكن أختصارها بأمرين مهمين:ـ
الأول ـ الألتزام بالحمية الغذائية / أي بمعنى أن المصاب بداء السكر يحمي نفسه غذائياً.
الثاني ـ أستخدام العلاجات بشكل منتظم ومستمر ومراجعة الطبيب بين أوان وأخر.

هذا ناهيك عن جملة من الأجراءات التي يجب أن يتخذها المريض ومنها درايته ومعرفته بالمرض ومشاكله ،أضافة الى أهله أو المحيطين به، ومنها العناية بالنظافة الشخصية ، فحص نسبة السكر بشكل مستمر، أخذ المقويات وخصوصاص مجموعة فايتمين (بي) المفيدة جداً لحماية الجهاز العصبي من تاثيرات السكري.

هناك كم هائل من المرضى الذين لم يلتزموا بالتعليمات وبالتالي تكون مستويات السكر لديهم عالية دوماً وبالنتيجة تراهم يتحولون من الحمية الغذائية وتناول بعض الحبوب المهبّطة للسكر الى أستخدام جرعة الأنسولين اليومية والتي لازالت طريقة الأبر هي الأفضل من بين كل وسائل تلقي الأنسولين رغم العديد من المحاولات في أيجاد بديل لها علماً أن الأمل كبير بالعلم وبالتطور التكنولوجي العلاجي.

وهناك مفهوم خاطئ لدى بعض المصابين وهو أنه لايريد أن يستخدم علاج وحينما نتقصى عن السبب يقول:(لاأريد التعود)، الموضوع ليس تعوّد من عدمه، الحال ببساطة أنك مصاب بأرتفاع مستوى السكر فيجب أن تعمل شئ وأشياء من أجل خفضه، وتخفيض مستوى السكر يتم من خلال :ـ
1.الحمية الغذائية مع او بدون:
2.الحبوب، وهي نوعان(خافضة للسكر، مساعدة للتخلص من السعرات الحرارية العالية ويُطلق عليه الـمساعد).
3. أبر هورمون الأنسولين.

وللتوضيح فهناك العديد ممن يلتزمون بالحمية الغذائية وتراهم محافظين على مستوى السكر في دمائهم وهناك العكس.
أن جوهر الموضوع هو كيفية التقليل من كمية السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والناتجة عن تناول الطعام(أن السعرات الحرارية عالية جداً في السكريات والدهنيات والنشويات)،هذه السعرات لايمكن لها أن تنتج ألاً بأستخدام الأنسولين الذي تفرزه غدة البنكرياس، فاّذا ما كانت نسبة الأنسولين التي يفرزها الجسم أقل من مما تحتاجه كمية الطعام الداخلة للجسم فأن السكر سيرتفع ،علماً أن بعض المصابين بداء السكر من النوع الأول(غير الوراثي/ أي بأعمار صغيرة) فأن الأنسولين لديهم مفقود تقريباً لذلك لابد من الأعتماد على الأنسولين(الخارجي) الذي يزرقونه يومياً من أجل أن يبقوا على قيد الحياة، أما الذي تتطور عند الحالة ولشتى الأسباب فأن الحبوب لم تعد تكفيه فنضطر الى تحويله على علاج الأنسولين.

وفي كل الحالات يبقى موضوع التغذية هو الموضوع الأرأس للتعامل مع داء السكري، لذا فعلى المصاب بداء السكري أن يحمي نفسه ويمنع حصول المضاعفات من خلال الألتزام بما يلي:ـ
أولاً ـ الأطعمة والمواد الغذائية الممنوعة تماماً ـ الدبس، العسل ، التمر ، المرطبات(ببسي وما شابه) الحلويات والعنب والرقي والسكر الأعتيادي .
ثانياً ـ تجنب تناول المقليات ويفضل تناول الأطعمة المسلوقة والمشوية مع نزع جلد السمك والدجاج.
ثالثاً ـ تجنب تناول الدهون وتشمل(القيمر،الزبد، الجبن المطبوخ/المعلب،الباجة ،الكبد، الكلاوي ، بيض الغنم، صفار البيض).
رابعاً ـ تجنب تناول البقوليات الجافة.
خامساً ـ التقليل من تناول اللحوم الحمراء ويُفضل لحم الدجاج الأبيض والأسماك.
سادساً ـ يُفضل تناول المواد التالية مع أتباع الأرشادات:ـ
1.كافة أنواع الخضروات(الكرفس والنعناع وغيرها أضافة الى الباذنجان والشجر واللهانة والقرنابيط واشباهها).
2. نوع واحد من الفاكهة ولمرة واحدة يومياُ، موزة واحدة ،أو تفاحة واحدة أو برتقالة واحدة وهكذا.
3. البقوليات الخضراء مفيدة جداً وهي التي ننصح بتناولها من قبل المصابين بداء السكر.
4. ننصح بتناول 2 ـ 3 سن من الثوم بين أوان وأخر.

ملاحظة /اذا كان سبب الأصابة بداء السكري هو السمنة المفرطة فأن تخفيض الوزن يعدّ المفتاح الرئيس في أعادة توازن السكر في الدم.
أما موضوعة الحمل والسكر فهناك حالتان، الأولى حينما تكون المرأة مصابة بالسكري قبل الحمل وهذا يتطلب تنظيم مستوى السكر لديها قبل وأثناء الحمل وكذلك المتناع عن تناول الحبوب المهبطّة للسكر في الدم وتنظيم سكرها بواسطة الأنسولين لأن الحبوب تسبب تشوهات خلقية لدى الجنين. أما الحالة الثانية وهي الحامل التي يرتفع عندها السكر جراء الحمل فننصحها بالمراجعة الدورية المستمرة لمراكز الرعاية الصحية الأولية لأن أرتفاع السكر في الحمل يعدّ من عوامل الخطورة التي تتطلب اهتام خاص بالحامل وحملها.

أرتفاع ضغط الدم /
أرتفاع ضغط الدم أما وراثي وهو ما يحصل بالأعمار المتقدمة أو هناك خلل في أحد أعضاء الجسم يؤدي الى أرتفاعه، ومع ذلك فأن السمنة وتصلب الشرايين هي من العوامل الرئيسية في ذلك ،لذا فالأبتعاد عن مواد غذائية(بعينها) تساعد بشكل مباشر بأستقرار الضغط أضافة الى أن العامل النفسي يؤثر مباشرة ً في حالات ارتفاع الضغط ناهيك عن تناول بعض العلاجات كالكورتيزونات أو حبوب منع الحمل وأشباهها اضافة الى التدخين.

والأطباء يولون أهتماماً خاصاً بتخفيض الوزن وأصبح العلم يعتمد على النظرية الحديثة التي تتخذ من الكتلة الجسمانية المؤشر الرئيس في تنظيم حياة الأنسان الأعتيادي او المصاب بأحد المراض المزمنة ،والكتلة الجسمانية تعني نسبة الكتلة بالكيلوغرام(والخطأ الشائع القول "الوزن" لأن الوزن لايقاس بالكيلو غرام واجزائه وأنما بوحدة قياس يُطلق ـ نيوتن ـ) مقسمة على مربع الطول بالمتر./ وقد تناولنا هذا الموضوع في مقال سابق.
اذن الكتلة الجسمانية هي المعتمدة ويجب ان لاتتخطى حدود المقبول التي تتراوح بين 19,5 ـ 24,5.

يتطلب بالنسبة للذين ترتفع لديهم هذه النسبة الى العمل على تقليلها من خلال التقليل من كمية السعرات الحرارية التي تدخل أجسادهم وكما بيّنا في اعلاه بتحديد كميات الأطعمة والأكلات التي تطلق سعرات حرارية عالية كالدهون والسكريات والنشويات.

وهناك عامل اخر يتدخل في ارتفاع الضغط وله علاقة بالطعام والتغذية وهو ذلك المتعلق بكميات الأملاح التي يتناولها الأنسان، وأن الملاح هي مركبات كيمياوية مؤلفة من عدد من العناصر وأكثر الأملاح شيوعاً بالأستخدام هو ملح الطعام وهو مركب من عنصري الصوديوم والكلور فهو(كلوريد الصوديوم)وهذا يعني ان الضغط يتأثر بالعناصر التي تتحلل اليها المركبات وألينا ان نتصور كم من هذه العناصر موجودة في المواد الغذائية وليست بشكل أملاح، أي بمعنى أن عنصري الكلور والصوديوم اللذان يؤلفان ملح الطعام فكم موجود منهما بشكل حر أو مركب في كل الأطعمة،على سبيل المثال: الخضروات رغم أننا ننصح بتناولها ولكنها تحتوي على هذه العناصر ، والخضروات نقصد بها حتى التي تحتاج طبخ ، الأسماك البحرية كذلك تحتوي على نسبة عالية من هذه العناصر.

وهناك عامل مهم أخر بالنسبة لأرتفاع ضغط الدم وهو تصلب الشرايين الذي تعد الأكلات الدهنية عامل رئيس فيها. أما اللحوم الحمراء فتحتوي على مركبات اليوريا بكميات مرتفعة والتي تساعد على أرتفاع الضغط.
لذا فأننا ننصح الذين يعانون من أرتفاع ضغط الدم أتباع ما يلي:ـ
1.تخفيف الوزن وممارسة الرياضة.
2. تجنب ملح الطعام والمواد الغذائية الأخرى التي تحتوي على عناصر ترفع من الضغط ، أما الحامض فيساعد على تغيير المذاق ولايخفض الضغط.
3. تجنب تناول اللحوم الحمراء.
4. الأبتعاد كلياً عن الدهون بما فيها المواد الغذائية التي تحتوي على دهون أصلاً كصفار البيض ، الباجة ، الكبد وبيض الغنم الزبد ، القشطة ، القيمر ، الجبن المطبوخ وغيرها.
5. الأبتعاد عن الموالح كالبهارات والطرشي والعنبة.
6. الأقلال من شرب القهوة.
7. التدخين يعد أحد الأسباب الرئيسة في تصلب الشرايين وهذا ينطبق على الكحول ايضاً.
 

ـ يتبع ـ
 

الأطعمة ..التغذية .. الأمراض (2)
الأطعمة ..التغذية .. الأمراض (1)

 

 

free web counter