| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

قرطبة عدنان الظاهر

 

 

 

                                                                                     الخميس 22/9/ 2011



الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة
نيكولو ماكيافيلي (1469ـ1527)
(
Niccolo Machiavelli)
(الجزء الاول)

قرطبة الظاهر 

العصر الجديد: النهضة، العلوم الانسانية، النظام الجمهوري

إنطلقت مُفردة ما يسمى بالعصر الجديد لاول مرة في القرن التاسع عشر حيث تم اختياره من قبل الشاعر فرايليكراث وهو العصر الذي يمتد من القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر. أنه عصرُ مليءٌ بالاحداث كأي عصر من العصور التي تطبعت في اوروبا والقارة الامريكية واخذت قالبا متميزا عن غيرها من العصور الاخرى. يختلف علماء التأريخ على وضع بدايات هذا العصر فإنهم يعتقدون بانه قد يبدأ مع إنهيار القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية عام 1453 أو مع إكتشاف القارة الامريكية كما قد يبدأ مع بزوغ الليبرالية الاولى لتوماس هوبس والعلوم الحديثة في الفكر السياسي. بلا شك إنَّ ما هو جديد في هذا العصر هي الدولة ذاتها التي تأسست حديثا بعد الحروب الطائفية وارساء السلام من خلال اتفاقيات ومعاهدات دولية مثل اتفاقية وستفاليا الشهيرة عام 1448. جديد هو المجتمع البرجوازي الذي تخطى مراحل الطبقية الاقطاعية فأنبثقت منه الطبقة الاقتصادية المتميزة بالتجارة. لكن عوائل ارستقراطية مؤثرة حافظت على نظامها الملكي مثل ملوك اسبانيا وفرنسا وانجلترا بينما اصبحت ايطاليا والمانيا عبارة عن دوقيات وممالك ودويلات غير موحدة. جديد ايضا هو النظرة العامة للكون حسب نظرية كوبرنيكوس الفلكية التي اكدت على أن الارض ليست منبسطة كما أعتقد الاغريقيون القدماء وعلى راسمهم العالم بطوليموس بل انها كرة بيضوية وانها لا تتوسط الكون بل انها جزء من منظومة كواكبية. تبنّى هذه النظرية فيما بعد كلٌّ من جاليليو وكيبلر. بذلك تم تجاوز فكر الميتافيزيقيا لارسطو. كما أن اكتشاف الناظور والبوصلة وطباعة الكتب والرصاص هو من إنجازات هذا العصر.  ولا ننسى بأن هذا العصر تميز ايضا بسقوط اخر معقل للحضارة العربية في الاندلس عام 1492 وهي غرناطة.

تنمو خلال عصر النهضة هذا في القرن الخامس عشر، ولادة جديدة لما كان يُسمّى قديماً (Renaissance) أو كما يسميه الايطاليون (Risorgimento): القديم هي الديانة المسيحية والفلسفة الاغريقية والجديد هو البحث في العلوم الانسانية لتجسيد الفكر الانساني المنبثق من الديانة المسيحية وكتب الفلاسفة الاغريق. العودة إلى نقطة البداية من اجل بناء عصر تكسوه معالم الحضارة الفكرية والفنية والعلمية بحلة جديدة بعد التحرر من قيود الكنيسة المسيحية والمحاكم (Inquisition). تتسع دائرة الابداع الفني والمعماري والفكري في المدن ومنها المدن الأيطالية وتتعدد المهارات والابتكارات لتبرز طبقات اجتماعية عائلية متميزة بثرائها وقدراتها على تمويل الفنانين والمبدعين والمتميزين مثل عائلة الميديشي في ايطاليا وعائلة الفوغر والويلزر في المانيا مؤثرة بذلك على انظمة الحكم وعلى ودائع الدولة في تكوين نظام المصارف. إنه عصر بداية الرأسمالية الاولى.

يتميز أيضا هذا العصر بالاصلاح (Reformation) المذهبي الذي تبناه مارتين لوثر لوضع حجر الاساس لمفهوم جديد في الديانة المسيحية. إنه عصر اعادة متمعنة في التأريخ القديم من اجل بناء مؤسسات جديدة وقوانين جديدة وقيم انسانية جديدة وقواعد علمية جديدة. يصف بوركهاردت عصر النهضة في كتابه "حضارة النهضة في ايطاليا (1860)" بانه "إكتشاف العالم والانسان". الانسان يُكتشف من جديد ويصبح فجأة في وسط حلقة العلم كما رسمه الفنان الشهير ليوناردو دافينشي (Humanism). ويصبح بذلك كل ما يدور في رأس الانسان من فكر وفلسفة ومنطق وابداع هو سمة العصر الجديد. تتنافس القيم القديمة مع الحديثة كما تتنافس العلوم القديمة مع اكتشافات حديثة وتتنافس نظريات في الفكر والفلسفة مع نظريات تختلف تماما عن مفهوم أفلاطون وارسطو للديمقراطية والانظمة المختلطة. في هذا العصر تولد التوتاليتارية: انه نظام لا يتطابق مع تكوين هذا العصر، ربما تكّون عبر خطأ انساني يعود إلى طموح المجتمعات الاوروبية في تكوين افضل الانظمة وتكاثف السلطة في مؤسسة واحدة. يؤكد المفكر ليو شتراوس بأن هذا العصر يعد التدمير لقانون الطبيعة دون أن يذكر الاسباب او حتى ان يقارن بين ما كتب عمانئيل كانت وهيغيل وتوكفيلل. بينما يعتبر أريك فوكلين هذا العصر هو عملية إبادة لله بعد ابادة البشرية. على كل من ينظر إلى هذا العصر بسلبياته او ايجابياته أن لا يجهل القول بأن حقوق الانسان ونيله لحرياته وتمتعه في الكثير من وسائل الحياة هي من عطاءات هذا العصر. كما أننا لا ينبغي ان نجهل القول بأن هذا العصر يسمى ايضا بالعصر الكوني، الشمولي (Universalism) فهو عصر كل ما يتعلق بالحياة العامة بالعولمة وبالقوانين الدولية بالرغم من انه لم يتوصل إلى تكوين نظام عالمي سياسي ولم يستطع طرح مسألة مصير العولمة. الشمولية في القيم والاخلاق العامة للناس تصطدم مع تمسك الفرد بقيمه البيتية والعائلية والاجتماعية كفرد. لم يستطع أحدٌ تحديد العلاقة في القيم الانسانية بين الفرد والمواطن عدا جان جاك روسو الذي جمع العلاقتين ووضع القواعد العامة للانسان كفرد وكمواطن في آن واحد. تكون في هذا العصر النظام الجمهوري في مدينة فلورنس الايطالية والذي اشار إليه بارون في كتابه "العلوم الانسانية البرجوازية". وهناك من يقارن النظام الجمهوري الايطالي بالنظام الجمهوري الامريكي. والسؤال الاول يطرح هنا: هل كان النظام الجمهوري الايطالي لمدينة فلورنس ارستقراطياً ام ديمقراطياً؟ ام أن هناك تباين في مفهوم الجمهورية لتوماس مدسن الفدرالستي ومنطق ماكيافيلي الفلورنتيني وجويكارديني البندقي [ البندقية ، فينيسيا ] للانظمة السياسية؟ لتتعدد الانظمة والتباينات في وضع الاسس السياسية لتأسيس الولايات او الدول لا يمكن أن نتجاهل الاوضاع والمعطيات التي تعامل كلُّ هؤلاء الفلاسفة في رؤيتهم الفكرية والتاريخية والسياسية. لم يستطع أحدٌ من علماء التأريخ والفلسفة تحديد مواصفات النظام الجمهوري وعلاقته بالمفاهيم الانسانية لمواطني هذا النظام (citizens Humansism). لقد اعتمد النظام الامريكي الجمهوري في مفاهيمه الاولى على نظرية جون لوك ثم طورها مع الزمن واختلف في المنظور والرؤيا لما كانت تمليه عليه المعطيات السياسية من تيارات مختلفة متعددة التوجهات والايمان مثل التيارات الليبرالية. نمت الاخيرة مع الثورات والحروب واصحاب العقد الاجتماعي وتبلورت مع فكر النظام الجمهوري الحر بالرغم من وجود معارضين كثيرين في السياسية والفكر لليبرالية كنظام يعتمد حرية الفرد واختياره لحياته واحترام خصوصيته وفكره وكل حقوقه الانسانية في ظل دولة القانون التي تحرص على تأمين الحقوق والحريات. بمعنى اخر تحدد الليبرالية سلطة الفرد و سلطة الدولة. بينما ينظر النظام الجمهوري إلى الجماعة وليس إلى الافراد. المسؤولية العامة او الارادة العامة كما سماها جان جاك روسو  volonté générale هي مجموع مصالح الافراد. المصلحة العامة تطغي على مصلحة الفرد وبذلك يفقد الفرد سلطته في قرار الجماعة. لكنه يتمتع بالحرية في مشاركته الفعالة مع الاخرين في نظام الحكم.

يلقي العصر الجديد الضوء على كل هذه المفاهيم لما تفرضه القيم والاديان والاكتشافات والنزاعات والاطماع الاقليمية والدولية على الدول وعلى الافراد لتتجسد رؤى جديدة وتنحصر العولمة في بوتقة الانظمة الشمولية الملكية وينتهي المطاف بالشعوب إلى الثورات في القرن التاسع عشر كما يقول الفيلسوف فريدريك نيتشه: "منذ كوبرنيكوس والانسان يتدحرج من الوسط إلى اللا معروف.."

نيكولو ماكيافيلي (1469 ـ 1527)

نيكولو ماكيافيلي رجل اشتهر كأول سياسي حرر السياسة عن مبدأ القيم. ومن يتطرق لذكر اسمه يتذكر الماكيافيلية وهي.." نظرية وتطبيق تمنح الأولوية للسياسة وتغض النظر عن القيم" (Duden 1966). لقد عبّد ماكيافيلي الطريق للحكام والدوقات من اجل عقد صفقات سياسية مربحة بعيدة عن القيم الانسانية والاخلاق. هل حقا كان ماكيافيلي ماكيافيليا أم انه كان رجلا واقعياً اراد ان يبين ويشرح كيفية ادارة السياسة؟ ام أن شعوره الوطني هو الذي دفعه لتقديم المشورة السياسية من اجل انقاذ ايطاليا من الغزوات الاجنبية؟ ام ان طموحه الجمهوري لتوحيد ايطاليا كان من اولويات اهدافه السياسية؟ لقد اصبح بلا شك ماكيافيلي نقطة تحدٍ للكثير من المحللين. فلا وجود في كتبه لأصحاب العلوم الانسانية الاولى مثل افلاطون وارسطو وسيزيرو. إنه يعود ليؤكد ما كان يمنعه الفلاسفة الاولون: النجاح يعتمد على المنفعة. يحقق ماكيافيلي ثورة في الفكر السياسي ويتنافس في وضعية هذا الفكر مع توماس هوبس معتمدا الحساب والمعادلات والامثلة في العلوم السياسية. يجسد فكره في كتابين شهيرين، الاول هو الامير Il Principe (1513) يضع فيه الأسس لكيفية سلوك الحاكم والاساليب التي يجب اتباعها في حكمه وفي غزواته من اجل ديمومة النظام الحاكم. بينما يشرح في كتابه الثاني المباحثات Discorsi (1519) كيف يتصرف الانسان الجمهوري في مباحثاته السياسية.

                   ·حياته والمعطيات السياسية:

كانت ايطاليا في القرن الخامس عشر عبارة عن قطعة مرقعة من خمس قوى حاكمة: البندقية، ميلانو، فلورنس، نابولي والفاتيكان. كانت كل هذه القوى لا تختلف في قوتها العسكرية او السياسية عن الاخرى الامر الذي جعل هيمنة قوة على اخرى أمراً مستحيلاً. وبسبب ضعف ايطاليا الجيو استراتيجي كمركب من دويلات ودوقيات وممالك اصبحت التدخلات الاقليمية المتواترة على هذه القوى بشكل عسكري وحربي تسبب خطرا كبيرا على ايطاليا. فهناك اطماع فرنسا في نابولي واطماع اسبانيا واطماع القيصر الالماني في الدويلات الشمالية من ايطاليا. لم تكفِ جيوش هذه الدويلات لصد الهجمات العنيفة من الدول الاقليمية فاضطرت الدويلات الايطالية إلى شراء المرتزقة (condottieri) بعد ابرام عقد معهم (condotta) للدفاع عن اراضيهم. فكانت الحروب في ذلك الزمان سوق مربحة لمن يعرض سلعته على الدويلات والحكام. يشكل هذا الوضع برمته حقبة حياة ماكيافيلي في مدينته فلورنس حيث تعيش المدينة حالة من الزعزعة السياسية والاصدامات بين الفرقاء السياسيين الموالين للنظام الجمهوري والعوائل المتنفذة في هذه المدينة مما ادى في عام 1494 إلى سقوط عائلة الميديشي لتعود في عام 1512 إلى الحكم من جديد ثم تسقط مرة اخرى في عام 1527 لتعود إلى سدة الحكم عام 1530 وتنهي بذلك حلم الجمهورية في فلورنس. وبين النهوض والانهيار للسلطة والنفوذ يحاول الفلورنتيون تأسيس نظام حكم بعيدا عن الشمولية والتفرد بالسلطة. فتارة يكونون مجلساً يضم مائة نائب عام 1458 وتارة يضم فقط سبعين نائبا. بعد طرد عائلة الميديشي تمَّ تأسيس المجلس الكبير. وبين الادارة المصغرة govorno stretto والادارة الكبيرة  govorno largo تضيع المواقف السياسية والقرارات وتصبح الدولة لقمة سهلة المنال لمن يتربص بها. إستطاعت فلورنس ان تؤسس نظاما تشريعيا لدورة كل سنتين عبر القرعة.

 لقد عاصر ماكيافيلي كل هذه التخبطات والصراعات الدائرة على النفوذ والسلطة وساهم بشكل او بأخر في تحريك مسار الدولة السياسي. لكن يبقى السؤال مطروحاً: هل كان ماكيافيلي جمهورياً أمْ أنهُ كانَ مُجرَّد رجلٍ سياسي homo politicus لم يكن يهمه من يتّبع بل يهمه أكثر السياسة التي يصنعها؟

ولد نيكولو ماكيافيلي في فلورنس عام 1469 لأب حقوقي من الطبقة المثقفة. أقدم على خدمة الدولة في التاسع والعشرين من عمره. واصبح في عام 1498 مديرا للمجلس الاستشاري الثاني في الدولة إضافة إلى وظيفته كسكرتير في مجلس الأمناء العشر الذي كان مختصا بالشؤون الخارجية والعلاقات العامة. خدم في الدولة حتى عام 1512. خلال هذه الاعوام تمكن ماكيافيلي أنْ يكونَ سفيراً لدى فرنسا او لدى المانيا القيصرية وتسجيل كل ما صار ودار داخل بلاطات الدول من اتفاقيات ومباحثات. تعد مدوناته المصادر القيمة في التصرف والسلوك الدبلوماسي والتي تروي تأريخ نشأة الشأن الدبلوماسي. لم يكن ماكيافيلي دبلوماسيا فحسب، بل توجه إيضا إلى الشؤون العسكرية عام 1506 ليتقلد منصب آمرٍ للجيش. فقد أعدّ خطة لتكوين مليشيا حظيت بالتشريع لتكون قوة شرعية في الدولة استخدمها في الهجوم على بيزا ثم الانتصار وضم بيزا إلى فلورنس.

خدم ماكيافيلي 14 سنة في الدولة. في عام 1512 وعند عودة الميديشي إلى الحكم من جديد تم فصله من جميع مناصبه في الدولة نتيجة مؤامرة حيكت ضده وضد اتباعه وتمت محاكمته وأُدينَ بدفع تعويضات وغرامات طائلة. إنتهت بذلك حياة ماكيافيلي السياسية فقد عاد إلى بيته في ريف San Casciano آملا أن يعود مرة أخرى إلى احدى وظائفه في الدولة. لم يقطع الامل فقد قرر أن يكون محللا سياسيا بارعا مستمدا تحليلاته من خبراته السياسية والدبلوماسية. فأمضى الوقت من شهر يوليو/تموز وحتى ديسمبر/ كانون أول لعام 1513 في كتابة الامير Il Principe.   كتاب من رجل ارستقراطي إلى رجل دولة ارستقراطي ومن امير سجين منفي من السياسة إلى أمير يصارع مرارة السياسة.

يحتوي الكتاب على 26 جزءاً. أما مغزى هذا الكتاب فيوضحه ماكيافيلي في احدى رسائله إلى فرانسيسكو فيتوري Francesco Vettori الذي كان يشغل منصب سفير فلورنس لدى روما. كتب هذه الرسالة في 10 ديسمبر 1513 يشرح فيها حياته العامة التي يقضيها في الريف اجباريا ويعيش أيامه بين الحانات ولعب الورق

بينما يرتدي الملابس الفاخرة ليلا ليجالس اصحاب الفلسفة القديمة. يوضح في الرسالة نيته في التراضي مع الميديشي وتقديم خدماته لهم على أمل الحصول على منصب حكومي والعودة للحياة السياسية هاديا بذلك كتابه الامير إلى جوليانو دي ميديشي Guiliano de Medici. عندما توفي جوليانو عام 1516 تحول إهداء الكتاب إلى حفيد لورينسو الكبير، لورينسو دي ميديشي Lorenzo de Medici لقد كانت السنوات 1512/1513 من السنوات المصيرية في تأريخ حياة ماكيافيلي. ففيها تحول الموظف الدبلوماسي إلى باحث عن عمل في الدولة يقدم خدماته الاستشارية عبر كتاب الامير. لم تلقَ رسالة ماكيافيلي لفيتوريو الثناء بل اهملها الاخير ولم يرد عليها. ادرك ماكيافيلي في عام 1514 بأن لا بُدَّ من العودة للخدمة الحكومية وانصرف مع جموع المفكرين الانسانيين في الحوار والنقاش والتمثيل في مسرحيات ساخرة شارك في كتابة احداها وهي مسرحية الماندراغولا عام 1518. لم يكن يعلم ماكيافيلي بان في حلقة المفكرين الانسانيين جماعة متآمرة ومتفقة على قتل الكاردينال جوليو دي ميديشي. عندما أكتشفت المؤامرة تم إعدام بعضهم وتم ترحيل البعض الاخر. رَسُخ الفكر الانساني في ذهن ماكيافيلي ودفعه لكتابة عمل يعتبر الوحيد الذي تم نشره في تلك الحقبة عام 1522 وهو Dell’arte delle guerra ، عن تقنيات الحرب.

إستطاع ماكيافيلي اخيرا ان يقدم خدماته إلى احد اعضاء عائلة الميديشي عبر وساطة صديقه لورينسو ستروزي Lorenzo Strozzi وهو الكاردينال جوليو دي ميديشي. لم يقلده اي منصب في الدولة لكنه امره بكتابة قصة فلورنس والتي اتمّها عام 1525. بعد ذلك استطاع أن يحصل على وظيفة مشرف على بناء اسوار المدينة عام 1526. عندما انهار نظام الميديشي عام 1527 أعتُبر ماكيافيلي رجلاً انتهازياً ومتعاطفاً مع الاسرة الحاكمة. تم فصله من الدولة ومات عام 1527 دون أن يصل إلى هدفه وهو المشاركة الفعالة في السياسة.

 

 

free web counter