| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

قرطبة عدنان الظاهر

 

 

 

                                                                                     الثلاثاء 15/11/ 2011



الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة
نيكولو ماكيافيلي (1469ـ1527)
(
Niccolo Machiavelli)
(الجزء الثاني) 3

قرطبة الظاهر 

2.6          الفرصة Occasione وقيمة الساعة التأريخية Qualita dei tempi

بجانب الحظ والمهارة نتعرف اليوم على صفتين جديدتين يؤكد عليهن نيكولو ماكيافيلي في كتابه الامير وهما الفرصة Occasione  وقيمة الوقت والزمن في انتهاز الفرص واستخدامها في الوقت المعين وفي المكان والظرف المعينين. يقول ماكيافيلي إن على الامير ان يعلق عباءته في الجهة التي تأتي منها الريح إذ انه لا يتماشى مع مبادئ معينة ويتوجب عليه ان لايكون صاحب مبدأ. ويؤكد أن ذكاء الرجل ليس له علاقة بما طرحه ارسطو في نهج القيم, الذكاء Phronesis هو صفة من صفات الانسان السياسي الاجتماعي، بل يعتبرها ماكيافيلي التوجه الذكي في حالة معينة تعد له النجاح والانتصار في الحكم. وكما هو الحال في قوة الحظ التي تتطلب توقع ما يحدث بحكمة والاعتماد على قوة الرؤية بعيدة النظر في إتخاذ الموقف الحاسم والحازم ينظر ماكيافيلي إلى الفرصة بنفس الابعاد والحسابات ويدير حوارا مفصلا حولها: "مَنْ هذه التي تبدو لي أزلية التكوين والحياة، مزينة المحيا مقصودة من السماء؟ لم لا تتوقفين عن الحركة؟ ولِمَ جناحاك في قدميك؟ أنا الفرصة، معروفة لدى القليلين. السبب في تحركي الدائم هو أنَّ احد اقدامي مثبت على عجلة. شعري ممشط إلى الامام كي اغطي وجهي وصدري كي لا يعرفني احد حين أبدو له . رأسي من الخلف عارٍ من الشعر لذا يكاد من الصعب على المرء أن يراني حتى لو استدرتُ له." من الواضح أن صلعة الرأس تمثل الفرصة الضائعة. في وصف الفرصة لماكيافيلي نلاحظ الالهة الاغريقي كايروس Kairos إله الوقت السانح بنفس المعاني المأخوذة من الفلسفة الاغريقية. لذا يقال ايضا عن سياسة ماكيافيلي إنها السياسة الكايرولوغية التي تستهدف استخدام الفرص السانحة للتصرف إستناداً على قوة الحظ والمهارة السياسية. لكن هل تستهدف الفرصة السانحة إلغاء القيم الاخلاقية والدينية؟ هل تكوّن الفرصة لصوصاً وأمراءَ حرب والتاريخ ملئ بهكذا وقائع؟ مع كل ما نراه من ماكيافيلي علينا أن نعلم بأن ثمّة فُرصاً سانحة لم يتم إستغلالها أصلا. ويبقى الضغط السياسيُّ قائماً في فكر ماكيافيلي في إخراج البلاد من معمعة التفكك وتوحيدها تحت مظلة ايطالية واحدة وطرد المستعمرين الاجانب والمرتزقة.

2.7 الضرورة  Necessita

يختبئ هذا التعبير في زوايا كثيرة من كتاب الامير. وكما يقولُ العربُ للضرورة أحكام تنطبق الضرورة على المعطيات التي تدفع بالانسان إلى التصرف الاجباري. ضرورة النهوض والانهيار للسلطة في عملية مستمرة عبر التأريخ تعد بالنسبة لماكيافيلي أمراً لا بد منه وهو أمر طبيعي جدا يتعاطى مع تغيرات البيئة والطبيعة السياسية التي تطرأ بشكل مفاجئ أو غير مفاجئ على كل نظام الحكم. فبعد أن تُعقد الاتفاقاتُ الدولية وتُوقع يعاد النظر بها فتمزق وتختل موازين الحكم وتندلع الحروب وينهار النظام باسره ليحل محله نظام آخر بنفس الطقوس السياسية أو باصلاحات واسعة. في بعض الاحيان يجبر الانسان على أن يستعين بضرورة التصرف على اثر حالة طارئة. لذا يضطر القائد العسكري أن يضع جنده أمام امر واقع مزرٍ كي يجبرهم على القتال. كما صرخ القائد طارق بن زياد في عسكره عندما وقف على جبل ما بين المغرب وشبه الجزيرة الايبيرية: "أيها الرجال أين المفر؟ البحر وراءكم والعدو أمامكم..." ليُجبر جنده على القتال. أما الحظ Virtu فيكون اقوى من الضرورة عندما لا يبقى هناك أي مجال لحرية الاختيار (كتاب الخطابات Discorsi، الجزء الاول). الضرورة هي تعبير أخر لحالة الطوارئ او الازمة التي تتطلب تظافر جهود جميع القوى لتحويل الحالة إلى الاحسن. لكن السؤال هو ما هو جوهر الضرورة من الناحيتين القيمية والقانونية؟ هناك مقولة تقول: الضرورة لا تعرف الحق أو necessitas non habet legem. ماكيافيلي يريد الابتعاد الكلي عن القيم والحقوق ويؤكد على أن يكون الدوق أو الامير بعيدا عن القانون والقيم من اجل ضرورة الحفاظ على نظام الحكم :"necessitato, per mentenere lo stato" بعيدا عن الانسانية والرحمة والدين والاخلاص. (كتاب الامير الجزء 18) مؤشرا بذلك إلى الحالة الاجبارية أو الطارئة التي تمر بها البلاد والتي تتطلب من الحاكم إتخاذ الامر اللازم. من هذا المنطلق تولد نظرية "إلزاميات الدولة" nécessité d’état والتي تنضوي تحت نظرية raison d’état أو بما يعرف ب"حق الدولة".

2.8 الاسد والثعلب

يلفت الجزء الثامن عشر انتباه كل قارئ لما يحتويه من نصائح بعيدة كل البعد عن القيم الاخلاقية والدينية. إذ ان ماكيافيلي ينصح الدوق بأن لا يلتزم بأية كلمة يقطعها على نفسه أو على رعيته. بل اكثر من ذلك انه ينصح الامير بعدم الالتزام والابتعاد عن الثقة بالاخرين. الثقة او fides كلمة استخدمها الرومان القدماء ابان حكمهم للممالك الاخرى ضمن الامبراطورية الرومانية وهي تشكل العلاقة الوثيقة بين الحاكم والمحكوم والولاء للامبراطورية انذاك. وسائل الحاكم هي القوة كالاسد والمكر كالثعلب. إنهما الصفتان اللتان يتمتع بهما الطاغية. على الدوق أن يتحلى بانسانيته الفطرية وبحيوانية طبيعية كمحاباة الشعب واستخدام القوة المفرطة على حد سواء. عليه ان يتخذ من الثعلب والاسد مثالين عاليين لحكمه. الاسد ضعيف أمام الثعبان والثعلب ضعيف أمام الذئاب. لذا على الدوق أن يكون ثعلبا كي يعرف او يتعرف على الثعابين ويكون أسدا كي تهابه الذئاب. هذه الميتافيزيقيا غير غريبة في الفكر السياسي إذ نجدها في حياة بلوتارخ وسيزيرو بأختلاف المضامين. ماكيافيلي لا يتحدث عن الطاغية بل يحول صفات الطاغية إلى صفات الدوق الناجح. على الدوق أن يغطي حيوانيته الطبيعية ويكون ممثلا كبيرا ومنافقا في آن واحد.

لقد استخدم ارسطو مفرد الانسان ويذكر أن الانسان السياسي هو انسان اجتماعي  zoon politicon echon يعيش في المدينة. كل من يولد خارج أسوار المدينة هو إما حيوان مفترس أو إنه إله. الدوق إذاً لا يجسد لارسطو الانسان السياسي لانه لا ينتمي إلى مجتمع المتساويين والمشتركين جميعا في السلطة عبر التغيير المستمر للمناصب. الدوق يقف على بعد مسافة من الجميع وفوق القانون إذ انه لا يحتاج حتى أن يتمسك بالقانون. في نفس الوقت يعد هذا الدوق بعيدا عن صنف البشر كونه يحمل صفات حيوانية. إنه شيطان إصطناعي يأخذ من البشر ما يحتاجه وفي نفس الوقت ينزل تحت منزلة البشر في تصرفاته وسلوكه.

3. من هو الدوق أو الامير في نظر ماكيافيلي؟

يتناول مكيافيلي في كتابه الامير شخوصاً تأريخية عدة عاصرت العصر القديم او معاصرة لعصره. ويسمي الحكام الذين يعتقد بانهم قادوا بلادهم بمهارة وجدارة باسمائهم وهم النبي موسى وسايروس ورومولوس وثيزويس. أُعتبرَ النبي موسى في عصر النهضة الاب الاعلى والمثال الاعلى للمجتمع. إذ رسمه وجسده النحات والرسام الشهير ميكائيل انجلو Michaelangelo في عده لوحات ونحوت. المجسم للنبي موسى كان هدية للقائد يوليوس الثاني (1513ـ 1516). لكن موسى ماكيافيلي هو ليس النبي موسى لميكائيل انجلو. إنه القس الدومينيكاني سافونارولا Savonarola الذي اسس دولة دينية وحكمها لاربع سنوات وكان يقارن نفسه بالنبي موسى الذي يوصي الناس بالوصايا العشر. يستعين ماكيافيلي بالسافونارولا ليوضح مثال النبي غير المسلح وكيف تنتهي حياة وحكم كل نبي عندما لا يستطيع أو يجيد حمل السلاح للدفاع عن حكمه. سافونارولا يُقهر بينما ينتصر النبي موسى ويحرر شعبه من فرعون ويخرجه من مصر. في عام 1498 تم حرق القس سافونارولا بأمر من البابا في ساحة بياتسا ديلا سينيوريا Piazza della signoria. إذاً، هل النبي موسى هو الدوق أو الامير لماكيافيلي؟ يتهم الاخيرالباباوات في روما بأنهم هم سبب كارثة ايطاليا وكل الازمات التي حلت على البلاد. من هذا المنطلق نؤكد بأن الدوق هو ليس النبي موسى.

يدأبُ ماكيافيلي على مدح سيزارَ بورجا Cesare Borgia إبن البابا الاسكندر السادس في الجزء السابع من كتابه الدوق أو الامير. بورجا شكل نظام حكم ما بين الاعوام 1499 وحتى 1503 يُعد مروّعاً ومريباً في تاريخ ايطاليا لكنه فاشل بامتياز. استطاع بورجا أن يتقلد الحكم في روما بمساعدة والده البابا وبرعاية ملك فرنسا. يلتقيه ماكيافيلي في فلورنسا ويكتب بعد ذلك 52 كتابا رسميا (Legazioni) حول الحوار الذي دار بينه وبين بورجا في عام 1502 يصف فيها نهوض وانهيار السلطة متعجباً من النهوض مرةً ومشمئزاً من الانهيار مرةً اخرى. تحت مقولة crime doesn’t pay لا يعتبر بورجا هو دوق ماكيافيلي بالرغم من شخصيته التي كتب عنها الكثير من الفلاسفة والمؤرخين كما اسماه الفيلسوف نيتشه بالحيوان المفترس. كان معروفا بجرائمه الشنيعة التي ارتكبها بحق خصومه. يذكر ماكيافيلي قصة المدينة سينيغاليا والحاكم راميرو دوركو Ramirro d’orco: عندما ثارت بعض الفرق العسكرية على بورجا دعاها الاخير إلى مدينة سينيغاليا للحوار والتراضي. إستجاب الثائرون واجتمعوا جميعا في تلك المدينة. أمر بورجا على اثر ذلك التجمع بأسرهم جميعا ثم إعدامهم على الفور. عندما قام الحاكم راميرو دوركو بحملات تصفية جسدية في إثر ثورة عليه في رومانيا Romagna أمر بورجا باعتقاله. في ساحة سوق مدينة سيينا Cesena تم قطع جسده إلى قطعتين ونحر راسه ووضعه على سكين حاد منصوب على خشبة طويلة ليُري الناسَ رأسه المجزور وليكون عبرة لكل من يخالف أوامر بورجا أو يحاول أن يكون اقوى منه طغيانا واستبدادا. بهذا الفعل الشنيع قد اوضح بورجا كيف يعامل الدوق أو الامير رعيته. عندما يموت والد بورجا عام 1503 يفقد الدعم والسند الابوي ويفقد قوة الحظ والمهارة في آن واحد. ماكيافيلي يقدم إلى روما ليحضر طقوس تتويج البابا الجديد ويكون بذلك شاهداً على الاحداث التأريخية. اول المتوجين هو بيوس الثالث الذي توفي بعد 28 يوما من تتويجه كي يخلفه يوليوس الثاني الذي عاش طوال فترة حياته في المنفى إبان حكم والد بورجا. لذا اراد يوليوس الثاني عند تتويجه للبابوية الانتقام من بورجا: في بادئ الامر قرر أن يبقي بورجا في منصبه حاملا لراية الجند البابويين  Gonfaloniere. ثم أمرَ باعتقال بورجا واجبره على التخلي عن جميع ممتلكاته. في سنة 1504 يتم اطلاق سراح بورجا. ماكيافيلي يعلق على تصرف يوليوس الثاني بالقول: "يرى المرء، أن هذا البابا قد بدأ يسدد حساباته بكل تفانٍ: إنه يمحوها بإسفنجة محبرته"! ويكتب ماكيافيلي عن نهوض وانهيار حكم بورجا: "لا استطيع أن اقدم أية مواعظ للدوق سوى أمثلة على كل ما ارتكبه هو من افعال." 

الشخصية الثالثة المثيرة للجدل والتي تثير إعجابَ ماكيافيلي هي شخصية المُرتزِق condottiere كاستروتشيو كاستراكاني Castruccio Castracani )1281 ـ 1328) الذي ولد في مدينة لوكا في القرن الثالث عشر وقد قهر الفلورنتيين عام 1325. إستطاع انتزاع الحكم والسلطة من مدينة بيزا ولوكا لصالحه. يجسد ماكيافيلي في كتابه "حياة كاتستروتشيو كاستراكاني" (1520) شخصية هذا الرجل بمبالغة وتلفيق للحقائق حيث يعتبره الاله الذي آتى من اللاشئ والشخصية الغامضة في تأريخ ايطاليا. الرجل اللقيط والذي يشبهه بالنبي موسى، الانسان العصامي الذي كوّن لنفسه مكانة وشخصية مرموقة في المجتمع الايطالي. يكتب الكاتب والروائي الكندي روز كينج في كتابه ماكيافيلي : "..كاستروتشيو وتعني ـ مُخصِي الكلاب ـ كان لقيطا وهي احدى الحيل التي يُعتقد أنها حيكت كي تبرز كيف أن اللبس والغموض يحيط بمولد كافة العظماء، أو كيف أنهم عانوا أقصى درجات العذاب الذي انزلته بهم الالهة فورتونا.." (ماكيافيلي،ص 214). تنتهي حياة كاستراكاني على إثر اصابته في ساحة المعركة اثناء حرب دارت بينه وبين الفلورنتينيين. يوصي ابنه المتبنى بأن يقلص نفوذ حكمه على دويلات صغيرة مع ترك لوكا وبيزا. فورتونا، قوة الحظ ترفع البشر إلى السماء ثم تنزلهم إلى أسفل سافلين. الانثى التي تلعب على اعصاب الرجال وتحارب مشاعرهم وتلاطفها في آن واحد متى أحبّت لكنها تُسقطهم إلى الاسفل متى وجدت الفرصة السانحة لذلك. لقد كان كاستراكاني شديدا مع رجاله مثل بورجا. حيث يعدهم بالتراضي ثم يعدمهم جميعا ريثما يتوافدون اليه للحوار والمباحثات. ماكيافيلي لا يرى تعاسة حياة مثل هؤلاء البشر بل انه يتأسف على عدم قدرة كاستراكاني في الاستحواذ على إمارات وممالك اكثر.

ويبقى السؤال: من هو الدوق في نظر ماكيافيلي؟ من المستحيل ان تكون عائلة الميديشي ، هي الرمز للدوقية والحكم في تحقيق مطالب واهداف ماكيافيلي في نهاية الكتاب، وهي تحرير ايطاليا من البرابرة. كما أن جميع من ذكرهم ماكيافيلي فشلوا في الحفاظ وديمومة انظمة حكمهم مثل بورجا الذي يكنُّ العداء لمدينة ماكيافيلي فلورنسا او كاستراكاني الجبار. وجه الامير يختفي في الغموض ويتحول إلى هيئة بشرية يشتاقها ويتمناها كل انسان يسعى للتحرر من قيود الاستعمار.

لا يذكر ماكيافيلي في كتابه كلمة الطاغية مع العلم أن كل ما يجري في كتابه يدل بوضوح على حكم الطاغية المطلق. يتوضح ذلك ايضا في الجزء الخامس عشر من الكتاب عندما يمد ماكيافيلي الاميرَ بالنصائح. هذه النصائح مستمدة من نظرية الطاغية لارسطو بكل حذافيرها في كتابه Politikos بوليتيكوس، الجزء الخامس. يبدو التقارب ما بين ارسطو وماكيافيلي واضحا. الاخير يأمر الحاكم بالتمويه في طريقة حكمه كحاكم عادل لكنه في الحقيقة طاغية جبار. ربما كان هدف ارسطو هو الاقتداء بالقيم وتحول الطاغية إلى حاكم عادل. بينما يؤكد ماكيافيلي على ضرورة التحلي بصفات الطاغية من اجل تحرير إيطاليا. هذا الاستنتاج يوضح لنا بأن ماكيافيلي لا يريد أن يحسن من طباع او سلوك الحاكم او الدوق. بل ما يهم ماكيافيلي هي النتيجة على ان تكون ايجابية ومكللة بالنصر والفوز. الاستحواذ على السلطة والتسلط هما الامران المهمان في كتاب ماكيافيلي وليس تكوين الدولة حسب مفهوم افلاطون وارسطو. لم يكتب ارسطو عن السياسات الخارجية او عن الحروب بينما يوليها ماكيافيلي اهتماما قويا كجزء من سياسة الدولة. الطغاة في نظرية ارسطو هم الجنود بينما يؤكد ماكيافيلي على عدم الثقة بالجنود لا من قبل الحاكم ولا من قبل المدينة باسرها.

 

الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة - نيكولو ماكيافيلي (1469ـ1527) (الجزء الثاني) -2
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة - نيكولو ماكيافيلي (1469ـ1527) (الجزء الثاني) -1
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة - نيكولو ماكيافيلي (1469ـ1527) (الجزء الأول)

 

 

free web counter